|
النائب الكويتي صالح عاشور: إدمان المخدرات.. وباء عالمي |
جاء ذلك خلال ندوة عن مشكلة ادمان المخدرات في الكويت ضمن فعاليات اليوم الاول للاسبوع الثقافي التوعوي الذي تنظمه ادارة الخدمة الاجتماعية في مستشفى (الاميري) شارك فيها ايضا رئيس جمعية (المدمن المجهول) محمد الشهاب واختصاصي الامراض العصبية الدكتور حسين داود. واوضح عاشور ان الاحصائيات تشير الى وجود حوالي 200 مليون مدمن على المخدرات حول العالم وان 87 في المائة من مدمني المخدرات في الكويت هم كويتيون وغالبيتهم من الذكور. كما اشار الى وجود زهاء 20 الف مدمن في الكويت لقي 155 منهم حتفهم خلال السنتين الماضيتين نتيجة جرعات زائدة. وحذر مدير مستشفى الاميري الدكتور طارق الجاسر في كلمته من مشكلة ادمان المخدرات وقال ان لها تأثيرات متشعبة ليس على المدمن فحسب بل وعلى الاسرة والمجتمع ككل مما يجعل منها "مشكلة عالمية". وشدد محمد الشهاب الذي تم تقديمه على انه "مدمن متعافي" على ان الاعتراف بادمان المخدرات هو الخطوة الاولى نحو التمتع بحياة صحية وسليمة مؤكدا اهمية ادراك مدى انتشار ظاهرة الادمان على المخدرات في المجتمع الكويتي. ومن تجربته الشخصية قال الشهاب " هناك فرقا بين ادمان المخدرات كمشكلة سلوكية او ادمانها كمرض مشبها هذه المشكلة بداء البول السكري الذي يلازم المريض حتى الموت". واضاف ان ما يتعين على المريض المصاب بداء البول السكري هو مراقبة صحته باستمرار وحقنه بالانسولين بينما يجب على المتعافي من الادمان على المخدرات ان يبقى محافظا على نظافته باستمرار. ودافع عن النظرية المطروحة التي تقول ان بعض الاشخاص لديهم ميل الى الادمان على المخدرات منذ اللحظة الاولى لولادتهم وانهم يتحولون في النهاية الى مدمنين عندما يتعرضون الى عوامل معينة تشجعهم على الادمان موضحا ان هذه العوامل قد تكون "رفقاء سوء اوتفكك اسري او ضعف في قوة الايمان". وتحدث اختصاصي الامراض العصبية الدكتور حسين داود عما اسماه ب"اساءة استخدام المخدر" قائلا ان مدمني المخدرات يسيئون بالفعل استخدام ما يفترض ان يستخدم فقط بموجب وصفة طبية او تحت اشراف طبيب. وفي ما يتعلق بقضية اعتبار ادمان المخدرات مرتبطة بالجينات الوراثية اكد الدكتور حسين وجود كروموسوم في جسم الانسان يساعد على منع تعاطي المخدرات لكنه اشار الى انه ونتيجة لعوامل داخلية او خارجية فان هذا الكروموسوم قد يضعف مما يسفر عن سقوط الانسان في فخ الادمان. واوضح ان معالجة مدمني المخدرات تتضمن عادة معالجة من الادمان على الكحول مشيرا الى ان ما نسبته 90 الى 95 في المائة من جميع المدمنين يتعاطون الكحول اضافة الى المخدرات. وعن انواع المخدرات المنتشرة في الكويت ذكر الدكتور حسين مشتقات الافيون كالموروفين اضافة الى الانواع الشهيرة كالهيروين والكوكاكيين مشيرا الى نوع جديد بدأ تداوله في البلاد اخيرا ويطلق عليه اسم "القبضة" وهو عبارة عن خليط مميت من الكوكايين يضاف الى غدة حيوان يعيش في اندونيسيا شبيه بالتنين. واضاف انه وبرغم عدم اكتشاف حالات اصابة نتيجة هذا النوع الا ان اسم هذه الخلطة القاتلة التي يقدر سعر كمية بسيطة منها ب600 دولار بدأت تدور في اوساط المدمنين في البلاد. واكد المشاركون في ختام الندوة اهمية الاعتراف بوجود مشكلة ادمان المخدرات وتوفير الدعم والمساندة الطبية لعلاج واعادة تأهيل المدمنين مشددين على الدور الحيوي للمؤسسات الدينية في هذا الاطار. وتتضمن فعاليات الاسبوع الثقافي التوعوي ايضا ندوات اخرى اذ ستقام ندوة عن رعاية كبار السن غدا الثلاثاء وندوة اخرى عن التنويم المغناطيسي وعلم الحركة بعد غد الاربعاء وستقام هذه الندوات في (مركز ثنيان الغانم) في مستشفى الاميري. واكدت مساعدة مدير مكتب الخدمة الاجتماعية في مستشفى الاميري ماجدة علي اهمية ندوة الغد عن كبار السن واصفة اهمال رعاية كبار السن بالظاهرة المنتشرة في البلاد. وذكرت ان من بين المتحدثين في الندوة التي ستناقش ايضا حقوق المرضى المحامي هشام التركيت. واضافت ان هناك شريحتين في المجتمع تحتاجان اكثر من اي شريحة اخرى الى القاء الضوء عليها وهما الاطفال وكبار السن مشيرة الى ان المكتب سينظم قريبا ندوة عن سوء معاملة الاطفال في الكويت.(كونا) |