اللوبي الصهيوني في مواجهة لارسن

يتحرك اللوبي الصهيوني في كافة الاتجاهات لتغطية المجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في فلسطين، هذا التحرك يغطي مواجهة كافة حركات التأييد العالمي آخرها كان التصريح  لمنسق الامم المتحدة تيري لارسن حول مجازر اسرائيل في جنين والذي لقي ترحيبا واسعا في الاوساط العربية، وهذا الامر ادى الى اغضاب اللوبي الصهيوني في النرويج الذي ضغط بقوة لابتزاز لارسن من اجل سحب مواقفه.

وقد نقلت بعض الوكالات خبرا مفاده ان الخارجية النروجية فتحت تحقيقاً في مصادر اموال المنسق الحالي للامم المتحدة في الشرق الاوسط تيري رود لارسن الذي تشتبه في انه تلقي مبلغاً كبيراً عام 1999 حين كان ديبلوماسياً من دون ان يطلع السلطات المعنية عليه.

وقال الناطق باسم الوزارة كارستن كليبسفيك اننا في صدد اجراء تحقيق بموجب اجراءاتنا الداخلية لتحديد الحقائق قبل استخلاص اي نتيجة .

وكشفت الصحف الاسرائيلية الثلثاء ان مركز شمعون بيريز للسلام منح لارسن وزوجته عام 1999 مئة الف دولار جائزة لمساهمتهما في اتفاقات اوسلو عام 1993 والتي نصت علي الحكم الذاتي الفلسطيني.

واوردت الصحف الاسرائيلية هذه المعلومات في ما يتعرض لارسن لانتقادات في اسرائيل بعدما اعلن الاسبوع الماضي ان الدمار في مخيم جنين حيث دارت معارك ضارية بين الجيش الاسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين طوال تسعة ايام، يشهد علي فظاعة تفوق التصور .

من جهة اخرى نفي منسق الامم المتحدة في الشرق الأوسط تيري رود لارسن ان يكون اخفي عن السلطات النروجية انه حصل وزوجته مني جولو علي مئة ألف دولار من مركز شمعون بيريز للسلام في عام 1999. وصرح لارسن لوكالة الانباء النروجية بأنه عندما حصل علي المنحة المالية جلس معي علي المقعد الامامي نفسه عدد من الرسميين النروجيين عندما منحت الجائزة .

وكذّب لارسن ما ذكرته الصحف الاسرائيلية من انه حصل علي المنحة لأنه كان من الذين خططوا لاتفاق اوسلو وان المنحة كانت خدمة مقابل خدمة ، ويقصد بذلك جائزة نوبل للسلام التي منحت لكل من شمعون بيريز وياسر عرفات واسحق رابين. وقال وزير خارجية النروج جان بترشون انه لن يتحدث عن الموضوع الا بعد ان يحصل علي كامل المعلومات. وشرح لارسن انه أعلم سلطات الضرائب النروجية عن المنحة عندما حصل عليها وقال: استخدمت قسماً من الاموال في مهماتي التي قمت بها في الشرق الأوسط في فترة لم أكن أتلقي فيها راتباً شهرياً .

والجدير بالذكر ان لارسن بدأ مهماته الديبلوماسية في الشرق الأوسط مطلع التسعينات عندما استقال من الحكومة النروجية، وبقي مستمراً في أعماله التفاوضية فترة من الزمن قبل ان تعينه الامم المتحدة في منصبه الحالي.

وانطلقت الحرب الاعلامية الاسرائيلية ضد لارسن قبل أيام عندما قال مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي، زالمان شوفال في حديث الي اذاعة بي بي سي ان الشعب الذي اعطانا كويسلينغ لا يحق له ان يقول لاسرائيل ما هو الصحيح وما هو الخطأ. وتيري رود لارسن لا يحق له ان يقول لنا ما يجب ان نفعله .

واسم كويسلينغ من الاسماء المكروهة في المجتمع النروجي، فهو السياسي النروجي الذي نصبته المانيا النازية مسؤولاً عن النروج اثناء احتلالها لها. واذا أراد أحد ان يهين نروجياً فإنه ينعته باسم كويسلنغ. وشرح استاذ التاريخ في جامعة اوبسالا السويدية لـ الحياة ان الاسرائيليين تمكنوا من الضغط علي الوتر الحساس، اذ ان كلمة كويسلينغ مرادفة لكلمة خائن أو نازي، وهذا يزعج النروجيين كثيراً .

ولكن من الملاحظ ان النروج الرسمية تقف مع لارسن ضد الهجمة الاعلامية الاسرائيلية، اذ ان خبر المنحة المالية لم يعط الكثير من الاعتبار في اوسلو، كما ان السلطات النروجية ردت نهار أمس علي اسرائيل بمطالبتها بتعويضات مالية بقيمة بلايين الدولارات عن المباني التي بنيت بمساعدة نروجية ودمرتها اسرائيل في حربها الأخيرة. وقال وزير خارجية النروج بترسون: من البديهي ان نطالب اسرائيل بتعويضات عن الخسائر التي لحقت بالمباني التي نقف وراء تأسيسها.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا