عودة إلى صفحة مكتبة النبأ

إتصلوا بنا

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

تعال معي لنواصل المسيرة، ونتعرف أكثر على سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله

بعد وفاة المرجع الديني الأعلى الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) توجهت أنظار كثير من مقلدي سماحته (ره) إلى أخيه المرجع الديني المعاصر الفقيه المحقق آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) فقد رجع إليه غالبية وكلاء المرجع الديني الراحل إن لم نقل كلّهم .

وليس في ذلك بدافع الهوى بل وجدوا فيه الكفاءة العلمية، والمؤهلات التي تؤهله لحمل أعباء المرجعية الدينية فهو " عالم محقق وفقيه فحل ومؤلف قدير، وإنسان خاشع متواضع، يتحلى بالأدب الجم وبالزهد والتقوى" وبالرغم من غزارة علمه وسعة معلوماته في العلوم الدينية فإنه يتجنب الظهور والبروز قدر المستطاع .

وهو الرجل الزاهد في المرجعية فهي التي قد أتت إليه ولم يسعَ إليها، وكل من عاشروه يعرفون ذلك .

ويكفي أنه لازم أخاه طوال حياته، محاولاً قدر المستطاع مساعدة أخيه وعدم إبراز شخصيته بل شخصية أخيه، لازمه ملازمة الظل من كربلاء إلى الكويت إلى قم المقدسة، لم يفارقه لحظة واحدة، فهو الإمتداد الطبيعي الحقيقي لأخيه، لكفاءته ولياقته العلمية .

أسرة المرجع المعاصر آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) هي أسرة المرجع الراحل (ره) فلا نعيد الكلام على ذلك فقد تقدم الكلام حولها .

السيرة الذاتية - المولد والنشأة

ولد سماحة  المرجع المحقق آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الشريف) في مدينة كربلاء المقدسة في العشرين من ذي الحجة من عام 1360 هـ الموافق للثامن من يناير لسنة 1942 ميلادية (8/1/1942م) ونشأ نشأة طيبة في ظل رعاية والده آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي (قدس سره) وبدأ دراسة العلوم الدينية في سن مبكرة وأنهى مقدماتها وهو لا يزال صبياً في مقتبل العمر، وقد كان لأخويه : الإمام المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره) وآية الله الشهيد المرحوم السيد حسن الشيرازي (قدس سره) الفضل الكبير في تثقيفه الديني إلى جانب توجيهات وإرشادات والده فيما يخص سير دراسته المتواصلة، مما مكّنه في أن ينهي دراسة الخارج في السنين الأولى من شبابه .

وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزات العلمية حتى بلغ درجة سامية من الإجتهاد .

 

أساتذته

درس آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) على يد العديد من العلماء الكبار وأساتذة الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة حتى بلغ درجة سامية من الإجتهاد ومن كبار أساتذته :

1- والده آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره).

2- أخوه الأكبر آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره).

3- آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني (قدس سره).

4- آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الأصفهاني (قدس سره).

5- آية الله الشيخ يوسف الخراساني (قدس سره).

6- آية الله الشيخ محمد الشاهرودي (قدس سره).

7- آية الله الشيخ محمد الكلباسي (قدس سره).

8- آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره).

9- آية الله الشيخ جعفر الرشتي (قدس سره ).

10- آية الله الشيخ محمد حسين المازندراني (قدس سره).

وغيرهم .

وقد بدأ مرجعنا  آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) بتدريس الخارج فقهاً وأصولاً منذ أكثر من عشرين عاماً، وذلك من الكويت عام 1398 هـ ولا زال مستمراً في قم المقدسة بتدريس الفقه والأصول، ويحضر درسه كثير من العلماء والفضلاء . كما أن مرجعنا قد اشتغل بتدريس سطوح الفقه والأصول لجمع من طلاب الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة لسنين طويلة وحتى قبل رحلته مع أسرة الشيرازي إلى الكويت في سنة 1391 هـ.

وقد ذكر الشيخ حسين الأصفهاني بأن سماحته قام بتدريس الخارج منذ حوالي أربعين عاماً حيث قام بتدريس خارج الأصول في الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة

مقامه العلمي

من أهم ما يلاحظ في حياته العلمية مزاولته للفقه لأكثر من أربعين عاماً بشكل مستمر ويومي .

والمشهور بين الفقهاء والمجتهدين اشتراط الأعلمية في مرجع التقليد ولو بنحو الإحتياط الوجوبي وقد ذكر صاحب (العروة الوثقى) السيد محمد كاظم اليزدي في تعريف الأعلم بأنه من يكون :

1- أعرف بالقواعد.

2- أعرف بمدارك المسألة.

3- أكثر إطلاعاً على النظائر.

4- أكثر إطلاعاً على الأخبار.

5- أجود فهماً للأخبار.

وهذه نص عبارته في (العروة الوثقى) : (المراد من الأعلم من يكون أعرف بالقواعد والمدارك للمسألة، وأكثر إطلاعاً لنظائرها وللأخبار، وأجود فهماً للأخبار، والحاصل أن يكون أجود استنباطاً، والمرجع في تعيينه أهل الخبرة والإستنباط). إنتهى كلامه .

وقد وافق على ما ذكره (قدس سره) أغلب الفقهاء والمراجع، ويكفي شاهداً على أعلمية آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) كتاباه : (شرح العروة الوثقى) و (بيان الأصول)، وكذلك تدريسه لخارج الفقه والأصول، وكذلك محاوراته الفقهية التي تجري مع كبار العلماء، فكل ذلك يدل على أعلميته (دام ظله الوارف) وأجوديته في الإستنباط، فإنه يظهر لأهل الخبرة من العلماء أعرفية سماحة المرجع (دام ظله) بـ (القواعد) و (المدارك) و إطلاعه الواسع على الأشباه والنظائر الفقهية وإحاطته الوافية بكتب الأخبار والآراء الفقهية المختلفة وإستناده المتين إلى الكثير من الآيات والروايات في إستنباط الحكم الشرعي أو تأكيده حتى المسائل المستحدثة. مضافاً إلى كثرة النقض والإبرام العلمي مع المحققين، وإلمامه الواسع بالفقه المقارن، وكثرة التفريعات الفقهية المستنبطة من الأدلة الشرعية، وهذا يلاحظ في كتبه العلمية ومناقشاته في مجلس الدرس والمحاورات الفقهية المتعارفة بين الفقهاء والمراجع . وأما بالنسبة إلى أجودية سماحة السيد المرجع (دام ظله) لفهم الأخبار فإنها تحصل من القوة العلمية، مضافاً إلى مزاولة العرف وتطبيق الألفاظ والمداليل والدلالات على الفهم العرفي، والإستفادة منه في الإستنباط الشرعي .

وقد لاحظ أهل الخبرة عند سماحة المرجع (دام ظله):

1- قوة الفهم العرفي، والإرتباط الشديد بالعرف.

2- كثرة مزاولة سماحته للعربية : (النحو والصرف واللغة).

3- كثرة ممارسة علوم المعاني والبيان والبديع (البلاغة).

4- تطبيقه كلّ ذلك في الإستنباط الشرعي الظاهر جلياً في أصوله وفقهه.

5- نموه في بيئة عربية.

وقد شهد له العديد من كبار الفقهاء والمجتهدين من أهل الخبرة بالمقام العلمي الرفيع، والقدسية والنزاهة والإخلاص وشدة الولاء لأهل البيت (ع) والتأسي والسير على نهجهم القويم، مما سينشر في كتاب خاص إن شاء الله تعالى وهو من تأليف جمع من العلماء .وإن الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره) كان يُرجِع في إحتياطاته إلى أخيه آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله)، ولما سُئل (ره) عن الأعلم فالأعلم أشاد باخيه السيد صادق (دام ظله) وإن المرجع المحقق آية الله العظمى السيد صادق كان الذراع الأيمن في مرجعية أخيه الأكبر في مختلف المجالات وخاصة ما يرتبط بالجانب العلمي والحوزوي والمراجعات الإستفتائية وما أشبه .

وقد صَرّح الإمام الراحل (قدس سره) بأن سماحة المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) قد بلغ مرتبة راقية في الإجتهاد ومقام سامٍ في التقوى والعدالة، وقال بأنه (قدس سره) وجده أهلاً للفتيا والتقليد، وقال ( كما أوصي المؤمنين بالإلتفاف حوله والإستفادة منه في شتى المجالات ) فهو لم يخصص جانباً دون جانب بل قال في شتى المجالات وهو الأعلم (قدس سره) والأفقه، وهذه شهادة من المرجع الأعلم و من رجل عظيم له باع في شتى المجالات، ولم نجد أنه (قدس سره)  شهد لأحد كما شهد له (دام ظله).

تلامذته

لقد حضر درس آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) وبحوثه العلمية مجموعة من العلماء والفضلاء، وفيهم عدد من أساتذة البحث الخارج، نذكر منهم ما يلي :

1- سماحة آية الله المحقق السيد محمد رضا الشيرازي ابن المرجع الراحل الإمام محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) حيث قام سماحته بتدريس الخارج منذ أكثر من عشر سنوات، ولا يزال مستمراً في التدريس في حوزة قم المقدسة، وله مؤلفات علمية قيمة منها كتاب (الترتب) في علم الأصول .

2- سماحة أية الله السيد صباح شبر، المعروف بالعلم والتقوى والصلاح.

3- سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي، له مؤلفات قيمة منها كتاب (شورى الفقهاء) دراسة فقهية أصولية.

4- آية الله الشيخ فاضل الصفار، مدرس بحث الخارج في الحوزة العلمية في السيدة زينب (ع)، صاحب العديد من المؤلفات.

5- آية الله الشيخ حسن علمي (قدس سره) أستاذ السطوح العالية في الحوزة العلمية بقم المقدسة.

6- آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، مدرس بحث الخارج في الحوزة العلمية في السيدة زينب (ع).

7- آية الله الشيخ غلام رضا الوفائي.

8- آية الله السيد محمد علي القزويني.

9- العلامة الحجة الشيخ شاكر الأنصاري.

10- العلامة الحجة الشيخ حسين الفدائي.

11- سماحة آية الله السيد عباس المدرسي، مدرس البحث الخارج منذ سنوات.

12- سماحة آية الله السيد حسين السيد صادق الشيرازي الذي قام بتدريس البحث .

الخارج في دولة الكويت لجمع من رجال الدين الأفاضل.

13- سماحة العلامة الحجة السيد جعفر الشيرازي، أستاذ السطوح العالية في قم المقدسة.

14- العلامة الحجة السيد العلوي الخراساني.

الأخلاق الرفيعة

لقد دأب سماحته (دام ظله) وإلى هذا اليوم على زيارة الفقهاء والمراجع والعلماء الفطاحل، وإكبارهم وإعظامهم، والبحث معهم في مختلف المسائل العلمية الدقيقة وما يرتبط بأمور الطائفة الشيعية في زمن الغيبة. كما بادله الفقهاء المراجع والعلماء الأعلام الزيارة في بيته المتواضع وقابلوه بالتبجيل والتعظيم والتقديس .

إن الخلق الإسلامي الرفيع والنموذجي هو الطابع الذي يميز حياة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) . فقد لمس فيه كل قاصٍ دانٍ الزاهد في جميع أبعاد حياته والإعراض عن مباهج الحياة الدنيا، والتقوى والورع، والتوكل على

الله، وتفويض الأمر إليه، والتواضع الكثير للناس، واحترام الصغير والكبير، والصبر والصمود، والثبات والإستقامة، وتحمل شتى المصاعب والمتاعب في سبيل إعلاء راية الإسلام، والحب لله وفي الله، وخدمة الناس ومداراتهم، وسعة الصدر والإغضاء عن الأذى، والعفو عند المقدرة، فهو بذلك خير أسوة وخير قدوة يقتدى به في مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال .

المؤلفات

بدأ آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) التأليف في سن مبكرة، ولا يزال يواصل التأليف في شتى العلوم الإسلامية، خاصة العلوم الحوزوية .

وإليك قائمة بأهم مؤلفات سماحته :

1- شرح العروة الوثقى (الإجتهاد والتقليد) – مطبوع

2-  شرح العروة الوثقى (كتاب الصلاة) يقع في عشرين مجلداً

3-  بيان الأصول (10مجلدات) عشرة مجلدات - طبع منه المجلد الخامس في قاعدة (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام).

4- شرح اللمعة الدمشقية (عشرة مجلدات) - غير مطبوع

5- توضيح شرائع الإسلام ( 4 مجلدات) - مطبوع

6- شرح تبصرة المتعلمين  ( مجلدان ) - مطبوع

7- شرح السيوطي ( مجلدان ) - مطبوع

8- شرح الصمدية - مطبوع

9- شرح العوامل - مطبوع

10- الموجز في المنطق - مطبوع

11- حاشية العروة الوثقى

12- علي في القرآن ( مجلدان ) - مطبوع

13- فاطمة الزهراء في القرآن - مطبوع

14- المهدي في القرآن - مطبوع

15- المهدي في السنة - مطبوع

16- أهل البيت في القرآن

17- حقائق عن الشيعة - مطبوع

18- الشيعة في القرآن - مطبوع

19- القياس في الشريعة الإسلامية - مطبوع

20- صلاة الجماعة ومنزلتها في الإسلام - مطبوع

21- الصوم - مطبوع

22- الحج

23- تمهيدات في الإقتصاد الإسلامي - مطبوع

24- الربا المشكلة الإقتصادية القائمة

25- السياسة من واقع الإسلام ( مختصر ) - مطبوع

26- السياسة من واقع الإسلام ( مفصل ) - مطبوع

27- الخمر كوليرا المجتمع - مطبوع

28- مساوئ السفور

29- قصص توجيهية - مطبوع

30- العقوبات في الإسلام - مطبوع

31- الطريق إلى بنك إسلامي - مطبوع

32- الإصلاح الزراعي في الإسلام - مطبوع

33- مالك الأشتر النخعي - مطبوع

34- الشهيد الأول - مطبوع

35- الشهيد الثاني - مطبوع

36- الوالد - مطبوع

37- مناسك الحج - مطبوع

38- منتخب المسائل الإسلامية - مطبوع

39- منتخب توضيح المسائل

40- المسائل الإسلامية

41- توضيح المسائل

إلى غيرها من الكتب، علماً بأنه قد تم ترجمة العديد من كتب سماحة المرجع السيد صادق الشيرازي (دام ظله) إلى اللغة الفارسية والأوردية وطبع أكثر من مرة .