|
نحن والآخر |
الكاتب: د. غريغوار منصور مرشو – د. سيد محمد صادق الحسيني الناشر: دار الفكر/ دمشق – بيروت / ط1/ 2001 ملاحظة جديرة بالانتباه وهي: غزارة البحوث في موضوع (الأنا والآخر) في الآونة الأخيرة، مما يجعلنا نتساءل هل هو موضوع جديد أفرزته المتغيرات المتسارعة في عصر العولمة وثورة المعلومات والاتصال؟ أم هو قديم تبرزه نزعات التسلط والاستعمار والأثرة، كلما تضخمت واستحكمت في الداخل والخارج؟ وما الداخل وما الخارج؟ ما الأنا وما الآخر؟ ما نطاقهما المكاني أو الزماني؟ وما مدى التباين والاختلاف الذي يجعل من المختلف آخر؟ وما مقدار التطابق والتوافق الذي يحول (الأنا) إلى (نحن)؟ هل يمكن ارتقاؤهما إلى درجة نفي الاختلاف وإنهاء الصراع؟. أوليس لتحقيق الذات غير طريق واحد للتنزه والتأله وإدعاء العصمة واحتكار الحقيقة والتفرد بالرأي، والاستبداد بالسلطة، وتسفيه الآخر وإسكاته، أو شل حركته وسجنه، أو نفيه بإبعاده أو قتله؟. أليس للهوية والخصوصية وجه آخر يدفعها للتعرف على طاقاتها ومواهبها والدخول بها في حلبة السباق للمنافسة والتميز؟ هل سيبقى الآخر موجوداً؟ وهل وجوده ضرورة للنمو؟ وما دور العولمة في تقليص الخصوصيات، وإذابة الفروق، وإزالة الحواجز، وتوحيد أنماط السلوك؟ وكيف سيكون أثر ذلك على الإبداع وتنمية الثقافات في غياب التعدد والاحتكاك والتنافس؟. لقد تفاوتت المواقف من الغرب، فريق رأى فيه المخلّص، وآخر رأى فيه الاستعمار العسكري والسياسي والاقتصادي، وفريق ثالث ذهب إلى أنه مستعمر ثقافي فحسب.. ما طبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب؟ هل هي نديّة عادلة متحضرة، أم هي علاقة هيمنة على الآخر واستعباد له؟ إن الإسلام كان دائماً معترفاً بالآخر، مقراً بالاعتراف والتعددية، لذلك تعامل مع كل الحضارات التي تفاعل معها بالتسامح والعدل. وما تحول التعايش إلى إشكالية إلا بعدما حاولت بعض القوى فرض سيطرتها ونموذجها المعرفي والاقتصادي والسياسي على الآخر بالقوة والجبروت، وتحويل شعوبه إلى تابع مستلب. هذا الكتاب يعالج قضايا عديدة تندرج ضمن محاولة تقديم فهم عميق بطبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب، والمفكران اللذان انبريا لهذا البحث من المختصين في هذه الدراسات. فهل استطاعا أن يصلا إلى أرضية مشتركة في معرفة الذات والأخر؟ |