الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

  الاخيرة

افق متجدد وحاضر متألق

مرتضى معاش

مع حلول الذكرى الخامسة لرحيل المجدد الثاني الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ترتسم على دروب الواقع المعاصر آفاق المشروع الحضاري الانساني لهذا الراحل العظيم ميدانيا ومعنويا. حيث يتجدد هذا الافق رغم نهاية الجسد بعطاء مستمر وتألق حاضر عبر افكاره ومشاريعه التي خطها طوال مسيرته الجهادية الكبيرة.

لا نغالي إذا قلنا أن الإمام الراحل أصبح تاريخاً مميزاً كتبه بنفسه، ذلك أنه (قده) صنع مشروعاً إنسانيا شاملاً تتكامل فيه كل العناصر اللازمة لخلق حقبة زمنية مختلفة ومنتزعة من التاريخ الروتيني العادي.

لقد كان الأفق والرؤية التي يتمتع بها فقيدنا الراحل أوسع من ان تقيد بالزمن الحاضر. إذ كان يرى المستقبل من خلال منظاره الخاص الذي يتفرد به عن الآخرين، حتى أن تنبأه بالكثير من قضايا المستقبل كان يدهش الكثيرين، فلم يقبل أن يتقيد بالتكتيكات الآنية من أجل بعض المكتسبات الجزئية، بل كان يعطي الأولوية القصوى للاستراتيجية التي تنظر للمستقبل من أجل بناء أفضل وأقوى، وإن كان ذلك يؤدي إلى خسارته للمصالح الآنية، فالبعد الاستراتيجي لمشروعه النهضوي الشامل هو أكبر من أن يخضع للاتفاقات. لذلك فأن الكثير من أفكاره التي تمسك بها كمشروع استراتيجي لبناء المستقبل مثل قضية الحرية ومكافحة الاستبداد والأخوة والأمة الواحدة واللاعنف ونشر الكتب والتوعية الفكرية، كانت سببا رئيسياً لتعرضه وعائلته وتلامذته ومؤسساته للحصار والمضايقة والمصادرة،. لكن عظمة مشروعه الحضاري تنبثق من هذه النقطة وهي عدم التفريط بالأهداف والأفكار حتى نستطيع أن نمتلك المستقبل، وننقذ الأمة وإن أدى ذلك إلى ضياع بعض المصالح الشخصية.

ولذلك يمكن القول في ذكرى رحيل الامام الشيرازي الخامسة بأنه:

افق متجدد وحاضر متألق

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا