الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

  ملف العدد

قراءات في المجتمع المدني

 

قراءة اولية

 

اخذ مفهم المجتمع المدني حضواً مكثفاً في الحياة السياسية العراقية، خاصة بعد تاريخ

 4/9/ 2003 وكأنه انتقال نحو مسار جديد، فك التلازم بين الجانب المدني والجانب السياسي ابعد شبح عودة هيمنة مؤسسة السلطة على مظاهر النشاطات المدنية، يذكر كانت بدايات ظهور مصطلح المجتمع المدني مع أعمال الفيلسوف الانكليزي (جون لوك) في بحثه المعروف (مقالات في الحكم المدني)، إذ نظر إلى عقدة السلطة المستبدة بوصفها تحكم واستغلال الجهد الإنساني في إدارة شؤون المجتمع. ان التقابل الذي يطرحه مفهوم المجتمع المدني مع المجتمع السياسي من مؤسسات سلطة ومراكز قوى وجماعات ضغط يفسح المجال أمام أفراد المجتمع بتنظيم انفسهم في فعاليات (حماية البيئة، منظمات حقوق الإنسان، رفض مظاهر التسلح، الوقوف بوجهة العنف بكافة أنواعه) تقف بوجه تسلط الدولة وهذا ما حصل في الكثير من بلدان العالم ولدينا نموذج مشهور في بولندا من خلال حركة التضامن التي قادت التغيير المدني، اما في العراق فهناك جهد لايكاد يخرج عن مستوى الطرح الإعلامي والتداول النخبوي، يضاف إلى ذلك الاستهلاك المستمر لمفردة المجتمع المدني، لتدخل في ذهنية الفرد العراقي كأي مفردة مستهلكة مثل الأمن والفساد والمحسوبية الحزبية، لهذا يأتي ملف مجلة النبأ كتذكير وإعادة طرح هذا المفهوم المهم في الصراع السياسي في العراق مع اخذ الاعتبار الصعوبات والأزمات التي تمنع تأسيسه ومساهمته ببناء واقع جديد يرفض العودة إلى الماضي.

المفارقة الكبيرة يلاحظ على ظاهرة المجتمع المدني في العراق هو كثرة المنظمات وقلة الفعاليات بحيث وصل الأمر بحال المجتمع المدني العراقي ليصبح ترف ثقافي (يقترب من المودة الثقافية التي تجتاح الثقافات كل فترة)، اعتقد ان المطلوب هو إنزال مفهوم المجتمع المدني من التعالي الثقافي إلى الواقع الميداني من خلال الممارسة والتطبيق والمشاركة مع أفراد المجتمع في حراكهم الاجتماعي والسياسي.

  اسرة التحرير

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا