الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

 

الأخيرة

كلها خربانه

صالح زامل

تشدد الأستاذ مع احد الطلبة في قاعة الامتحان، فاحتج الطالب بقوله: أستاذ ديروا بالكم علينا تره كلها خربانه.

أجابه الأستاذ مداريا الموقف: بكم تخرب وبكم تعمر ومثلما تريدونها تكون.

إن الامتحان محنة فعلية هذه الأيام، ليس للطالب وحده الذي يذاكر في ظروف صعبة (وإن كانت لا تعذر)، ولكنها محنة للأستاذ أيضا فنجد صورا مختلفة لطالب (يتعنتر) لأنه يعرف أن ليس من حماية لمراقبه، وأقصى ما يستطيعه المراقب أن يأخذ الغش منه وهو يراه متلبسا ثم يتركه يستمر بالإجابة، أو يطلب منه أحيانا بأسلوب لا يردع المسيء أن يكف عن البحلقة والالتفات غير اللازم لزميله.

كما نجد طالبا (يتمسكن) ويحتج لعدم دراسته بالكهرباء والمفخخات والدنيا التي كلها خربانه ليطلب بعدها أن تتركه يغش بكامل حريته.

من أوصل العملية التربوية إلى هذا الحد الذي يحتج فيه احد الآباء بأن المراقبين في الامتحانات لا يتركون أولادنا براحتهم (أي يغشون)، وعذره في ذلك الأسئلة الصعبة والخدمات المتردية، في حين لم يتجرأ أب من قبل أن يقول ذلك على رؤوس الأشهاد لأنه يعرف أنما هو يفسد ابنه ويفسد الأخلاق فيه.

إن التركة من النظام البائد ثقيلة فتخريب المجتمع يتحمل طائلة غير قليلة منها، ثم جاءت الظروف الحالية التي لا تؤمن حماية لأي كان في هذه المسؤولية، وتجعل الكثير منهم يقصر عن أداء واجبه بحجة التهديد من (المتعنترين) فضلا عن الحاجة لتفعيل قانون يردع الغش وعدم التهاون فيه. ولعل هذه التبريرات هي أصل الفساد الذي انتشر وتجذر في كل شيء...

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا