|
||||
مساحة حرة |
||||
أساتذة وأصدقاء |
||||
صالح زامل |
||||
على الرغم من اني رصدت التحول في كتابة حسن ناظم النقدية وانا اكتب عن كتابه الذي صدر عن المركز الثقافي العربي في 2002 (البنى الاسلوبية في شعر السياب) ونشرته حينها جريدة الزمان وهو ما اسماه فيما بعد بالانسنة حيث يلامس منطقة من الانسان الذي اماتته المناهج الحديثة، الا اني كنت اكثر فرحا وأنا أقرا دراسته الرصينة في مجلة المسلة عن الثمانينيين قبلها، وقد قلت له حينها انك تلامس منطقة لم تشتغل عليها سابقا، وهي لا تنتمي للمناهج الحديثة التي انصب عليه درسك.. وايدني حينها، ثم يطالعنا بعد عودته من استراليا بكتابيه (انسنة الشعر واصله دراسة عن الشاعر والكاتب فوزي كريم، والنص والحياة) فيصبح هذا التحول في الكتابة مشروعا كان تعزيزه عندما أكده في الاصبوحة التي احتفت به في اتحاد الأدباء يوم الأربعاء 17/5/2006 ليؤكد ذات الحاجة للانسنة وبتصوري يمثل حسن ناظم هنا فعل التمثل الحقيقي للثقافة الأجنبية الذي نحن أحوج ما نكون إليه، ان لا نجتر الثقافة الغربية بذات البنى التي هي موائمة لبناها الخاصة. وليست هذه حالة فارقه في الثقافة العراقية لكنها عند ناقد مهم مثل حسن ناظم تمثل ميزة وترصينا لهذه الثقافة، فنماذجها الأخرى نجدها في فاضل ثامر وناظم عودة تمثل سطوعا لا يقل أهمية. وقد يبدو ان هذا التحول يفرضه الشرط الراهن أوله لصيق بحسن ناظم ذاته، فهناك فعل الكتابة الذي يكتنفه حسن ناظم الإنسان برحلته اليوليسيسية التي توزعت بين ليبيا والأردن واستراليا فضلا عن بغداد- فهو من منابع كوفية- هذا مع نصف العائلة الذي أكلته المقابر الجماعية، كل هذا لم يكن غائبا عن مشهد تأمله في الثقافة العراقية، أما الثاني فهو العراق الطاعن بحروبه وكان حسن ممن غمرته في الثمانينات والتسعينات وسنوات الحصار ثم والعراق يختار آليات الديمقراطية باشتراطات الحاجة العراقية، وينقطع عن كل تراثه السياسي مقاربا القطعية الحداثية لينظر في الآني، ولكي يؤسس دولة الصفر التي بلا شك ستغذي ثقافة جديدة تلائم نمطها بغض النظر عن قبول او رفض هذا النمط. |
||||
|