الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

 

البحث عن الاصالة

نحن والآخر.. جدلية التطويع والمجابهة

وليد خالد أحمد حسن

ليس بدعاً ولا صدفة أن يكون أروع وجه من وجوه إعجاز الإسلام - ثورة العرب الإنسانية الكبرى - أنه الصورة الرائعة لحركة الخلق الإلهي الدائمة، وان الكلمة الإلهية الخلاقة فيه هي تذكرة أبناء الحياة بالحركية الكونية وبحركية خلق الإنسان وبحركية المجتمع، فالأمة الحية المتجددة هي التي تحيا حاضرها، والتي يفسح أمامها مجال الحياة للمستقبل، وهي الأمة التي تغني ماضيها باستخدامها إياه لا باستلامها له. والأمة الحية تنمو وتتكامل ويكون ماضيها ماثلاً في حاضرها ويكون مستقبلها أمامها لا وراءها.

لذلك، فإن فهمنا لتراثنا، تاريخاً وحضارة وديناً ورسالة، يجب أن يكون فهماً خاصاً متميزاً، لأنه قُدم إلينا بشكل مشوه، ممسوخ. إذ أبرزت منه الجوانب السلبية وأقيمت فيه خصومات مفتعلة ومناهضة للتقدم العلمي والاجتماعي، كما صدرت بحقه وتصدر أحكام جائرة مغرضة من قبل فئات وجماعات تبحث لنفسها عن مبررات للوجود. فضلاً عن تأثير قرون التخلف المديدة وطوفان الحضارة الغربية الكاسحة ومزالقها الخطيرة التي شوهت إنسانية الإنسان وأفقدته توازن شخصيته بإنمائها جانبه المادي على حساب جوانبه الروحية، الأخلاقية، النفسية.

وكان حصاد ذلك، هذا الصراع الفكري الذي يمزق شخصية الإنسان العربي، ويصيبها بالفصام والقلق والاغتراب النفسي نتيجة هذه الثنائية الغربية المصطنعة بين المثال والواقع، وبين حياة الإنسان الروحية وحياته المادية، الأمر الذي يحملنا على القول، أن الكثير من العرب هم حالياً في واقع الأمر، الصورة الجامدة السطحية القشرية للحضارة العربية/ الإسلامية التي يحيونها من الخارج لا من الداخل، كما إنهم الصورة الباهتة الشوهاء للحضارة الغربية الحديثة التي يستهلكون قشورها دون جوهرها. إنهم حيارى، مبتورو الجذور، فلا هم مع جوهر التراث ولا هم مع روح العصر، ليسوا بقادرين على استشراف آفاق المستقبل.

 

الحاجة للإنقاذ الحضاري

ولكي يتخلصوا من حالة الجمود والضياع والشلل والحصار هذه، لابد لهم من عملية إنقاذ وبعث حضاري يبتدئونها باكتشاف أنفسهم اكتشافاً واعياً بأن يتشبعوا بروح العصر العلمية، وهي الروح الموروثة في الأصل عن تراثنا العلمي الحضاري.

وتلك هي في رأينا نقطة البداية المحتومة وحلقة الوصل الذهبية التي بها يمكن أن نربط ربطاً جدلياً حياً بين الماضي والحاضر، بين التراث والعصرنة، وبها يمكن أن تكون رؤانا المستقبلية بعيدة المدى، راسخة الخطى، علمية التخطيط. فإذا ما تحققت هذه الخطوة الأولى الهامة، أدركنا أن الجانب المشرق المتمثل بمنهج البحث العلمي التجريبي من حضارة الغرب المتطورة، هو، بضاعتنا ردت إلينا، وأدركنا كذلك أن ثقتنا بأنفسنا وبتراثنا قد عادت إلينا، فيدفعنا كل هذا إلى العودة الواعية لمواجهة تراثنا، ندرسه ونغنيه ونستلهم منه أفضل ما فيه من قيم ومبادئ ومناهج وتشريعات تساعدنا في بناء حياتنا ونزوعنا الإنساني، واستعدادنا الدائم لحمل الرسالة الإنسانية من جديد إلى العالم.

وفي اعتقادنا، أنه لا سبيل لتفادي مخاطر التقدم المادي على حياة الإنسان وعقله وحضارته إلا بالإقتداء بالنموذج الإنساني المتكامل الذي عاشه المسلمون في العصر الذهبي للإسلام، يوم آمن مخلصاً صادقاً أميناً ومجاهداً لنصرة الحق والحقيقة. كل ذلك من خلال رؤية جديدة توحيدية تكاملية جدلية أقامت التعادل والتوازن في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان.

كان الإسلام ديناً وحضارة ورسالة، هو النفحة الروحية واليقظة الوجدانية والوعي المسؤول القادر على تحريك كوامن النفس الإنسانية. إن مثل هذا المنهج العلمي وهذه الرؤية التوحيدية التكاملية الشاملة هو ما نحتاجه اليوم لبعثنا الحضاري الإنساني.

 

تقويم تراثنا العلمي

ما أحوجنا اليوم أن نرجع إلى تراثنا العربي والإسلامي بمنظور علمي جدلي ثوري، يمكننا من تحديد الموقف الصحيح من هذا التراث بعد أن تعددت المواقف الخاطئة منه ما بين رفض مطلق وقبول كلي. فنحن إذ ندعو للعودة إلى استلهام ما هو جديد وخالد في تراثنا، لا يعني أننا نريد أن ننسخه بل إننا نريد استلهامه بعقل واع مستنير، عقل مجرب وبصير يرى جدلية الحياة وحركة الصيرورة المتدفقة عبر الماضي والحاضر والمستقبل، لأن الأمة الحية المتجددة أبداً مع الحياة والتطور والتقدم، هي التي لا تتحيز في زمان ومكان معينين، ولا ينفصل فيها الماضي عن الحاضر ولا الحاضر عن المستقبل، بل تحيا استمرارية وجودها الفعلي بنوعية دائمة بحرية العقل وتجددية الحياة، وإبداعية الإنسان.

لقد اعتبرت هذه القضية/ الإشكالية من بين القضايا المحورية التي شغلت ومازالت تشغل الفكر العربي الحديث. وقد بدأت المشكلة تتفتح ملامحها بعد احتكاك المجتمع العربي بالغرب، في لحظة تاريخية كان فيها التخلف هو السمة الغالبة في أرجاء العالم العربي والإسلامي نتيجة ظروف تاريخية معروفة، في حين كان الغرب في أوج قوته الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية. لذلك طرحت أسئلة محورية: لماذا التخلف؟ وكيف يمكن لنا أن نأخذ بأسباب التقدم؟ وما هو سر التقدم الغربي؟ أو بتعبير آخر: ما هي الوسائل التي تكفل للعرب عبور الفجوة بين التخلف والتقدم؟ وهل يكون ذلك باحتذاء النموذج الغربي في السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها احتذاءً كاملاً، أم يكون بإحياء التراث العربي باعتباره يصلح كنموذج حضاري للتنمية والتحديث، أم أن الحل يكمن في محاولة التوفيق بين النموذج الغربي والتراث؟

 

مناقشة أطروحة الجابري في إشكالية الأصالة والمعاصرة

كل هذه التساؤلات تمثل جوهر مشكلة ما عرف في أدبياتنا الفكرية بالأصالة والمعاصرة والتراث والعصرنة... والتي لا يزال الكثير منها بحاجة إلى إجابات محددة وواضحة. ومن هنا، جاءت دراسة الدكتور محمد عابد الجابري التي نحن بصدد مناقشة بعض أطروحاتها، والموسومة بـ(إشكالية الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي الحديث والمعاصر، صراع طبقي أم مشكل تقاني؟)، والمنشورة ضمن أعمال ندوة (التراث تحديات العصر في الوطن العربي، الأصالة والمعاصرة) التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية في القاهرة.

ففي تحليله لإشكالية الأصالة والمعاصرة، يدرك الجابري أن هذه المسالة ليست مسألة اختيار واع إرادوي، وإنما هي مسألة واقع موضوعي مفروض فرضاً على الأمة العربية. لكن هذا التبصر المادي سرعان ما يتعكر صفوه بما يضج فيه الجابري من فيض ما اسميه (أيديولوجية النماذج)، وهي صورة حديثة علموية من صور المثالية الفلسفية. وتحمل هذه الأيديولوجية نظرة مثالية إلى البنى الاجتماعية التاريخية، حيث أنها تعتبر هذه البنى نماذج ثقافية، الأمر الذي يوحي بأن عقلاً كونياً أو جماعياً هو المسؤول عن إنتاج بنى الوجود الاجتماعي.

إنها إذن، شكل من أشكال المثالية الموضوعية التي يمثلها في تاريخ الفلسفة، هيغل بصورة خاصة.

إن الجابري لا يرى أن مشكلتنا مع الغرب تتمثل في سيرورة التطويع لبنى التشكيلات الاجتماعية العربية والذي يمارسه الغرب من أجل الإبقاء على علاقة الاستغلال والنهب للوطن العربي وتعميق هذه العلاقة، وإنما تتمثل في زحف الأنموذج الحضاري الغربي على الأنموذج الحضاري العربي. فصراعنا مع الغرب، في نظر الجابري، هو صراع نماذج حضارية أو عقول ثقافية. العقل العربي في مجابهة العقل الأوربي.

وكذلك الحال بالنسبة إلى التراث العربي. فهو ينظر إليه بوصفه أنموذجاً. فتراه يتحدث عن النموذج التراثي الذي لا نختاره وإنما نجره معنا جراً من الماضي، كما يعبر عنها. فهو لا ينظر إلى الموروث الحضاري على أنه نتاج سيرورة تاريخية من التغير في بنى موضوعية مفتوحة، وإنما ينظر إليه على أنه جوهر مثالي (أنموذج) نجره معنا جراً إلى حاضرنا. لذلك، فهو ينظر إلى واقعنا الحاضر على أنه خليط من أنموذجين حضاريين، في بعض القطاعات يهيمن الأنموذج الأوربي، وفي بعضها الآخر نرى الأنموذج التراثي مازال مهيمناً. وكما يعبر عنها الجابري قائلاً: (والنتيجة أن أصبحت مجتمعاتنا تعاني ازدواجية صميمية على مختلف المستويات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والثقافية، ازدواجية تتمثل في وجود قطاعين أو نمطين من الحياة الفكرية والمادية، أحدهما عصري مستنسخ من النموذج الغربي ومرتبط به ارتباط تبعية، وثانيهما تقليدي أو أصيل... هو استمرار للنموذج التراثي... نجد القطاعين معاً منفصلين أو متوازنين أو متداخلين بعض التداخل، يتنافسان ويتصادمان في حياتنا اليومية على صعيد وعينا ونمط تفكيرنا).

انه إذن صراع بين أنموذجين يتصارعان على أرض الوطن العربي وليس صراعاً بين قوى وطبقات وفئات اجتماعية. فهناك الأنموذج الأوربي الذي فرضه الأوربيون علينا فرضاً في بعض القطاعات، وهناك الأنموذج التراثي الذي جررناه معنا قسراً من الماضي التليد إلى الحاضر الرديء. بهذه الكيفية يغيّب الجابري الجانب الجوهري في ذلك كله: علاقات الاستغلال الموضوعية التي تربط التشكيلات الاجتماعية العربية مع المراكز الإمبريالية ربطاً بنيوياً، وموقع كل من القطاعين التقليدي والعصري في منظومة هذه العلاقات. فهناك بنية من علاقات الإنتاج في التشكيلات الاجتماعية العربية تربط القطاعين معنا وتحدد طبيعتهما وتدخل في تحديد علاقة تبعية هذه التشكيلات للمراكز الإمبريالية والسوق العالمية.

وهذا بالضبط ما يغفله الجابري في تحليله، فالذي يحدد بقاء القطاعين التقليدي والعصري وتجددهما معاً هو آليات إعادة إنتاج بنية التشكيلات الاجتماعية العربية التابعة والتي تحددها مقتضيات التراكم الرأسمالي في المراكز الإمبريالية. فنحن نظل على السطح إذا ظننا أن وسم القطاع التقليدي بالتقليدي كافٍ لتحديد طبيعته الاجتماعية. فالمهم هنا هو تحديد موقعه ودوره ووظيفته في البنية الاجتماعية التابعة وعلاقاته المتشعبة معها.

والسؤال المهم الذي يغفله الجابري هنا: لماذا ظل القطاع التقليدي قائماً في المجتمعات العربية، برغم أن الرأسمالية بدأت تخترق الوطن العربي منذ حوالي قرنين من الزمان؟ لماذا لم تتمكن الرأسمالية العربية من إذابة هذا القطاع وتفكيكه، كما جرى في أوربا الغربية واليابان مثلاً؟ وهو سؤال جوهري وأساسي لمعرفة خصوصية الرأسمالية العربية وعناصر اختلافها عن رأسمالية المراكز الإمبريالية. والمسألة بالتأكيد ليست مسالة ذاتية كما يوحي الجابري في دراسته المذكورة عن إشكالية الأصالة والمعاصرة.

إن بقاء القطاع التقليدي وتجدده ليس مرده إلى أننا (نقبل هذه الازدواجية على صعيد واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتعليمي فنبني مخططاتنا التنموية على أساس تنمية هذا الواقع المزدوج، نصرف على القطاعات العصرية من أجل تدعيمها وتوسيعها باسم التحديث، كما نصرف على القطاعات التقليدية من أجل الإبقاء عليها وإحياء المندثر منها، باسم الأصالة والحفاظ على التقاليد...)، كما يزعم الجابري.

إن المسالة ليست كذلك مطلقاً، فالجابري يتبنى هنا المواقف الرسمية في محاولاتها تبرير هذا الوضع. إنه ينطلق بزعمه ذاك من أيديولوجيا الطبقات المسيطرة في الوطن العربي، ويردد ما تقوله هي بصدد الوضع القائم، لا ما تشير إليه ديناميات الواقع الموضوعي. ذلك أن قوله المذكور آنفاً يوحي بأن بقاء القطاعين العصري والتقليدي جنباً إلى جنب مرده إلى السياسات التي تتبعها الطبقات الحاكمة في إدارة المجتمع العربي والتي تنبع من رغبة ذاتية في دعم القطاعين تعكس ازدواجية معينة في ما يسمى العقل العربي.

وبالأحرى، فإنه يوحي أن هناك رغبتين تتنازعان الطبقات الحاكمة العربية، رغبة في الحفاظ على الأصالة وأخرى في تنمية المعاصرة. وهاتان الرغبتان هما في النهاية المسؤولتان عن بقاء القطاعين العصري والتقليدي وتجددهما وعن الازدواجية التي يعاني منها ما يسمى العقل العربي.

أما (النحن) التي لا يفتأ يرددها الجابري، فهي تقال وكأن هذه السياسات تعكس قراراً عربياً جماعياً، وكأن كل عربي يشارك في اتخاذ القرار وصنع السياسات العامة، أو كأن متخذ القرار العربي هو حقاً الممثل الشرعي والوحيد للإرادة العربية وتجسيد لما يسمى العقل العربي (ألا يذكرنا ذلك بهيغل حين شاء أن يعتبر الدولة البروسية الاستبدادية في عصره تجسيداً لروح العالم ؟).

إن الجابري يبين مسألة وجود القطاعين التقليدي والعصري وكأنها مجرد امتداد لإشكالية الأصالة والمعاصرة والتي تشكل واحدة من الثنائيات الرئيسية في العقل العربي، مغيباً كلياً مسألة العلاقة البنيوية المادية بين القطاعين وموقعهما في البنية التابعة المرتبطة بالمراكز الإمبريالية بعلاقات استغلالية.

إنه يغفل النقطة الجوهرية في الأمر والمتمثلة في كون الرأسمالية العربية التابعة، ملجومة بحكم تبعيتها، ومن ثم مقيدة ومحدودة في قدرتها على إذابة أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية وتفكيكها، لا بل إنها في حاجة إلى إعادة إنتاج هذه الأنماط على هذا الصعيد أو ذاك حتى تتمكن من أداء دورها في النظام الرأسمالي العالمي. وبصفة خاصة، فإن دورها (الكمبرادوري) يتيح المجال للرأسمال الإمبريالي العالمي أن يتحكم في نمو هذا القطاع أو ذاك وأن يحدد شروط النمو الرأسمالي فيه، فهذه الشروط هي التي تحدد ما إذا كان قطاع ما سيتاح له أن يتطور رأسمالياً أو يبقى على حالة من التخلف والجمود عند المراحل الأولى للتطور الرأسمالي. فالرأسمال الإمبريالي قد يخلق شروطاً تنافسية تمنع قطاعاً ما من توسيع سوقه ومن ثم تحد من تطوره الرأسمالي وتقصره على سوق محلي ضيق، في الوقت الذي تتيح فيه لقطاع آخر بالتوسع والتطور حسبما تقتضيه متطلبات تراكم رأسمال في المراكز الإمبريالية.

إن علاقات الإنتاج السائدة عربياً، والتي تعكس تبعية التشكيلات الاجتماعية العربية للمراكز الإمبريالية، هي المسؤولة إذن عن بقاء القطاع التقليدي قائماً جنباً إلى جنب مع القطاع العصري وعن تجدده وإعادة إنتاجه بما يخدم عملية التراكم الرأسمالي في المراكز الإمبريالية.

وقد بين بعض الدارسين، أن هناك ألف خيط وخيطاً تربط القطاع التقليدي بنيوياً مع القطاع العصري والرأسمالي العالمي يتم عن طريقها لجم تطور القطاعين وشفط فائض القيمة من المجتمعات العربية إلى المراكز الإمبريالية الكبرى.

 

مبررات رفض تحليل الجابري

إننا نرفض تحليل الجابري لإشكالية الأصالة والمعاصرة، أولاً، لأنه يدعي أنها إشكالية نظرية بحتة مستقلة كلياً عن الصراعات الاجتماعية التاريخية. وثانياً، لأنه وإن كان يعترف بالأساس الموضوعي لهذه الإشكالية والمتمثل في وجود القطاعين العصري والتقليدي جنباً إلى جنب في المجتمعات العربية، إلا أنه لا يتدبر القطاعين في وحدتهما الجدلية وفي علاقاتهما المادية مع النظام الرأسمالي العالمي، كما إنه يناقض نفسه فيوحي بأنهما امتداد للإشكالية التي يفترض أنهما يشكلان أساسها. تلك الإشكالية التي تشكل واحدة من الثنائيات الرئيسية في ما يسمى العقل العربي.

إن القطاعين إذن تجسيد لإشكالية الاصالة والمعاصرة أكثر منهما أساس لها. والحال أن الجابري يطرح تصوراً ظاهره مادي، لكن باطنه مثالي، وهي أحبولة أيديولوجية رئيسية في فكر الجابري غالباً ما يلجأ إليها في ستر عورات أطروحته.

_________________________________________________________________________

المراجع :

1- التراث وتحديات العصر في الوطن العربي (الأصالة والمعاصرة)، بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية في القاهرة، أيلول / 1984، ط1، بيروت، 1985.

2- هشام غصيب – صراع حضارات أم صراع طبقات، جريدة الرأي (الأردن).

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا