الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

نخلة العمر..

 

أحمد جليل

شاحب وجه دجلة

هذا الصباح

والمساء..

تنفس بارود أيامه

والنوارس..

تقترح الافق منفى

ولا شيء يهتم فيَّ

سوى نخلة

في اقاصي الكلام

امنتني على جرحها

منذ عام

وكان صديق يغازلها

في غيابي

صديقي الذي..

لا يقاسمني غير

عمري

وبعض انكساري..

وحنطة وجهي

صديقي الذي

عند أول كبر

نسيته طفولته

في زقاق يتيم

اكلته الحروب على مهل

كيف يسكن في السر

ذاكرة الزمن المقفلة

ويخبئ انفاسه

وقد زرع الجند

في كل بيارة مقصلة

انه الطفل ثانية

جاء مكتحلا بالمنافي

يكدس في عتبة القلب

ذل الشظية

ويكنس اجنحة الوقت

من عريها

وينفض عن رئتيه

رماد الحروب

تلكأت حين رأيت المسافة

في راحتيه تذوب

كنت مندهشا

اكفكف عن وجنة

البرتقال

صباح انكساراته

وأذوب..

حين تطلع من شاي

أسئلتي

كل هذي الذنوب

وتسألني عن فتى

قزحي

من الحزن اقسم الا يتوب

وعن شيبة

زينت مفرق الرأس

اذ فضحت قمح أيامه

للحصاد

وعن زورق

كان يحمل في السر

منشور غربته

ويومئ للاصدقاء

على مهمل

ويوغل في الابتعاد

ترى ما الذي

يتكور خلف شبابيكه

من عناد

انه الطفل ثانية

متعبا كان يبحر

ملفوفة روحه

بالبساتين

والغبش الطفل

يسأل ناقوس نجمته

ثم يسأل اقماره

عن بقايا البلاد

وهل ما تزال البلاد..

بلاده

انه طفلك الكهل يا وطني

ولكن مرآته

زورت ملامحه

والدروب التي

انكرته.. هنا

امس كانت ترد عليه التحية

حين يمر

وتبسم في وجهه

اذا كان منزعجا

من صغار الحصى في الدروب   

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا