الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

اين هي الديمقراطية؟

 

أسرة التحرير

شهد العراق خلال عام واحد حركة ديمقراطية لم تشهدها اكثر الديمقراطيات في العالم عراقة وتجربة، حيث تم خلال عام واحد انجاز ثلاث استحقاقات انتخابية أحدها الاستفتاء على دستور تعددي، والآخران انتخابات الجمعية الوطنية او ما يطلق عليه تسمية مجلس النواب.

ومع هذا التفوق الديمقراطي القياسي فأن النتيجة الأساسية التي تمخض عنها هذا الاستحقاق المضغوط هو غياب آليات ممارسة الديمقراطية بغياب المعارضة والمساءلة والرقابة والمحاسبة. فقد اتفقت الكتل البرلمانية والسياسية على المشاركة عبر تفاهم على تقسيم الحصص والمغانم حسب الاستحقاق الوطني او الانتخابي كما يسمونه هم. وبهذا غاب أهم ركن من اركان الديمقراطية وهو المعارضة وبالتالي التعددية.

ونحن نتساءل من سيقوم بالمساءلة اذا اشترك الفرقاء في الحكومة واقتسموا بالتوافق غنائم الوزرات، واتفقوا بالتوافق على عدم المساءلة، وتضامنوا معا على استباحة المال العام وغض النظر عن مشاكل الشعب المعاشية والخدماتية والامنية وغيرها..!

اما مؤسسات المجتمع المدني التي ينبغي ان يكون لها دور فاعل في المراقبة والمساءلة فأن معظمها مشغول بعقود شكلية تقف وراءها الدول الممولة لاعمار العراق من اجل استعادة ما تبرعت به، وبالتالي فأن الكثير من هذه المؤسسات متورط في هذه الحالة العامة.

اما المثقفون الذين يرفعون راية المظلومية والتهميش فان بعضهم دخل في اللعبة واخذ يعيش تحت رعاية الدولة لاسكاته، او تحت غطاء المؤسسات الثقافية الكبيرة المدعومة بعقود الاعمار الذي لم ير النور لحد الآن.

اما الاحتلال فأنه الرابح الاكبر من هذا الوضع الفوضوي حيث يشترك القسم الاكبر في لعبة المحاصصة لتكون الدولة في اضعف حالاتها (العراق الدولة الرابعة الاكثر ضعفا في العالم كما تقول ذلك مجلة فورين بوليسي)، حيث يبقى الاحتلال بذلك ممسكا بزمام الامور.

ولعل الفساد اخطر من الارهاب بل هو صانع له، والوقائع تشير الى ان الفساد ابتلع الديمقراطية تماما.

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا