ردك على هذا الموضوع

متابعات

 

الثورة البنفسجية: الانتخابات العراقية تقلب التوقعات وتحقق المفاجآت
خلاف كل التوقعات جاءت الانتخابات العراقية في يوم الثلاثين من كانون الثاني 2005، لتسجل رقما استثنائيا في ظرف استثنائي، في بلد استثنائي!. ففي العراق البلد الذي لم يعرف أهله معنى الحياة الديمقراطية طوال عقود من الزمن، ولم يسبق للعراقيين أن اشتركوا في اختيار ممثليهم في البرلمان، تم الإعلان عن مشاركة سياسية جماهيرية، في سابقة تاريخية قل نظيرها.
والملفت للنظر حقا هو أن العراقيين كان يحث بعضهم الآخر على الاشتراك في الانتخابات والتوجه إلى مراكز الاقتراع، حتى أضحى الانتخاب بين العراقيين نوع من التعبير عن الغيرة وحب الوطن والولاء للأرض؛ لذا فأن الذين لم يذهبوا للانتخابات، أو ذهبوا ولم يسعفهم الحظ في الإدلاء بأصواتهم يلومون أنفسهم، وينتابهم الشعور بالخجل، وكان الجواب من ذهب إلى المركز الانتخابي بان يرفع إصبعه البنفسجي، لان الحبر الانتخابي ما زال بيده.
الشيء الذي لا يختلف عليه اثنان، أن العراقيين حضروا بأكثريتهم الناخبة مراكز الاقتراع، ووقفوا هناك طوابير طوابير، وبكل هدوء وتواضع، وضعوا أصواتهم في صناديق الانتخاب بحرية لم يعرفوها من قبل، ذهبوا إلى مراكز الاقتراح بحرية، ووقفوا في الطابور بحرية، وصوتوا بحرية، وعادوا إلى بيوتهم بحرية، واستشهد بعض الناخبين، بينما جرح آخرون، وبكى من لم يجد اسمه في لوائح الانتخاب، وولدت امرأة حامل في احد مراكز الاقتراع بحرية أيضا.
لقد قصمت الانتخابات ظهر الإرهاب بجميع أشكاله، حيث شهدت اغلب مدن العراق إقبالا كبيرا على مراكز الانتخابات بشكل أدى إلى ازدحام هذه المراكز في صور غير متوقعة عكس خيبة أمل ماراهن عليه البعض في قلة المشاركين فيها بسبب المخاوف الأمنية.
وقد عكست الاستعدادات الأمنية صورة ايجابية عن الانتخابات خصوصا بعد أن استطاعت أجهزة الدولة بالالتزام بالوعود التي قطعتها بإفشال محاولات الإرهابيين في النيل من العملية الديمقراطية.
كانت الانتخابات أشبه بكرنفال شعبي كبير شاركت فيه جميع طوائف وقوميات العراق من جنوبه حتى شماله، برجاله ونسائه حتى ممن يشكون المرض أو العجز أو الإعاقة لم يثنهم كل ذلك من المشاركة.
أما من لم يستطع المشاركة بسبب الأوضاع الأمنية في مناطقهم فقد ظهرت ان الفرحة في عيونهم لانتصار الديمقراطية والتعدديية على كل فكر شمولي أو تكفيري شاذ عن مبادئ الإنسانية.
وأثنى المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي على المشاركة الواسعة للشعب العراقي الكريم في الانتخابات العامة، استجابة لحكم المرجعيات الدينية ولنداء العقل والوطن، على رغم المخاطر والتهديدات المكتنفة. ودعا سماحته الشعب العراقي إلى الاستمرار في المشاركة في العملية السياسية عبر مراقبة متواصلة لعمل الجمعية الوطنية حتى يتم انتخاب حكومة وطنية مخلصة تمثل الأكثرية، وحتى يتم وضع دستور لا يتعارض مع الإسلام ويضمن حقوق الأكثرية الشيعية في العراق مع حفظ حقوق الأقليات.
كما اعتبر سماحته هذه الانتخابات خطوة أولى في طريق سيادة الشعب العراقي المظلوم على مصيره، ومقدمة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق.
وسائل الإعلام تسجل مشاهد شجاعة في يوم جميل
فقد سمير حسن ساقه في انفجار في بغداد لكن هذا لم يمنعه من الإدلاء بصوته في الانتخابات العراقية يوم الأحد حيث عقد العزم على تحدي الرجال الذين تسببوا في عجزه.
وقال سمير (32 عاما) في مركز اقتراع في غرب بغداد (كنت لاتي إلى هنا زاحفا لو اضطررت لذلك. لا أريد أن يقتل الإرهابيون عراقيين آخرين مثلما حاولوا قتلي).
وقال وهو يتكيء على عكازين ليقف في صف للإدلاء بصوته (اليوم أصوت من أجل السلام).
ويقول سمير إنه مهما حدث فان ما حدث له يجعله أكثر اصرارا على الاستمرار في القتال من خلال صندوق الاقتراع من أجل التغيير في العراق. وأصر سمير على أن السبيل الوحيد لمضي العراقيين قدما هو الإدلاء بأصواتهم وإظهار وحدتهم في مواجهة المسلحين الذين عقدوا العزم على إفساد الانتخابات. وأضاف (هذا هو السبيل الوحيد. لابد أن نصوت ضدهم).
واحتفل العراقيون في مدينة البصرة الواقعة في جنوب البلاد بالحصول على فرصة للتصويت في الانتخابات بينما وقفوا ينتظرون بصبر دورهم في صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع.
وعقب الإدلاء بصوتها في مدرسة الحرية بوسط مدينة البصرة قالت أحلام حمادي التي جاءت بصحبة زوجها وأطفالها الخمسة (هذا شعور جديد وأنا سعيدة جدا بهذه التجربة). وقال جاسم محمد جاسم وهو مراقب للانتخابات (اننا سعداء للغاية بهذا اليوم، انه مثل العيد). ومع حظر اقتراب السيارات من منطقة وسط المدينة توجه الناس سيرا على الأقدام من الأحياء التي يقطنون بها في مجموعات أو بصحبة ذويهم.وانخرط الأطفال في لعب الكرة في وسط طرق عادة ما تكون مزدحمة بالمرور.
وقالت انتصار (40 عاما) التي خرجت لتوها من مركز الاقتراع في أبو الخصيب وهي تستجمع أطراف عباءتها السوداء وعلى وجهها ابتسامة عريضة (جئت أدلي بصوتي من اجل مستقبل العراق وشعبه.. إنني سعيدة جدا أن أؤدي هذا الواجب المدني).
جواد كاظم 65 عاما أدلى بصوته معبرا عن ارتياحه بالقول (نحن سعداء اليوم ان نتمكن من اختيار حكومتنا..حكومة ديمقراطية وتعددية سياسية من دون حزب البعث الذي كان الوحيد في السابق). ويضيف (إننا ننتخب من اجل مستقبل الشعب العراقي ومن اجل خير الشعب العراقي).
سليم 22 عاما وصل مع أبيه وأمه وكلاهما اميان للاقتراع، يشرح لهما كيف وفي أي خانة يضعان العلامة ويقول (انتظرنا طويلا هذا اليوم) مؤكدا انه لا يشعر بالخوف رغم كل التهديدات التي وجهت إلى الناخبين.
المرأة العراقية كانت الفائز الأكبر في الانتخابات
حققت المرأة العراقية نسبة مشاركة تراوحت بين 45 في المئة و65 في المئة حسب ما أكده موظفو المفوضية العليا للانتخابات في العراق.
وقد حظيت المرأة العراقية بما لم تحظ به في سابق تاريخ العراق من أهمية في تقرير مصير البلاد حيث سيكون لها رأي مسموع في تحديد هوية قادة العراق الجدد وفي رسم مجرى الدستور الحديث.
وستستحوذ المرأة العراقية على ربع مقاعد أول جمعية عمومية منتخبة من قبل الشعب بما في ذلك من أهمية بالغة وسابقة لم تشهدها معظم دول المنطقة والعالم العربي.
وجعل رجال الدين وذوي التأثير الكبير في الأوساط العراقية مشاركة المرأة في التصويت فرضا لا يمكن منعه ومن ذلك ما أمر به المرجع الأعلى للشيعة في العراق السيد علي السيستاني الذي أفتى بحرمة منع المرأة العراقية من المشاركة في الانتخابات.
الحاجة أم سعيد قالت بنبرة لا تخلو من فرح ممزوج بالحزن (لقد عانينا كثيرا من الظلم في زمن النظام البائد وكل ما اعرفه أن هذه الانتخابات ستأتي برئيس جديد يوفر السعادة والأمن لنا ولأولادنا).
تقول شكرية عباس المواطنة الأربعينية (على جميع المسلمين ان يدلوا بأصواتهم..انه تكليف شرعي وواجب وطني).
خبراء: انتخابات العراق ناجحة
قال خبير يعمل مع الأمم المتحدة لتنظيم الانتخابات في مناطق مضطربة من العالم ان عمليات الاقتراع في العراق كانت ناجحة بشكل يفوق التوقعات.
وأضاف كارلوس فالنزويلا مستشار المنظمة الدولية لشؤون الانتخابات في العراق (نشعر ان العملية كانت ناجحة ويجب أن ننتظر حتى انتهائها).وتابع ان (الاتجاه يؤكد أنهم واجهوا عددا صغيرا من المشاكل اللوجستية ورغم العنف خرج الناخبون للتصويت بأعداد اكبر مما كنا نتوقعه).وأكد الخبير الذي أمضى 13 عاما في الإشراف على الانتخابات في مناطق تمزقها الحروب مثل كمبوديا (بشكل إجمالي نعتقد أنها تشكل نجاحا).
إشادة عالمية بالانتخابات العراقية
وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الانتخابات التاريخية التي جرت في العراق بأنها (نجاح مدو) وقال أن العراقيين رفضوا فكر الإرهابيين المعادي للديمقراطية. (بالمشاركة في الانتخابات الحرة رفض الشعب العراقي بحزم ايدلوجية الإرهابيين المناهضة للديمقراطية، ورفض ان يقوم قطاع الطرق والقتلة بتخويفه).
وقال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة (أود أن أشيد بشجاعة الشعب العراقي وان أهنيء مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة بالإضافة إلى الآلاف من موظفي ومراقبي الانتخابات العراقيين على إجراء انتخابات منظمة وفعالة في مثل هذا الإطار الزمني المحدود وفي مثل هذه الظروف المثبطة للهمم).
وقال بيلا اندا المتحدث باسم المستشار الألماني جيرهارد شرودر إن التقارير الواردة عن الإقبال الكبير للناخبين أظهرت أن المحاولات العنيفة لم تثن العراقيين عن الانتخابات. وتابع اندا قائلا (انه ينظر إلى مشاركة الناخبين... خصوصا في المناطق الكردية والشيعية على أنه تعبير عن تصميم قوي من غالبية العراقيين لتقرير مستقبل بلادهم بأيديهم).
وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني أن نجاح الانتخابات في العراق يوم الأحد أكد رغبة العراقيون في التغلب على الإرهاب والفوز بالحرية والديمقراطية).
وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي (أريد أن أوجه التهنئة للشعب العراقي الذي تحلى بالشجاعة والعزم ). وأضاف (تمثل الانتخابات خطوة مهمة للإمام بالنسبة للعراق. ورغم العديد من الصعوبات الماثلة تعتبر الانتخابات علامة على التقدم نحو التحول إلى عراق ديمقراطي حر مسالم). وكان سولانا توقع أسبوع قبل الانتخابات في العراق حدوث كارثة إذا لم تمثل الأقلية السنية في الانتخابات.
ورحب مجلس الأمن الدولي بتوجه العراقيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء الجمعية الوطنية وهنأهم على هذه الخطوة الايجابية في مسيرة التطور السياسي في العراق. وقال الرئيس الحالي للمجلس مندوب الأرجنتين السفير سيزار مايورال أن أعضاء المجلس يشيدون بشجاعة ملايين العراقيين الذين تحدوا الظروف الصعبة ومارسوا حقهم في الإدلاء بأصواتهم.
وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان انتخابات الأحد في العراق (خطوة مهمة في إعادة الأعمار السياسي للعراق). و إن الاقبال والتنظيم الجيد للانتخابات كانا مرضيين.
وفي موسكو أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتخابات بوصفها (خطوة في الاتجاه الصحيح) وأبلغ وزراءه خلال اجتماع للحكومة بان يعملوا من أجل مستقبل مستقر للعراق.
وأشادت اسبانيا بالانتخابات بوصفها خطوة مهمة نحو عراق امن كامل السيادة.
وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن الانتخابات العراقية وجهت ضربة قوية للمتمردين وللذين (يقومون بحملات العنف). وقال سترو في إيجاز لمجلس العموم البريطاني أن الانتخابات العراقية سارت بشكل أفضل مما كان يتوقع البعض وأنها شكلت إشارة واضحة أن (الديمقراطية والحرية قيم عالمية تلهم البشر في كل مكان). وأشار سترو إلى أن العراق كان منذ سنتين تحت رحمة واحد من أكثر الطغاة قسوة في العالم ولم تكن الانتخابات التي تجري تضم أكثر من مرشح واحد. وتابع ان الشعب العراقي تمكن أمس من الاختيار من بين أكثر من 8 آلاف مرشح للمجلس الوطني فقط.
وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية أن الشعب العراقي يستحق احترام العالم لأنه ذهب لممارسة حقه الانتخابي وسط تهديدات كبيرة. وقالت الخارجية السويسرية في بيان أنها ترحب بذهاب الشعب العراقي لانتخاب ممثليه وأكدت على أن الشعب العراقى اظهر شجاعة بالغة في أماكن كثيرة و تحدى التهديدات الواسعة من قبل الجماعات المسلحة.
كما رحبت النمسا بإجراء الانتخابات العامة في العراق ووصفتها بأنها (انتصار للديمقراطية). وقالت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية كاريل دي غوتشه أن الشعب العراقي قرر أن يأخذ بين يديه زمام أموره وأن يحدد مصيره من خلال التعبير عن رأيه بالانتخابات التي جرت. وأضافت أن نسبة المشاركة التي تقارب 60 في المائة تنم عن أن قطاعا واسعا من الشعب العراقي قد شارك في الانتخابات. وقالت لقد عانى العراقيون طويلا من القهر والبطش وقد آن الأوان بأن يعبر عن إرادته. وأضافت أن العراقيين أرسلوا رسالة واضحة لهؤلاء الذين كانوا يرغبون في تعكير صفو الانتخابات بان كل محاولاتهم ضاعت سدى.
وقال الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف أن نجاح الانتخابات العراقية يمثل (خطوة مهمة) على طريق الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في العراق.
وقال هيرويوكي هوسودا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني (إنها خطوة أولى مهمة نحو إقامة الديمقراطية في العراق).
وقال مارتي ناتاليجاوا المتحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية (مشاركتهم النشطة... تعكس إصرارا جديرا بالإشادة على تحديد مصيرهم من خلال استعادة سيادتهم واقامة عراق ديمقراطي).
وقالت بكين أنها تأمل أن تعمل الانتخابات على (تحقيق تطلعات الشعب العراقي في أن يكونوا المتحكمين في مصيرهم والمساعدة في المضي قدما في عملية إعادة بناء العراق).
وأعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد أن الانتخابات (انتصار لشجاعة الشعب على المخاوف).
وقال رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي إن نجاح الانتخابات العراقية يعد تعبيرا عن (التصميم القوي) للشعب العراقي على بناء الأمة داعيا إلى تهيأة الأجواء في العراق من اجل دخول رجال الأعمال لإعادة البناء هناك.
ووصفت الهند الانتخابات العراقية بأنها (تطور جدير بالاهتمام) معربة عن الأمل في أن تؤدي تلك الممارسة الديمقراطية إلى تولي الشعب العراقي شؤون بلاده وإعادة اعمار العراق في مناخ سلمي خالي من العنف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية مسعود خان (نتمنى أن تتوصل هذه العملية بمجملها إلى بناء عراق مستقر وموحد وسيد ومستقل بإمكانه السيطرة على كامل مقدراته وموارده الطبيعية).
دمعة تترقرق من عينها واصبعها مصبوغ
وعلقت الصحف البريطانية على الانتخابات بعد يوم من إجرائها مبدية إعجابها بشجاعة الشعب العراقي وقوة تصميمه. فكتبت الجارديان تقول: الناخبون العراقيون يتحدون المفجرين.
وكتب مراسل الصحيفة في كركوك تقريرا تحت عنوان: أم تدلي بصوتها بعد ان دفنت ابنها، حيث يتابع تحركات صبرية شريف محمود التي فقدت ابنها يوسف في انفجار قذيفة هاون قبل أن تذهب للإدلاء بصوتها.
ولم ينس رسام الكاريكاتير في صحيفة الجارديان أن يسهم في الموضوع العراقي، فقد خطت ريشته رسما يظهر اصبعا عراقيا مصبوغا بحبر الانتخابات مرفوعا في شكل علامة انتصار وإلى جانبه بوش وبلير وهما يفكران وتظهر فكرتهما في شكل غمامة بيضاء في داخلها يد يمتد منها إصبع مصبوغ يشير بعلامة الخروج وتحتها كلمة: اخرج. وكتب روبرت فيسك في الانديبندنت يقول: من وسط المأساة يخرج التحدي، مشفوعا بصورة كبيرة لعين عراقية منقبة والدمعة تترقرق من عينها وإصبعها مصبوغ وبيدها علم العراق وفي وسطه جملة: انتخب العراق. ويقول فيسك إنه على الرغم من هدير الانفجارات المتوالية في بغداد كان الناس يخرجون بالمئات، ثم بالآلاف، عائلات بكاملها، شيوخ معاقون يقودهم أبناؤهم، أطفال في أحضان أمهاتهم أو شقيقاتهم أو خالاتهم أو عماتهم.
ويقول المحرر الدبلوماسي في صحيفة الانديبندنت إن الزرقاوي قد يتخلى عن نشاطه في العراق، حيث يرى أن الديمقراطية قد لا تترك عذرا يبرر التمرد، وينقل مقتطفات من رسالة بعثها الزرقاوي إلى قادة القاعدة وتم رصدها قبل نحو عام قال فيها إن المقاتلين قد يجدون أنفسهم مضطرين إلى الرحيل بسبب ما وصفه الزرقاوي بـ (الفجوة بيننا وبين أصحاب الأرض.. وان البديل هو حزم حقائبنا والرحيل والبحث عن ارض أخرى).
 

هل تعطي الانتخابات في العراق وفلسطين دفعا قويا نحو الإصلاح الشامل؟
يرى بعض المحللين أن الانتخابات في فلسطين والعراق ستكون عاملا ايجابيا لدفع الدول العربية والإسلامية إلى بناء نظام ديمقراطي حديث.
وقال إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في مصر خلال مشاركته في منتدى رافوس (لا يمكن أن يبدأ الإصلاح والتغيير المتعمق من القمة. ينبغي أن نبني مجتمعا مدنيا من القاع).
وقال مفكر عربي مازحا في إحدى جلسات المنتدى أن موقف حكومته من التغيير يذكره بمقولة في رواية (الفهد) من تأليف الكاتب الايطالي جوسيبي دي لامبدوزا إذ يقول النبيل (ينبغي أن يتغير كل شيء ليظل كل شيء على حاله).
وطالب اصلاحيون مصريون بأن تتاح لهم أيضا على غرار ما فعل الفلسطينيون والعراقيون فرصة اختيار زعيمهم من بين عدة مرشحين. وقال حسين عبد الرازق المتحدث باسم المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن الشعب الفلسطيني اختار رئيسه وأعرب عن اعتقاده بأن الشعب المصري ليس (ساذجا) وبوسعه أيضا أن يختار من بين العديد من المرشحين.
كما أكدت دراسة حديثة نشرتها مؤسسة الفكر العربي أن اى بلد لكي يصنف في قائمة المجتمعات ذات الحكم الديمقراطي الحديث لابد أن تمتلك حكومة دستورية وانتخابات حرة لأعضاء البرلمانات والمراكز الرئيسية في السلطة التنفيذية ووجود قضاء مستقل وفصل واضح للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وقالت الدراسة أن الأمر لا يقتصر في عملية الانتقال على خطوات حكومية وإنما لابد وان تصاحبها أنشطة مجتمعية موازية ومكملة مشيرة إلى أن التوسع في مؤسسات المجتمع المدني له تأثير واضح على تهيئة الأفراد والمؤسسات والمجتمع للانتقال السلمي المنظم نحو الديمقراطية.
وقال المعارض الإيراني محسن كديوار: (أعتقد أن العراقيين يستطيعون أن يفعلوا ما أردنا نحن إقامته لكننا لم ننجح.. ألا وهو إقامة جمهورية إسلامية حقيقية.. وأنا أعني بذلك إقامة جمهورية لها قيم إسلامية.. ديمقراطية ذات قيم إسلامية.. (حيث) لا يكون لرجال الدين حقوق خاصة). و(إذا حصلوا العراقيون على حكومة جيدة بديمقراطية إسلامية ودون أي حقوق خاصة لرجال الدين فان الحكومة الإيرانية لن تكون قادرة على تبرير موقفها للمواطنيين الإيرانيين). وقال (أبدلنا مملكة بمملكة إسلامية).
 

أكثر من نصف الفلسطينيين يؤيدون قيام دولة بجوار إسرائيل
كشف استطلاع للرأي نشر مؤخرا أن أكثر من نصف الفلسطينيين يؤيدون قيام دولة لهم تتعايش في سلام إلى جوار إسرائيل مسجلين بذلك زيادة كبيرة في التأييد منذ وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
ويبرز الاستطلاع تحولا في الشعور الفلسطيني عن عنف النشطاء لصالح التفاوض على دولة على الأراضي التي تحتلها إسرائيل. ووجد الاستطلاع الذي أجراه خبير استطلاعات الرأي الفلسطيني المستقل خليل الشقاقي أن 54 بالمئة من الفلسطينيين يؤيدون اتفاقية سلام تسمح بإقامة دولة إلى جانب إسرائيل على 97 بالمئة من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فضلا عن ثلاثة بالمئة من أراضي إسرائيل في إطار مبادلة للأراضي. وكانت نسبة المؤيدين لذلك نحو 39 بالمئة فقط قبل عام. وأظهر استطلاع مواز أجرته الجامعة العبرية في إسرائيل أن 64 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون حلا كهذا مقابل 47 بالمئة في العام الماضي.
كما أظهر الاستطلاع الفلسطيني تخفيفا في حدة الاراء الخاصة بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين إذ قال 46 بالمئة من الفلسطينيين انهم يؤيدون اتفاقا يعيد معظم اللاجئين لدولة فلسطينية وليس لإسرائيل فيما عارضه 50 بالمئة. وفي ديسمبر كانون الاول عام 2003 كان 25 بالمئة فقط من الفلسطينيين يؤيدون حلا كهذا لمشكلة ملايين اللاجئين منذ عام 1948.
وبموجب الاقتراح الذي عرض على من شملهم الاستطلاع ستحدد إسرائيل عدد اللاجئين الذين ستستوعبهم استنادا إلى عدد الفلسطينيين الذين تعرض دول مثل استراليا وكندا استيعابهم.
وكشف كلا الاستطلاعين تشددا في التوجهات بخصوص الوضع المستقبلي لمدينة القدس التي احتلت إسرائيل شطرها الشرقي في حرب عام 1967 وضمتها في وقت لاحق في خطوة غير معترف بها دوليا.
فقد أيد 44 بالمئة من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع تقاسم السيادة في القدس فيما عارضه 54 بالمئة. ووافق على هذا الاقتراح 39 بالمئة ممن شملهم استطلاع الرأي الإسرائيلي بينما عارضه 60 بالمئة. وكانت قضية القدس سببا آخر لوصول قمة كامب ديفيد في عام 2000 إلى طريق مسدود. ويطالب عباس بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل فيما ترى إسرائيل أن المدينة عاصمتها (الابدية الموحدة).
وشمل الاستطلاع الذي أجراه خليل الشقاقي 1319 فلسطينيا بهامش خطأ نسبته ثلاثة بالمئة. فيما شمل استطلاع الجامعة العبرية 501 إسرائيلي بهامش خطأ نسبته 4.5 بالمئة.
 

70 مليون أمي في العالم العربي
حذرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) في تونس من (خطورة ظاهرة الامية التي لا تزال متفشية) في العالم العربي في وقت تعتبر فيه المعرفة مفتاح التقدم احد مؤشرات النمو الاقتصادي والاجتماعي.
واعتبر المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة فى بيان بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية أن (الأعداد المطلقة للاميين في البلاد العربية والتي أصبحت تناهز السبعين مليون شخص تبعث على القلق وتدعو إلى النظر للمشكلة بجدية وحزم أكثر).
واكد (انه بالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول العربية لمحو الأمية منذ منتصف القرن الماضي لا يزال عدد الاميين في تزايد مستمر).
وتابع بوسنينة إن (البيانات الإحصائية حول واقع الأمية في البلاد العربية تشير إلى أن معدل الأمية سيصل إلى 35.6% هذا العام مقارنة بمعدل للامية في العالم لن يتجاوز 18%).
ويتركز (الحجم الكبير للامية في خمس دول ذات كثافة سكانية مرتفعة وهي مصر والسودان والجزائر والمغرب واليمن التي تضم 48 مليون أميا بينهم 17 مليونا في مصر وحدها) وفقا للبيان.
 

تسونامي: زلزال ماكر أولد وحشا كاسرا
قال علماء أميركيون في هيئة المسح الجيولوجي، إن الزلزال الأخير الذي ولد قوة مدمرة من موجات (تسونامي) البحرية العاتية، كان شديدا بحيث أدى إلى رجّ الأرض على محورها، وتسبب في تغيير الخرائط الجغرافية إلى الأبد. وضرب الزلزال بقوة 9 درجات منطقة تقع على مسافة 250 كيلومترا من الجنوب الشرقي لجزيرة سومطرة.
وأضاف العلماء، أن الهزة ربما أزاحت جزرا صغيرة بمسافة 20 مترا عن موقعها السابق. وقال كين هودنوت، الخبير في الهيئة إن (الزلزال غير الخريطة). وأضاف أنه (اعتمادا على نماذج النشاطات الزلزالية، فإن بعض الجزر الصغيرة في جنوب وغرب جزيرة سومطرة، ربما قد أزيحت في حدود 20 مترا.. وذلك انزياح كبير!) أما الرأس الشمالي الغربي للجزيرة فربما أزيح أيضا نحو الجنوب الغربي بحدود 36 مترا.
ويضاف إلى ذلك أن الطاقة المتحررة من جرفي الصدع (الفالق) الواقع تحت البحر، عند انزياحهما وابتعادهما عن بعضهما، أدت إلى ارتجاج الأرض على محورها. وأضاف هودنوت (بإمكاننا رصد أي تغير طفيف في حركة الأرض، ولذلك أتوقع أن تكون الأرض قد ارتجت في مدارها عند وقوع الزلزال، نتيجة تحرر طاقة هائلة وانزياح كتلة كبيرة بشكل مفاجئ).
وقدر علماء يابانيون قوة أمواج تسونامي التي ضربت الساحل التايلاندي بخمس قوة قنبلة هيروشيما التي سقطت على اليابان عام 1945. وقد توصل لعلماء إلى هذه النتيجة بعد دراستهم لهياكل المباني المتضررة في المدينة التي أظهرت أنها تعرضت لضغط تراوح بين 3.7 و 6.7 طن على المتر المربع. وأظهرت النتائج التي قام بها فريق من علماء جامعة أكيتا أن ارتفاع موجات تسونامي تراوح بين ثلاثة وعشرة أمتار وسرعتها تباينت بين ستة وثمانية أمتار في الثانية. يذكر أمواج سونامي هي عبارة عن سلسلة من أمواج البحر السريعة والقوية التي تنتج عن الزلازل أو ثورات البراكين أو سقوط الشهب من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات. ويكثر حدوث ظاهرة أمواج سونامي في منطقة المحيط الهادي حيث يوجد أكثر من نصف براكين العالم. وعندما تقع تلك الظاهرة فان المناطق الساحلية تتعرض دون إنذار مسبق في بعض الأحيان لموجات بالغة القوة كما تستطيع تلك الأمواج التي تصل سرعتها إلى 800 كيلومتر في الساعة أن تحمل صخورا من حوائط صد الأمواج وزن الواحدة منها عشرون طنا وأن تقذف بها لمسافة عشرين مترا.
وحسب شركة (انشورنس انفورميشن اينستيتيوت) التي تتخذ من نيويورك مقرا لها فان الخسائر الاقتصادية في الدول الثماني المنكوبة قد تصل إلى (مليارات الدولارات) إلا أن شركات التأمين لن تتكبد سوى (خسائر متواضعة) بسبب قلة الأشخاص الذين يستفيدون من الضمانات في هذه المناطق من آسيا.
أما عدد المشردين الذين باتوا من دون مأوى فيصل إلى نحو مليون شخص في سريلانكا و160 ألفا في الهند و29 ألفا في تايلاند حسب الصليب الأحمر والسلطات.
وقد انتشر صدى بكاء الأطفال اليتامى في أرجاء مخيمات النازحين وما زال كابوس الكارثة يدوي في قلوبهم المضطربة. وقد تمكث هذه الصدمة في نفوسهم لوقت طويل. وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن 5.1 مليون طفل تأثروا بهذه الكارثة، وفقد عشرات الآلاف منهم والديهم أو احد الوالدين، بينما لا تزال أعداد كبيرة منهم بدون أي مأوى.
وبعد أن دمرت عائلاتهم ومجتمعاتهم، باتت حياة هؤلاء الأطفال في غاية الهشاشة. وأشارت (اليونيسف) إلى وجود معلومات غير مؤكدة حول عمليات اختطاف استهدفت أطفالا ربما قد يكونون الآن في أيدي مافيات الاتجار بالأطفال.
وقال نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا أن عدد الأطفال الذين فقدوا والديهم في إقليم (اتشيه) وجزيرة سومطرة جراء (تسونامي) ربما يتجاوز مئة ألف طفل، ولكننا نعتقد أن عدد الأطفال الذين فقدوا والديهم ربما يصل إلى 150 ألفا والأطفال الذين تركوا مشردين في العراء دون أي مساعدة من أفراد أسرهم أو عائلاتهم يمكن أن يصل عددهم إلى 20 ألفا).
كما تعرض الصيادون في سريلانكا بعد أن نجوا مع زوارقهم من طوفان أمواج المد العاتية الأسبوع الماضي لضربة أخرى حين تجنب الناس شراء صيدهم من الأسماك خشية أن تكون قد تغذت على جثث الضحايا الذين ابتلعهم المحيط.
وقال البروفيسور كاليستوس جوما الباحث في جامعة (الدول المتقدمة يتعين عليها ان تفكر مليا في أعقاب هذه الكارثة بشأن تكلفة الاستثمار في اقامة بنية علمية وتكنولوجية في الدول النامية لمنع اثار الكوارث الطبيعية مقارنة مع التكلفة الهائلة التي تتكبدها عبر تقديمها مساعدات دولية بعد وقوع الكوارث).
هذا وأبدى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله أسفه العميق لما أسفرت عنه الكارثة الرهيبة في جنوب آسيا من الخسائر الفادحة. وقال: إنّ هذه الكوارث فرصةً لعودة الإنسان إلى ربّه سبحانه والإنابة إليه والتضرّع إليه، واعتبر سماحته: أنّ فداحة النتائج المترتبة على الكوارث الطبيعية تعود غالباً إلى البشرية ذاتها حيث إنّ بالإمكان تقليل حجم الخسائر إلى حد كبير باستخدام وسائل (الرصد) و (الوقاية) التي تتكفل ذلك، كما هو حاصل - بالفعل - في بعض البلاد. قال الله تعالى: {وما أصابك من سيئةٍ فمن نفسك}.
ودعا سماحته جميع المؤمنين الكرام إلى التعاون والمشاركة في تخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة للنازحين والمتضرّرين بالحادث - بشتّى طرق المساهمة -، فإن الراحمين في الأرض يرحمهم من في السماء.

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد 75

إتصــلوا بـنـــا