ردك على هذا الموضوع

 الإمام علي عليه السلام في نبويات ابن الجنان الأنصاري الأندلسي
(واقع وتحليل)

ستار جبار رزيج

لم يعد من المسلمات الشيعية فقط القول بأن هناك ارتباطا رسالياً بين شخصية الرسول (ص) باعتباره ممثل السماء الأول على الأرض وصاحب رسالتها والمجسد لأفكارها وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بصفته ابن عمه وصهره وخليفته، فمسيرة القرآن المتتابعة أفرزت من الآيات القرآنية الشريفة ما يثبت حقيقة ذلك الارتباط، بل ويضفي عليه دلالات هي أبعد ما تكون عن صلة الرحم التي تجمع الرسول (ص) والإمام علي (ع) أو المنشأ الأسري الذي يشتركان فيه، وفضلاً عن ذلك تحشدت العشرات من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والمرتبطة بوقائع اجتماعية محسوسة، ومسجلة تاريخيا، لتضع ذلك الارتباط في عداد ما هو ثابت ولا شك فيه، وتبعاً لهذه الحقيقة يكون من المنطقي السؤال عن مدى حضور الإمام علي (ع) في الشعر القائم على مدح النبي (ص) أو الحديث عنه، لأن المفروض- ولو نظرياً- بمثل هذا الشعر أن يكون إسلامياً أو قل رسالياً، ولو لم يكن كذلك لما أتخذ من شخصية الرسول (ص) وتاريخه موضوعاً شعرياً له، وحين يكون ذلك الشعر إسلامياً فالمفروض أيضاً أن يكون إلى درجة ما ترجمة فنية أو وجدانية لكل ما أثبته القرآن من مفاهيم رسالية أو ما تحدثت عنه السّنة من وقائع لا سبيل إلى نكران الإمام علي (ع) في ثناياها وفاعليته في صنعها بحيث يبدو غيابه من الشعر الذي يتبنى طرحها تغييباً مقصوداً يرتبط أما بجهل الشاعر بحقيقة الارتباط بين شخصية الرسول (ص) وأمير المؤمنين (ع)، أو تجاوزاً منه لذلك الارتباط بناءً على تناقض الأخير مع خط الشاعر الفكري أو انتمائه السياسي الخاص، وإذا تركنا فضاء التنظير نزولاً إلى الواقع الأدبي، وتناولنا الشعر الأندلسي المتوزع في قرون متعاقبة ميدانياً لدراسة هذه المسألة، فسنكون بإزاء تيار من الشعراء الأندلسيين المتفاوتين زماناً أو مكاناً ممن اهتموا بشخصية الرسول (ص)، وحاولوا توظيف مفرداتها في قصائدهم ليخرجوا في النهاية بنماذج واضحة من الشعر الرسالي المتمحور حول شخصية الرسول (ص)، وتأريخه، موقف الشاعر منه، وكنموذج لهذا التيار تقف نبويات ابن الجنان الأنصاري الأندلسي شاعر المديح النبوي في القرن السابع الهجري (1)، وهي بمجموعها العام قصائد في مدح الرسول (ص) واستعرض مواقف في حياته في إطار من التعبير الفني الخاص، عن موقف الشاعر الفكري والنفسي منها وهو الشاعر الذي يدرك إسلامية وقدسية الشخصية المحمدية فيدفعه ذلك إلى الإكثار من تناول تلك الشخصية كمقدمة لطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى بشفاعة نبيه الكريم:
يا رب بلغ سلامي لأحمد ذي الشفاعه
لخاتم الرسل أعني إمام تلك الجماعه
لأبهر الخلق مجداً يحكي الصباح نصاعه
لمن صفات علاه تعجز أهل البراعه
لمرشـد بهــداه قد فاز عبد أطاعه
شمس النبوة معـطٍ شمس السماء شعاعه
(2)
ولا ينفك ابن الجنان عن الحديث عن الشفاعة التي يرجوها من النبي (ص) فيجعلها جزءا مطرداً من مضامين قصائده فتارة يجعلها غاية لذكره الرسول (ص) يومياً:
أيذهب يوم لم أكفر ذنوبه بذكر شفيعٍ في الذنوب مشفع
ولم أقض في حق الصلاة فريضة على ذي مقام في الحساب مرفّع
أرجي لديه النفع في صدق حبّه ومن يرتج المختار لا شك ينفع
واهدي إلى مثواه مني تحيةً إذا قصدت باب الرضا لم تدفع
(3)
وأخرى نراه يطلبها منه مؤكداً:
فأشفع أشفعْ يا خاتم الرسل يوم ال حشر والمشهد العظيم الفظيع
لظلوم لنفسه قد تناهى في الخطايا وكل فعل شنيع
(4)
ولا يكتفي بذلك بل نراه يسن لطلب الشفاعة طريقا قوامه الصلاة على النبي والتسليم عليه:
يا أيها الراجون منه شفاعة صلوا عليه وسلموا تسليما
(5)
وله أيضاً:
يا ربَّ إنّ شفيعي من ذُنوبي في يوم القيامة خير الخلق والنسمِ
محمد خاتم الرسل المبلغ للدين الحنيفيّ والإسلام للأمم
(6)
وعلى ذات الصعيد نجد قوله:
عليه اعتمادي حين لا لي حيلة إليه استنادي حين ينبو بي الركن
به وثقت نفسي الضعيفة بعدما أضر َّبها من ضعف قوتها الوهن
إليه صلاتي قد بعثت مشفعا سلاما به الإحسان ينساقُ والحسنُ
(7)
والذي يتضح من الأمثلة السابقة- على قلتها- أن نبويات ابن الجنان الأنصاري الأندلسي ليست ناتجة عن موقف آني لشاعر ومسلم عبرت عنه قصيدة واحدة جاءت في خضم سيل من القصائد ذات التوجهات الدنيوية المغايرة، وإنما تمثل خطا متواصلا من القناعة الفكرية بقدسية الشخصية المحمدية والشعور النفسي بحاجة الشاعر إلى رضا الرسول (ص) وقربه كتمهيد للراحة الأبدية أو الخلاص من العقاب الأخروي كما هو واضح في التركيز على الشفاعة وإقرارها كمحور مضموني أساس، ولا شك في أن تواصل قناعة الشاعر بقدسية شخصية ما وشعوره بالحاجة إلى التقرب منها يدفعه إلى مواصلة الدوران حولها، واستيعاب كامل حركتها دون الاكتفاء بلمحات خاطفة عنها، أو مجرد صياغة فنية لتصور نفسي فحسب، ولعل هذا ما حصل لأبن الجنان الأنصاري، فقد استوعبت نبوياته مقاطع متعددة من حياة الرسول (ص) واستعرضت مواقف تفصيلية لمسيرته بل وأحداثا سبقت بزوغ نجمه بمئات السنين وتكفلت السنة بنقلها أو التنويه عنها ومن الشواهد على ذلك نبويته الدالية التي يقول في مطلعها:
سلام على من جاء بالحق والهدى ومن لم يزل بالمعجزات مؤيدا
فهو يستعرض صلة الرسول (ص) بآدم وإبراهيم (عليهما السلام) وفق ما تواردت الأخبار وتسالم عليه المسلمون:
سلام على النور الذي كان كامناً بآدم إذ خرّ الملائك سجدا
سلام على من كان أشرف دعوة بها شّرف الله الخليل محمدا
(8)
والملفت للنظر في قصيدة ابن الجنان أنه يهتم بذكر التفاصيل الدقيقة في حياة الرسول (ص) وصياغتها فنيا وبرؤيته النفسية الخاصة مما يدل على مطالعته الواسعة للقرآن الكريم والسنّة الشريفة، وبالشكل الذي مكنه من إعداد ما يشبه عرضاً شعرياً لأجزاء من التاريخ النبوي الممتد ما بين الأنبياء السابقين له والمستمر خلال حياته حتى وفاته، ومن ثم قيامه شفيعا للناس يوم القيامة والأدهى من ذلك أن ابن الجنان لم يغفل في عرضه هذا أدق تفاصيل ذلك التاريخ، وما توارد من حوار الرسول (ص) مع بعض الكائنات بطريق الإعجاز ومجيء الشجرة إليه في حادثة معروفة وما إلى ذلك من القضايا التي تدل دلالة قطعية على ثقافة ابن الجنان الإسلامية، ودورانه المستمر حول شخصية الرسول (ص) تقصيا وبحثا (9)، وعلى أساس هذه الحقيقة يكون من المنطقي البحث وراء إجابة محددة لسؤالنا الافتراضي عن مدى حضور الإمام علي (ع) في قصائد ابن الجنان طالما أنها استوعبت وعبر محاولات كثيرة جوانب مختلفة من تاريخ الرسول الكريم (ص)، الذي يتضح من استقرائنا لديوان ابن الجنان الأندلسي عموماً ونبوياته على وجه الخصوص قلة تعرضه للإمام علي (ع)، ففي خضم سيل وافر من المضامين الشعرية المرتبطة بشخصية الرسول (ص) وتاريخه الحافل بالأحداث، وموقف الشاعر النفسي منه قائداً وشفيعاً، في خضم ذلك لا نجد إلا موضعين أثنين ذكر الشاعر فيهما أمير المؤمنين (ع)، وكليهما في قصيدة واحدة يمكن عدها الأفضل من بين نبوياته من الناحية الفنية مع أنه استهل كل أبياتها بلفظة واحده هي- سلام- كمقدمة جزئية لاستعراض جوانب من شخصية الرسول (ص) وتاريخه، وأول هذين الموضعين إشارته إلى واقعة خيبر وفتح حصنها من قبل الإمام علي (ع) وفيها دعاه الرسول (ص) ليعطيه الراية في ثالث أيام المواجهة بعد فشل صحابة سابقين في فتح الحصن وكان أمير المؤمنين (ع) أرمد العينين فشفاه الله سبحانه ببركة ريق النبي (ص) وفي هذا المعنى يقول ابن الجنان:
سلام على الداعي علياً لرايةٍ على آية كانت لعينيه اثمدا
سلام على من أخبرته بخيبر ذراع سميط أو دعت سم أسودا (10)
أما الموضع الثاني فأشار فيه ابن الجنان الأندلسي إلى جوانب من صلة الإمام علي (ع) برسول الله (ص) فيأتي في سياق عرضه الشعري لواقعة الهجرة التي شهدت تضحية الإمام بنفسه من أجل الرسول حين رقد في فراشه مع يقينه باحتمال قتله من قبل المشركين ليمنح الرسول فرصة الخروج من مكة إلى المدينة سالماً وفي هذه القضية يقول ابن الجنان:
سلام على من أعشيت أعين العدا وقد بيتوه قصد الفتك رصدا
سلام على ملقي التراب عليهم ومبق علياً قي الفراش موسدا
سلام على من كان في الغار آية لتحصينه صيغت دلاصاً
مسردا سلام على التالي لصاحبه به وقد قيل لا تحزن فصين وأيدا
سلام على المعصوم ممن أراده بكيد وسل عن عامرٍ ثم أربدا
(11)
وبتأمل بسيط في إشارتي ابن الجنان الأنصاري الأندلسي للإمام علي (ع) يمكن الخروج بعدة تصورات منها:
أولاً: إن ابن الجنان في تعرضه لشخصية الرسول (ص) ذكر أمير المؤمنين (ع) في مضمونين متعاقبين ضمن قصيدة نبوية واحدة، بينما لم يشر إليه في قصائده النبوية الأخرى مع أن أكثرها قائم على وقائع التاريخ النبوي الشريف، وهو إذ ذكره في موضعين فليس كمضمون مستقل له أهميته الخاصة في سياق القصيدة التي يرد فيها، وإنما كمفردة ثانوية في إطار مضمون أساس هو وصف النبي ومواقفه التاريخية، ومن هنا يمكن القول بأن ابن الجنان الأندلسي لم يذكر شخصية الإمام مباشرةً، وإنما جاء ذكرها عرضياً ولولا صلته الموضوعية بواقعتي خيبر والهجرة لما ذكر أصلاً..
ثانياً: لما كان تناول الشاعر للإمام علي (ع) عرضياً وليس كمضمون أساس لم يكن له تبعاً لذلك موقفاً فكرياً أو نفسياً واضح المعالم منه، لأنه لم يستعرض شخصيته مباشرةً كما فعل مع الرسول (ص) وبالشكل الذي طفحت فيه مشاعر الود والولاء والتقديس لتلك الشخصية الإلهية المقدسية، فمن هذه الناحية لا يمكن الاستدلال من خلال مضموني ابن الجنان اللذين ذكرهما على موقفه المذهبي أو النفسي على الأقل تجاه أمير المؤمنين (ع) معه أو ضده، مع أن الشاعر وعبر ثنائه وسلامه على آل النبي وصحابته معا (12)، يميل إلى أن يكون حيادياً أو قل معتدلاً في مواقفه في التخلي عن خطه الشعري القائم على الدوران حول الشخصية المحمدية المقدسة ثناءً ووصفاً ورجاءً..
ثالثاً: إن غياب الشخصية العلوية- باستثناء ما ذكرناه- عن نبويات ابن الجنان الأنصاري كواقع خاضع للتحليل يمكن أن يفهم من زاويتين متباينتين لتباين الأسس التي تقومان عليهما وهما:
الأولى: زاوية نظرية وأساسها القول إن الشعر الرسالي القائم على مدح الرسول (ص) وتناول تأريخه لا بد إن يكون مشتملا على إحاطة كلية أو جزئية لشخصية أمير المؤمنين (ع) باعتبارها أقرب الشخصيات الإسلامية من الرسول (ص) وأكثرها فاعلية في صنع الحدث الرسالي- لو صح التعبير- ولو أغفل مثل ذلك الشعر ذكر تلك الشخصية لم يكن رسالياً وبناءً على هذه الرؤية يمكن القول إن ظاهرة غياب الإمام علي (ع) عن شعر ابن الجنان- كموضوع أساس- يمثل تغييباً مقصودا من الشاعر له لأن قيام الشعر النبوي كما في مدائح ابن الجنان على تضمين التاريخ يفرض على الشاعر مزيدا من التنويه إلى الإمام (ع) وإذا كانت مشاعر الولاء التي تفيض بها قصائد ابن الجنان وذكره للإمام علي (ع) ولو عرضيا يضعفان من احتمال التغييب الذي نتحدث عنه قائما على تناقض بين مسلك الشاعر والدلالات السياسية والفكرية لشخصية أمير المؤمنين- فأن ما تقدم أيضاً يثبت أن لدى ابن الجنان نقصا في الوعي بتاريخ الرسول (ص) مع أن لديه تكاملا بالإحاطة بمفرداته، وأياً كان الحال فبناء تصور لظاهرة غياب الإمام (ع) عن شعر ابن الجنان الأندلسي أو غيره من الشعراء من خلال زاوية فهم نظرية لا يمكن أن يفضي بنا إلا لتصور نظري قابل للنقص طالما أنه فاقد لصفة الارتباط بظروف الشاعر الموضوعية وما تحددت به مسيرته من محركات أو موانع مختلفة أثرت في شعره موضوعيا أو فنيا أو كلاهما..
الثانية: زاوية عملية لو صح التعبير وهي الأقرب إلى صياغة تحليل منطقي لظاهرة غياب الشخصية العلوية ووفق هذه الزاوية لا يمكن الجزم بأن ذلك الغياب يمثل تغييبا مقصودا وإنما هو نتيجة طبيعية لمؤثرات عديدة فرضت الاهتمام بشخصية الرسول (ص) والاكتفاء بظهور ثانوي لشخصية الإمام (ع) وأول تلك المؤثرات المنحى الفني لابن الجنان في نبوياته فهو يجعلها مرتبطة أساسا بالرسول (ص) الذي يراه قائدا وشفيعا وما سائر المضامين الأخرى إلا توطئة للوصول إلى تلك الشفاعة، فليس هنالك مضمون أساس في قصائد ابن الجنان إلا الرسول (ص) وأما سائر المضامين ومنها ما ارتبط بالإمام (ع) فمضامين ثانوية أوردها خدمة للمضمون الأساس ليس أكثر، وفضلا عن المنحى الفني لابن الجنان تقف تركيبته الفكرية والعقائدية وربما انتمائه المذهبي لتحول بينه وبين أن يجعل من شخصية الأمام علي موضوعا محوريا لقصائده، ففي البيئة الأندلسية وعبر فواصل زمانية ومكانية عن مهد الرسالة والمعقل الأساس الذي نزل فيه القرآن فضلا عن تجارب التاريخ الإسلامي لا يمكن للثقافة الأندلسية إلا أن تحمل تصورات إجمالية عن أهمية الشخصية العلوية ومكانتها في صميم الواقع الإسلامي، فضلا عن قداستها وما تتمتع به من ارتباط رسالي بشخصية الرسول (ص)، وأما ما ذكره ابن الجنان من واقعتي خيبر والهجرة فلا يعدو كونه من المسلمات التاريخية التي عجز حتى أعداء الإمام (ع) عن إخفائها أو التغاضي عنها، نقطة مهمة لابد من الحديث عنها في هذا المقام وهي أن البناء الإسلامي الأندلسي- إن صح التعبير- نشأ بجانبيه السياسي (المرتبط بنشوء الدولة الأندلسية المستقلة وقبلها قيام الإمارة الأندلسية التابعة للدولة الإسلامية الأم)، والفكري (المتمثل في مجموعة المفاهيم والأفكار المتداولة في البيئة الأندلسية والموصوفة بالوصف الإسلامي العام) نشأ بشخصيات أموية خالصة في ولائها للبلاط الأموي أو بتعبير أدق للفهم الأموي للإسلام وتاريخه، وهو بلا شك فهم خاص نشأ في ظروف تاريخية فرضت غياب المنجز العلوي عن الذكر، فضلا عن تغييب الشخصية العلوية المتناقضة في مسيرتها ومتبنياتها مع الواقع الأموي المتهاوي، والقائم على أساس حرف للمبادئ الإسلامية الحقة، وإخراجها عن وصفها الصحيح، ومع أن هذا البناء تعرض وعبر مسيرته الطويلة إلى منعطفات تاريخية أدخلت سيرة الإمام علي (ع) ومنجزه داخل المتداول من الأفكار السياسية أو الأدبية أو الفقهية كقيام الدولة الفاطمية إلا أن الطابع العام له ظل محافظا على نظرته الإجمالية إلى أمير المؤمنين (ع) كشخصية صحابية ترتبط بالرسول (ص) تاريخيا دون أن يكون لهذا الارتباط أي دلالة مذهبية أو سياسية خاصة وتبعا لذلك فإن حضور الشخصية العلوية على المستوى الشعري ظل في إطار المضمون الثانوي، كما هو الحال في نبويات ابن الجنان الأندلسي التي حفلت بحب الرسول (ص) وتحركت في دائرة من الثناء عليه مكتفية بذكر مقتضب لوصيه وخليفته، وفي إطار من الحياد المبرر تبعا لمنحى ابن الجنان وموروثه الثقافي والفكري الخاص.
______________________________________________________________________

 1- هو أبو عبد الله محمد بن محمد ابن أحمد الأنصاري- المعروف بأن الجنان- عاش في عصر الموحدين في القرن السابع الهجري- وتوفي سنة646هـ أشتهر بمديحه للرسول (ص) وأصاب أكثر شعره الضياع بعد النكبة الأندلسية، لشعره نزعة إسلامية مهيمنة تركت أثرها في التزامه الأخلاقي الواضح في شعره، فلم يهجو ولم يتكسب بشعره- للمزيد راجع ديوان أبن الجنان: تحقيق د. منجد مصطفى بهجت.
2- ديوان ابن الجنان تحقيق د. منجد مصطفى بهجت-ص116.
3- نفسه ص117.
4- ديوان ابن الجنان- ص118.
5- نفسه- ص149.
6- نفسه- ص156.
7- نفسه- ص161.
8- نفسه- ص82.
9- نفسه- ص90.
10- ديوان ابن الجنان- ص90.
11- نفسه- ص91- وللمزيد في أحداث الهجرة النبوية- يراجع سيرة ابن هشام2/127 بيت واحد ورد في الديوان ص96 وهو: سلام على آل النبي وصحبه سلام كما يرضى النبي محمدا
12- تحفل نبوياته بالسلام على الرسول الكريم (r) بل قد لا نجد قصيدة من قصائده لا تخلو من ذلك ويكفي على أهمية السلام لديه استهلاله كل أبيات قصيدته الدالية بالسلام على النبي وهو سلام لا يقرن السلام على الآل والصحب إلا في سلام على أل النبي وصحبه سلام كما يرضى النبي محمدا

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد 75

إتصــلوا بـنـــا