ردك على هذا الموضوع

متابعات

 

 

محبو الإمام السيد محمد الشيرازي يحيون ذكرى رحيله في مناطق عديدة من العالم

أحيا المسلمون والشيعة في مناطق عديدة من العالم الذكرى الثالثة لرحيل المجدد الثاني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي، حيث استلهم المشاركون في هذه المناسبة أفكار الإمام الراحل وسيرته من اجل فهم الواقع الحاضر ورؤية حقيقية للمستقبل.

وفي هذه المناسبة قال المرجع الديني الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيان له:

وكان (رضوان الله عليه) يركز على الاهتمام الأكثر بالتطبيق العملي للآيات القرآنية المنسيّات (عملاً) في معظم المجتمعات مثل آية الأخوة على صعيد الإيمان.. وآية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وآية الحريات المشروعة..وآية نبذ التكلّف في المعيشة والتزام التعايش..

وأضاف المرجع الشيرازي: وفي ما يخص العراق المظلوم كان (قدس سره) يدعو لتعبئة كافة الشرائح بكامل الطاقات لبناء عراق الغد على أسس القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام) كي ينعم الجميع شيعة وغير شيعة، ومسلمين وغير مسلمين بكامل الرفاه والخير والسعادة والعدل.

وفي مدينة الخويلدية في المنطقة الشرقية بالسعودية قال سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أحد علماء منطقة القطيف: يعتبر الإمام الشيرازي واحداً من أبرز دعاة الإصلاح والتجديد في القرن العشرين، فقد كان مجدداً في الفقه، ومجدداً في الفكر والثقافة، ومجدداً في الحوزات العلمية، ومجدداً في المرجعية الدينية، وقد امتلك الإمام الشيرازي عقلية مبدعة ومبتكرة مكنته من الإبداع والتجديد والتطوير في مختلف حقول المعارف الدينية. وقد كان الإمام الشيرازي من أبرز من لمع في هذا المجال في العقود الأخيرة من القرن العشرين، حيث تعتبر موسوعته الفقهية سيدة الموسوعات على الإطلاق، إذ لا توجد موسوعة فقهية ـ لحد الآن قد وصلت من حيث الحجم أو من حيث البحوث الجديدة أو التفريعات الكثيرة كما هو عليه الحال في موسوعة الإمام الشيرازي الفقهية.

وفي مدينة صفوى في المنطقة الشرقية بالسعودية قال الشيخ عبد العظيم المهتدي من البحرين: إن الشيرازي يرى أن الفقه في الشريعة هو للحياة كلها وان مبدأ الشورى الذي أصَل له في كتاب الفقه هو حل لمشاكل الاستبداد الذي يسود الأمة من اقل تجمع فيها وهو الأسرة مرورا بالمؤسسات الاجتماعية والدينية إلى الدول والحكومات.

وفي العوامية بالسعودية قال الشيخ يوسف المهدي: كان الإمام يتصف بما يلي: الأخلاق في العمل، التركيز على الهدفية، البعد عن الشخصنة، الاستقامة والثبات، التوازن في الدعوة وعدم التركيز على جانب دون آخر، الانفتاح على الآخرين، التركيز على معالجة المشكلات الراهنة، وتناول القضايا الحاضرة وآفاق المستقبل والتركيز على القضايا التي تخص الشباب ووضعهم أمام مسؤولياتهم الاجتماعية ودفعهم إلى البناء واعتماد أسلوب اللاعنف في معالجة قضايا المجتمع والأسرة والتعاطي مع الشباب.

وفي ما بين الحرمين الشريفين بمدينة كربلاء المقدسة في العراق وتحت شعار (ميراث العلماء أمانة الله والوطن)، قال الشيخ ناصر الأسدي عضو مكتب ممثلية آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي في مدينة كربلاء: كان الإمام الشيرازي شخصية قليلة النظير في رفع راية الإصلاح، وكان شخصية فذة على أصعدة مختلفة في الفقه والعمق الفكري والنظري حتى أفتى جمع من أهل الخبرة ومنهم علماء أجلاء أصحاب رسائل عملية بأعلميته على الفقهاء الآخرين..

وقال آية الله السيد مرتضى القزويني: رأيت في الإمام التفوق والأخلاق، فقد كان متميزا في أخلاقه وتواضعه ووعيه السياسي والديني.. امتدت علاقتنا حتى أسماني بعض الناس بـ(الشيرازي).. إن صداقتي به وحبي له لم يكن شخصيا لم أحببه لذاته بل أحببته لأنه كان يعمل لله.. كان محور صداقتنا هو الله، كنت أراه مخلصا، علامات الإخلاص بادية عليه..

وقد أقيم في كربلاء المقدسة في منطقة بين الحرمين المطهرين للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهم السلام) معرض لآثار الإمام الكبير الفكرية وصور تجسد بعضا من لحظات حياته، وقال السيد(جبار الموسوي) وهو من رواد المعرض: اشتريت مجموعة من الأقراص الليزرية التي تخص آثار السيد الراحل، وسأعود لأشتري بعض الكتب، وأضاف: إنها فرصة ثمينة أن نطلع على آثار علمائنا بعدما أجبرنا على أن نكون بعيدين عنهم طوال السنوات الماضية..

أما السيد حسن عبد الله فقال: نحن ضمآنون لهذه الأفكار والكتب، ولقد حرمنا منها فترة طويلة، لذلك أدعو المؤسسات الدينية والثقافية الملتزمة إلى الإكثار من هذه المنتديات والاهتمام بها أكثر حتى تصل إلى وعي الجميع..

وفي كربلاء أيضا أحيت جمعية المودة والازدهار النسوية ذكرى الإمام الشيرازي في مقبرة آل الشيرازي في الصحن الحسيني الشريف، حيث أشادت عقيلة الدهان في كلمتها بان الفضل الكبير في الالتزام الديني لأهالي كربلاء يرجع إلى الإمام الشيرازي الراحل.

وفي مدينة قم المقدسة بإيران قال الأستاذ إلهي وهو أستاذ جامعي: إن المرحوم المجاهد الشيرازي كان سليل بيت مرجعي عظيم.. وأضاف إن تأليف ما يربو على ألف كتاب من قبل هذا المرجع العظيم (مع ما لاقاه من مصاعب ومشاكل طيلة حياته) يعدّ معجزة في عصرنا الحالي.

وقال الشيخ الصادقي: إن من بواعث الأسف أن نبخل على عظمائنا بالتجليل والتعظيم خلال حياتهم ثم نتذكر ضرورة إجلالهم بعد رحيلهم.

وفي سوريا وفي الحوزة العلمية الزينبية في السيدة زينب (عليها السلام) أشار القاضي الأستاذ محمد عبد ناصر الساعدي إلى مشروع الإمام الشيرازي الراحل النهضوي والإصلاحي في تأسيس مجتمع الفضيلة لتشييد الأسس التحتية لبناء المجتمع على قاعدتين هما القاعدة الفكرية التشريعية المنتزعة من الكتاب والسنة والاجتهاد الشرعي المشروع، والقاعدة العلمية المادية للتقدم الاجتماعي وبناء دولة المؤسسات.

وتحدث الأستاذان عباس عياد ومرتضى عياد عن الإمام الراحل كرمز إنساني وشخصية دينية ومنهج فكري يضم الماضي إلى الحاضر لينطلق بقوة وثقة إلى المستقبل من أجل بناء الإنسان الواعي الذي يحفظ قيم السماء ويرعى قوانين الأرض.

وقال سماحة السيد جعفر الشيرازي: أهمية التأمل في حياة الإمام الراحل والتفكر فيها للاعتبار بها والعمل على ترجمتها إلى واقع ملموس ومعاش وهو العمود الفقري للاحتفالات التي تكون في دائرة الرضا الإلهي.

وفي الكويت قال الخطيب الحسيني السيد محمود الحسيني: إن الإمام الشيرازي كان صاحب علم وخلق رفيع وتواضع عال، فكل من عرفه لم يجد عنده إلا تلك الصفات الحميدة، وكان مخلصا ومدافعا عن أهل البيت (عليهم السلام)، وتحمل أنواع المصائب والمحن في حياته لسيره على هذا الخط، ولكنه كان صلبا أمام كل الرياح ولم ينحن أو يسقط أبدا طالما انه كان ينظر بعين الله، ولكنه عاش مظلوما ومات مظلوما، ولا يزال مظلوما وما عرفوا حقه.

وقال الخطيب الديني السيد عبد الحسين القزويني: بالفعل نقصت الأرض من أطرافها عند موت المرجع الشيرازي، حيث كان يحمل بين جنبيه معاناة وهم أهل البيت عليهم السلام ومشاكل المسلمين بعد أن صرف جل حياته لخدمتهم وكتب ما لم يكتبه احد ووقف مجاهداً ومناضلاً.

ندوة حول الانتخابات العراقية - التجربة الديمقراطية الأولى

أقام مركز العراق للبحوث يوم الاثنين المصادف 2004/11/22م ندوة حول الانتخابات العراقية- التجربة الديمقراطية الأولى واشتملت على عدد من المحاور تناولت واقع العملية الانتخابية وفق رؤى متعددة ينبثق عن مصدريتها حق الانتخاب وضرورة العملية الانتخابية. وعلى ضوء علاقة هذه العملية بالمسألة القانونية ابتدأت الندوة بورقة الدكتور حاتم الموسوي ممثل المفوضية العامة للانتخابات، وكانت بعنوان (فكرة عامة عن عمل المفوضية) تركزت حول شرعية آليات العملية الانتخابية بناء على دستورية قانون الدولة المؤقت واستعرض شروط الترشيح لدخول العملية التنافسية ومدى انطباقها على الكيانات السياسية والشخصية في قوائم الترشيح ووظيفة البطاقة الانتخابية في الكشف عن حق المشاركة في الانتخابات وكونها ليست مُنشئة لهذا الحق، وعليه قلل من أهمية التهديدات التي تتعرض لها هذه البطاقة ولكنه استنكر توجيه هذه التهديدات إلى وكلاء البطاقة التموينية، وأثنى على وطنيتهم في هذا المجال.

ولأهمية القضية الإعلامية في إتمام سير العملية الانتخابية ودور الإعلام في تهيئة وعي المواطن في تجاذبه مع صندوق الاقتراع ناقش الإعلامي العراقي إسماعيل زاير رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد، أهمية الإعلام كسلطة رابعة تتوازى في موقع الأهمية مع السلطات الثلاث مشدداً على شروط القوة والحماية لها، وأبدى أسفه على عدم امتلاك سلطة إعلامية محمية أو قوية في هذا الظرف وحدد عناصر اعتبرها مربكة بالنسبة للعراقيين فيما يتعلق بالرؤية الإعلامية:

1- غياب الوعي الانتخابي.

2- غياب مؤسسة إعلامية وطنية بالمعنى الإداري.

3- غياب ميثاق عمل أو شرف وطني للمؤسسة الإعلامية.

4- غياب تشريعات إدارية حكومية تتعلق بالإعلام. واعتبر أن الحالة العراقية تشكو من هذا النقص الإعلامي ونحن نتوجه إلى الانتخابات.

وفي رؤية سياسية تحدث الدكتور عادل القيار أستاذ دراسات الشرق- جامعة السوربون عن علاقة الحكومة بالعملية الانتخابية باعتبار الحكومة مؤسسة تفرض نوعا من القرارات في زمن معين وأهمية التزام الناخب بهذه القرارات، مؤكداً على ضرورة التعبئة الثقافية وبلغة يفهمها الداني والقاصي على حد قوله وعرّف الانتخابات بأنها استعمال وتخصيص الموارد لها بهدف تغيير التوازن التنافسي والحصول على استقراره وتطويره لمصلحة المؤسسة المعنية، مصلحة الحكومة أولاً وأفراد الشعب ثانياً، مانحاً مبدأ الديمقراطية موقعاً مركزياً في إدارة الأزمات أثناء الانتخابات وفي غمرة العملية التنافسية في تبني الحكومة صياغة هذه العملية التنافسية وبهامش يسمح لها بالمناورة لتكييف خططها وإن كان هذا السلوك للمؤسسة يخفي أنانية بمفهوم مشتق من مفردة الانتخابات في تصوره، وأبدى مؤاخذته على تدخل الحكومة المؤقتة غير المرئي ودورها في صناعة هذه العملية لفرض بعض الشروط في مسيرة الانتخابات.

ومن زاوية قانونية كانت قراءة المحامي والباحث قاسم العبودي في قانون الانتخابات لسنة 2004م وبعد أن استعرض أهم الفقرات الواردة في أقسامه تناول عيوب ومزايا نظام التمثيل النسبي الذي اعتمده قانون الانتخابات العراقية مشيراً إلى أن أهم عيوبه بما يؤدي إليه من تكاثر التنظيمات الحزبية، وخلق التحالفات التي ينجم عنها تشكيل قوة ضغط تؤدي إلى تحول البرلمان إلى مجرد أداة تستعمل لصالح رؤساء الكتل الحزبية ولكنه يمنح فرصة أكبر لمشاركة مختلف التيارات السياسية وبقدر حصيلة الأصوات تحصل على مقاعد برلمانية وهو ما يوفر ضماناً لحقوق الأقليات والأحزاب الصغيرة في المشاركة، وإذا كان من مزايا الدائرة الانتخابية الواحدة أنها تنأى بالمرشح عن أن يكون لدائرة انتخابية معينة فإن من عيوب هذا النظام أن يصوت الناخب لصالح أشخاص لا يعرفهم.

وحول المشاركة في الانتخابات من وجهة نظر فقهية اعتمدت قواعد شرعية وعقلية استفاد منها الباحث السيد كريم النوري في تقرير (إذا كانت الانتخابات مفسدة في ظل الوضع الراهن فإن الانسحاب منها مفسدة أكبر).

استناداً إلى قاعدة (منطقة الفراغ التشريعي) التي منحت مساحة مشروعة في تكييف الأحكام الشرعية حسب مقتضيات الأحوال حسب مضمون ورقته وعملاً بقاعدة التزاحم عند الشيعة وفقه الأولويات عند السنة؛ يتوجب تقديم الأقل مفسدة وهو المشاركة في الانتخابات على الأكثر مفسدة وهو الانسحاب منها أو تأجيلها لأنها تفضي إلى تضييع الحقوق، ويعتمد الباحث كثيراً على قاعدة (حفظ النظام) العام في تحديد موقف مؤيد لإجراء الانتخابات وهي قاعدة عقلية لا يمكن الخدش بها في رأيه وتأسيسها على ذلك تكون الانتخابات واجبة بمعنى (حفظ النظام).

وفي استطلاع رأي المواطنين حول الانتخابات باستبيان أجراه مركز العراق للبحوث ظهر أن أكثر من ثلثي الشعب العراقي يرغبون بالمشاركة في الانتخابات بنسبة 74% وفي مناطق التوتر بلغت 35% وهو ما يعكس نزوعاً قوياً لدى العراقيين في مختلف مناطقهم لإقامة دولة ذات سيادة دستورية بواسطة الانتخابات، ووافق 65% على مشاركة المرأة في الانتخابات ترشيحاً وانتخابا وهو مؤشر على طبيعة التحولات الاجتماعية الجارية في العراق باتجاه تأكيد حقوق الإنسان. واعتبر 69% من العراقيين أن الحل الأمثل هو الانتخابات ويقبلون بنسبة 61% بإشراف دولي في وقت أبدى فيه 22% قبولهم بإشراف حكومي وهذا يشير إلى أزمة ثقة لكل حكومة غير منتخبة من قبل الشعب، وكانت أعلى نسبة تريد المشاركة في هذا الاستبيان في مدينة الصدر- الثورة إذ بلغت 99% في مؤشر على رغبة فاعلة للخروج من أزمات الحياة التي لازمت هذه المدينة على مدى عقود من الزمن.

متابعة: حكمت البخاتي

هل تتجه أوربا للصدام مع المسلمين أم لتكريس التسامح؟

العنف والايدولوجيا يساهمان يوميا في تراكم الصدام الحضاري بين الأوربيين والمسلمين، فمن جهة تمثل حوادث العنف التي تمارسها الجماعات الإسلامية المتطرفة في تأجيج الايدولوجيا الأوربية ضد الإسلام، ومن جهة أخرى تساهم هذه الايدولوجيا بممارستها في قمع المسلمين مثل عملية منع الحجاب في التحريض على العنف والتطرف ضد الغرب.

ويبقى السؤال هل يستطيع العقلاء والحكماء من الطرفين أن يساهموا في بناء علاقة حوار عميقة وصادقة من اجل بناء جسور التسامح والصداقة؟

وفي هذا يرى مركز بحثي متخصص ضرورة البحث في ‏أسباب ما اعتبره تصادما وتشابكا وتعقيدا بين الإسلام والغرب لا سيما مع دعوة ما ‏وصفته بزعيم المتطرفين أسامة بن لادن إلى شن حرب استنزاف حتى الإفلاس.

وقال مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في نشرته (أخبار الساعة) إن الانترنت تحول إلى ساحة حرب حقيقية زاخرة بالأسماء ‏والشخصيات الوهمية من عشاق الإرهاب إلى محبي الزرقاوي وابن لادن بدلا من أن يكون ‏نافذة للتفاعل الحضاري والثقافي بين الإسلام والغرب.‏ ‏ وتساءلت عن أسباب توجه العلاقة بين الإسلام والغرب إلى مزيد من التعقيد ‏والتشابك والتصادم، ولماذا أصبحت هذه العلاقة على مفترق طرق حقيقي؟

وطرحت تساؤلا آخر حول الأسباب التي أثرت على بعض دول أوروبا المعروفة ‏بتسامحها بحيث جعلها تشهد توترات طائفية إضافة إلى تنامي ظاهرة التطرف الإسلامي ‏فيها.‏

وأشارت إلى أهمية البحث في الأسباب التي دعت 40 في المئة من الهولنديين إلى ‏رفض وجود نحو 900 ألف مسلم من أصل 61 مليون نسمة هم عدد سكان البلاد.‏ ‏ ودعت النشرة المفكرين في العالمين العربي والإسلامي إلى ضرورة البحث في هذه ‏التساؤلات وإيجاد صيغ للتفاعل الحضاري والثقافي بين الإسلام والغرب.

من جهته قال المرجع الديني الشيعي الإمام السيد صادق الشيرازي في جواب له على سؤال ورد إليه حول أحداث هولندا الأخيرة بقوله: الإسلام بني على السلم ودعا إلى السلم وشجب كل أنواع الإثارة للحروب والتعدي على الآخرين حتى مع أعدائه ومع غير المسلمين وإن رسول الإسلام صلى الله عليه وآله لم يبدر أحداً بقتال.

ويأتي تزايد احتمالات الصدام بعد تفجر توترات دينية في هولندا مع مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ الشهر الحالي. واتهم هولندي مغربي الأصل بقتله مما فجر موجة من الهجمات على أهداف دينية إسلامية ومسيحية، وبعد حادثة الاغتيال واعتقال بوييري تعرضت مؤسسات إسلامية من مساجد ومدارس لاعتداءات، كما جرت محاولات لإحراق كنائس.

وقال فولفجانج هوبر رئيس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا انه يتعين استخدام اللغة الألمانية في المساجد. وقال هوبر لمجلة فوكس (سيكون من مصلحة المساجد أن تقول ليس لدينا ما نخفيه). وقالت ماري لويز بيك محققة شكاوى الأجانب في حكومة شرودر في كلمة ألقتها في التجمع أمام إعلام تركيا والمانيا والاتحاد الاوروبي (افتحوا أبواب المساجد وأظهروا الجانب الحسن للاسلام). وتابعت (لقد صُدمنا جميعا بمقتل فان جوخ. لن نسمح للعنف بأن يمتد إلى ألمانيا، الاندماج عمل شاق).

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة تلفزيون (أر.تي.ال.) أن 81 في المئة من الألمان يعتقدون أن الأجانب لا يقومون بما يكفي لدمج أنفسهم في المجتمع، ولو أن 52 في المئة يعتقدون أن الأجانب والألمان يتعايشون بشكل جيد. ويقول مسؤولون في الشرطة والمدارس أن المسلمين يعيشون في (مجتمعات موازية) في عدة مدن كبرى دون تعلم اللغة أو تقبل العادات والتقاليد الألمانية.

وقال جونتر بيكشتاين وزير داخلية ولاية بافاريا وهو محافظ متشدد في كلمة أمام التجمع (الإسلام دين سلام...الإرهابيون مجرمون... هؤلاء الذين يحرقون المساجد ليسوا ألمانا. إنهم مجرمون).

ويعتبر الكثير من المراقبين أن الهوة لم تكن يوما أكثر عمقا مما هي عليه اليوم بين الهولنديين الأصليين والهولنديين من أصل مغاربي.

وزارت الملكة الهولندية بياتريكس منزلا في حي إسلامي لالتقاء شبان يتحدرون من عائلات مهاجرة وبحث سبل ملموسة لتحقيق التعايش.

وتلقى عدد من النواب المعروفين لمواقفهم المتشددة حيال الإسلام تهديدات وأمنت لهم السلطات حماية.

كذلك أصبح الأمر خطيرا بالنسبة لبعض الكتاب الذين ينتقدون الإسلام فقد أصبح الزجاج الواقي من الرصاص والتهديدات بالقتل والأسماء المستعارة جزءا من الحياة اليومية.

إذ أبرز مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ الذي اخرج فيلما رسمت فيه آيات من القرآن على جسد امرأة عارية خطر رد الفعل العنيف لدى المسلمين نتيجة ما يعتبرونه ازدراء لعقيدتهم.

لكن كتابا ومجموعات من المسلمين يقولون إن الحساسية بين المسلمين زادت منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول والحربين اللتين أعقبتا الهجمات في أفغانستان والعراق وان المسلمين هم الذين يشعرون أنهم محاصرون.

قالت إرشاد مانجي وهي كاتبة مسلمة تقيم في كندا وتلقت تهديدات متكررة بالقتل (ما من شك انه أمر مقلق، ويقلق من هم قريبون مني).

وأضافت كلما أجريت مقابلات مع وسائل الإعلام أوضح أنني أقدر أن هناك أناسا يصغون أو يرون هذا العمل ويريدون قتلي.

لكن عنايت بانجلاوالا المتحدث باسم مجلس المسلمين في بريطانيا قال: يشعر المسلمون أنهم محاصرون، لا تتعرض عقيدتهم للنقد فحسب بل هناك محاولة للسيطرة على قلب الإسلام، يزيد هذا من تفاقم الشعور بأن هدف الدول الغربية هو إذلال المسلمين.

وقال أيضا إن انتقاد الإسلام يختلف تماما عن وجود أعمال فنية أو تعليقات تتعمد استفزاز المسلمين، عندما يتعلق الأمر بأمثال ثيو فان جوخ فلابد من التمييز بين النقد والتحريض الصريح، لكنه أضاف أنه لا يقر استخدام العنف.

وهناك أيضا الكاتبة الايطالية أوريانا فالاتشي التي ألفت كتابا أصبح من أكثر الكتب مبيعا بعنوان (الغضب والكرامة) عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة نيويورك أوبزرفر في العام الماضي نقل عنها قولها (أنا لست متدينة.. أجد صعوبة في قبول كل الديانات، لكن الديانة الإسلامية ليست ديانة في رأيي، إنها طغيان واستبداد).

وهذا النوع من التعليقات هو الذي يثير ردود الفعل الغاضبة من المسلمين سواء كانوا معتدلين أو متشددين.

ويقول طاهر إسلام جورا وهو شاعر وروائي وناشر غادر باكستان إلى كندا بعد تلقيه تهديدات بالقتل انه ما زال يشعر بأنه معرض للخطر حتى في بلده الجديد.

وقال بعد مقتل فان جوخ في هولندا (أشعر أنني خائف فعلا). وأضاف أنه أوشك على الانتهاء من كتاب جديد بعنوان (لماذا الإرهابيون مسلمون؟) وانه يخشى أن يكون هذا الكتاب سببا في تهديدات جديدة بقتله.

ويشكل المسلمون أكثر من خمسة في المئة من سكان هولندا.

من جهتها دعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الأجانب في برلين في حديث مماثل ‏إلى ضمان التسامح في المجتمع بين مختلف الثقافات مبينة أن الحرية الثقافية في ‏المجتمع متعدد الثقافات تعتبر أساسا لسلامة المجتمع ولكن عبر الحوار المستديم. وأشارت إلى رغبة الثقافات في المجتمع المتعدد الثقافات في مواصلة ثقافتها من ‏جيل إلى آخر مضيفة أن هذا بحد ذاته يتطلب حوارا موضوعيا مستمرا في مختلف الفئات ‏الاجتماعية.

وأكد المستشار الألماني غيرهارد شرويدر بشأن مقتل المخرج التلفزيوني الهولندي انه لا يسمح ‏للمرء أن يستغل هذا الحدث الإجرامي ليشعل عبره فتيل صراع الحضارات والثقافات.

وطالب المسلمين المقيمين في ألمانيا بعدم الصمت والوقوف مكتوفي الأيدي حيال ‏التطرف وعليهم أن يظهروا احترامهم للقوانين الألمانية والديمقراطية والأعراف ‏المتبعة في البلاد بكل وضوح.‏ وأكد انه من غير الممكن أن يتم القبول بتكوين ديمقراطية خالية من القوانين أو ‏تكوين مجتمعات ثانوية داخل المجتمع الألماني موضحا بأنه لا يسمح لأي ثقافة ‏بالانفصال عن التماسك الاجتماعي في البلاد.‏ هذا وقد رفض المستشار الألماني غيرهارد شرويدر ارتداء ‏الموظفات المسلمات الحجاب خلال ساعات وأوقات العمل في المؤسسات العامة والأخرى ‏الحكومية.

وقال شرويدر في مقابلة مع محطة التلفزيون الألمانية شبه الرسمية (زد دي اف) ‏(إن من الأمور التي يمكن التسامح بها وقبولها ارتداء الصبية المسلمة حجابا أثناء ‏تحركها في المجتمع).‏‏ وشدد على أن كل أجنبي يرغب في العيش في ألمانيا فانه يجب عليه أن يحترم قوانين ‏البلاد ودستورها مشيرا في الوقت نفسه إلى انه يتعين كذلك أن يكون هناك احترام ‏متبادل بين الثقافات والأديان وبذل الجهود في بناء مجتمع قادر على التعايش السلمي ‏بين مختلف الفئات الاجتماعية.‏

وفي إطار هذه الدعوات حذر مسؤولون أمنيون نمساويون من تنامي نفوذ الحركات ‏الإسلامية المتطرفة في أوروبا والنمسا بشكل خاص والتي يخشى أن تكون لها روابط مع ‏تنظيم القاعدة.

ونقلت صحيفة (دي بريسه النمساوية) عن مسؤول في دائرة حماية الدستور ‏ومكافحة الإرهاب في النمسا لم تذكره بالاسم بان هناك توجهات نحو التطرف والجهاد ‏داخل بعض الجماعات الإسلامية داخل البلاد.

وأضاف المسؤول في حديث للصحيفة أن هذه الجماعات تنشط في نشر ما وصفه ‏بأيديولوجيات أسامة بن لادن و تنظيمه القاعدة.

وطالب خبير ألماني بالشؤون الإسلامية والأستاذ المحاضر في إحدى ‏الجامعات الألمانية ويدعى الدكتور بسام طيبي بمواجهة المجاهدين المتطرفين المستعدين بالتضحية بأرواحهم من خلال تعزيز ‏الإجراءات الأمنية وقال (إنني أساند التسامح مع الإسلام و التشدد الأمني ضد ‏التطرف الإسلامي).‏ وشدد على القول بان الإسلام استطاع تثبيت موطئ قدم له داخل دول أوروبا ولكن ‏يتعين أن يكون إسلاما يراعي ما وصفه خصوصيات أوروبا من ناحية احترام مبادئ حقوق ‏الإنسان والديمقراطية.

ودعا إلى عدم تحميل المسلمين مسؤولية ما يحصل من أعمال تطرف وإرهاب مؤكدا على ‏أن الأوروبيين يتحملون أيضا مسؤولية عدم إدماج المسلمين في مجتمعاتهم مشيرا إلى ‏عدم وجود دولة أوروبية وباستثناء فرنسا لديها برنامج واضح للتكامل ودمج ‏الأوروبيين. ‏

فضائح النفط مقابل الغذاء: تعامى العالم فحصد صدام 21 مليار دولار مقابل رشاوي

قال تحقيق أجرته لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي أن نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين جنى أكثر من 21 مليار دولار من خلال العمولات والتهريب قبل وأثناء برنامج الأمم المتحدة للنفط مقابل الغذاء أي ما يعادل ضعفي المبلغ الذي أشارت إليه تقديرات سابقة.

وقال المحققون التابعون لمجلس الشيوخ الأمريكي إن الأموال تدفقت بين عامي 1991 و2003 من خلال رسوم إضافية على النفط وعمولات على السلع المدنية والتهريب المباشر إلى الحكومات الراغبة!!

وتساءل السناتور الجمهوري نورم كولمان رئيس لجنة التحقيقات الفرعية (كيف تعامى العالم إلى هذا الحد عن هذا الكم الهائل من الابتزاز؟)

ويعادل الرقم الجديد الذي خرجت به لجنة التحقيق حوالي مثلي المبلغ الذي قدره مكتب الحكومة الأمريكية للمحاسبات الذي قدره بحوالي 10.1 مليار دولار. وقدر تشارلز دلفر رئيس فريق التفتيش الأمريكي عن الأسلحة في العراق نفس المبلغ تقريبا استنادا إلى وثائق عراقية بواقع ملياري دولار من برنامج الأمم المتحدة وثمانية مليارات من خلال تهريب النفط بحرا أو برا أو من خلال اتفاقات مباشرة غير مشروعة مع بعض الحكومات!!

وقال محققون إن هذا أفسح المجال لسوء الاستخدام في برنامج قيمته 64 مليار دولار الذي أدارته الأمم المتحدة وراقبته لجنة بمجلس الأمن الدولي تضم الولايات المتحدة.

وأدّر تهريب النفط وحده على نظام صدام حوالي 9.7 مليار دولار بالإضافة إلى أموال تدفقت من إبدال بعض السلع عالية الجودة بسلع أقل جودة بالإضافة إلى إساءة استغلال عمليات شحن الغذاء والدواء للأكراد في شمال العراق.

وردد محققو اللجنة ما توصل إليه دلفر من أن نظام صدام منح عقودا مربحة لشراء النفط العراقي لمسؤولين كبار في روسيا وفرنسا وبلدان أخرى!! وكان نظام صدام يمنح شهادات تسمح لحامليها بأن يبيعوا الحق في شراء النفط العراقي بأسعار أقل من أسعار السوق.

لقد وجد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان نفسه في وضع غير مريح اثر الكشف عن معلومات جديدة بشأن نشاطات نجله في حين أوردت بعض وسائل الإعلام الأميركية دعوات إلى استقالته. وأعرب أنان عن بعض الارتباك أمام معلومات أفادت أن نجله كوجو حصل على مكافآت خلال سنوات طويلة من شركة كان يعمل سابقا فيها وكانت تشارك في برنامج (النفط مقابل الغذاء) للأمم المتحدة في العراق. لكنه شدد على أن نجله مسؤول وحده عن تصرفاته وقال (انه راشد ولا أتدخل في نشاطاته ولا يتدخل هو في نشاطاتي).

وفي هذا السياق أفاد أعضاء في الكونغرس الأميركي انه يشتبه في أن الفرع الأميركي للمصرف الفرنسي (بي ان بي باريبا) ارتكب بعض الإهمال في الإشراف على عمليات مرتبطة ببرنامج الأمم المتحدة (النفط في مقابل الغذاء) وانه سمح بعمليات اختلاس.