ردك على هذا الموضوع

الاولى

أسرة التحرير

 

التحديات الكبيرة لا يمكن عبورها إلا باستجابات في مستواها، هذا هو منطق التاريخ الذي لا يقبل المجاملات.

والعراق اليوم يواجه تحديات كبيرة في مستوى تاريخي كبير، حيث ينعطف بكل مكوناته الذاتية والحضارية نحو تشكيل مستقبل جديد.

فتاريخ العراق اليوم قد يكون في مسار تحول جوهري من أنماط الاستبداد المتعددة إلى نمط جديد من التعددية والممارسة الديمقراطية إن كان الشعب العراقي بمختلف فئاته بمستوى الاستجابة لهذا التحول، حيث الانتقال من مجتمع العنف والقسوة والعسكرتاريا والبداوة إلى مجتمع السلم والمدنية والحوار والتعايش.

والضربات التي يتلقاها الشعب العراقي من كل صوب وحدب هي معركة شرسة لكسر الاستجابة الايجابية لهذا التاريخ الجديد، فقوى الإرهاب والظلام والاستبداد واللصوصية تريد أن تفرض طوقا صارما على العراق لإبقائه في عصور الظلام واللصوصية، وما عمليات الإرهاب الوحشية والتخريب إلا حصار شديد لكسر إرادة الشعب العراقي وإبقاءه في سجن الطغاة الكبير.

قد تكون ظروف الحاضر صعبة جدا حيث يفتقد العراق الكثير من الظروف المعيشية اليومية لكن النظرة الايجابية للمستقبل والتجربة المأساوية القادمة من ذكريات الماضي التعيس تنسي العراقيين كل هموهم اليومية.

لكن هذا النسيان لا يكفي بل لابد من حركة ايجابية نحو تحقيق مجتمع سلمي يؤمن بالتعايش والتعدد والحوار، ويجعل من صندوق الانتخابات القانون الذي يحكم الجميع.

لقد أخرجنا هذا العدد من مجلة النبأ بشق الأنفس ونحن نواجه ظروفا قاسية حيث أن عدم وجود الطاقة الكهربائية وفقدان الوقود عطل معظم أعمالنا كما هو شأن معظم العراقيين. ولكن نحن نعتقد أن هذه التجربة ما هي حركة ايجابية نحو المستقبل مادامت الحرية ترفرف فوق رؤوسنا.

والنصر والنجاح للإرادة والصبر والاستقامة والصمود، والعراقيون هم أولى من غيرهم بالنجاح والصبر والصمود.