يــــدَ الصُّـــوامُ عيدَ الفطرِ في أبهى ســـرورْ
غــير أني غـــيرهـــم أحـــيا بأحزاني حسير
عـــيد والكل يُبدي العجبَ من حزني الشـديدْ
قـــلتُ ما العيدُ وما البهجةُ والثوبُ الجـديد؟
إنـــهُ الكـــهفُ الذي نأوي لهُ عـــند الشـدادْ
وهـــو كالـــوالد ربَّانـــا على حـــبِّ الـرشاد
إنـــــه الســـامي عـــلواً إذ لـــخـــطِ الآل آلْ
قـــد عـــرفـــناه إمـــاماً ما عن الآمال مـال
لـــبـني شيـــرازَ ينمى وهي من خيرِِ الأسـرْ
شـــرفٌ عـــزٌ جهـــادٌ قـــد تســـامى وظــهر
إنـــهُ كعـــبةُ علـــمٍ قـــد سمــت بالمشعرينْ
وعـــلى جـــانِبها بالعـــزمِ خـــطَّ المــروتينْ
قـــاصـــدٌ يطـــلبُ عـــلماً مالـــهُ قـــطُ مثـيلْ
ذاك مـــن ينهـــلُ خـــلقاً وتـــقىً هدياً جليــل
رجـــلُ الأمـــةِ ذا ، أم أمـــةٌ فـــي رجـــــلِ؟
قلبـــه كـــونٌ مـــن الأحـــقادِ والشـــرِ خلي
كيـــف هـــذا الكـــونُ قـــد ضُم بلحدٍ وثراهْ ؟
وهـــو النـــورُ فكيـــف الأفقُ ما غاب سناه
لا تلمـــني لو جـــرى دمعي مســاءً وصباحْ
والتـــقى والعـــلمَ والإيمـــانَ حقاً والصلاح
كيـــف لا أبكـــي فقيدَ الدينِ والشرعِ القويمْ
كيـــف لا أبـــكي إمـــامـــاً كان للفـقهِ زعيم
كـــلّما أحســـبُ ما عاش من العـمـرِ المديدْ
وإذا أبـــصرتُ مـــا ورَّث مـــن علـــمٍ مجيد
آهِِ لـــو من يقـــبضُ الأرواحَ نادى بالــفداءْ
غـــير أن اللهَ قـــد قـــرر مـــا لـــيس نشـاء
ذي محبّـــوهُ كجســـمٍ ولـــهُ قــد كـــان روحْ
وعـــليهم شبـــحُ الأحـــزانِ يغـــدو ويــروح
فـــارقَ الـــدنيا فأضـــحى القلبُ من ذا فرِقا
يا بنـــفسي من تمنـــيتُ لـــهُ طـــولَ الـــبقــا
آهِ لـــكنَّـــك يــا مـــولايَ عـــنَّـــا لا تغـــيـــبْ
كيـــف نـنساك وفي الأفقِ شروقٌ وغروب؟
صـــاحبَ الألـــفِ كتـابٍ سوف تبقى مشرقا
ما بـــقى هـــديُـــك كالـــبدر ينيـــرُ الأفـــقـــا
يـــا مليـــكَ القـــلمِ الـــحُرِّ طمى بحرُ عطاك
فـــلذا خُـــلِّدت في الـــدنيا وما غاب سنـــاك
رائـــدَ ( اللاعنـــفِ) قرَ العينَ واهنأ بالرضا
ورجـــالُ الفـــكرِ من ربَّيـــتَ يا بـــدراً أضـا
فســـلامٌ لك مـــن صـــبٍِّ يصبُ الدمعَ صـبْ
ومـــن اليـــتمِ تلـــظى وانكـــوى يا خيـرَ أبْ

يتهـــادون التحايـــا والهنـــا ملءُ الشعورْ
(فأنا فـي مشعرِ الحزنِ على رزءِ) الإمامْ
خـــدت الأدمـــعُ خـــديكَ وهـــذا اليومُ عيد
ولقـــد يتمنـــا المرجـــع مـــولايَ الــهمام
وهـــو الســـابغُ أفضالاً علينـــا والـــجواد
ورؤفٌ يطـــلبُ الخيـــرَ إلى كـــل الأنــــــام
طلـــق الدنيا وما كانـــت لهُ الأمـــوالُ وال
دأبـــه الـــدائبُ أن يـــرقى بنا نحــو الأمام
أدبٌ عـــلــمٌ وفـــضلٌ خـــلـــقٌ وعىٌ فـــكرْ
وحســـامٌ لا يرى غمداً سوى عنقِ اللــئام
برضـــا الـــرحمنِ قـــامت وبهدي الثقلـين
فـــأتـتها زمـــرُ الـــفكرِ وطــافت با حـترام
ســـائلٌ يســـألُ عـن رأيٍ وعـن فكرٍ أصيل
والـــذي يـــأتي فـــلا يرجـــعُ إلا بالمـــرام
فـــاقَ مـــن عـــاصـــرَ واللهِ وجــــلَّ الأول
ضـــمَّ كـــلَّ الـــنـــاسِ فـــيهِ بأمـانٍ وسلام
وهـــو لو يدفنُ في رحبِ فضانا ما احتواه
بعــدما عـــفى في التربِ وما صار ظلام ؟
ولقـــد غيَّـب هذا اللحدُ عن عيني السماح
والـــذي كـــان إلى الكـــلِّ شفـــاءً ورهام
كيـــف لا أبكي إماماً جـامعَ الخلقِ الكريم
والـــذي من فـــقدهِ صيَّرَ في الــدينِ انثلام
قـــلتُ : سبعـين وخمساً إن ذا عمرٌ زهيد
قـــلتُ : بل عَمَّرَ فينا عـامهُ عن ألفِ عام
لـــفديـــنـــاهُ بــمـــليـــارِ نفـــوسٍ ودمـــاءٍ
رام أن يـــعـــلـيه في جـــناتِ عدنٍٍ وسلام
بعـدهُ قل :كيف يحيون وفى القلبِ جروح؟
قـــل : إذاً مـــن بعدهِ للموتِ أهلاً وســـلام
قـــد رقى الحـــزنُ به والدمعُ مني ما رقـا
وتمنيـــتُ لـــهُ عيشـــاً رغـــيـــداً بالـــدوام
أـــنتَ في أفكـــارِنا بـــاقٍ وفي كـلِّ القلوب
وإذا الليـــلُ سجى أزهرت في جنحِ الظلام
ما بـــقى عـــلمُك فينـــا يتجـــارى مغـــدَقا
وستبـــقى دربَ مــن يسري لجنات الكرام
بمـــدادٍ خـــطَّ أفـــكارَك مـــن حَـــرِّ دمــاك
وبـــأخراك لك الجـــنــاتُ مـــأوىً ومقـــام
ما بـــقى الصادقُ فينا والرضا والمرتضى
واصـــلوا منهـــجَكَ الســـامي لنحيا بوئام
حـــزناً إذ أنـــت في عـيـنـيهِ للأخـلاقِ رَّبْ
وســـلامٌ لمعـــاليـــكَ وحـــبٌ واحـــتـــرام