عَــــــامٌ مَضَى وَمَدَامِعــِي مِدْرَارُ

كَيْفَ السُّلُوُّ وَقَدْ رَحَلْتَ أَبــَا رِضَا

كَيْفَ السُّلُوُّ وَقَدْ رَحَلْتَ أَبــَا رِضَا

كَيْفَ السُّلُوُّ وَقَدْ رَحَلْتَ أَبــَا رِضَا

كَيْفَ السُّلُوُّ وَقَدْ رَحَلْتَ أَبَــا رِضَا

هَيْهَاتَ أَنْ تُسْلَى وَإِنْ طَالَ الْمَدَى

يَا آيَــــةَ اللهِ الَّذِيْ مَــــلأَ الـــــدُّنَا

إِنْ كُنْتَ قَدْ غُيِّبْتَ فِيْ رَحْمِ الثَّرَى

وَمَدَارِسُ الــــفِكْرِ الَّتِيْ شَـــيَّدْتَهَا

ثَبُــتَتْ دَعَائِمُهَا ، وَفَـــاحَ أَرِيْجُهَا

تــَسْتَلْهِمُ الْمَعْنَى الأَصِيْلَ فَتَرْتَـقِيْ

كَـــرَّسْتَ جُـــهْدَكَ مُخْلِصَاً لِبِنَائِهَا

وَجَثَـــا الْجَمِيْعُ أَمَامَهَا حَتَّى الْعِدَا

يــــَا سَيِّدِيْ ! نَــمْ هَانِئَاً مُسْتَبْشِرَاً

مَـا إِنْ نَعَاكَ ذَوُوكَ يَا عَلَمَ الْهُدَى

وَتَـــــحَوَّلَ الْـــعِيْدُ الــسَّعِيْدُ مَآتِمَاً

وَبَــــكَى عَــلَيْكَ بـــِلَوْعَةٍ وَتَحَسُّرٍ

حَتَّى الأُلَى حَـسَدُوْكَ حَيَّاً وَاعْتَدَوا

هَرَعُوا لِــنَعْيِكَ خَاشِعِيْنَ وَأَعْلَنُوا

وإِمَـــامُ هَدْيٍ مَا لَهُ فِي عَــصْرِنَا

جَـــمُّ الْــمَوَاهِبِ ، عَبْقَرِيٌّ ، رَائِدٌ

بَلْ قـــَائِدٌ حُرٌّ ، عَــظـِيْمٌ ، مُخْلِصٌ

مَـــا حَــادَ يَـومَاً عَنْ مَبَادِئِهِ وَإِنْ

أَبَـــدَاً وَلا أَوْهَــــتْ قِـــوَاهُ نَـــكْبَةٌ

نَـــــذَرَ الحَيَاةَ لِحِفْظِ شِرْعَةِ أَحْمَدٍ

أَعْـــظِمْ بِهِ وَبِخُلْقِهِ السَّامي الَّذِيْ

أَعْـــظِمْ بـــِهِ وَبــِنُورِ غُرَّتِهِ الَّتِيْ

أَعْـــظِمْ بِهِ وَبِفِكْرِهِ السَّامي الَّذِيْ

هَـــيْهَاتَ أَنْ يَسْخُو الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ

هَذَا هُــــوَ النَّصْـرُ الْمُؤَزَّرُ سَيِّدِي

وَجَثَا عَلَى مَثْوَاكَ حَيْثُ قَدِ انْطَوَت

***

***

 أَسَفَاً عَـــلَيْكَ وَمُــهْجَتِيْ إِعْصَارُ

عَــــنَّا بـِلَيْـــــلٍ مَـــا تَـــــلاهُ نَهَارُ

عـــــنَّا وَقَــــلْبُكَ لِلْبَـلاءِ مَــــــدَارُ

عــــنَّا وَجُــــرْحُكَ نَـــــازِفٌ فَـوَّارُ

عــــنَّا وَأَنْـــــتَ العَزْمُ وَالإِصـْرَارُ

أَو صـــــُدَّ عَــنْكَ الأَهْـلُ وَالزُّوَّارُ

وَبــــِهِ اهْتَــــدَى لِلْـــعِزَّةِ الأَحْرَارُ

فَــــبَرِيْقُ نُوْرِكَ فِي الْوَرَى سَيَّارُ

هِيَ لِلْـــعُــقُــولِ الــنَّـــيِّرَاتِ مَنَارُ

فَــــغَــدَتْ تُــرَفْرِفُ حَوْلَهَا الأَفْكَارُ

في عَــــالَمٍ حَـــفَّــتْ بــــِهِ الأَنْوَارُ

حَتَّى انْــــحَنَتْ لِــجَلالِهَا الأَقْــمَارُ

أَحْنَــــاهُمُ الإِعْــــجَابُ وَالإِكْبَـــارُ

فَــــــلَقَدْ تَـــــجَلَّتْ بَعْــدَكَ الأَسْرَارُ

لِلـــــنَّاسِ حتَّى اهْــــتَزَّتِ الأَقْطَارُ

وَتَصَـــــدَّعَتْ لِــرَحِيْلِكَ الأَحْــجَارُ

أَهْـــــلُ الـــنُّهَى وَالسَّـادَةُ الأَبْرَارُ

بَـــــغْيَاً عَــلَيْكَ وَحَارَبُوكَ وَجَارُوا

لِلْـــــكُلِّ أَنّــــَكَ لِلأَنَـــامِ مَــــنَـــــارُ

نِـــــدٌّ وَإِنْ كَـــــثُرَتْ بِــــهِ الأَخْيَارُ

أُنْـــــشُوْدَةٌ تَـــــشْدُو بِهَا الأَحْرَارُ

فِيْ رَاحَـــــتَيْهِ الــــيُمْنُ وَالإِيْسَارُ

عَـــــزَّ الْـــــمُعِيْنُ وَقَلَّتِ الأَنْصـَارُ

أَوْ قـــــَرَّبَتْهُ لِـــــنَارِهَا الأَوْتَــــارُ

مَـــــهْمَا احْــتَوَتْهُ بِنَابِهَا الأَخْطَارُ

رَكَـــــعَتْ أَمَـــــامَ نَــقَائِهِ الأَزْهَارُ

قَـــــدْ أَشْرَقَتْ مِنْ فَيْضِهَا الأَقْطَارُ

خَــجِلَتْ أَمَـــــامَ عَـــطَائِهِ الأَنْهَـارُ

ذَا رَأْيُـــــنَا ، وَمَـــــقَالُنَا إِقْـــــرَارُ

وَافَـــــى كَــــأَنَّ مَسِيْرَهُ الإِعْصَارُ

صَـــــفَحَاتُ مَــــجْدٍ مَا لَهُنَّ غِرَارُ