مَــــهْ يا حِمـــامُ إلى الورا
مَـــهْ يـا حِمـــامُ مغـــنّمـــاً
مـــه يا حـــمـــام أما ترى
لم يبـــق إلا مـــن يـــرون
فلـــقد سرى من لو سروا
لا قـــلب إلا قـــد أصـــيـب
وعـــلى الـــوجـــوه الــغُرِّ
مـــه يا حـــمام فــمن ترى
فقــد اجتـرأت وما اكترثت
فـــالدين بعـــد أبي الرضـا
أأبـــا الرضـا كبد الشريعة
أأبـــا الرضـــا إن العيـون
أمّــــــا الـــقلـــوب فـــقـــد
قـــد أكـــبرت وهي الكبيرة
واســـتنـــجدت بـــالـوجـــد
وجـــدت بـــه الـــمعـروف
أأبـــا الرضـــا حُدِّثت عنك
عـــن ألف سفر في العلوم
حتـــى لقـــد أكبـــرتُ فكراً
وخشعـــت دون يـــراعـــة
أغـنت بجوهرها الطروس
وفـــديتُ منـــك أنـــامـــلاً

وهـــنت فما هجرت لفـرط
بـــل قـــد تحـــدى الوهـــنَ
قـــم للهـــدى فلـــقد نعـــاه
عـــذراً هــــــداة الـــديـــن
عـــذراً فـــتـــلك قـــريحــة
فلعـــمـركم إن اللـــســـان
ما استطعت من أرق أرى
لا يُـــؤمنُ الــدهرُ المخاتل
لـــكـــنّـــمـــا الله الــــــذي
جَبْـــرُ المـــصاب بصنـــوه
قـد شــــاء ربكـــم يـنـيـــب
فـــأحـــلَّ بـــعـــد مـــحمـــد
أســـد وآســـاد الفضـــيلـة
مـــن في اســـمه وسـموه
الصـــادق الحـبـــر الـــذي
أأبـــا الرضـــا إن الرضـــا
فـــفدى المـجلّى في وجوه
أعـــطى الـدروس حقوقها
فبـــنعــــمة ربـــه تـــقـــرُّ

فـــلقد قضيت على الورى
فـــالصيد في جــوف الفرا
رحـــبَ البسيـــطةِ أقــفـرا
المـــوت فـــيهـــم أجـــدرا
معــه إذن حمـدوا السرى
ولا قـــــــوى إلا انـــبــرى
سيما الحزن فهي كما ترى
في مثـــل جــرأتك اجترى
أما عـــلمت بـــما جـــرى
ينـــعاه منفـــصم الـــقـــوا
فـــي عـــزاك تـــفـــطـــرا
عليـــك حـــاربت الـــكرى
تملكهــا الأسى واستعمرا
أن تـــقــــــرّ وتــصـــبـــرا
فانـــتجتـــه تلتمس القــرا
والســـلوان عنك المنكرا
ومـــا الحديـــث بمفتـــرى
عـــن اضـــطلاعك أسفرا
بـــالـــعـــطاء تـــفـــجـــرا
حـــكت السـحاب الممطرا
بـــما يفـــوق الـــجوهـــرا
بـــريـــت تـــعالى مـن برا
الـــوهن فـــيها المـــزبرا
كفّـــُك إذا ضــاق التبصرا
مـــن نــعـــاك ومـــا درى
شقشـقة بــدت خطب عرا
ســـالت وذا قـــلم جـــرى
قـــد الـــتوى فتـــطـــيـــرا
ألـــقـــاً أضـــاء وأزهـــرا
أن يــــــخـــون ويـــغـــدرا
مــــــلك الأمـــور ودبـــرا
مـــرأىً حـــكاه ومخـــبـرا
عـــن الهـــزبر القســـورا
أســـد العـــرينـــة حيـــدرا
لا كــــــآســـاد الشــــــرى
ورث الـــمطـــهر جعـــفرا
في فضـــله احتـــل الذرى
فيـــما سننـــت له جـــرى
ذوي الضـــغائـــن غبـــرا
بحثــاً وأرضى المنـــبـــرا
عـــيون ســـادات الـورى