ردك على هذا الموضوع

في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الإمام المجاهد آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي

 

عـــــــام يمر وفي القـــــلوب لـظاها

عــــــاشت جحيم فراقه منذ خلفـــت

أنَّى تطيــــــق الإصــطبار مرابــــــع

كالمــــــزن يغـــمرها بفيض علومه

فــــــإذا المعــــــاهد كل أرضٍ حلهـا 

وإذ المنــــــابر كل قطــــــر تعـــتلى

كالشمس إن غــــابت يخامر دفؤها

ستــــــظـل تقرأه القـــرون وترتوي 

ويخــــــلد التــــــاريخ في صفحــاته

إن الحسيــــــن بــــــروحه ودمــائه 

وبهــــــا تـــنامى من كـــرام جذوره

فانصــــــاع يـبـني بالعلوم صـروحه

في أســــــرة رأت الــتواضع شيمة

وكأنهــــــا خُـــلقت تــبوء زعامـــة

ملكــوا القلوب بلا غنى فسموا بها

فإذا ثــــــوى علم تســــــنم للهـــدى

فمــــــن الحسيـــــن وحيدر إقدامها 

حــــــفظت لأحمد في الربوع تـراثه

قــــــد كـــنت أرجو أن نعود لموطن

أرض الحسيــــــن وقد شـربنا حبَّها 

فتــــــرعرعت همـــمٌ هـناك وأنفس

ولطــــــالما قد كنــــــت تـشحذ همة

فاستر خصت هذي النفوس لمجدها

في كــــــل عصــــــر للطـغاة ملاحم 

واليــــــوم حيـــث الجور طال بعهده

وتعـــاورت زمر الضبــــــاع بلهفـة

قــــــالوا وقد عقدوا العزيمة أنهــم 

ليجــــــردُنَّ (الذئبَ) عــــــن أنيابـه

ويعــــــود هذا (النفط) يروي شعـبه

والأمــن يفـــرش في الربوع جناحه

وسيـــستردُّ الشعــــــبُ حـريّاتــــــهِ

قــــــلنا وقد بــــــرت التجاربُ شعبَنا

إنْ كــــــان ينقــــلب المناصر فجـأةً 

يا ليـــــت هذا (النِفط) جفَّ ولم يكنْ

إن كان هذا النفــــــط إلا نقــــــمــةً 

أمــــــا الضــــباع فإنها قد أقسـمت

سنعــــــود إن عــاد الأمان لأرضـنا

ونقــــــيم ذكــــــراك الكريمة عندها

ويبــــــاشر الأســـــدُ العرينَ بعودةٍ

 

لا الــــــدمع يخمدهـــــا ولا تقواها

نفســــــاً تصيــــــر لجنــــة مأواها

كــــــان الـــــرواء لعهدها ورؤاها

فإذا انــــــتشت فبخُـــلقه يـــرعاها

تــــــهب العـلوم وباسمـــه تتناهى

لا بـــــــد في آثــــــاره تـتـبــــــاهى

الدنيــــــا ومذ طلعت زهـت بسناها

من عــــــذب منهله العـلوم شفاها

العظمــــــى سـطوراً للهدى خلاها

لله ســــــاحة كــــــربلاء سقــــاها

فــــــرع تشـــرب من معين هداها

واختــــــار من سبل الحـياة علاها

ومــــن المكارم حلّقت لسمــــــاها

في النــــاس ترعى الدين لا دنياها

أن كان في تــــــلك النفوس غناها

أمــــــر الزعــــــامة بعده أبـــناها

وبصــــــبر فــــاطم جابهت أعداها

وتــــــوارثت من هــــــاشم علياها

عشــــــق المــــلائك والعباد ثراها

قبــــــل الفـــــرات مراضعاً تهواها

شــــــمُّ الجبــــــال تضاءلت لعلاها

في النــــــاس أن لا تـنـثـني لعداها

وسقــــــت مغــــاني كربلاء دماها 

فيهــــــا وللأحــــــرار نهـج هداها

والسيــــــل قد بلغ الزبى أقصــاها

(ذئب العراق) وســـارعت بخطاها

سيجــــــددون من العراق  رؤاهـا

وسينعــــــم البؤساء بعد ضنــــاها

والأرضَ بالخيــــــرات في مغناها

ليعــــــود فيها زهوهــــــا وشذاها

من بعــــــد طــــــول عــذابه بفِناها

بالأمــــــس: هذي (لعبة نخشاها)

في ســـــاحة الحرب التي أضراها

طمــــــعٌ يســـــوق لأرضنا أعداها

فيمـــــا مضى فعسى يكون سواها

تتقــــــاسم الأشــــــلاء من أفناها

في بقعــــــة طهرت وطــاب رباهـا

جنــــــب الحسين ونستعـيد شذاها

للفجــــــر يجلــــو (صادقاً) برؤاها

            

السيد محمد رضا الموسوي القزويني

                                                                                                   الكويت

                                                                                                   رمضان/ 1423هـ‍

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

العــدد 69

إتصــلوا بـنـــا