بحوث ودراسات |
||||||||||
القرآن منهج فكر.. منهج حياة |
||||||||||
عبد الباري أحمد الدخيل |
||||||||||
(بما أن القرآن الحكيم فلسفة كاملة للحياة ولا فلسفة كاملة غيره، فلا بد وأن يصبح منهجا حاكما في الحياة). الإمام الشيرازي (قدس سره) إن القرآن الكريم بما فيه من قوة و حيوية أودعها الله تعالى بين دفتيه , لجدير بأن يقود العالم أجمع إلى شاطئ الأمان , لأن الله تعالى قد حفظه من أي تحريف لطفا بالعباد لهدايتهم و إرشادهم , ثم اخذ العهد علينا لبيانه و نشره و إبلاغه , فقام رسول الله (ص) والأئمة (ع) ومن بعدهم علماؤنا الأتقياء بهذه المهمة خير قيام , وفي العصور المتأخرة حدثت انتكاسة عمت جميع بلاد الإسلام بالإعراض عن القران أولا وبعدم إبلاغه ثانيا , فلذا اعرض الله عن اغلب المسلمين فصاروا طعمة الطامع وغرضا يرمى(1). بهذه الكلمات يبين لنا سماحة الإمام السيد محمد الشيرازي (قدس سره) فهمه للقرآن، فهو (أعلى الله مقامه) منذ أن سَمِعَ سمْعَ وعيٍ قول جده أمير المؤمنين (ع): (الله الله في القرآن...) ، فكّر فيها فوجد أن سبب تخلف الأمة وانهيارها هو تركها العمل بالقرآن الكريم (فكانت محاربة القرآن ومخالفة قوانينه سبباً في تأخر المسلمين إلى أن سقط المسلمون في العصر الأخير بسقوط حكامهم القاجار والعثمانيين ولا يمكن الخلاص من ذلك الا بالعمل بالقرآن الكريم) (2). ويعود (قدس سره) ليؤكد: (إن الشيء الذي جعل المسلمين يتقدمون منذ أول ظهور الإسلام حتى صاروا أقوى دولة في العالم، هو العمل بالقرآن وكذلك فإن الشيء الذي جعل المسلمين يتأخرون في هذا القرن الأخير هو عدم العمل بالقرآن، والقرآن هو القرآن إلى يوم القيامه، وآيات القرآن هي الحاكمة في الدنيا كما هي الحاكمة في الآخرة، وهي الحاكمة في الجنة كما هي الحاكمة في النار) (3). وإذا كان البعض يرى أن (القرآن يضم جميع جوانب العلم والمعرفة. وإنه بظهور التكنولوجيا الحديثة فإن مفهوم وسر هذه العلوم ينبغي البحث عنه في ظل القرآن الكريم. وإن القرآن الكريم اطلعنا على معلومات كاملة عن جنين الإنسان في القرن السابع الميلادي في الوقت الذي لم يكتشف فيه علم الأشعة بعد) (4). فإن هذا القرآن العظيم يجد فيه سماحة السيد (قدس سره) السبيل لـ (هيمنة المسلمين على العالم إذا عملوا بقوانينه، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه) المائدة: 48) (5).
بل ويعتبره فلسفة الحياة، بقوله في كتاب (الفقه: حول القرآن): (بما أن القرآن الحكيم فلسفة كاملة للحياة ولا فلسفة كاملة غيره، فلا بد وأن يصبح منهجاً حاكماً في الحياة، فالبشر بحاجة الى فلسفة كاملة، فالكمال هو الغاية المتوخاة لكل انسان، وليس وراءها حاجة، لان الذاتي لا يعلل بغيره، اما ان القرآن فلسفة كاملة فلانه يعطي شؤون الروح، ويوفر متطلبات الجسد، ويستند الى ما لا يتغير، وهذه العناصر الثلاثة هي التي تشكل مقدمات السعادة الكاملة.، وحيث إن من طبيعة الإنسان الفرار من الالم كان لا بد له ان يتطلب فلسفة صحيحة ليدفع بها المه، وينتهي به المطاف إلى فلسفة القرآن، التي هي الفلسفة الصحيحة للكون والحياة، بكلا شقّي الحياة: الروح والجسد. ولأجل إسعاد البشر في دنياهم وآخرتهم يجب إيصال القرآن إلى كل البشر، فهو خاتمة رسالات السماء، وكلما نشاهد من انحراف البشر عن الله وعن أحكامه فهو لأن المسلمين لم يهتموا في هذه المدة الطويلة من نزول القرآن بأن يعمموه في كل الكرة الارضية، خصوصاً وقد وضع العلم في هذا القرن وسائل متطورة للإعلام والنشر في يد البشر. إن القرآن لم يسبب تأخر أمته، بل تركهم للقرآن سبب تأخرهم قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) طـه: 124 (وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم) الأعراف: 96، فالمسلمون إنما تأخروا لعدم أخذهم بالقواعد والأحكام القرآنية، والآخرون إنما تقدموا لأخذهم بهذه القواعد والأحكام، ولعل أمير المؤمنين(ع) كان يشير إلى ذلك حيث قال (الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم). إن قوانين القرآن تقدمية، لا فرق فيها بين عصر وعصر، وجيل وجيل، بل الاحتياج إلى القرآن في عصر التقدم أكثر... ).
بل إنه (أعلى الله مقامه) يدعو لـ (ربط القرآن بالحياة وجعله منهاجا للناس في شؤونهم المختلفة) (6). كما أنه (رحمه الله) كان يدعو لإقامة هيئات تهتم بالقرآن في المساجد والحسينيات بل حتى في البيوت كي لا يسمع الا القرآن ولا يقرأ الا القرآن أو علوم القرآن، وذلك لكي تمتلئ الأجواء بالقرآن فـ (تستعد النفوس إلى تطبيقه والأخذ به كبرنامج للحياة الرغيدة) (7). ويصف سماحته (قدس سره) في كتاب (شهر رمضان، شهر البناء والتقدم) برنامجاً عملياً لتقدم الإنسان المؤمن ولتمام الاستفادة من هذا الشهر الكريم فـ (في القرآن الكريم يجد الإنسان برنامج التجديد الذي يبتغيه ويسعى من أجل تحقيقه.. ) (8)، ومما ذكره تحت عنوان المهام التعليمية والسلوك، تعلم القرآن والتفسير: (لا نغالي إذا قلنا أن أكثر المسلمين وحتى العرب منهم لا يعرفون قراءة القرآن، ولا يعرفون معاني ألفاظه) (9). من هنا وبسبب هذا الخطر الفادح يقول سماحة السيد (قدس سره) : (فاللازم أن تشكل في أيام شهر رمضان الميمون ولياليه في طول بلاد الإسلام وعرضها، وفي البلاد التي يتواجد فيها المسلمون من غير بلاد الإسلام هيئات تعليم القرآن، هيئات ليست خاصة بالرجال بل تعم النساء والفتيان وحتى الأطفال) (10). ثم يبين سماحته مهام هذه الهيئات ويذكر منها: (1- تعليم الناس القراءة الحسنة، حتى يستطيع المسلم أن يقرأ كتاب الله بسهولة وعذوبة. 2- تعليم معان الفاظ القرآن. 3- تفسير القرآن الكريم بما يناسب واقع الناس) (11). كما أنه يجب علينا جميعا الاهتمام بـ ( تبليغ القران الكريم وحقائقه بمعانيه الصحيحة للمسلمين ليجدوا فيه بغيتهم كي لا يتراكضوا نحو الشرق والغرب وأفكارهم ومبادئهم) (12).
ويلخص (قدس سره) رسالة عاشوراء في (إحياء الإسلام، وإرجاع القرآن إلى الحياة. وهذا هو ما كان يستهدفه الإمام الحسين (ع) من نهضته وشهادته) (13). فـ (مثلما ثار الإمام الحسين (ع) في طريق تطبيق الإسلام والعمل بقوانين القرآن، يتوجب علينا كذلك أن تكون خطانا إثر خطاه (ع)، وأن نسعى لتطبيق أحكام الإسلام في بلدان العالم الإسلامي) (14). القرآن في الحوزة: (ومن أجل تطوير المناهج الحوزوية أضاف الامام الشيرازي (قدس سره) إلى الدروس المتعارف عليها في الحوزة مجموعة من الدروس الجديدة مثل: علوم القرآن الكريم... ) (15). وقال: (يجب كفاية تدريس القرآن بتفسيره الإجمالي المبين لمقاصده في الحوزات العلمية، وذلك لأنه من التمسك بالقرآن الذي ورد في الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص) قال: (إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا) فعدم الضلال الذي هو من أوجب الواجبات متوقف على التمسك بالقرآن... ) (16). وقد امتدح الإمام الشيرازي السيد البروجردي (قدس الله سرهما) الذي وصفه بأنه اعتمد على القرآن في الحوزة قال إن: (بقدومه إلى قم المقدسة ازدهرت الحوزة العلمية وتقدمت تقدماً كبيراً وتطورت تطوراً عظيماً، حيث استطاع السيد البروجردي أيام مرجعيته تقوية الاعتماد على القران والحديث، وتضعيف الحكمة والفلسفة وحذفها من مناهج الحوزة العلمية... ) (17).
قد يكون من السهولة بمكان، أن ينظّر الواحد منا بأفكار معينة، ثم يبحث في حنايا القرآن الكريم أو السنة المطهرة، لينتقي بعض الآيات و الروايات التي تدعم فكرته، فيجيّرها من أجل الاستدلال على رأيه.. والقلائل هم الذين يستنبطون من الكتاب وسنة أهل البيت(ع)، أفكاراً ورؤى من بين الآيات والروايات، فينقلون الآيات والروايات الصامتة، من حيّز السكون إلى حيّز الحركة.. وهذا هو العمق في الفكر وصاحبه، إذ يمتاز بشخصية فذة، وبصيرة ثاقبة، ورؤية واضحة.. وسماحة السيد الشيرازي (قدس سره) لم يكن من الصنف الأول، الذي يهتم بتجيير القرآن والسنة من أجل التدليل على فكره، إنما هو من الصنف الثاني، الذي يؤصل لذلك الفكر، فلا تخلو فكرة من دليل قرآني أو روائي، يعطي لفكره قوة و متانة، بعد إن أصّلَ لها.. وهذا ما تشهد به كل كتبه التي دونها، وقلّمَا تجد خلوُّ الفكرة من دليل(18).. يلاحظ أن الامام الشيرازي أولى القرآن الكريم أهمية كبرى في مؤلفاته استنادا إليه، واستنباطا منه، وانطلاقا منه في مختلف الآراء الفكرية والسياسية بل نستطيع أن نقول إن المدرسة التي أسسها الإمام الشيرازي تعتمد أساساً على القرآن والسنة بصورة شبه تامة. ذلك أننا لا نكاد نمر بفكرة من أفكاره أو فرع منها إلا ويستدل بآية أو أكثر، فمثلا لسماحة السيد أفكار ومقولات يدعو إليها، حتى عرف واشتهر بها، ومن هذه المقولات: 1- الشورى: لقد شرح سماحة السيد الراحل (قدس سره) بطريقة استدلالية رأيه في الشورى في كتابه (الشورى في الإسلام) وتطرق إليها في معظم بحوثه التي عالجت قضايا الحكم والدولة، وكان سنده الذي يكرره كثيراً أن: القرآن الكريم ذكر (الشورى) في عدة آيات كريمة وأكد عليها(19). و(يشير الإمام الشيرازي (قدس سره) إلى ثلاث آيات، الأولى الآية 233 من سورة البقرة (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا …) فإذا كان القرآن يوجهنا إلى أن نشاور في أدنى أعمال تربية الولد وهو الفصل في الرضاع فبشكل أولى أن يوجهنا نحو الاستشارة في الحكم فلا يبيح الإسلام لرجل واحد أن يستبد في الأمة . الآية الثانية 159 من سورة آل عمران (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (ص): (أما أن الله ورسوله لغنيان عنها ولكن جعلها الله تعالى رحمة لأمتي فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ومن تركها لم يعدم غيا). فقد كانت المشورة رحمة لعباده، فقد حفظ عبر الشورى وحدتهم) (20). والآية الثالثة 38 من سورة الشورى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون) والآية في وصف المؤمنين في تحديد واجباتهم ومن جملة تلك الواجبات الشورى التي وردت بين أمرين واجبين إقامة الصلاة والأنفاق) (21). وعن هذه الآية يقول في موقع آخر: (فقد جعل الله الشورى بين الصلاة والإنفاق، والصلاة هي ركن العبادة وعمود الدين وهي السبيل لبناء الشخصية الإسلامية أما الإنفاق فهو السبيل لتقدم المجتمع وإقامة نظام اقتصادي أساسه العدل، وبين الواجبين ـ واجب الصلاة وواجب الإنفاق هناك واجب ثالث هو الشورى. ثم يقول : والشورى قاعدة بين حلقتين لا يبنى المجتمع الإسلامي إلا بهما: وللمجتمع ثلاثة أبعاد، بعد روحي يتحقق من خلال العبادة، وبعد سياسي يتحقق من خلال الشورى، وبعد اجتماعي يتحقق من خلال الإنفاق) (22). 2- الحرية: يقول الإمام الشيرازي(23):(الحرية في كل شيء إلا المحرمات، ومن مصاديق الحرية، حرية تكوين الأحزاب وإقامة المؤسسات الدستورية وسن القوانين المتناسبة مع أهداف المجتمع الإسلامي، وحرية التجارة وحرية ممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة من زراعة وصناعة وعمارة وطبع ونشر، واستفادة من المباحات أرضا كانت أو غيرها. كذلك الحريات الشخصية التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية كحرية السفر والإقامة والعمل) (24). ومستنده قوله تعالى (يضع عنهم أصرهم والأغلال التي كانت عليهم) الأعراف 157. وقوله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين) البقرة: الآية256. وأيضا (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) الغاشية 21-22. 3- السلم أو اللاعنف: يقول الأستاذ حسن آل حمادة تحت عنوان (تأصيل السلم واللاعنف)(25): الإمام الشيرازي (قدس سره) عندما يدعو لسلوك طريق السلم واللاعنف، يداً ولساناً وقلباً، فإنه يستند لجملة من الأسس التي بلور من خلالها نظريته هذه، وأهم مرتكزاته في ذلك، تتمثل فيما يلي: 1- القرآن الكريم: ففيه العديد من الآيات البيِّنات التي طالما استشهد بها الإمام الشيرازي واستند عليها حين تسجيله لرؤيته اللاعنفية. وهي -الآيات- بطبيعة الحال تحث الإنسان على اجتراح هذه الطريق الشائكة، (ولا نزال نرى في القرآن الحكيم خير دعوة علمية وعملية إلى اللاعنف والسلم)(26) كما هي وجهة نظره (قدس سره). وهنا أسجل بعضاً من هذه الآيات ليتدبرها القارئ: يقول سبحانه وتعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل: 125. ويقول: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا) الفرقان: 63. ويقول: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) العنكبوت: 46. ويقول: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) الأعراف: 199. ويقول: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) الأنعام: 108.. ويقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) آل عمران: 159. ويقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) النور: 22.. إلى غيرها وغيرها من آيات الذكر الحكيم. 4- الأخوة الإسلامية: هذا (المبدأ الذي يستشهد به دائما في نقد ما حصل في ذهنيات المسلمين، من تصنيفات وتقسيمات لغوية وعرقية، ساهمت في تكريس التفرق والانغلاق ومنعت على المسلمين بناء جسور التواصل فيما بينهم) (27). يقول (قدس سره) : (كانت البشرية قبل الإسلام على أشدّ ما يمكن من الاختلاف فكانت فوارق اللون واللسان والعنصر والجغرافية والقبيلة تفرق بين الإنسان وآخر، وعندما جاء الإسلام أزال جميع هذه الفروقات وحمل شعار (إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات 10 ، فكل واحد هو أخ للآخر) (28). 5- الوحدة الإسلامية: من أهم المسائل التي أولاها الإمام الشيرازي أهمية بالغة في فكره مسألة الوحدة الإسلامية، و(ليس من الضروري أن يتخلى السني عن تسننه ولا الشيعي فيها عن تشيعه) (29)، فالوحدة تؤدي إلى قوة وعزة المسلمين، كما أنها السبيل الصحيح من أجل امتلاك القدرة على مواجهة التحديات الكبرى، والمشاكل الصعبة التي تواجه الأمة الإسلامية وخصوصا في هذا العصر(30). كان الإمام الشيرازي (قدس سره) طوال حياته يشجع على الوحدة، ويدعو لنبذ التفرقة وقد ألف بهذا الخصوص كتابا اسماه (كيف نجمع شمل المسلمين). كما أنه (قدس سره) كان يردد قول الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) آل عمران 103، وقوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال46. 6- الأمة الواحدة: يقول سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره): (وهكذا أراد الله للبشرية أن تكون أمة واحدة كما لها رب واحد) (31) هذا على النطاق العام أما على النطاق الخاص فان الدعوة إلى قيام الأمة الإسلامية الواحدة ومقتضى ذلك كما يقول الإمام الشيرازي (قدس سره) : (رفع الحدود الجغرافية والحواجز النفسية وتوحيد اللغة والتاريخ والعملة وما شابه ذلك على أن تكون اللغة المشتركة لغة القرآن والتاريخ الرسمي تاريخ الإسلام الهجري القمري والعملة الدينار والدرهم) (32). ومستنده قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) الأنبياء: 93. 7- قاعدة السعي: يقول عن هذه القاعدة : (فلابد أن يكون اهتمام الإنسان بالإنتاج، الفلاح في مزرعته يفكر بالإنتاج في الجانبين الكم والكيف والعامل في مصنعه يفكر بالإنتاج في الكم والكيف وهكذا كل إنسان يعيش في المجتمع الإسلامي رائده الأول هو الإنتاج، وعندما يزداد الإنتاج ينتعش المجتمع، وعندما يتحسن الإنتاج يحصل الاكتفاء الذاتي، والحصيلة هي التقدم في كل المناحي وعدم الاحتياج إلى الأجانب) (33). ومستنده قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) النجم / 39 ـ 40. 8- قاعدة تملك الرأسمال: وهي نتيجة السعي حيث يحصل الإنسان العامل على رأسمال هو ملك له لا يحق لأحد أن يستولي عليه تحت أية ذريعة، ويسمي الإمام الشيرازي هذه الآية (آية عدم الضريبة إلا في أربع: الخمس، الزكاة، الجزية، الخراج) (34) واستنادا لهذه الآية يحرم وضع الضريبة على المال باستثناء الأمور الأربعة التي ذكرها. ومستنده قوله تعالى (لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) سورة البقرة / 279. 9- قاعدة إعمار الأرض: (الأرض لله ولمن عمرها)(35) و (من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له)(36) واستنادا لهذه القاعدة يوجب الإمام الشيرازي (قدس سره) على الدولة ضرورة توزيع الأرض على الناس بلا ثمن لإحيائها أما في السكن أو العمل أو الزراعة كما فعل أمير المؤمنين (ع) (ورد أن علياً(ع) بنى في الكوفة دكاكين وأعطاها للناس مجانا حتى لا يغلى ثمن البضائع، وقال (ع): (ما من شخص إلا وأعطيته دارا) (37). ومستنده قوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعا) البقرة / 29.
وقد سمى سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره) بعض هذه الآيات التي استند إليها، بالآيات المنسية التي نساها المسلمون فتراجعوا بدل أن يتقدموا (فساد الاستبداد عندما ترك المسلمون الشورى، وشل المجتمع عندما ترك المسلمون العمل بالحريات وانخفضت إنتاجية المجتمع عندما ترك المسلمون السعي، وتشتت المسلمون وتمزقوا عندما قطعت بلادهم، وأضحوا في ضنك عندما تركوا قانون (لكم) ) (38). لهذا هو يذكرها دائما ليذكر الناس بها ويوصي بالتذكير بها، ولهذا حكمة بينها سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي نجل الإمام الراحل قائلا: (مرة استدعاني - أي الإمام الراحل (قدس سره) - وقال أن هذه الأفكار أطرحها كواجب شرعي لكن إذا أصبحت الوحيد الذي يرفع الراية فعندئذ يصبح من السهل القضاء عليها، فلابد أن يكون هناك تحرك على كبار العلماء والمرجعيات وغيرهم لكي يتبنوا هذه الأفكار فتصبح ملكة للأمة, فكان عندنا حديث طبعاً مطول وتخطيط مفصل, وأذكر جانب من الجوانب فقد كلفني ذاك الوقت أن أتواصل مع عدد من المراجع وعدد من كبار العلماء حول هذه الأفكار وبالفعل تواصلنا مع مختلف المرجعيات من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية وكان من بينهم الشيخ ألمنتظري, الشيخ ناصر مكارم الشيرازي, السيد رضا الصدر, الشيخ آصف محسني, وآخرون فتداولنا معهم هذه القضايا حيث كان القسم الأكبر في البداية يعارض قسماً كبيراً من هذه الأفكار لكن بعد فترة من المداولات والنقاش والحديث, تبنى عدة من الفقهاء جملة من هذه الأفكار وقد تجلى ذلك في كتاب المطارحات (مطارحات مع قادة الفكر الإسلامي ) وهي سلسلة لقاءات أجريت مع عدد من كبار المراجع والشخصيات العلمائية تضمنتها هذه الأفكار والنظريات من إزالة الحدود الجغرافية, الأمة الواحدة, الأخوة, التعددية.. ) (39).
كما أن سماحة الإمام الراحل (قدس سره) اهتم بالتوجيه لأن تكون للقرآن ترجمة جميلة تساعد الشعوب الأخرى على فهم هذا الكتاب العظيم، يقول (قدس سره): (ثم إن أدلة وجوب التعليم والتعلم كما تشمل ألفاظ القرآن الحكيم، كذلك تشمل ترجمته ... ثم أن الأفضل أن يلاحظ في الترجمة بالإضافة إلى المعنى، الجمال حتى لا يكون المعنى باهتا ... الأفضل مراعاة الجمال مهما أمكن) (40). كما أنه (قدس سره) يوجب علينا جميعا (الاهتمام بتبليغه وبيان حقائقه إلى غير المسلمين وبلغاتهم كالإنجليزية والروسية والإسبانية والصينية واليابانية وغيرها , وذلك لان هؤلاء لا يعرفون عن القران والإسلام شيئا وإذا عرفوا فانهم يتعرفون عليه عبر المبادئ المنحرفة والروايات المكذوبة والسيرة الظالمة لبني أمية وبني العباس وبني عثمان ولذا نراهم يعرضون عن الإسلام ويتمسكون بمبادئهم المنحرفة(41).
يرى الإمام الشيرازي (قدس سره) ان التفسير يلزم ان يكون بالأدلة الأربعة، أي بالكتاب والسنة والإجماع بما فيه الإجماع الشامل للعرف واخيرا بالعقل. وذلك لكي لا يكون تفسير القرآن قائما على أساس رأي المفسر وذوقه الخاص وهو التفسير الذي ذمته الروايات. وحول تفسير القرآن بالمعاني الحديثة والصناعات والاختراعات والاكتشافات العلمية، فيرى الامام الشيرازي بعد ان يورد ادلة المؤيدين والمعارضين ويرد عليهم، ان ما يراه هو انه قد يكون التفسير بهذه الأمور من باب تطبيق كلي القرآن على المصداق الجديد، كتطبيق الميسر على الأقسام الحديثة من القمار، وكتطبيق معنى (جائر) في قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ) النحل: 9، على المناهج الاقتصادية الحديثة كالشيوعية والاشتراكية، ثم يقول: وهذا القسم لا يضر مستدلا على ذلك بظاهر تشبيه الامام (ع) القرآن بالشمس تجري في كل يوم وبالحديث القائل: ان الآية اذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين. انه يرى ان التفسير النموذجي الذي يجب ان يكتب هو عبر تأسيس لجنة مكونة من فقهاء ومفسرين وعلماء بالعلم الحديث تقوم بتفسير القرآن تفسيرا جامعا بين شئون المعنى وشئون اللفظ والشئون القديمة والشئون الحديثة، مع ملاحظة فقه احاديث التفسير جمعا بين بعضها البعض في اطار القرآن الكريم، والهدف من ذلك كما يقول: ليظهر جمال القرآن في العصر الحديث كما أظهر جملة من العلماء جماله بحسب ازمانهم(42). لقد كان السيد الشيرازي (قدس سره) يفسر القرآن الكريم ليليا لعموم الناس ولمدة ثمان سنوات متتالية في ديوانيته في الكويت ولقد كان هذا التفسير من البساطة بحيث يفهمه عامة الناس وفي ذات الوقت يحمل في طياته عمقا فكريا ورؤى رسالية(43). وفي كربلاء نشر سماحة السيد (قدس سره) بعض التفسير في نشرة (الأخلاق والآداب) الكربلائية(44). ثم أنه (قدس سره) لم يقتصر اهتمامه بهذا فقط بل وألف في القرآن الكريم الكثير من الكتب، يقول سماحة آية الله العظمى المحقق الشيرازي (دام ظله): وهو الذي أولى اهتماماً بالغاً بـ (القرآن الكريم)... وقد حفظ القران الكريم عن ظهر القلب، وكتب له ثلاثة تفاسير مفصل و متوسط و مختصر(45).
جاء في كتاب معالم العظمة: ألف الإمام الشيرازي (قدس سره) في القرآن الكريم وعلومه (68) كتابا، بنسبة 6.3% من مجمل تأليفاته…(46) كما أن الناشر(47) لكتاب ( تبيين القرآن) ذكر في المقدمة أن للإمام الشيرازي (قدس سره) كتبا كثيرة حول القرآن الكريم نذكر منها: 1. الفقه: حول القرآن الحكيم(48). 2. سلسلة القصص الحق، 50 جزء. 3. تفسير تقريب القرآن إلى الاذهان، 30جزء. 4. توضيح القرآن 3 مجلدات.مخطوط 5. تبيين القرآن، تفسير مختصر مجلد واحد. 6. قصص الأنبياء من القرآن والروايات. مخطوط 7. التفسير الموضوعي للقرآن 10مجلدات.مخطوط 8. محمد (ص) في القرآن. 9. الجنة والنار في القرآن.مخطوط 01. توضيح آيات الجنة والنار.مخطوط 11. متى جمع القرآن(49). 21. القرآن حياة.مخطوط 31. لماذا يحاربون القرآن(50). 41. عاشوراء والقرآن المهجور(51). 51. الإله والكون في القرآن.مخطوط 61. الرسالة والخلافة في القرآن.مخطوط 71. العبادة والطاعة في القرآن.مخطوط 81. الأحكام والأخلاق في القرآن.مخطوط 91. الإيمان والقرآن في القرآن.مخطوط 02. بيان التجويد. 12. أهمية القرآن الكريم.مخطوط 22. القرآن منهج وسلوك.مخطوط 32. القرآن يتحدى.مخطوط لم يقتصر حديث سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره) على الكتب المذكورة بل تكاد ترى في كل كتبه فصلا يتكلم عن القرآن أو يدعو فيه للعمل بالقرآن أو ينقلك بين درر القرآن برشاقة العارف العالم به وبمعانيه وأحكامه.
ولعل من اهتمام الإمام الراحل بالقران الكريم ان اصبح ذلك سمة واضحة في المدرسة التي أسسها (رحمه الله) ولم يقتصر التأليف عليه (قدس سره) فقط بل حبب وشوق مريديه ومقلديه للتأليف في القرآن وعلومه، فكان من ذلك نتاج جيد نذكر منه: - آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) ، له من المؤلفات كتاب: خواطري عن القرآن. - آية الله العظمى المحقق السيد صادق الشيرازي، له من المؤلفات: علي في القرآن، وفاطمة الزهراء في القرآن، والمهدي في القرآن، أهل البيت في القرآن، الشيعة في القرآن... - آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، له من المؤلفات: تفسير من هدى القرآن، بحوث في القرآن الحكيم، بصائر القرآن في التحرك الاسلامي، القرآن حكمة الحياة، من وحي القرآن... - آية الله السيد محمد رضا الشيرازي، له من المؤلفات: كيف نفهم القرآن و التدبر في القرآن. - سماحة السيد عبد الحسين القزويني، له من المؤلفات: تطلعات أهل الإيمان في أدعية القرآن. - الشيخ محمد جعفر بن إبراهيم مهدي الدرازي، وله من المؤلفات: تدبرات قرآنية. - فضيلة الشيخ أحمد بن عيسى البحراني، وله من المؤلفات: القرآن الموئل الرباني والمعرفة الدينية. - العلامة الشيخ عبد الحسن بن محمد رضا نصيف الجمري، وله من المؤلفات: معجم ألفاظ القرآن الكريم. - السيد عدنان السيد شرف الموسوي الدرازي، له من المؤلفات: من مفاهيم القرآن في السلوك الفردي والاجتماعي. - العلامة الشيخ عبد الشهيد مهدي أحمد الستراوي، وله من المؤلفات: - القرآن نهج وحضارة. - محمد باقر بن ملا محمد علي الناصري،له من المؤلفات: سورة يس وخواصها ويليها سورة الملك وخواصها. - الشيخ سعيد الخويلدي، له من المؤلفات: القرآن.. المعجزة والمنهج . - الشيخ فيصل العوامي، له من المؤلفات: التفسير العلمي التربوي، دراسة تمهيدية في المنهج المقترح لفهم القرآن. - الأخوان فاضل وبشير البحراني لهما من المؤلفات: العودة إلى القرآن، نفي التنافي في القرآن الكريم. - الشيخ توفيق العامر له من المؤلفات: المدخل للتفسير. - كما أن لسماحة السيد هادي المدرسي محاضرات في التفسير ولسماحة الشيخ حسن الصفار درس أسبوعي تحت عنوان: من نور القرآن. أما المقالات والدراسات التي يكتبها الشيرازيون - إذا صح التعبير – فحدث ولا حرج، فلا تخلو مجلة من مجلاتهم أو دورية من دورياتهم أو أيٍ من أدبياتهم من ذكر للقرآن أو التوجيه له أو التدبر فيه. وكما أنه تأسس بإشرافه وتوجيهاته (منتدى القرآن الكريم) و (مؤتمر العودة إلى القرآن الكريم)، وقام مقلدوه بإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت مخصصة للقرآن منها: www.holyquran.net صفحة القرآن الكريم. www.qrnoor.net القرآن نور.
تقولون سماحة السيد: (وإذا أردنا خروج المسلمين من هذه الأزمات التي أذلتهم فيجب أن نرجع إلى العمل بالقرآن واتباع أحكامه وإلا فإن المعيشة تبقى ضنكاً إلى يوم ظهور الإمام الحجة (ع) ) (52). وهنا قد يثار سؤال: لماذا لا نشاهد في حياة من لا يأخذ بالقرآن ضنكا بل يعيشون في أمن ورفاه؟ (أنهم يعيشون بالقرآن أيضا، - ولو بنسبة – من تكريمهم للإنسان وحقوقه، وأخذهم ببعض الحريات المعقولة، واهتمامهم بأخوتهم وأمتهم الواحدة، وعملهم بالمعاملات الصحيحة وما أشبه..، والصحيح من ذلك مأخوذ من القرآن والسنة، يقول أمير المؤمنين (ع): الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم) (53). سماحة السيد كيف لا تكون الهداية في غير القرآن؟. إن موارد الهداية عدة أمور: 1/ العقيدة، أي أصول الدين. 2/ الشريعة، أي العبادات كالصلاة والصوم. 3/ المعاملات، من بيع وشراء وما شابه. 4/ الأحوال الشخصية، من نكاح وطلاق وإرث ونحوه. 5/ سائر الأحكام، من قضاء وحدود وما شابه. 6/ الأخلاق الصحيحة أخذا، والفاسدة تركا، كالصدق و الكذب، الأمانة والخيانة. (فإن الشخص الذي لا يتمسك بالقرآن في هذه الأمور يكون منحرفا عن جادة الصواب)(54). لماذا اختلف المسلمون مع وجود القرآن فيهم؟. (الاختلاف بسبب أمور: منها: العناد، فإن القانون الصحيح لا يتمكن أن يهدي المعاند... ومنها: الجهل. ومنها: الاختلاف في الاجتهاد... ) (55). سماحة السيد: نحن اليوم نهتم بالقرآن كأحسن اهتمام، نقرأه ونفسره ونطبعه بطبعات أنيقة وما شابه ، فبماذا نختلف عن الأوائل؟. كان المسلم في العصر الأول يعمل بالقرآن(56). وكيف يكون ذلك؟. كان المسلم إذا نزلتْ آية – في صدر الإسلام – أو عرف آية في سائر الأزمنة، كان يراها منهجا متبعا، لا محيد عن العمل بها، في العبادات كانت أو المعاملات، أو الحدود أو الديات، أو غيرها. فإذا قال الكتاب: (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)المائدة: 45 أو قال: ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ)النساء: 11 أو قال: ( وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات: 12 أو قال: ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا ) البقرة 275 أو قال: ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) البقرة: 43 أو قال.. أو قال.. يرى المسلم لزوم القصاص.. ومضاعفة حق الذكر.. وحرمة التجسس.. وحلّية البيع وحضر الربا.. ووجوب إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.. وهكذا. أما اليوم فللقرآن لدى المسلمين شأن آخر! إنه كتاب عظيم.. ودستور حكيم.. ومعجزة خاتم الرسل وفيه من الآداب والأخلاق وما إليها ما لا يوجد في غيره. كل ذلك نعم. أما العمل بحدوده وأحكامه، واتباع مناهجه وأنظمته وتحليل حلاله، وتحريم حرامه، والتخلّق بآدابه، والتحلي بأخلاقه. فلا!.(57) انتم تشتغلون بالقراءة والتفسير والتجويد وما شابه تاركين العمل به(58). كم من المسلمين – اليوم – يعرف قراءة القرآن؟. وكم منهم يقرأه، ولو في كل اسبوع مرة؟. وكم منهم يعرف تفسيره ومعناه؟. وكم منهم يعرف مناهجه ودساتيره؟. وكم منهم يطبّق أحكامه، ويهتدي بهديه؟. ولا أظنّني أسيء الظن بالمسلمين إن قلت: إن نسبة الأول إلى مجموع المسلمين: نسبة الواحد إلى الألف. ونسبة الثاني إليهم: نسبة الواحد إلى عشرة آلاف. ونسبة الثالث إليهم: نسبة الواحد إلى مائة ألف. ونسبة الرابع إليهم: نسبة الواحد إلى ربع مليون. ونسبة الخامس إليهم: نسبة الواحد إلى نصف مليون. ولا أقصد بالعاملين العاملين ببعض أحكامه، فإن المصلّي والصائم والمزكّي والآمر بالمعروف وغيرهم كثيرون وكثيرون جدا. وإنما القصد مَن يطبق القرآن على حياته حرفيا(59). لماذا خلد القرآن؟. إن القرآن احتوى على جملة حقائق وبضعة مناهج والحقائق لا تبدّل، والمناهج صالحة لكل زمان. فكيف يطرأ عليه الزوال؟. إن الزوال يطرأ على حقائق خيالية ومناهج وقتيه، وليس القرآن من ذلك في شيء(60). ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)هود: 1 متى يحكم القرآن؟. لابد أن يأتي يوم يقول فيه القرآن الحكيم كلمته الأخيرة. (61) قال تعالى: ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون) التوبة: 33، الصف 9. سماحة السيد: ما معنى قولكم (إن في القرآن كل شيء)؟. في القرآن كل شيء، كل شيء يرتبط بتعديل الاجتماع، وجعل المقاييس الصحيحة للمدنية والحضارة، وتبيان المبدأ والمعاد ، وكيف ينبغي للإنسان أن يعيش فوق هذا الكوكب. أما المزايا والخصوصيات والتوسع والتعمق وما إليها فليس من شأن القرآن، وطلبه منه عبث وخبال(62). سماحة السيد ذكرتم في بعض كتبكم ( أن القرآن قرآن) فما معنى ذلك؟. معناه: كتاب الحياة، كتاب الكون، كتاب المبدأ و الحاضر والمعاد(63). إنه شفاء لما في الصدور ودواء للاجتماع، ليسير وفق الفطرة الصحيحة، وبدون زيغ وانحراف، وقد توفر في القرآن كلما يستلزم ذلك. قصص وعبر، عبادات وطاعات، معاملات، أحكام ودساتير، مبدأ ومعاد، أمثال وعظات، أخلاق وصفات، كلٌ بقدر، وكلٌ وفق الحكمة والمصلحة(64). لو أراد القرآن أن يبين المسائل الفقهية.. لكان كتاب فقه!! أو يشرح أصول الهندسة.. لكان كتاب هندسة!! أو يعدّ أنواع الحيوان.. لكان كتاب حيوان!! وهكذا.. وهكذا. وليس هذا من شأن القرآن. إنما هو قرآن.
وأناس يريدون أن يكون غيره. لكنكم أيها الشيعة متهمون بإنكم تقولون بتحريف القرآن، فكيف يكون المحرف طريقا للنجاة؟. قال تعالى: ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون) الحجر: أي (من التغيير والتحريف والنقصان، والذي أعتقده وفاقا لغير واحدٍ من علمائنا الأخيار أن هذا القرآن الذي هو بأيدينا اليوم بين الدفتين هو عين ما أُنزل بلا تغيير أو تبديل، وأن السور والآيات إنما رتبت كما أمر الرسول(ص)، وإن كان النزول مختلفا، والرسول (ص) لم يفعل هذا الترتيب إلا بأمر الله سبحانه(65)، وربما يتعجب الإنسان من هذه التأكيدات الواردة في هذه الآية، وهي اثنا عشر أو أكثر: (إن) و(نا) بضمير الجمع و(نحن) تكريرا وجمعا و(نزل) بالتفعيل و(نا) جمعا و(إن) و(نا) و(له) باللام و(لام) لحافظون و( إتيانه جمعا) وكون الجملتين اسميتين(66). سماحة السيد: كيف نحصل على اليقين؟. يبدأ البرنامج بدوام الذكر مرورا بالعناية بالنوافل والمستحبات وبالخصوص صلاة الليل ( وكذلك العيش المتواصل مع القرآن، قراءة وتدبرا وتأملا...) فكل ذلك يلهم المؤمن يقينا ثابتا(67). متفرقات هذا ولم يقتصر اهتمام الإمام الشيرازي (رحمه الله) بالقرآن الكريم في ما ذكرنا بل تجاوز ذلك إلى: - تأسيس مدارس حفاظ القرآن الكريم: وقد بلغ الدارسون فيها قرابة ثلاثة آلاف طالب وطالبة ، ولقد كانت ثلاث مدارس للبنين وثلاث مدارس للبنات. - وتأسيس مجلة القرآن يهدي. - بل وتأسيس مشاريع تحمل اسم القرآن الكريم كـ دار القرآن الحكيم، ولقد كانت مخصصة لنشر وبيع الكتب الإسلامية ولقد كانت لها فروع في المدن العراقية وصلت إلى سبعين فرعاً. - مكتبة القرآن الكريم للمطالعة، خلف مدرسة ابن فهد الحلى (رحمه الله) . - مستوصف القرآن الحكيم. وحتى في التفاصيل الصغيرة كان سماحته (قدس سره) يلفت الناس للتمسك بالقرآن: فلقد قامت مدارس حفاظ القرآن الحكيم بتأسيس كشافة إسلامية تقوم بنشاطات في الاحتفالات الدينية والمناسبات الإسلامية في زي مبدع يمثل الفكر الإسلامي الحديث. حيث تنقش على قبعات هذه الفرقة صورة للقرآن المفتوح داخل قلب صنوبري كما ترتسم على أكتافهم كلمة (علي مع الحق والحق مع علي) وتعلو صدورهم الآية المباركة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر:9. إما شعارهم فهو صورة القرآن المفتوح داخل قلب منقوشاً على إطارها كلمة (الله أكبر، لا إله إلا الله، محمد رسول الله)(68). وفي الختام أعتذر للإمام الشيرازي العظيم أنني تجرأت ودخلت حماه دون إذن، وهاأنذا يساورني الخجل من القارئ الكريم حيث أن الذي سبق ما هو إلا ما تحمله إبرة من البحر المحيط. يا سيدي الإمام الشيرازي العظيم.. اطلب منك المعذرة.. المعذرة على التقصير.. المعذرة على تأخر الكتابة.. كما أطلب المعذرة على التقصير منك أيها القارئ الكريم. الهوامش: (1) من البيان المرسل لمؤتمر العودة إلى القرآن في 15/ شعبان المعظم/1422 هـ ق ، أخبار وأحداث عام 1422هـ في موقع alshirazi.com . (2) لماذا يحاربون القرآن. (3) عن بيان سماحة السيد "قدس سره" إلى (مؤتمر العودة إلى القرآن الكريم) بمناسبة انعقاد جلستهم الخامسة في مقر حوزة القائم (ع) في دمشق، مجلة النبأ - العدد 52 - شهر رمضان 1421 - كانون الاول 2000م. (4) فاليريا بورو خاوا بان المترجمة للقرآن الكريم إلى الروسية، عن موقع الوكالة الشيعية للأنباء. (5) لماذا يحاربون القرآن. (6) شهر رمضان، شهر البناء والتقدم ص25. (7) المصدر السابق ص27. (8) المصدر السابق ص 6. (9) المصدر السابق ص 25. (10) المصدر السابق ص 25. (11) المصدر السابق ص 25. (12) من البيان المرسل لمؤتمر العودة إلى القرآن في 15/ شعبان المعظم/1422 هـ ق ، أخبار وأحداث عام 1422هـ في موقع alshirazi.com . (13) رسالة عاشوراء ص3. (14) قبس من شعاع الإمام الحسين (ع) ص36 . (15) مسائل التجديد، قراءة لقضايا التجديد في فكر الامام الشيرازي. للشيخ عبد الله اليوسف ص100. (16) الفقه حول القرآن ص19. (17) قم المقدسة رائدة الحضارة ص 180. (18) من مقال : شخصية سيدنا الشيرازي (قدس سره) نموذج لتعدد الأبعاد لسماحة الشيخ صادق أحمد الرواغة، موقع الوكالة الشيعية للأنباء. (19) لماذا يحاربون القرآن. (20) يقول "قدس سره" في كتاب ( لماذا يحاربون القرآن ) : كما أُمِر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالشورى والاستشارة مع أصحابه فقال تعالى: [ وشاورهم في الأمر] سورة آل عمران: 159، مع إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوم ومسدد بالوحي، حتى قال سبحانه: [ وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى] النجم: 3و4. (21) قراءة في كتاب الشورى في الاسلام – برير السادة موقع شورى نت. (22) شهر رمضان شهر البناء والتقدم ص 35 ـ 36. (23) كما أن سماحة الإمام الشيرازي "قدس سره" كتب عن الحرية كتبا وذكرها بالتفصيل أو الإيجاز في كتب أخرى كـ :" الفقه: الحرية، أولويات الدولة الإسلامية، الصياغة الجديدة، الحرية في الإسلام. (24) شهر رمضان شهر البناء والتقدم ص 36. (25) السلم واللاعنف في فكر الإمام الشيرازي، مجلة النبأ عدد 67 – 68 جمادى الأولى 1423هـ - آب 2002م. (26) الفقه- كتاب الدولة الإسلامية، للسيد محمد الشيرازي(قدس سره) ط1، ج102، (بيروت: دار العلوم، 1410هـ)، ص 87. كما أن لسماحة الإمام الشيرازي "قدس سره" كتابا بعنوان ( اللاعنف في الإسلام)، ط1 2002- 1423هـ، دار العلوم ، لبنان- بيروت. (27) السيد محمد الشيرازي داعية الشورى والتعددية والسلم والحرية والأخوة الإسلامية، زكي الميلاد، مجلة الكلمة عدد 34 السنة التاسعة شتاء 2002م. (28) مسائل التجديد، نقلا عن كتاب ( إلى الكتاب الإسلاميين ) لسماحة السيد "قدس سره". (29) العلامة الشيخ فوزي آل سيف، مجلة البينات عدد 25 – 26 رمضان وشوال 1423هـ. (30) مسائل التجديد. (31) لماذا يحاربون القران ص 22. (32) المتخلفون مليارا مسلم ص 41. (33) شهر رمضان شهر البناء والتقدم ص 38. (34) شهر رمضان ص 37. (35) الكافي 5 / 279. (36) وسائل الشيعة 17 / 328. (37) لماذا يحاربون القرآن ص 30. (38) شهر رمضان المبارك ص 38. (39) من لقاء لسماحته مع موقع (مزن). (40) الفقه حول القرآن ص 14. (41) من البيان المرسل لمؤتمر العودة إلى القرآن في 15/ شعبان المعظم/1422 هـ ق ، أخبار وأحداث عام 1422هـ في موقع alshirazi.com . (42) ( الإمام الشيرازي مفسرا ) بحث السيد جعفر العلوي في مؤتمر الامام الشيرازي السنوي الاول المنعقد برعاية جمعية الرسالة الاسلامية في البحرين. (43) أضواء على حياة الإمام الشيرازي. (44) يقول "قدس سره" في معرض حديثه عن نفي حدوث التغيير أو التحريف في القرآن (وذكرتُ طرفا من الكلام في أوائل نشرة "الأخلاق و الآداب" الكربلائية في تفسيري لسورة الحمد وبعض سورة البقرة... – تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان. (45) بيان سماحة آية الله العظمى المحقق السيد صادق الشيرازي " حفظه الله" في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المجدد الشيرازي الثاني، موقع الإمام الشيرازي www.alshirazi.com. (46) معالم العظمة، دراسة إحصائية في مؤلفات الإمام الشيرازي "قدس سره"، محمود الموسوي ص18. (47) دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع. (48) وهذا الكتاب جزء من موسوعة الفقه التي كتبها للباحثين والمتعمقين، وتبدأ المباحث برأي، ثم يستدل عليه، مثلما هو الحال في كتب الاستدلال الفقهي. الا انه بحاجة الى تحقيق واعادة طبع. وقد تطرق الكتاب الى قضايا حيوية ومهمة تختص بالقرآن، مثل الاستفادة من القرآن في تطوير الحياة، علاقة القرآن بالفكر والعمل وكيف نستلهم منه، وواجبات المسلمين نحو القرآن، وعلاقة القرآن بالعلوم الحديثة، وكيف نفسر القرآن في زمننا الحالي الى غير ذلك من البحوث الحيوية. (49) في هذا الكتاب جملة من الروايات الواردة في كتاب الوسائل وغيره في فضل القرآن وآدابه ذكرها سماحة السيد "ق.س" تعميما للفائدة وقدم عليها بعض ما يرتبط بجمع القرآن وعدم تحريفه وانه لم يزد كلمة ولا حرفاً ولم ينقص منه شيء فهو اليوم نفس القرآن الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جمعه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكيفية من ترتيب السور والآيات بأمر من الله تعالى في حياته..جاءت عناوين فصوله كالتالي: المقدمة – الرسول وجمع القرآن – الشواهد الأخرى – القرآن والتحريف – في فضل القرآن. (50) في هذا الكتاب يحاول سماحته إبراز الأسباب الحقيقة التي تمكن وراء محاربة القرآن الكريم، قال "ق.س" في مقدمته للكتاب: " (لماذا يحاربون القرآن) اسم هذا الكتاب الذي بين يديك، وكلمة (يحاربون) تشمل المسلمين وغير المسلمين، فكل يحارب القرآن من جهة ويعارضه من منطلق ويستدل بمنطق ما، والجامع بين هؤلاء هو التكالب على الدنيا وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر". (51) يتحدث سماحة السيد "قدس سره" في هذا الكتاب: عن عاشوراء الموسم وكيف نستفيد منه ومن اشباهه من المواسم لعرض الفوائد المترتبة على العمل بالإسلام والقرآن الكريم، طالبا التذكير بوجوب تطبيق كل أحكام الإسلام وقوانينه، ووجوب هداية الناس إلى الحق، و غير المسلمين إلى الإسلام. (52) عن بيان سماحة السيد "قدس سره" إلى (مؤتمر العودة إلى القرآن الكريم) بمناسبة انعقاد جلستهم الخامسة في مقر حوزة القائم (ع) في دمشق، مجلة النبأ - العدد 52 - شهر رمضان 1421 - كانون الاول 2000م. (53) الفقه العقائد ص 217. (54) المصدر السابق ص 217. (55) المصدر نفسه ص 218. (56) الصياغة الجديدة ص 427. (57) المعارف الإسلامية ص 100. (58) الصياغة الجديدة ص 427 بتصرف. (59) المعارف الإسلامية ص 102. (60) المصدر السابق ص 106 (61) المصدر السابق ص 110. (62) المصدر السابق ص 98. (63) المصدر السابق ص 69. (64) المصدر السابق ص 68. (65) راجع متى جمع القرآن للإمام المؤلف "قدس سره" . (66) تقريب القرآن إلى الأذهان، تفسير سورة الحجر آية 9. (67) من خطى الأولياء ص30 . (68) أضواء على حياة الإمام الشيرازي. |
||||||||||