ردك على هذا الموضوع

 

العنف واللاعنف.. أديان ومذاهب واتجاهات

- دراسة مقارنة -

د. سعد الإمارة

مدخل:

العنف كظاهرة انتشرت بين المجتمعات الإنسانية عموماً بشكل موسع رافقت البشرية منذ بداياتها الأولى، وجاءت الأديان السماوية على فترات زمنية تطول أو تقصر لتحل بدلاً عن هذه الظاهرة الأخوة الإنسانية والسلام والتسامح..

وعملت تلك الأديان أيضاً على إنقاذ البشر من ظلمات الجهالة، وأدخلت في قلوبهم الإيمان والطمأنينة من خلال تعاليمها السماوية وسلوك المؤمنين بها؛ لما للدين من تأثير كبير على السلوك والفكر والشعوب ولقد تجلى هذا التأثير واضحاً في التراث الإسلامي كما يمكن ملاحظته من خلال التأثير الهائل في الحياة اليومية للمسلمين؛ فهو (الإسلام) منهج حياتي وميثاق شرف ونظام قانوني يتخلل حياة المسلم بكافة وجوهها.

ويمكن لنا أن نتتبع مفهوم العنف واللاعنف من خلال النصوص التي جاءت بها الأديان التوحيدية والتعاليم التي حملتها المذاهب والمعتقدات الإلحادية الوضعية التي تدين بها بعض الشعوب.

الإسلام دين يرفض العنف، ولا يقره، وينحو باللائمة على كل متعصب أو متطرف، كما أنه لا يرضى بالعنف، ويكرهه، وينهى عن الإرهاب، ولا يقره(1)، والإسلام كدين سماوي يرفض الدكتاتورية أيضاً، ويقيم مكانها الشورى، وتبادل الرأي(2).

إن الدين الإسلامي بنى دعوته على السلم والسلام؛ إذ قال الله سبحانه وتعالى: (ادخلوا في السلم كافة) (البقرة/ 208)؛ وعليه فإن التاريخ الإسلامي والتشريع والفقه الإسلاميين يزخران بمواقف الرسول (ص) والأئمة من أهل بيته (ع)،  التي تؤكد على ذلك؛ فعندما بعث الإمام علي(ع) بالأشتر النخعي والياً على مصر، وكتب له عهد الولاية، تبدّت بجلاء نظرة الإسلام لمسائل دقيقة ومهمة فيما يخص تعامل الوالي المسلم مع رعيته، ولو كانوا غير مسلمين ، (ففي العهد حديث عن أن اختلاف الرعية في المعتقد الديني، لا يصح أن يكون ذريعة للتمييز بينهم في الحقوق أو الواجبات السياسية والاجتماعية والإنسانية، وكما يقول الإمام(ع): فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق) (3).

إن الأساس الفكري والعملي التطبيقي للدين الإسلامي قام على إنسانية الإنسان، أيا كان دينه أو جنسه أو لونه أو معتقده أو انتماؤه، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) (الإسراء/70).

إن الاختلاف في الرأي أو العقيدة أو المذهب أو الدين أو الأفكار أو الاتجاهات لا يوجب إلحاق الضرر أو النبذ أو استخدام العنف ضد الآخرين؛ فالله الخالق العظيم منح الإنسان الحرية والاختيار، وجعل بينه وبين أبناء جنسه لغة التواصل والتآلف والاتفاق، لا لغة العنف والقسوة والعدوان، فقول الله سبحانه وتعالى: (فمن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر) (الكهف / 29) وقوله أيضاً: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) (هود / 118)، دليل على حرية الاختيار وبالتالي نبذ العنف والقسوة والعدوان وفرض العقيدة والسلوك على الآخرين.

إن الإسلام، كدين ونظام كوني ومنهج حياتي، يقف من العنف والإرهاب والعدوان والتعسف والتطرف موقف المضاد فكرة وسلوكاً؛ فقد كان الرسول الأكرم (ص) يدعو الناس إلى الإيمان عن طريق العقل لأن الإسلام لا يُقبل من الشخص إلا إذا اعتنقه عن رضى وتصديق وإيمان به، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (يونس/99)؛ فلا إكراه في الدين ولا عنف، وإنما الأسلوب الحسن، والكلمة الطيبة، والمجادلة بالحسنى، وإلقاء السلام، والاستماع إلى رأي الآخرين، ومحاولة إقناع الغير(4).

ثم إن الإسلام قد خطا خطوة جبارة في رسم معالم المنهج اللاعنفي، تمثل ذلك في الدعاء للعدو والصلاة لأجله؛ فرسول الله (ص) وعلى الرغم مما تسبب به الأعداء له من الأذى كان يكرر دعاءه لهم بالقول (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) هذه الروح العظيمة تجسدت في بكاء الإمام الحسين (ع) على الجيش الذي وقف أمامه في كربلاء، حيث أجاب حين سئل عن بكائه: (أبكي على قوم يدخلون النار بسببي).

هذه هي حدود موقف الإسلام من اللاعنف، وليس الأمر كما يرى البعض من أن مظاهر الخلاف - بين المسيحية والإسلام - (تختصر مثلاً فيما يقوله المسيح لنا: أحبوا أعداءكم، فيما يدعو القرآن إلى محاربة الأعداء) (5).

إن الدين الإسلامي، بكافة مذاهبه ومعتقداته لا يتفق مع من يؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير أو فرض الرأي، حتى وإن كان مسلماً ويتبع مذهباً ما أو معتقداً ما؛ فموجة العنف تأسست في أفكار بعض المتطرفين وعششت في خيالهم التصفية الجسدية والتدمير أولاً بدلاً من المحاورة الفكرية(6).

وخلاصة القول أن الدين الإسلامي لا يؤمن بمفهوم العنف أو مفهوم المعاملة السيئة (Abuse) أو إيقاع الظلم على الآخرين أو استخدام القسوة أو التعسف مع بني الإنسان؛ فأفعال العنف بأنواعه التي تقع في المجتمعات وتستهدف الآخرين، والتي قد تبلغ أحياناً مستوى من التطرف والشدة أو الخروج عن القوانين، تعد خروجاً عن الدين وتعاليمه السمحة ودعوته إلى السلم والسلام حيث قال الله: (وقولوا للناس حسناً) (البقرة /83).

وفيما يأتي، نعرض لبعض الاتجاهات غير الإسلامية، فيما يتعلق بالموضوع مورد البحث:

 

أولاً: الاتجاهات المسيحية

ورد في الكتاب المقدس -العهد الجديد- في الإصحاح الثامن عشر (إنجيل متى) قوله: إن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحداً أو اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة(7).

وورد ضمن تعاليم السيد المسيح(ع) للبشرية جمعاء قوله: لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك وأحبّ قريبك كنفسك(8).

وقول المسيح(ع) أيضاً بكلماته الدالة على عمق روح مبدأ اللاعنف: يا أبتاه! اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون(9).

إن المسيحية بكل اتجاهاتها المتعددة ومذاهبها المتنافرة تتفق حول قضية أساسية، وهي مبدأ اللاعنف كما نقل لنا (لوقا) في إنجيله قول السيد المسيح(ع): أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم(10)وتناقش المسيحية هذا المبدأ على أساس أن أصعب شيء على الطبيعة البشرية هو الغفران، وتؤكد على أن طبيعتنا تجد في الانتقام من الأعداء ألذ الأطايب، وفي التشفي من المسيئين شفاءً من الغيظ.

إن في التعاليم المسيحية وأحاديث السيد المسيح ومن جاء بعده من تلامذته تأكيد على مبدأ (اللاعنف) ونبذ العنف كمفهوم قابل للممارسة والتطبيق، يؤكد ذلك قول السيد المسيح(ع): طوبى للرحماء .. طوبى لأنقياء القلب .. طوبى لصانعي السلام(11).

وتتساءل هذه الاتجاهات:

لماذا الإنسان في خصام مع جاره وقريبه؟ لأنه في عدم سلام مع نفسه. ولماذا هو في عدم سلام مع نفسه؟ لأنه فاقد للسلام مع إلهه(12).

إن السيد المسيح في تعاليمه الداعية إلى رفض العنف أساساً، وإبداله بمبدأ اللاعنف المطلق إنما يستند في ذلك على الإنجيل، إذا ما سلمنا جدلاً بأنه كلام الله، ولم تدخل عليه التحريفات المقصودة أو غير المقصودة. فالله سبحانه وتعالى خير راع للسلام، وأعظم داعية له، وإن تعددت واختلفت أساليب إيصال تلك الدعوة. وقول المسيح(ع): لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً. ومن سخّرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين. ومن سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده. وقوله في موضع آخر: أحسنوا إلى مبغضكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم(13).. كل ذلك مصداق لقوله تعالى: (وأن تعفوا أقرب للتقوى) (البقرة/237).

إن السيد المسيح(ع) حينما يخط مبدأ اللاعنف ويحاول فصله عن أي مبدأ آخر دون شروط أو تحديدات، إنما ينطلق من معرفته الحقة بالنفس الإنسانية، وما كان سائداً في مجتمعه آنذاك، حيث يعرف الخير من خلال الشر، كما يعرف اللاعنف من خلال ما هو سائد من عنف؛ فالوصية السادسة من الوصايا العشر (لا تقتل) لأن خطيئة القتل كانت أول خطيئة وردت في الكتاب المقدس.

فالسيد المسيح(ع) الذي يهمه - ليس فقط - ألا يتم فعل القتل، بل يريد أن يكون القلب متوافقاً معه(14). وهذا هو مبدأ اللاعنف المطلق الذي نادى به.

لكن مولر في كتابه (استراتيجية العمل اللاعنفي) لاحظ أن اللاعنف في الاتجاهات المسيحية (لا يتبنى (العذاب الروحاني) الذي راج في الأوساط المسيحية - وهذا العذاب على أيةحال غريب عن المسيحية الحقة - لأن هذه الروحانية كانت في الواقع روحانية خنوع، حيث تمجّد الخيبة في هذه الدنيا، وكأنها ضمانة لكسب الآخرة. صحيح أن اللاعنف يتطلب استعداد المرء لتقبل العذاب، أي يتطلب أن نتحرر من خوف مواجهة العذاب، وأن تكون لدينا الشجاعة لتحمله، إلا أنه يفعل ذلك في سبيل ترجيح كفّة الحق والعدالة؛ فإن الشجاعة الحقة والرجولة لا تقومان على أن نُقتل بل أن نخاطر بحياتنا. إن عظمة البطل، وإن يكن محارباً، تكمن تحديداً في أنه انتصر على خوفه من العذاب، وتجرأ على مواجهة الأخطار الكبرى، واستخف بالموت في سبيل الدفاع عن هؤلاء الذين لا نصير لهم، أو في سبيل استعادة المضطهدين لحقوقهم. انطلاقاً من وجهة نظر لا عنفية، يتخذ هذا التقبل غير المتحفظ للعذاب، وهذا الرفض لردّ الضربة بالمثل في آن، كلّ معناه وكل قيمته. لكن الأمر يتعلق بتقبل العذاب في سياق النضال من أجل العدالة وليس في الخضوع للظلم) (15).

 

ثانياً: الاتجاهات اليهودية

إن الديانة اليهودية وكتابها المقدس (التوراة) ديانة سماوية. قاد النبي موسى(ع) من خلالها شعب العبرانيين إلى عبادة الخالق بعد أن حطم جده النبي إبراهيم(ع) الأصنام، الواحد تلو الآخر، ودعا قومه إلى عبادة إله واحد حينما أطل على أبيه واصفاً الأصنام بأنها: لها أعين ولكنها لا تبصر .. وآذان ولكنها لا تسمع .. وأيد ولكنها لا تتحرك.. فمن المؤكد إذن أنها لا تصلح لشيء(16)، وأصبح لإبراهيم (ع) محطم الأصنام أولاد، وتكاثروا حتى جاء النبي موسى(ع) ليكون نبي اليهود ومخلصهم من عبودية فرعون مصر، وليمضي بهم نحو الأرض الواسعة، هرباً من قسوة الفرعون واستعباد الناس في مملكته .. فموسى وقف أمام فرعون مصر، ومعه أخوه هارون، يطالب بتحرير شعبه من العبودية.. وحينما سأل فرعون موسى: ومن الذي بعثك لتطلب حرية العبرانيين؟ أجاب موسى: الله رب العبرانيين يهوه أرسلني إليك(17).

من خلال ذلك يمكننا القول أن النبي موسى(ع) في دفاعه عن شعبه وحواره مع المستعبد، إنما يطرح مبدأ اللاعنف مع الحاكم الظالم المتمثل آنذاك بحاكم مصر (الفرعون) واستطاع بحواره أن يخلص شعبه ويمضي بهم بعيداً إلى مكان أكثر أمناً وأماناً .. دون أن يلجأ إلى العنف أو العدوان في التعامل لطرح قضيته. وقد طرح النبي موسى(ع) قبل موته وصاياه العشر التي ترسم لليهود طريقهم السوي، ونستعير منها ما يلي:

- أن يكرموا آباءهم وأمهاتهم (أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك).

- ألا يقتلوا (لا تقتل).

- ألا يفسقوا (لا تزن).

- ألا يسرقوا (لا تسرق).

- ألا يكذبوا القسم ولا يكذبوا الشهادة.

- ألا يحسدوا الآخرين ولا يتمنوا الحصول على ما لديهم(18).

إن الديانة اليهودية (الموسوية) أي التي نشرها النبي موسى(ع) تدعو في الوصايا العشر إلى نبذ القتل والسرقة والكذب والحسد، إذا ما اعتبرنا أن الحسد هو سلوك العنف بالقلب، أو لما للحسد من انعكاس كبير على سلوك الإنسان؛ إذ أنه قد يدفع الإنسان إلى فعل أكبر الجرائم.

إن إيمان الديانة اليهودية بالخالق وما جاء به موسى(ع) يتفق في معناه العام والخاص مع مبادئ الحرية والعدالة بين الأقوام والقوة، واعتماد مبدأ اللاعنف في حل المنازعات.. إلا أن التعاليم التي وضعها الحاخامات في كتاب (التلمود) تختلف كثيراً عما جاء به النبي موسى(ع) في دعوته إلى اللاعنف، وكذلك عن بقية الديانات والعقائد الأخرى.

ففي التلمود يبدو أن صورة العنف كانت واضحة المعالم ومجسمة لحد الاعتقاد الكامل بها؛ فهو يضم فضلاً عن العنف والعدوان، الدعوة إلى العنصرية. وفي ذلك نورد نصاً منه يدعو إلى العنف في التعامل، يقول: (غير جائز أن تشفقوا على ذي جنة) ) (19) ويرسخ (التلمود) معتقدات تقول بأن أولاد نوح هم الخارجون عن دين اليهود، أمّا اليهود فهم أولاد إبراهيم، وفي التلمود يقول الرابي البو: (سلط الله اليهود على أموال باقي الأمم ودمائهم) وفي موضع آخر يؤكد (التلمود) أن التسلط الذي يمنحه هذا الكتاب لليهود على باقي الأمم يبرر لهم ارتكاب الجرائم بحقهم لدرجة الإبادة!!. ويمعن التلمود في الدعوة لقتل غير اليهود وإبادتهم حيث يقول: (اقتل الصالح من غير الإسرائيليين ومحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من باقي الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون قد حفظ حياة أحد الوثنيين) (20).

ويناقش الحاخامات في التلمود تطبيق مبدأ العنف على الناس جميعاً بقولهم: (إن الكفار كما قال الحاخام اليعازر هم يسوع المسيح ومن اتبعه) فيما قال الرابي يهوذ كيا (إن هذه اللفظة تشمل الوثنيين على العموم) (21).

إن الديانة اليهودية المتمثلة في النبي موسى (ع)والتي سميت بعد ذلك بالديانة الموسوية نسبة له، لم تكن غير دعوة الله سبحانه إلى السلم والسلام، وتخليص شعبه من قسوة وظلم الحاكم (فرعون)، فكان نبي الله بحق، ولم يكن غير ذلك في دعوته ..

 

ثالثاً: الهندوسية (عقيدة الهندوس)

ترتكز عقيدة الهندوس التي نشأت في القارة الهندية وشملت معظم أجزائها، على أن الحياة عندما أطلت على كل البشر، وجدتهم غير متساوين على الإطلاق برغم ما تعتقد أن أصلهم جميعاً من (مانو) أول البشر. وأن البشر أربعة أنواع: فمن رأسه جاء أفضل الناس وأعظمهم قدسية .. وهم الكهنة البراهمة. ومن ذراعيه جاء من يليهم في الأفضلية وهم الملوك والمحاربون .. ويسمّون بالأكشترية. ومن فخذيه جاء أرباب المهن بين زراع وتجار وهم الفيشية. ومن قدميه جاء بقية الناس الذين ينتمون إلى الطبقة السفلى، وليس لهم من مهمة سوى خدمة الطوائف الثلاث السابقة، وهؤلاء هم الذين يسمّون بالشودرا .. أو المنبوذين(22).

ويعتقد الهندوس أن هناك حياة أخرى، فإذا كنت صالحاً في هذه الحياة فستجازى على صلاحك في الحياة الأخرى .. ويحاول الكهنة تفصيل ذلك على الشكل التالي: لكل كائن حي روح، وهذه الروح تأتي من براهما روح العالم، فعندما يموت الإنسان تخرج روحه من جسده وتدخل على الفور جسد طفل ولد لتوه(23).

ويطرح الكهنة الهندوس في معتقداتهم قانوناً للحياة يقوم على أساس جزاء الخير خير مثله، وعقاب الشر شرٌّ مثله، وهذا القانون اسمه (الكارما) وبرأيهم أن العمل الصالح يجب أن يثاب المرء عليه، والعمل السيء يجب أن يعاقب عليه.

أما قانون العنف والعدوان والتدمير، فيرجع في معتقداتهم إلى الآلهة، وتنسب هذه الآلهة كلاً حسب وظيفته؛ فإله الحب يسمى (فشنو)، فهو يأتي بكثير من الأعاجيب، ويشفي الصم والعمي ويعاون المصابين بداء البرص، ويذود عن الفقراء.. وهكذا.

وأما اللاعنف في المعتقد الهندوسي فلم يكن ذا أثر فعال يذكر عدا ما يتناولونه من خلال تقديسهم للبقرة، حيث تعد لدى الهندوسي ذات قدسية لا مثيل لها، فلها تماثيل في كل معبد ومنزل وميدان، وهي تتمتع بحرية مطلقة في ارتياد الطرقات كيف شاءت، ولا يجوز للهندوسي تحت أي ظرف من الظروف أن يأكل لحمها أو يستغل جلدها في أي صناعة(24).

رابعاً: البوذية

نشأت البوذية كمعتقد في الهند وانتشرت في آسيا شرقاً حيث وصلت إلى النيبال وتركستان الشرقية والصين واليابان، وجنوباً إلى تايلاند وسيرلانكا وكمبوديا، ورغم ذهابها إلى كل هذه البلدان فقد اتخذت ألواناً مختلفة من المذاهب والانقسامات .. ولكن ظلت البوذية محافظة على مبادئها وصفائها وإن تفاوتت في التطرف والاعتدال..

قامت البوذية من فكر شخص واحد هو (سيدهاتا بوذا) الأمير الذي غادر القصر وذهب باحثاً عن الحقيقة، واعتزل حياة الرفاهية ليتحول إلى الرهبنة ..

لقد دعى (بوذا) الراهب البشرية جمعاء إلى أن الحقيقة والحكمة اللتين يبحث عنهما المرء يمكن أن يجدهما في أعماق نفسه .. ورأى أن الحكمة والمعرفة اللتين يبحث عنهما الإنسان هما في روحه(25).

إن البوذية التي بشّر بها هذا الكاهن قائمة على أساس: من الخير يجب أن يأتي الخير.. ومن الشر لا بد أن يأتي الشر، ورفض عبادة الأصنام على أساس أنها لا تستطيع تغيير شيء في هذا العالم، واعتقد بأن العمل الصالح يأتي بنتائج طيبة، وأن الشر يأتي بالشر دائماً .. وتساءل: هل تستطيع هذه الأصنام أن تغير كل هذه النتائج؟

واعتقد بوذا في طرحه لأفكاره وتعاليمه بأن الناس لا ينقسمون إلا إلى فريق صالح وفريق شرير، وطرح التعليمات الثمانية نورد منها:

- القرار الحق.. بأن يكون المرء هادئاً دائماً، لا يلحق أذى بأي مخلوق.

- الكلام الحق.. بالبعد عن الكذب والنميمة وعدم استخدام اللفظ الخشن.

- السلوك الحق.. بعدم السرقة والقتل وفعل شيء يأسف عليه المرء فيما بعد أو يخجل منه.

- العمل الحق .. بالبعد عن العمل السيء مثل التزييف وتناول السلع المسروقة، وعدم اغتصاب المرء ما ليس له(26).

ويقول بوذا: على الإنسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة، وأن يزيل الشر بالخير، إن النصر يولد المقت لأن المهزوم في شقاء، وإن الكراهية يستحيل عليها في هذه الدنيا أن تزول بكراهية مثلها .. إنما تزول الكراهية بالحب(27).

إذن دعوة البوذية ، هي دعوة إلى اللاعنف المطلق، وهي دعوة رفض مطلق للعنف بنفس الوقت، وبعبارة يرددها بوذا ويدعو الملايين من البشر إلى اتباعها، يقول فيها: السلام على جميع الكائنات.

 

خامساً: الكونفوشيوسية

نشأت الفلسفة الكونفوشيوسية في الصين، ونسبت إلى مؤسسها الفيلسوف الصيني (كونفوشيوس)، حيث قامت هذه الفلسفة بنشر تعاليمها على أبناء الصين، وعد في نظر الناس أعظم حكيم وطني صيني عاش على أرض الصين.

كانت تعاليم هذا الحكيم تقوم على: أن الحاكم الظالم أخطر على الناس من النمر المفترس(28). فقد قامت فلسفته وتعاليمه على أساس العطف على الكائنات الحية جمعاء، بما فيها الحيوان، فرفض أن يتخذ من الحرير لباساً له، وفضل الملابس المصنوعة من الكتان، وكان يقول: أنا لا استبيح لنفسي أن أقتل دودة القز لأستولي على نسيجها وأصنع منه ردائي(29).

وكانت تعاليمه وفلسفته تدعو إلى اللاعنف المطلق، وعدم اللجوء إلى حلول العنف في حسم المنازعات بقوله: أنا أفخر بأني لم استعمل قط شبكة لصيد السمك، ولم أرم طائراً بسهم .. وقد بذل جهداً كبيراً في إيصال تعاليمه إلى أضعف الناس، وكان يدعو أيضاً إلى الحد من قوة الغرائز والشهوات وكبح جماحها، فضلاً عن أنه كان لا يجادل وفي عقله سابق رأي .. ولا يتحكم في الناس ولا يفرض عليهم عقائده.. ولم يكن عنيداً..

وكثيرا ما يردد (كونفوشيوس) قوله: إذا كان الحكام فاسدين أصبح الناس  فاسدين أيضاً، ولكن إذا كان الحكام صالحين فسيحذو الناس حذوهم ويصبحون صالحين. فأول قاعدة للصلاح هي ألا تفعل للآخرين ما لا تحب أن يفعلوه لك(30).

ويطرح كونفوشيوس رأيه ويقول: أنه من الجبن أن يرى الإنسان ما هو صواب ولا يحاول أن يفعله .. وعندما سئل: هل من الصواب الرد على الإساءة بالأخرى؟.

أجاب بحدة: وبأي شيء تجزي الإحسان؟ لتكن العدالة جزاء الإساءة .. وليكن الإحسان جزاء الإحسان.

وعندما سئل: ما هي الفضيلة الكاملة؟.

أجاب: الفضيلة الكاملة ألا تفعل بغيرك ما لا تحب أن يفعل بك(31).

 

سادساً: اللاعنف بين مارتن لوثر كينغ وغاندي

تأثر القس الزنجي (مارتن لوثر كينغ) كثيراً بدعوات الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) رائد مبدأ اللاعنف في التاريخ الحديث، بأفكاره ونظرياته وأساليبه العملية في تطبيق هذا المبدأ في الواقع ونجاحه في الوصول إلى الأهداف التي تبناها خلال نضاله السياسي والاجتماعي .. فقد اعتمد غاندي على مبدأ اللاعنف الذي يستند إلى احترام عميق للقانون، ويدعو الناس إليه بقوله: إن على الذين يستخدمونه أن يفعلوا ذلك بطريقة غير عنيفة دائماً(32) ويركز غاندي أيضاً على واجب الطاعة المدنية العام، وعلى ضرورة محاولة كل الصور الدستورية للعمل السياسي أولاً، وهذا التصور الذي يطرح هو تصور مطلق للاّعنف، وهو التصور الذي عدَّ نظرية سياسية وصلت إلى مصاف المبادئ السامية للإنسانية.

لقد رسخ (المهاتما غاندي) مبادئ اللاعنف والتي يطلق عليها أحياناً مبدأ المسالمة، ويقول بهذا الصدد: إن عقيدتي بشأن اللاعنف لم تعتمد على سلطان شخص بل نشأت من دراستي لكل أديان العالم. ويضيف أن الديانات المختلفة قاطبة هي زهور روضة واحدة، وأفنان دوحة باسقة(33).

أما مارتن لوثر كينغ (الأصغر) فقد جعل من رسالة ومنهج المهاتما غاندي في اللاعنف حقيقة، بقوله: ربما يبلغ مبدأ اللاعنف إلى العالم من خلال الزنجي(34).

لقد كان (مارتن لوثر كينغ) لا يميل إلى النزعة القتالية كثيراً، وكان قادراً على الحوار المناسب مع كل حالة من الحالات حتى النهاية على أن ترضي الطرفين .. فهو يؤمن إيماناً كاملاً باللاعنف، ويردد دائماً أن اللاعنف قد ظهر، ولكن كينغ الغاندي لم يظهر بعد.

إن مارتن لوثر كينغ كان باحثاً جاداً عن فهم يمكّن من إزالة الآفات الاجتماعية، وقد وجد هذه التوجهات والآراء تطبق بشكل مباشر في مبدأ غاندي للاعنف ووجد في طرائق وأساليب غاندي سبيلاً للنضال ضد التفرقة العنصرية في أمريكا(35).

إن مبدأ اللاعنف نشأ لدى غاندي عندما نشر كتابه الشهير (استقلال الهند 1908)، وعبر فيه عن هذا المبدأ بوصفه أداة للنضال السياسي، وأعلن جوهر هذا المبدأ في فلسفته لمقولته الشهيرة: (كل شيء يقهر أمام العذاب والإرادة)، ويضيف غاندي على هذا المبدأ قوله: إن زوال الفناء التام والإعراض الدائم عن اللذات يبطل كل إرادة شر نحو الكائنات الأخرى، ويبلّغ صاحبه درجة معرفة وحدة الحياة والاتحاد مع كل شيء في الكون(36).

إن مبدأ اللاعنف أو ما يسمى بالمفهوم السياسي بالعصيان المدني أو ما يسميه غاندي (مبدأ المسالمة) اكتسب قوته وثباته من أساليب المهاتما غاندي أوائل القرن العشرين، ومارسه من اجل قضية تحرير الهند من الاستعمار البريطاني، ونجح إلى حد كبير في تحقيق أهدافه، وقد استعاره القس الزنجي، داعية السلام لتحرير السود في أميركا (مارتن لوثر كينغ). وقد تبنى فكرة غاندي وأكد ذلك بقوله: إن روح الحركة وحيويتها قد جاءت من الدين، وأما طريقتها فقد جاءت من غاندي(37).

 

مبدأ اللاعنف في أقوال المعصومين(ع)

عرف عن رسول الله (ص) وآل بيته الكرام (ع) وما ورد عنهم في المأثورات وما نقل عن التراث والكتب والمخطوطات أنهم أسرة انتهجت هذا المبدأ منذ بداية الدعوة الإسلامية، فضلاً عن أنها اكتسبت هذه السمات من خلال ما أنزله الله في كتابه الحكيم (القرآن الكريم). فالرسول الأكرم (ص) وآل بيته(ع) هم دعاة سلم وحملة مبدأ الإنسانية في اللاعنف ونبذ ما هو نقيضه في الحياة اليومية، وقول الإمام جعفر الصادق(ع): إنا أهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا(38)، يعبّر عن أعلى درجات تطبيق مبدأ اللاعنف.

إن اللاعنف كمفهوم ومبدأ ظهر حديثاً في الكتابات السياسية والاجتماعية منتصف القرن التاسع عشر وهو تعبير عن الاحتجاج ضد سياسة حكومة الولايات المتحدة، والحرب ضد المكسيك وبقاء الأزمة في الجنوب(39)، ثم امتداد العمل بهذا المبدأ حتى القرن العشرين عندما طبقه الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) في نضاله ضد الاستعمار الإنجليزي الذي احتل الهند .. وتبعه آخرون ليعملوا به .. إلا أن هذا المفهوم كان معروفاً وسائداً بشكل واضح لدى خاتم الرسل محمد(ص) عندما دعى أبناء قومه إلى اعتناق الإسلام وتحطيم الأصنام باعتبارها أحجاراً لا تضر ولا تنفع، وأرشدهم إلى الطريق الصحيح وبأسلوب السلم واللاعنف، كما في قول الله سبحانه وتعالى: (ادخلوا في السلم كافة) (البقرة/208) وقوله سبحانه وتعالى: (لا إكراه في الدين) (البقرة/256). وقوله أيضاً: (وإن تعفوا أقرب للتقوى) (البقرة/237). أما عن رسول الله (ص) فقد ورد مبدأ اللاعنف أو ما يسميه البعض مبدأ المسالمة في الكثير من الأحاديث حيث قال(ص): إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم(40)، وقال (ص) أيضاً في استخدام العفو ومبدأ اللاعنف: تعافوا تسقط الضغائن بينكم(41)، كما قال (ص): المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ويقول الإمام علي(ع): (العفو تاج المكارم) (42). ويطرح الرسول(ص) التطبيق العملي لمبدأ المسالمة واللاعنف بقوله: العفو أحق ما عمل به(43)، وقال الإمام علي (ع): شر الناس من لا يعفو عن الزلة، ولا يستر العورة(44).

لقد عُدّ الإمام علي بن أبي طالب(ع) بحق داعية السلم والمسالمة وراعي اللاعنف رغم قدرته الفائقة على الشجاعة والحكمة؛ فهو فارسٌ في الجهاد والبسالة في القوة وبنفس القدر من المسالمة واللاعنف والسيطرة على المشاعر المختلفة؛ يقول (ع): إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه(45)، ويقول الإمام الحسين بن علي(ع) في ذلك: إن أعفى الناس من عفا عند قدرته(46)، ويظهر الإمام علي بن الحسين زين العابدين في مبدأ المسالمة واللاعنف في أسمى وأرق صورة، حيث يقول: حق من أساء لك أن تعفو عنه، وإن علمت أن العفو عنه يضر، انتصرت(47)، كما قال الإمام علي(ع): صافح عدوك وإن كره، فإنه مما أمر الله عز وجل به عباده، يقول: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) ما يكافأ عدوك بشيء أشد عليه من أن تطيع الله فيه(48).

إن أهل بيت الرسول(ع) مارسوا اللاعنف بكل أشكاله وأبعاده في حياتهم، وأوصوا المسلمين بعدهم بالسير على خطاهم، فقد كانوا (ع) دعاة صلح ووفاق بين عامة الناس، ودعاة سلم وحق. يقول الإمام الصادق(ع): المصلح ليس بكاذب(49)، ويحذر الإمام علي(ع) من استخدام القوة والعنف والتعسف ضد الآخرين، ويدعو إلى اللجوء إلى المسالمة واللاعنف، بقوله(ع): احذر العسف والحيف، فإن العسف يعود بالجلاء، والحيف يدعو إلى السيف(50)، ويقول(ع) في موضع آخر: من لم يحسن العفو أساء بالانتقام(51)، ويقول الإمام الباقر(ع) في مبدأ اللاعنف والمسالمة: تعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم(52)، ويقول الإمام علي(ع): بالعفو تستنزل الرحمة(53)53، ويقول(ع) أيضاً: أبلَغُ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة(54)، ويضيف بقوله(ع) عن استخدام الرحمة في التعامل مع مبدأ اللاعنف: رحم الله امرءاً عرف قدره ولم يتعد طوره(55)، وإلى ذلك يشير الرسول(ص): أعقل الناس أشدهم مداراة للناس(56)، ويقول الإمام علي(ع): اخلط الشدة برفق، وارفق ما كان الرفق أوفق(57)، ويقول الإمام العسكري(ع): من كان الورع سجيته والأفضال حليته انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه(58).

 

 الهوامش:

(1) حسن محمود خليل، موقف الإسلام من العنف والعدوان، ص75.

(2) نفس المصدر.

(3) محمد عمارة، ضرورات لا حقوق، دار الشروق، عمان، ص176 .

(4) حسن محمود خليل، موقف الإسلام من العنف والعدوان، مصدر سابق، ص89 .

(5) جريدة الحوار، لقاء مع المطران غريغوار حداد، العدد (1)، 29/نيسان/ 2000م.

(6) منصور الرفاعي عبيد، الإسلام وموقفه من العنف والتطرف والإرهاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، (1987)، ص60 .

(7) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الإصحاح الثامن عشر، ص23 .

(8) نفس المصدر، الإصحاح التاسع عشر، ص25 .

(9) إنجيل لوقا / 23 : 33 : 34.

(10) يوسف رياض، الصليب وكلمات المصلوب، مطبعة السلام للطباعة، القاهرة (2000)، ص23.

(11) يوسف رياض، الموعظة على الجبل، مكتبة الأخوة، القاهرة (1999)، ص18.

(12) يوسف رياض، الموعظة على الجبل، مصدر سابق، ص86.

(13) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الإصحاح الخامس: 28 ـ 44، ص9.

(14) يوسف رياض، الموعظة على الجبل، مصدر سابق، ص.

(15) جان - ماري مولر، استراتيجية العمل اللاعنفي، ط1، إصدار حركة حقوق الناس - بيروت، ص17.

(16) سليمان مظهر: قصة الديانات، مطبعة الوطن العربي، بيروت، (1984)، ص302.

(17) نفس المصدر، ص311 .

(18) نفس المصدر، ص316 .

(19) ممدوح الزوبي، القتل عقيدة يهوه وأتباعه، مطبعة الأهالي - دمشق (2000م)، ص118 .

(20) نفس المصدر، ص119 .

(21) نفس المصدر، ص120 .

(22) سليمان مظهر، قصة الديانات، مصدر سابق، ص70.

(23) نفس المصدر، ص73 .

(24) سليمان مظهر، قصة الديانات، مصدر سابق، ص85.

(25) سليمان مظهر، قصة الديانات، مصدر سابق، ص107.

(26) سليمان مظهر، قصة الديانات، مصدر سابق، ص112.

(27)سليمان مظهر، قصة الديانات، مصدر سابق، ص122.

(28) سليمان مظهر، مصدر سابق، ص181 .

(29) نفس المصدر السابق، ص182 .

(30) نفس المصدر السابق، ص185 .

(31) نفس المصدر السابق، ص194 .

(32) قاموس الفكر السياسي، مصدر سابق، ص475 .

(33) لويجي هايلمان، مظاهر الفكر الفلسفي والديني عند غاندي، ترجمة قاسم احمد، المطبعة الشرقية، حلب (ب، ت)، ص13 .

(34) ليرون بينت، مارتن لوثر كينغ، ترجمة محمد ديركي، دار قتيبة، دمشق (1990)، ص16 .

(35) المصدر السابق، ص33 .

(36) لويجي هايلمان، مظاهر الفكر الفلسفي والديني عند غاندي، ص12 .

(37) ليرون بينت، مارتن لوثر كينغ، مصدر سابق، ص56 .

(38) أبو جعفر محمد علي القمي، أمالي الصدوق، مؤسسة الأعلمي - بيروت (1400هـ) 238/7.

(39) قاموس الفكر السياسي، مصدر سابق، ص474 .

(40) بحار الأنوار، مصدر سابق، ج76، ص43، ح2 .

(41) علاء الدين علي المتقي الهندي، كنز العمال، 7004، مكتبة التراث الإسلامي، بيروت (1397).

(42) غرر الحكم، 520، مصدر سابق.

(43) كنز العمال، 7003، مصدر سابق.

(44) غرر الحكم، 5769، مصدر سابق.

(45) المصدر السابق، الحكمة 11.

(46) محمد بن مكي العاملي، الدرة الباهرة  من الأصداف الطاهرة، تحقيق داود الصابري، إيران (مشهد) ط1/1365هـ، ص29..

(47) الشيخ الصدوق، الخصال، مؤسسة الأعلمي، بيروت ط1/1410، 570/1.

(48) نفس المصدر، 2/633/10.

(49) الكافي، 2/210، مصدر سابق.

(50) نهج البلاغة، الحكمة 476، مصدر سابق.

(51) غرر الحكم، 8959، مصدر سابق.

(52) البحار، 78/164/1، مصدر سابق.

(53) غرر الحكم، 4317، مصدر سابق.

(54) غرر الحكم، 3353، مصدر سابق.

(55) نفس المصدر، 5255.

(56) آمالي الصدوق، 28/4، مصدر سابق.

(57) غرر الحكم، 2385، مصدر سابق.

(58) البحار، 78/378/3، مصدر سابق.

ردك على هذا الموضوع

إتصــلوا بـنـــا

الأعــداد السابقــة

العــدديـن 67 - 68

الصفحة الرئيسية