أصداء الرحيل في وسائل الإعلام

 

السفير

الأربعاء 19 كانون الأول 2001 العدد 908

وفاة المرجع الشيرازي في قم

طهران – توفي أمس الأول آية الله محمد حسين الشيرازي المرجع الديني الشيعي الإيراني عن عمر يناهز 79 عاماً نتيجة إصابته بجلطة في المخ في مدينة قم بحسب ما أوردت الصحف الإيرانية أمس.

وأقام الشيرازي الذي وُلد في مدينة النجف في العراق، في مدينة كربلاء أيضاً في العراق حيث تولى الإشراف على المدارس القرآنية، وأشتهر بمعارضته النظام العراقي الذي قام بنفيه عشر سنوات في الكويت، وعلى إثر الثورة الإسلامية سنة 1979 انتقل الشيرازي إلى إيران حيث عاش في مدينة قم المعقل الرئيسي للمذهب الشيعي في إيران، وإثر إقامته في إيران نشط الشيرازي في معارضة النظام العراقي وكذلك للحرب بين العراق وإيران (1980- 1988).

وسببت له معارضته لتعاظم دور رجال الدين في القرار السياسي نوعاً من العزلة في مدينة قم وخصوصاً في حياة الإمام الخميني.

الشرق

العدد 15806: الأربعاء 19 كانون الأول 2001

وفاة المرجع الشيرازي بجلطة في المخ

توفي الاثنين آية الله محمد حسين الشيرازي المرجع الديني الشيعي الإيراني الكبير عن عمر يناهز 79 عاماً نتيجة إصابته بجلطة في المخ في مدينة قم الشيعية المقدسة (جنوب طهران)، بحسب ما أوردت أمس الصحافة الإيرانية.

وأقام الشيرازي الذي ولد في مدينة النجف الأشرف الشيعية المقدسة في العراق، في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة أيضاً في العراق حيث تولى الاشراف على المدارس القرآنية. واشتهر بمعارضته النظام العراقي الذي قام بنفيه عشر سنوات في الكويت، وكذلك للحرب بين العراق وإيران، (1980- 1988). وسببت له معارضته لتعاظم دور رجال الدين في القرار السياسي نوعاً من العزلة في مدينة قم وخاصة في حياة الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي توفي في حزيران 1989.

وجرت مراسم تشييع المرجع الديني أمس في قم بحضور آلاف الأشخاص بينهم عراقيون ورعايا من دول الخليج يقيمون في إيران.

الديار

الأربعاء 19 كانون الأول 2001

المجلس الشيعي نعى آية الله الشيرازي

نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى الأمة الإسلامية المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (نجل المرجع الديني الراحل سماحة آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي) الذي توفاه الله إلى رحمته صباح أمس في قم المقدسة عن عمر ناهز 75 عاماً قضاه في خدمة الدين الإسلامي الحنيف وتبليغ أحكامه ومفاهيمه على مستوى التدريس والتأليف والبحث والتوجيه وإنشاء المؤسسات الدينية والعلمية.

وقد خسرت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها الكبار الذين تركوا أنصع الصفحات الحافلة بالعلم والجهاد والمعرفة.

وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان: (لقد جسد الفقيد الكبير في حياته أسمى معاني الزهد والتقوى التي أضحت قدوة ومثال، فحفلت مسيرة حياته الشريفة بالمواقف والتضحيات والمحطات الجهادية، وهو أثرى المكتبة الإسلامية بمئات الكتب والمؤلفات الفقهية والعقائدية والعلمية والبحوث التاريخية والاجتماعية التي أغنت تراثتا وفكرنا الإسلامي).

وأوفد قبلان إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفداً من المجلس لتقديم التعازي والمشاركة في تشييع الراحل الكبير، ويضم الوفد: المفتي الشيخ محمد عسيران والقاضي الشيخ حسن عبد الله.

اللواء

الأربعاء 19 – 12- 2001م

(المجلس الشيعي) ينعى الشيرازي

نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى الأمة الإسلامية المرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي (نجل المرجع الديني الراحل السيد مهدي الشيرازي) الذي وافاه الله إلى رحمته صباح أمس في قم المقدسة عن عمر ناهز 75 عاماً قضاه في خدمة الدين الإسلامي الحنيف وتبليغ أحكامه ومفاهيمه على مستوى التدريس والتأليف والبحث والتوجيه وإنشاء المؤسسات الدينية والعلمية.

الكفاح العربي

الأربعاء العدد 3063

وفاة الشيرازي وقبلان نعاه

نعى المجلس الشيعي الأعلى السيد محمد الشيرازي نجل المرجع الديني السيد مهدي الشيرازي الذي توفي صباح أمس الأول في مدينة قم المقدسة عن عمر ناهز الـ 75 عاماً قضاها في خدمة الدين الإسلامي وتبليغ أحكامه ومفاهيمه على مستوى التدريس والتأليف والبحث والتوجيه وإنشاء المؤسسات الدينية والعلمية.

المستقبل

الأربعاء 19 كانون الأول 2001م

قبلان ينعى الشيرازي

نعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي الشيخ عبد الأمير قبلان آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (نجل المرجع الديني الراحل سماحة آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي) الذي توفاه الله إلى رحمته صباح الاثنين في قم المقدسة عن عمر ناهز 75 عاماً قضاها في خدمة الدين الإسلامي الحنيف وتبليغ أحكامه ومفاهيمه على مستوى التدريس والتأليف والبحث والتوجيه وإنشاء المؤسسات الدينية والعلمية.

الوطن - السعودية

العدد 448: الجمعة 21 ديسمبر 2001

رحيل الشيرازي

القطيف: بشير البحراني، عالية فريد

في صباح يوم الاثنين الثاني من شهر شوال 1422 هـ توفي الإمام محمد الحسيني الشيرازي.

ولد الإمام الشيرازي عام 1347هـ في مدينة النجف.. ينحدر من أسرة علمية عريقة، حفظ الشيرازي القرآن مبكراً، وتتلمذ على يد أكثر من مئة أستاذ بين فقيه وعالم في مختلف الفنون والمعارف والعلوم، حتى نال درجة الاجتهاد - وهي أعلى الدرجات العلمية عند الشيعة – وهو في ريعان شبابه، وصرّح بأعلميته واجتهاده عشرات العلماء والمجتهدين. وبذلك تحول الإمام الشيرازي هو الآخر إلى مدرسة تخرج فيها أكثر من ألف تلميذ برز الكثير منهم في الساحة الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية، ومن تلامذته اخوته السيد حسن والسيد صادق والسيد مجتبى، والسيد هادي المدرسي، والشيخ حسن الصفار. يرتكز فكره على العديد من القضايا والمسائل دائماً ما كان يؤكد ويصر عليها؛ مثل: الوحدة الإسلامية، وضرورة إقامة الدولة الإسلامية الواحدة، وشورى الفقهاء، واللاعنف، والتسامح والسلام، والحرية، والتأليف. ألف من الكتب ما يتجاوز الألف كتاب في شتى الموضوعات والجوانب. وقد ألف الكاتب السعودي حسن آل حمادة كتاباً تحت عنوان: (الكتاب في فكر الإمام الشيرازي) تناول فيه هذا الجانب من فكر هذا العالم، عُرِف عن الإمام الشيرازي بأنه واسع الصدر، عظيم الأخلاق، فهو في تعامله مع الناس من حوله؛ لم يرقط في حالة غضب، أو انفعال جعلته يسيء السلوك لأحد كائناً من كان. وكل ما ذكر عنه، أنه عندما ينفعل أو يغضب من أمر ما، فهو يكتفي بالوقوف إن كان جالساً. يعد الشيرازي من أبرز الفقهاء والعلماء الذين مارسوا نقداً لاذعاً ضد العنف وأسس لنظرية اللاعنف، وكان من أقواله إذا أردنا أن نصل مع الآخرين إلى كل الصحيح، والإجماع على رأي صائب، لكي نحصل على النتيجة المطلوبة، يجب أن نسلك طريقاً بعيداً عن العنف.. كما أنه ينبغي أن لا ندفع شعوبنا بالقوة إلى تبني خيار التعصب حيال المختلفين معنا في المعتقد أو الرأي أو القناعة.. فالمطلوب في كل الأحوال هو ضبط النفس والاعتدال فالرفق يؤدي إلى السلم، ومن كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس.

الرأي العام

العدد 12599: الثلاثاء 18/12/2001

الشيرازي إمام العلم والزهد والتقوى... نجم أفل ليلة العيد

كتب خليل خلف:

توفي أمس عن عمر يناهز 75 عاماً في مدينة قم الإيرانية المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي جراء إصابته بجلطة في الدماغ.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى آية الله كلبايكاني في قم أن الشيرازي كان منذ فجر أول من أمس في حكم الميت أكلينيكيا نتيجة أصابته بنزف حاد في الدماغ جراء الجلطة.

وكان الشيرازي أصيب بالجلطة في الثانية فجر ليلة عيد الفطر، قبل الآذان، فيما كان يلقي خطبة العيد في بيته بحضور جمهور كبير ممن جاءوا لتهنئته بالعيد.

وفور تلقي أوساط الطائفة الشيعية في الكويت نبأ إصابة الشيرازي بالجلطة، تجمع نحو 200 من السادة والشيوخ ورجال الدين في مسجد وحسينية الشيرازي في منطقة بنيد القار يتسقطون أخبار السيد الشيرازي ويدعون له بالشفاء.

وأصدر مكتب ممثلية الشيرازي في سوريا بياناً تلقت (الرأي العام) نسخة منه وجاء فيه: (تعرض سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) إلى عارض صحي استدعى إدخاله المستشفى في مدينة قم المقدسة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبهذه المناسبة نسأل الله العلي القدير أن يمن على سماحته بالشفاء العاجل وندعو المؤمنين الكرام للدعاء له بالشفاء والعافية، أنه سميع مجيب الدعاء).

غير أن شمس فجر أمس حملت معها نبأ مفارقة الشيرازي الحياة.

والشيرازي هو آخر الراحلين من الجيل القديم للمراجع العليا بعد وفاة آية الله الخوئي والإمام الخميني والآراكي والأحقاقي والمرعشي النجفي وشريعتمداري والروحاني واستمرار غياب موسى الصدر.

والراحل من مواليد النجف الأشرف في العام 1926 (1374هـ) نشأ وترعرع في كربلاء المقدسة مع عائلته التي عرفت في ميادين العلم والجهاد من أجل الإسلام.

تتلمذ على يدي مراجع العصر كوالده والسيد محمد هادي الميلاني والشيخ محمد رضا الأصفهاني، نهض بأعباء المرجعية وزعامة الحوزة العلمية في كربلاء عام 1380هـ هاجر هجرتين: الأولى إلى الكويت نتيجة للاضطهاد، والثانية إلى قم المقدسة حيث يقود المرجعية العليا للمسلمين من هناك.

ألّف أكثر من ألف كتاب وكتيب وموسوعة في مختلف العلوم والأبواب تجاوزت موسوعته الفقهية الكبرى مئة وخمسين مجلداً تناولت العبادات والمعاملات والأحكام، كما تناولت أبواباً مستحدثة في الفقه الإسلامي ومن أبرزها: السياسة، الاقتصاد، الاجتماع، الحقوق، القانون، الدولة الإسلامية، البيئة، الطب، الأسرة.

يشهد له أكثر من خمسين من كبار مراجع التقليد وأهل الخبرة بأنه أعلم فقهاء العصر، وقد أرجع عدد من كبار مراجع التقليد مقلديهم إليه وكان منهم آية الله العظمى السيد أحمد الخونساري (قدس سره) قبل وفاته بأسبوعين.

له نظريات معروفة في الفقه والسياسة والاقتصاد والاجتماع، بحيث يظهر تأثيرها واضحاً على كثير من العلماء وحتى الغربيين منهم، ومن أشهرها: شورى الفقهاء التعددية، الأمة الواحدة، الحرية، العدالة والمساواة، السلم واللاعنف، الأخوة الإسلامية.

مؤسساته العلمية والثقافية والاجتماعية والخيرية ناهزت 750 وحدة في مختلف بقاع العالم من أقصاه إلى أقصاه، وقد أنتجت مدرسته التربوية المتميزة ألوف العلماء والخطباء والمفكرين والقيادات الإسلامية والمجاهدين والأدباء والمؤلفين في شتى الحقول العلمية والأدبية والفكرية.

له صفات شخصية تأسر من يتعرف عليه، بساطة وتواضعاً وألفة، ويؤمن بالحرية إيماناً كبيراً ويرحب بالحوار وتبادل الرأي، وتقبل الرأي الآخر.

الرأي العام

العدد 12600: الأربعاء 4 شوال

(تجمع العلماء) اعتبر أن وفاته أفقدت الإسلام (نموذجا فاضلاً للصلاح ومكارم الأخلاق)

وصف العلامة محمد باقر المهري وفاة المرجع الشيعي محمد الشيرازي بأنها (فاجعة أصابت العالم الإسلامي في واحد ممن وقفوا حياتهم لمناهضة الاستعمار وقوى الشرك والضلال).

وقال المهري في بيان أصدره أمس: (إن الشيرازي وقف طوال حياته ضد الاستعمار وقوى الشرك والضلال وأذنابهم النظام العراقي العميل حتى استشهد شقيقه آية الله السيد حسن الشيرازي، وأخرج الفقيد الراحل من العراق ومنعت السلطات البعثية تداول كتبه).

وأضاف (عانى آية الله السيد الشيرازي في طريقه الجهادي الصعوبات والتحديات حيث واجهه الاستعمار والحكومات الجائرة العميلة للاستعمار بمختلف الأساليب وشتى الطرق للقضاء عليه وعلى أفكاره الإسلامية النيرة ولكن الله سبحانه وتعالى حفظه عن المؤامرات والاغتيالات فقد تصدى هذا العالم الجليل للثقافة الغربية المعادية لمبادئ أهل البيت عليهم السلام فقاد حملة فكرية وسياسية ضد الثقافة المنحطة).

وذكر بأن (السيد الشيرازي من العلماء الإجلاء والمجاهدين العظام الذي ساندوا الثورة الإسلامية ووقف ودافع عن قائد الثورة الإسلامية وأصدر بياناً يطالب حكومة الشاه بإطلاق سراح الإمام الخميني وخمسة عشر رجلاً من العلماء والمراجع وحينما وصل إلى قم قام بالتدريس والبحث والتأليف حول مختلف القضايا الإسلامية وخصوصاً قضايا الساحة ومسألة العولمة وعلاج مشكلات الأمة الإسلامية).

وأضاف (كان السيد الشيرازي من المدافعين والمناصرين للقضية الفلسطينية والحركات الجهادية والمقاومة الإسلامية منذ أربعة عقود كما أن السيد الشيرازي دافع عن شعب الكويت وشجب الاحتلال العراقي الغاشم من خلال أصدار بيانات مؤازرة المواطنين الكويتيين أيام الأزمة حيث كان الفقيد يعيش آلام وهموم الشعب الكويتي ويكن لهم كل الاحترام والتقدير).

على هذا الصعيد، اعتبر (تجمع علماء الشيعة) أن (وفاة المجاهد الكبير محمد الشيرازي أفقدت الإسلام رمزاً من رموزه وعلما من أعلامه، وعظيماً من عظمائه، ونموذجاً فاضلاً للصلاح ومكارم الأخلاق).

وذكر في بيان أصدره أمس ونعى فيه الشيرازي أن (الحوزات العلمية خسرت عالما فذا ومناراً شامخاً في جميع مجالات العلوم الإسلامية والثقافة الدينية، هذا الرجل العظيم الذي قضى كل عمره بالتحصيل والتدريس والتأليف وتثقيف الأمة وخدمة الناس وتوعية العالم الإسلامي من خلال كتبه الشريفة).

وأضاف البيان لقد فقدت أمة الإسلام رمزاً من رموزها وعلما من أعلامها وعظيماً من عظمائها وأباً روحياً وقائداً مربياً ونموذجاً فاضلاً لمكارم الأخلاق ونبراسا أضاء الطريق لسالكي درب الهداية والصلاح والجهاد.

الرأي العام

العدد 12603: السبت 22 ديسمبر 2001م

في أول خطبة لنجل الإمام الراحل بعد وفاة أبيه

مرتضى الشيرازي: المرجع الأعلى عمي صادق أمرني بألا أتحدث عما حدث بعد وفاة والدي

علي عبد الله:

قال مرتضى الشيرازي، نجل الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي، في أول خطاب يلقيه بعد وفاة والده في حضور حشد من الناس في مسجد الشيرازي بمنطقة بنيد القار، أن والده الراحل (عاش حياة كلها معاناة وضغوط ومات وفي قلبه حسرات وآهات، مما تواتر عليه طوال نصف قرن).

وسرد مرتضى الشيرازي أمام الحضور تفاصيل مكالمة هاتفية أجراها مع والدته بعيد وفاة أبيه قائلاً: (الوالدة أخبرتني بأنه كان يرغب في رؤية أبنائه في اللحظة الأخيرة من حياته، لكنه لم يتغير وبقي ذل الصابر المحتسب في سبيل الله الراضي بقدره).

أضاف: (لا أستطيع أن أتحدث عن أمور حدثت بعد وفاة والدي لأن عمي المرجع السيد صادق الشيرازي أمرني بذلك، فهو في قلوبكم أنتم الذين عايشتموه كثيراً، وكان يعطف على الجميع ويحب لهم كل الخير، فقط كان يحمل في قلبه التواضع والخشوع والعبودية المطلقة لله ولأهل البيت، وكان مدرسة فكرية كاملة ورائداً للإصلاح طوال نصف قرن، يدعوا إلى السلم والى شورى الفقهاء ويدعوا إلى سعة الصدر والحرية ويكتب عن طريقة التعامل مع المعارضة).

وقال الشيرازي: (قبل وفاة والدي بساعة، كان يلقي محاضرة على طلبته عن التقوى والخوف والموت. وقال لهم (أذكركم وبالموت، فهو دربي ودربكم جميعا)، وكأنه قد ألهم بأنه على وشك الموت).

وأضاف: (والدي لم يمت إذ خلف أخا تقياً تركن إليه النفس، هو السيد صادق الشيرازي العبد المؤمن الصابر المحتسب الذي كان نموذجاً لأخيه الأكبر طوال خمسة عقود، وتشهد له الحوزات العلمية بالإحاطة بشتى العلوم الفقهية).

وفي مجلس عزاء أقامه الشيخ علي الصالح في حسينية الإمام علي في الدسمة، تحدث الشيخ هاني شعبان قائلاً: (اجتمعنا هنا لتأبين عالم كبير جليل، قلما أظهرت الساحة أمثاله، كعالم تقي مثقف ملأ المجتمعات بنوره، فهو عالم ألف ودون أكثر من ألف كتاب يحتوي على علوم الحديث والقرآن، ومناهج تربوية طرحها للمجتمع، وأقام المؤسسات الثقافية والخيرية والصروح العظيمة التي أنشئت أما بهمته أو بإشراف من عنده وهذا دليل على عظمة مواقفه وتوجهاته السامية).

وختم شعبان مذكراً بأن الإمام الراحل تعرض لمضايقات كثيرة على مدى حياته، كان أولها في كربلاء مسقط رأسه من قبل الزمرة الطاغية في العراق.

الوطن

العدد 9288: الجمعة 6 شوال 1422هـ

الحسينيات والمساجد تواصل مجالس العزاء

الشيرازي مدرسة رائدة وله أكثر من 150 كتاباً في مختلف المجالات

عباس دشتي:

تواصل الحسينيات والمساجد والدواوين مجالس العزاء والتأبين على روح الفقيد المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي(قده) من قبل الطائفة الشيعية في الكويت من مواطنين ومقيمين وذلك تجسيداً لمكانته الفقهية والعلمية وكذلك الاجتماعية، خاصة وأنه من المراجع العظام ويقلده العديد من أبناء الشيعة في العراق والكويت ومنطقة الخليج والهند وباكستان وأفريقيا وأمريكا، وقد أقيم مجلس عزاء في ديوانية الإمام الشيرازي في بنيد القار حيث استقبل ابنه السيد مرتضى الشيرازي المعزين من الشخصيات الكويتية ووكلاء المراجع العظام والعلماء ورجال الدين وجمع غفير من المؤمنين من المواطنين والمقيمين وكذلك السفير السوري لدى الكويت.

وقد أشار الخطيب الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر إلى مناقب الفقيد وأعماله ونضاله الجهادي في سبيل الإسلام وضد النظام العراقي الذي كان يضطهد مراجع الدين والعلماء ورجال الدين، مشيراً إلى أنه استطاع رسم خطة تربوية لأبناء المذهب الجعفري لجلب الخير على ما ورد في الكتاب المبين والسنة النبوية الشريفة، وأن هذا الخير لا يأتي إلا عن طريق إتباع مسلك أهل البيت عليهم السلام لذا كان من الواجب اتباع أهل البيت والسير خلفهم ومن ثم خلف وكلائهم بالحق ألا وهم العلماء والفقهاء والذين جاءوا ليصونوا أنفسهم وأن يحافظوا على الدين ويخالفوا الهوى والإطاعة لأمر مولاه وأن طبقت هذه الصفات كان على العوام أن يقلدوه، والسيد الشيرازي أحد هؤلاء الذين طبقت عليهم كل هذه الصفات بل تعداها. وذكر أن الفقيد لم يتوقف عن نشاطه الديني والاجتماعي والسياسي في كربلاء والكويت وقم رغم أنه استمر في إقامة جبرية دائمة لمدة 22 عاماً وخرج من منزله إلى موقع دفنه، وفي الكويت يذكره أهل الكويت عندما أسس الكثير من المؤسسات الدينية والاجتماعية وتشييد البنية التحتية للشباب الكويتي وإنارة الطريق لهم لكي ينهلوا من علم أهل البيت عليهم السلام، وفي قم واصل السيد الشيرازي نشاطه ونضاله حتى وصلت مؤسساته إلى كافة أرجاء العالم.

وأضاف الشيخ المهاجر أن الفقيد السيد الشيرازي كان مدرسة شاملة وكاملة ورائدة إضافة إلى علمه الفياض ومداركه الواسعة وتأليفاته الكثيرة والتي تعدت الألف وخاصة مؤلفاته في مجال الفقه والتي وصلت إلى 150 مجلداً في جميع المجالات كما كان متواضعاً رقيق القلب ومرهف الإحساس عبراته كانت تنهمر في أي حديث، كما كان متابعاً لآلام الشيعة وداعياً للوحدة الإسلامية ونابذاً للفرقة والاختلاف وكان صاحب الصحوة الإسلامية المجددة وصاحب السلم واللاعنف في الإسلام، كما كان صاحب الرقم القياسي في الدفاع عن الإسلام وصاحب الابتسامة العريضة أمام الجميع، ولكن افتقدت هذه الابتسامة في الأيام الأخيرة من حياته بعده عن مواليه وأحبته وخاصة أبناءه واستمر على هذه الحالة حتى أيام صيامه في الشهر الفضيل والدعاء وقيام الليل، وفي ليلة العيد وبعد صلاة الليل نقل إلى المستشفى ليلقى ربه صبيحة ثاني أيام عيد الفطر السعيد ليسعد هو مع جده رسول الله p ومع العلماء في العليين ويترك أهله وذويه وأحبته ومقلديه للعزاء بأيام العيد السعيد.

الوطن

العدد 9287

الإمام الشيرازي في ذمة الله

علي محمد المهدي

قال تعالى: ( كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، وقال عز من قائل ( كل نفس ذائقة الموت)، نعم هذه حقيقة لا مجال أبدا لنكرانها أو تجاهلها، فالموت حق مفروض على العباد، والموت راحة لرجال الله الصالحين وللنساء الصالحات على حد سواء، بالأمس فقدت الأمة الإسلامية وفقد المسلمون أحد أعلام الإسلام البارزين في القرن الميلادي العشرين، هو واحد من العلماء المجتهدين ومن المراجع الكبار العاملين في سبيل الله والأمة، أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة في مختلف الميادين والحقول، مشاريعه العلمية الثقافية والاجتماعية والخيرية كثيرة ومتعددة، مراكزه التعليمية وأنشطته التوعوية يعرفها القاصي والداني، مواقفه الجريئة في نصرة الحق وفي نصرة المظلومين معروفة وواضحة.

ترك لأمة لا إله الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكل من يبحث عن العلم والمعرفة ثروة كبيرة ثمينة من خلال مؤلفاته القيمة التي يقدر عددها بـ (136) كتاباً في مختلف العلوم الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية وفي علوم الصرف والنحو والمنطق وغيرها من العلوم النافعة، ومن أهم مؤلفاته يرحمه الله موسوعته الفقهية التي يبلغ عدد أجزائها (150) جزءاً ولم يستكمل حتى رحيله.

قناة الجزيرة – الملف الأسبوعي

وفاة آية الله الشيرازي

توفيق طه: وأخيراً آية الله الشيرازي في ذمة الله، ربما كان من عرفوه يذكرون نصيحته الدائمة "اكتبوا ولا تهابوا" كان يعشق الحرية، ويصرح بآرائه ولو كانت عكس التيار، وقف أمام مؤسسة قم منتصراً لآية الله منتظري، بل وكانت لديه شجاعة للتساؤل عن حتمية ولاية الفقيه، آراؤه في الحرية الفردية كانت مثار استهجان كثيرين من المحافظين، لكنهم لم يستطيعوا أكثر من وضعه رهن الإقامة الجبرية، أما آراؤه فقد كانت ومازالت مرجعية لكثير من علماء الشيعة وعامتهم، وفشل أعداؤه في ضبط كراهيتهم له حتى في موكب تشييعه حيث انقضوا على الجثمان ليدفنوه في مكان قصي، لكن مهما حدث لجثمان آية الله العظمى محمد بن مهدي الحسيني الشيرازي فإن ما طُبع من كتبه، وما خلفه من علم سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الفكر الإسلامي.

رجل أمة، هكذا وصف الناس الإمام آية الله العظمى محمد بن مهدي الحسيني الشيرازي، رحل عن عالمنا مخلفاً وراءه تراثاً قل نظيره في تاريخ الفكر الإنساني، فعدد مؤلفاته فاق 1160 مؤلفاً ما بين كتاب وتعليق وموسوعة، وبموسوعية وعلم غزير في مختلف فروع الشريعة الإسلامية والفكر الإنساني واللغة العربية أبحر آية الله الشيرازي في مناحي العلم والمعرفة وترك وراءه أعداداً ضخمة من المريدين والتلاميذ الذين ينتمون إلى المذهب الجعفري في إيران والعراق والهند وباكستان، وبلاد الخليج العربي وكثيراً من المقيمين في بلاد المهجر، ولا غرو في ذلك فقد كان يعتبر مرجعية لدى معظم المسلمين الشيعة، بل إن كثيراً من علماء المذاهب السنية اعتمدوا على آرائه ومؤلفاته، وكانت آراؤه ثورية للغاية خاصة عندما تتعلق المسائل بتلقي العلم، أو حرية الاعتقاد، أو التعايش السلمي ما بين الطوائف المختلفة، ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1927 وينتمي إلى أسرة عريقة في العلم والكفاح من أجل المبادئ، أنجبت أسرته اثنين من أكبر علماء المذهب الشيعي الجعفري اللذين لعبا دورين مركزيين في الثورات المتعددة التي اكتنفت إيران والعراق، أولهما (آية الله ميرزا حسن شيرازي) قائد الحركة الدستورية، أو ما اصطلح على تسميته (بحركة التبغ) في إيران، والثاني: هو آية الله العظمى (محمد تقي شيرازي) قائد ثورة عام 1920 في العراق، أما والد آية الله العظمى الشيرازي فقد كان آية الله العظمى (مهدي الشيرازي)، وقد كان المرجعية الشيعية العليا إبان حياته، وتنتسب الأسرة إلى العترة النبوية المشرفة، استقر الإمام الشيرازي في مدينة كربلاء وعمره 9 أعوام، ودرس التعليم الابتدائي ثم أخذ يتلقى العلم على يدي كبار الأئمة في سن مبكرة، وكان من أصغر الذين اعتبروا مرجعيات في تاريخ المذهب الجعفري، فالرجل أخذ صفة المرجعية منذ عام 1960، أي عندما كان عمره 33 عاماً فقط، انتهت به آراؤه الثورية في الحياة، وإصراره على قيام حكومة إسلامية شورية في العراق إلى تصادم حتمي مع الحكومة العراقية، التي نفته إلى لبنان عام 71، ومكث الإمام الراحل في الكويت حتى قيام الثورة الإسلامية عام 79 حيث هاجر إلى قم. واصل آية الله العظمى الشيرازي جهاده العلمي والسياسي في قم حيث كانت آراؤه مثار إعجاب كثيرين وربما غيرة بعضهم، واعتبره البعض معارضاً لما كان لآرائه من صدى، فهو كان أكبر مرجعية شيعية حتى في حياة آية الله روح الله الموسوي الخميني، وربما سيذكره كثيرون من مختلف الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية بآرائه الجريئة عن الحرية ورفض الاستكبار وأن الحرية حق للبشر لا يجوز لأي كائن استلابها، رحمه الله.

صحيفة أخبار الخليج البحرينية

19/12/2001

وفاة الإمام محمد الحسيني الشيرازي في قم أمس

توفي يوم امس (الاثنين) المصادف ثاني أيام عيد الفطر المبارك المرجع الديني الكبير الإمام محمد الحسيني الشيرازي وذلك بمدينة قم في ايران عن عمر ناهز 75 سنة حيث نقل الى مستشفى السيد الكلبيكاني إثر تدهور حالته الصحية. وقد ولد الامام الشيرازي عام 1347هـ في النجف وهاجر الى كربلاء بصحبة والده (قدس سره) وهو في التاسعة من العمر، وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزة العلمية بكربلاء حتى بلغ درجة الاجتهاد ولم يبلغ العشرين.

وقد واصل تدريسه للخارج لأكثر من اربعين عاما في كربلاء والكويت وقم ومشهد وكان يحضر درسه ما يقارب الخمسائة من العلماء والفضلاء. وله عدة مؤلفات كثيرة من بينها "موسوعة الفقه" التي بلغت 150 مجلدا و"الاصوال" من ثمانية اجزاء و"ايصال الطالب الى المكاسب" 16 مجلدا كما كتب كذلك للشباب الجامعي: في الحقوق، القانون، الاجتماع، السياسة، الاقتصاد وللجيل الناشىء مؤلفات وهي العقائد الاسلامية، وقصص الحق، هل تعرف الصلاة وسلسلة فروع الدين وله عدة مؤلفات كبيرة وكثيرة تدرس في الجامعات العربية والغربية. حيث ان للفقيد عدة مشاريع خيرية لا تحصى في جميع انحاء العالم الاسلامي في افريقيا والدول الغربية والآسيوية. كما اجرى المرتبات الشهرية للحوزات وعلماء الدين في ايران وسوريا والهند وباكستان وافغانستان وعدد من بلاد الخليج وغيرها من دول العالم وعبر الكثير من وكلائه قام الكثير منهم بتأسيس المؤسسات الدينية والانسانية والثقافية والخيرية كالحوزات العلمية والمساجد والحسينيات والمدارس والمكتبات وصناديق الإقراض الخيري والمستوصفات وهيئات تكفل شئون الفقراء والايتام وتزويج العزاب المنتشرة في العشرات من دول العالم.

وقد نبغ الامام الشيرازي فأثمر اكثر من نصف قرن من حياته عن ملحمة مجيدة امتزجت فيها عناصر مختلفة من العلم والعطاء والتربية والبناء كتبها سماحته بعقله المتفتق بالابداع والوعي والعمق، وجهاده الذي ألهم اجيالا متلاحقة ظلت تستقي منه الأمل والشجاعة واستقامته التي دان لها اعداؤه قبل أصدقائه.

صحيفة الحياة

كانت للشيرازي نظرياته في السياسة والاجتماع وإدارة شؤون الحكم، وهو من دعاة أن تكون ولاية الفقيه عبر مجلس شوري، لا أن يتولاها شخص واحد.

ويقول قريبون إلى المرجع الشيرازي إنه اختار العيش في عزلة طوعية في مدينة قم بلغت حد الإقامة الجبرية غير المعلنة.

ونقلت الصحيفة عن السيد مصطفى القزويني قوله:

إن الإمام الشيرازي فقيد العلم والتقى الذي كرس حياته لنشر الإسلام والدفاع عن حقوق المظلومين.