النبأ

الإرهاب والدين

(بول فندلي): عضو الكونجرس الأمريكي السابق ومن أشهر الشخصيات الأمريكية المدافعة عن الشأن العربي والفلسطيني والإسلامي عموماً تعده إسرائيل عدوها الأول في الكونجرس، ومن أشهر كتبه (من يجرؤ على الكلام) يتحدث فيه عن الشخصيات الأمريكية التي هاجمت الصهاينة وماذا فعل اللوبي الصهيوني لإيقافهم، وصدر له أيضاً كتاب (الخداع) وأخيراً صدر له قبل فترة ليست بالبعيدة كتاب (لا مجال للصمت) وترجمت كتبه إلى العربية.

نشرت جريدة الرياض مقالة له بعنوان (الدين والإرهاب) جاء فيه:

لقد فقدت أرواح حوالي خمسة آلاف من المدنيين الأبرياء، إن هذا هو وقت الغضب والحزن، لقد ذرف جميعنا الدموع ونحن نشاهد الرجال والنساء والأطفال المذهولين وهم يحملون صوراً فوتوغرافية وينقبون في الأنقاض وينتقلون بين رجال الإنقاذ بحثاً عن أي بادرة تشير إلى أن أحباءهم ما زالوا على قيد الحياة، أما بالنسبة للآخرين فإن هذا هو وقت القلق، وعلى شاشة حاسوبي أخذت الرسائل الإلكترونية تترى من معارف من جميع أنحاء أميركا والشرق الأوسط وما وراءه وحتى من الصين، يتساءلون عما إذا كانت أعمال إرهابية أخرى ستتبع، وينتاب القلق المسلمين لوجود موجة حقد بالغة العنف معادية للإسلام، ففي إحدى ضواحي العاصمة مزق مواطنون غاضبون الحجاب من على رؤوس النساء المسلمات، وفي (شيكاغو) تصدت الشرطة إلى غوغائين غاضبين هددوا بالاعتداء على أحد المساجد، وفي (تكساس) انهمر الرصاص على مركز إسلامي، وبدأ المسلمون يتخفون ويتوارون عن الأنظار، ويتقبل العديد من الأمريكيين الذين تم تضليلهم إعلامياً حول العقيدة الإسلامية الهجمات على أنها إرهاب يقره الإسلام، وقبل الهجمات بالطائرات المخطوفة بوقت طويل، كان معظم الأمريكيين يربطون بين الإسلام والإرهاب غير مدركين أن الإسلام يعتبر ان الانتحار أو تسبيب الأذى أو قتل الأبرياء شكلاً من أشكال القتل العمد.

وهذا هو أيضاً وقت التفكير العميق، فاليوم لم تعد أمريكا محبوبة كما كانت بالأمس، فهل فكرنا في السبب؟ فعلى مدى السنوات القليلة الماضية هل استمعنا من خارج حدودنا إلى صيحات الألم والعذاب؟ هل انتابنا الغضب إلى الحد الذي يحضنا على القيام بفعل ما عندما ترتكب جرائم ضد أناس لا حول لهم ولا قوة في بلاد أخرى؟ وهل نحن مهيئون لتقبل مثل هذه المعاناة اليوم؟ إن الرعب الذي وقع في يوم 11/9 يعيد للأذهان مآسي إنسانية هائلة أخرى كان التورط الأمريكي فيها ملموساً ومشهوداً، فمعروف جيداً في أمريكا إن في قصفنا الجوي المتقطع على مدى عقد من الزمان للعراق، إن العنصر الرئيسي الذي استهدفته العقوبات الاقتصادية التي يعتقد أنها تسببت في وفاة 500 ألف طفل هم العرب ومعظمهم من المسلمين، فإلى أي مدى كان مؤشر غضبنا سيرتفع إذا تسببت الضربات الجوية في وفاة أطفالنا بسبب الحاجة إلى الدواء والغذاء؟ وهناك أوجه للتورط الأمريكي الأخرى المثيرة للخلاف التي يعرف الشعب الأمريكي القليل عنها أو لا يعلم عنها شيئاً، فمنذ سنوات قليلة مضت اجتاحت دبابات ومدفعية من أمريكا، نعم هدية من أمريكا الجنوب اللبناني، وفر المدنيون في فزع صوب الشمال، بعضهم فر إلى معسكر قانا الذي كان من المعتقد أنه مكان آمن تابع للأمم المتحدة كما هو مبين بوضوح في الخرائط الحالية، غير أن صواريخ وقذائف مدفعية، أيضاً هدية من أمريكا، قصفت المعسكر وقتلت ما يقرب من 200 امرأة وطفل وكهل، وبالطبع ارتفعت صيحات المكروبين، غير أن تلك الصيحات لم يسمعها مشاهدو التلفاز الحزانى في أمريكا، لقد كان موقع الهجوم في قانا بحراً من الجثث والدماء، ولكن العالم الخارجي سمع عنها بالكاد، وقبل ذلك في عام 1982م حولت قاذفات القنابل والصواريخ الأمريكية معظم بيروت وضواحيها إلى أنقاض اختلطت بالأشلاء البشرية الممزقة.

ولم تتجول كاميرات التلفزيون بين الأنقاض ولم تقم المايكروفونات بإيصال صيحات الغضب للعالم الخارجي، ومعلوم أن الأمريكيين لم يضغطوا الزناد ولم يطلقوا الصواريخ ولم يقوموا كذلك بقيادة قاذفات القنابل ولكن من خلال حكومتهم في واشنطن لم يترددوا في توريد الآلات القاتلة ولم يلقوا بالاً للكيفية التي استخدمت بها، وكشاهد صارخ على عدم مبالاة أمريكا لم يكد يتم دفن ضحايا بيروت بعد حتى سارع (الكونغرس) إلى إرسال هدية أخرى جاءت في شكل منحة بمئات الملايين من الدولارات التي مكنت المقاتلين من التزود بالأسلحة والعتاد.. أعلم بأنني كنت عضواً في الكونغرس، واعلم الحزانى في لبنان والعالم العربي بأكمله بالدور الذي لعبته أمريكا.

ربما لا يريد بعض الأمريكيين أن يعرفوا ذلك، ومن المفارقات أن الشعوب في جميع دول العالم تكاد تعرف أفضل من الأمريكيين أنفسهم عن السياسات الأمريكية المنحازة في الشرق الأوسط، وربما تكون هذه المعرفة قد دفعت البعض منهم للاشتطاط غضباً، ولكن جميع هذا ربما لن يكون كافياً لتبرير الإرهاب الذي مورس ضد مدينة (نيويورك) و(البنتاغون)، لا شيء سيكون كافياً.

لا ظلم يمكن أن يبرر هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية، ولكن ربما يساعد السرد الذي قمت به في إيجاد نوع من الفهم بأن المظالم العميقة والطويلة يمكن أن تقود الشعوب البائسة المقهورة إلى ارتكاب أعمال مروعة، وهناك أسئلة جديدة يجب أن نثيرها، هل يمكن لأي إجراء عسكري إزالة ظلم أساسي؟ هل يفلح عقاب أي شخص في شفاء الجروح أم يجعلها تسوء؟ ونشرت صحيفة (الإندبنديت) اللندنية عنواناً بارزاً في صدر صفحتها الأولى لعدد 12 سبتمبر جاء فيه (قسوة شريرة ومروعة لشعب مسحوق ومذلول).

في ذكرى وليد الكعبة..

كما كان هو كانت ذكرى ولادته العطرة، فقد جمعت عدداً من رواد العلم والأدب في الوطن العربي(لبنان - سوريا - العراق)، الذين تجشموا عناء السفر للمشاركة في إحياء ذكرى وليد الكعبة أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب في الاحتفال الذي أقامته مؤسسة الفردوس للثقافة والإعلام في السيدة زينب(ع).

بعد افتتاح الحفل بآيات الذكر الحكيم تكلم الأديب اللبناني الكبير صاحب موسوعة الإمام علي (صوت العدالة الإنسانية) عن أمير المؤمنين مقتطفاً باقات من كلماته في مجالات العدالة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصاد وغيرها.

في الحفل كانت هناك كلمة للدكتور الشيخ محمود عكام أستاذ القانون والتربية في جامعة حلب – بعنوان الإمام علي(ع) بين الثناء والولاء.

أما الخطيب العلامة الشيخ عبد الحميد المهاجر فقد شد جمهور المحتفلين بكلمته الرائعة التي جمعت بين الحديث التاريخي ونقد الواقع الراهن في الإعلام العربي والإسلامي.

بعدها تكلم الدكتور أسعد علي – أستاذ في جامعة دمشق – عن الإمام علي (ع) وعن كيفية استشراف المستقبل من قبل علي(ع)، والتنبؤ بما سيحدث في العالم خصوصاً ما يحدث في أفغانستان اليوم مستشهداً بكلمات الأمير(ع).

تخللت فقرات الحفل مجموعة من القصائد – بالفصحى والمحكية – عن الإمام علي(ع) ألقاها مجموعة من الشعراء من مختلف البلدان.

بالإضافة إلى أساتذة العلم والأدب غصت القاعة بمجموعة من الجامعيين والمثقفين الذين جاءوا من مناطق مختلفة لحضور هذا الحفل البهيج.

كلمة الشيخ المهاجر في مهرجان الإمام علي(ع):

ألقى سماحة العلامة الشيخ عبد الحميد المهاجر كلمة في هذا الحفل جاء فيها:

إن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان مرتبطاً بالكون والطبيعة، ومرتبطاً أيضاً بالشريعة، والشريعة هي القانون الأعلى، كما أن سنن الله تعالى هي سنن في الطبيعة، وسنن في الشريعة، والإنسان ببدنه وروحه ليس بخارجٍ عن هذه السنن؛ فالبدن يعمل بإرادة الله تعالى، وشأنه في ذلك شأن الشمس والقمر والنجوم التي تجري وفق سنن لن تتبدل، ولن تتحول أبداً.. ولكن روح الإنسان وعقله مرتبطان بسنن الشريعة، أي القانون الذي يسير وفقه الإنسان كإنسان؛ وهو الذي يفرز إنسانية الإنسان.

الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو واضح الأسس لكل حاجات البدن والروح والعقل، ويتضح ذلك من خلال خطبه ومناهجه، وحسب الإنسانية ما موجود في نهج البلاغة من ذخائر ونفائس فريدة تشمل سائر مناحي الحياة البشرية..

إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) هو أعظم آية بعد رسول الله (ص)؛ إذ هو القائل: (والله ما لله آية أعظم مني ولا أكبر مني)، ولكن - في الحقيقة - لا يمكن لأحد أن يتوصل إلى هذا الفكر وهذه الحقيقة الكبرى، من دون أن يكون عنده صفاء في الداخل؛ فالذي يروم الحقيقة، لا يسلك طريقها، دون أن يتوفر على قدرٍ كاف من الصفاء الداخلي؛ فالله عز وجل ركّب فينا البصر لرؤية الأشياء وركب فينا البصيرة لرؤية الحقائق، ولذا فأنا اكتشف الأشياء بالبصر، بنور الطبيعة، ولكني اكتشف الحقائق بالبصيرة، أي بنور الإيمان..

ثم ليس لأحد أن يرتاب - بعد تحقق صفاء النية وسلامة الطوية - في أن علياً (ع) هو صراط الله المستقيم، هو الحق، هو العدل، هو النور الذي يهدي إلى الله، هو الإنسان الذي يُعرف الله من خلال علمه ومواقفه، وليس عفواً أن قدر الله ولادته في جوف الكعبة التي يتوجه إليها المسلمون طراً كل يوم، ولكن على أن لا تتوجه الوجوه دون القلوب، إلى هذه الحقيقة الساطعة، والبرهان القاطع..

ولكن للأسف ترانا اليوم نواجه جيلاً كاملاً في العالم لا يعرف شيئاً عن الإسلام ولا عن أهل البيت (ع).. كما أن المسلمين يعانون الإرباك وعدم التوازن بسبب الضغوط الكثيرة التي سببها أن المسلم متهم، والعربي متهم بأنه ضد السلام، في حين نحن أهل السلام، ونحن أهل الرحمة، ومنا انطلق السلام، من منهج الإمام علي (ع) وأهل بيت النبي (ع).. لكن وسائل الإعلام - كما هو الحال اليوم - محتكرة في الغالب، بحيث لم تبق وسيلة إعلامية حرة يتكلم من خلالها المؤمنون الملتزمون بحرية تامة، يردون بها سهام التجريح التي توجه للإسلام بلا هوادة؛ فهذه شبكة الـCNN - مثلاً - تبث مشهداً مصطنعاً، تظهر من خلاله جماعة ملتحين من أحد الدول الإسلامية، وهم يمسكون بعصي غليظة، ينهالون بها ضرباً على نساء محجبات وهن يلذن بعضهن ببعض، حتى يدموهن، بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمام مرأى ومسمع ملايين البشر في العالم، ليعطوا انطباعاً بأن هذه هي حقيقة الإسلام!!.

فهل من الإنصاف تصوير الإسلام من خلال أمثال هؤلاء؟!.

هذا على حين يصدع رسول الإنسانية (ع) بقوله:

(من رفع يده على امرأة رفعت عليه يد من نار)..

كما أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لما سمع أن جنود معاوية اقتحموا الأنبار، وجعلوا يدخلون على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة (المرأة المسيحية أو اليهودية) فينتزعون حجلها أو أقراطها، وهي لم تمتنع منهم إلا بالاسترجاع والاسترحام، قال الإمام علي (ع) لما سمع ذلك:

(لو أن امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً، ما كان ملوماً عندي، بل كان به عندي جديراً)!. وهكذا؛ وبإزاء الشبهات والدعاوى التي تطلق جزافاً ضد الإسلام، يجدر بنا أن نستثمر فرصة انفتاح العالم، من خلال الفضائيات وشبكة المعلومات الدولية (الانترنيت)، لأجل نشر المذهب الحق، والدفاع عنه أمام الخصوم، ورفع الغشاوة من العيون، وكشف الأباطيل التي تروح لها وسائل الإعلام المشبوهة والتي تهدف إلى طمس معالم الحق ودفن أعلامه القائمة، وراياته الشاخصة..

مشاركة دار العلوم في معرض الكتاب بالظهران..

شاركت مؤسسة (دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر) في معرض الكتاب الذي أقيم في المملكة العربية السعودية في الظهران، والذي افتتح بتاريخ 26/8/2001 ولغاية 7/9/2001م.

ولقد قامت المؤسسة بالمشاركة مع (دار الحق) بطرح أعداد جيدة وكثيرة من عناوين الكتب العائدة للدار، ومن ضمن تلك المجموعة تم عرض كتب ومؤلفات سماحة الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله)، وخاصة (موسوعة الفقه) المؤلفة من مائة وعشرة أجزاء، وقد تم في ذلك العرض بيع جميع الكتب المرسلة تقريباً، وقد ركزت الدار على عرض الكتب العلمية لسماحة السيد الشيرازي (دام ظله) كما قامت دور النشر الأخرى بالمشاركة في هذا المعرض والتسابق في عرض الكتب وبيعها ضمن أجنحتهم الخاصة.