اعلى

مكتبة النبأ

كلمة الإمام الحسن(ع)

آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي

هيئة محمد الأمين/ط5 - 2000م

إضافة جديدة إلى موسوعة الكلمة التي سبقتها عدة كلمات أغنت المكتبة الإسلامية.. والإمام الحسن(ع) الذي حمل هذا الكتاب اسمه، من قواعد الإشعاع الفكري، وقمم الحياة، التي استطالت حتى أحاطت بكل شيء، فلم يعزب عنه ما يعزب عن غير المعصومين، من قمم الوجود الذي يسمون مفكرين، وشعراء الطبيعة الذين يسمون أدباء.. فهو من أولئك الرجال الذين آثرهم الله بحاسّة نفاذة تكتنه حقائق الأشياء، فلا تخفى عليهم خافية في الأرض ولا في السماء.. إنهم يرون ما يرى الناس جميعاً ويدركون وحدهم كنه ما يرون وما لا يرون دون سائر الناس..

وكلمات الإمام الحسن(ع) ليست تملقاً لجمال، ولا ادعاءاً لجمال، وإنما هي صرخات تنطلق من قلب عبقري، نفذ إلى أغوار الأشياء، حتى عرف ما تباين منها، ثابتاً على قاعدة واحدة، وما اختلف منها، نابعاً من أصل واحد، وما تفرق منها مضموماً برباط واحد..

وبذلك الفكر الشامل، وهذا الأدب العميق، خرج إلى الناس يدوي بصوته، ليُلهم الأجيال هذا التناسق الجمالي، الذي يجمع الكون وما وراء الكون، في وحدة متداعمة، طرفاها الأزل والأبد.. وأبعادها كل ما خلق الله..

توزعت كلمات الكتاب حول: الإلهيات - الولائيات - العبادات - المواعظ - الأخلاق - السياسيات - الرسائل - المتناقضات - الوصايا - المتفرقات - الحكم - الشعر - الأدعية..

من كلماته(ع): لا أدب لمن لا عقل له، ولا مودة لمن لا همة له، ولا حياة لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك سعادة الدارين، ومن حرم العقل حرمهما جميعاً..

وأيضاً؛ سئل عن المروءة فقال(ع): شحّ الرجل على دينه وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق..

يقع الكتاب في 255 صفحة من القطع الكبير..

أصالة النبوة في حياة الرسول الكريم (ص)

غالب حسن

قضايا إسلامية معاصرة - إيران/2000م

النبوة من أقدم الحقائق في حياة البشرية؛ فقد اقترنت بأبي البشر آدم الذي اصطفاه الله تعالى واتخذه نبياً، وتلاحق ظهور النبوات التشريعية والتبليغية مع تطور الاجتماع الإنساني واتساعه،إذ كانت العناية الإلهية تهدي الإنسان باستمرار نحو كماله العقلي والروحي من خلال دعوات الأنبياء(ع) ولهذا تظل المكاسب التي أنجزتها البشرية في تاريخها مدينة للدور الذي اضطلعت به النبوة.. وأخيراً خُتمت النبوة بمحمد(ص)، وجاءت رسالته مهيمنة ومصدقة لما جاء به الرسل، فهي مهيمنة باعتبارها تنفي ما تعرضت له تعاليم السماء من تحريف وتشويه، وهي مصدقة باعتبارها تستوعب أصول الديانات السماوية التوحيدية.

ومنذ أقدم العصور، حاول الباحثون دراسة ظاهرة النبوة وتحليلها، وصياغة تفسير ميتافيزيقي للوحي، كما قدمت الكتب السماوية تفسيراً مسهباً للنبوة، واستعرضت مختلف المواقف حيالها..

ولم يكف الدارسون من تقصّي ظاهرة النبوة وتحليل تجارب الأنبياء الروحية والعملية، وتنامت الدراسات في هذا الحقل في العصر الحديث، حتى أمسى أحد أبرز المباحث في فلسفة الدين، وتجاوزت الدراسات المتأخرة المناهج التقليدية المتداولة لدى المتكلمين ورجال اللاهوت، وركنت إلى مناهج بديلة تستند إلى توظيف أدوات متنوعة مستقاة من الدراسات الإنسانية الحديثة.

يحاول المؤلف في هذا الكتاب أن يتعرف على تجليات النبوة وإشعاعاتها في حياة الرسول الكريم(ص) عبر تأملات سريعة، لكنها مكثفة، يتوكأ فيها على أكثر من منهج، ويدلل على أصالة النبوة في حياة الرسول الكريم(ص) ويوضح بجلاء أن النبوة حقيقة أصيلة في وجدان محمد)(ص)، وإنها القيمة العظمى التي سادت كل نبضات روحه فاستمدّ من وهجها في داخله، ومن حضورها في أعماقه، مشروعية الطرح ودستور المقاومة والمثابرة، إنها الحقيقة الأولى في حياته كلها، وكل الحقائق الأخرى انعكاس أمين لهذا الجوهر الزكي..

وفي التفاتة دالة يلمح الكاتب إلى أن هناك انسجاماً وتطابقاً بين الفعل والشاكلة، فيجد أن أول إنجاز للنبي(ص) وهو يحط في (قبا) ومن ثم المدينة هو بناء مسجد، وكانت الصلاة هي العبادة التي دشن بها هذا المسجد.. مما يعني أن أصالة العبادة التي تكشف عن أصالة النبوة، تتعزز بهذا الاهتمام البالغ الذي أبداه رسول الله في بناء المسجد، فقد تحول ذلك إلى مدخل نظمي في تاريخ الإسلام، إذ تولى هذا المسجد تأسيس الزمن الإسلامي بأروع تفاصيله فيما بعد..

يقع الكتاب في 124 صفحة من القطع المتوسط.

علويات

جوزف الهاشم

خمس قصائد متفاوتة الطول على مساحة 80 صفحة من الحجم المتوسط استلهمها الشاعر من وحي الإمام علي(ع) كما جاء على غلاف الكتاب..

يقول الشاعر في مدخل كتابه (ولا أدعي اليوم - وقد تعمقت في البحث والتنقيب - أنني بتّ ملماً بكل ما تكتنزه هذه الشخصية الفذة، من نفيس المناقب والمواهب، فهي كالمحيط الشاسع العميق، كلما سبرت غوراً خلته القعر، لاحت أمامك أغوار يطول معها الابحار على انك وانت تقتفي الأثر، تبهرك صورة الإنسان الكوني مجلّلة بكمالية نفسية ومثالية اخلاقية واشراق روحي منزه عن عيوب الآدميين..

وإن ولجت بعض بعضه، تطالعك عناوين ساطعة يتميز بها الإمام، وهي تتخطى تلك التي حددها الفكر الخلقي منذ سقراط بالفضائل الرئيسة الأربع: الفطنة، الشجاعة، العفة، والعدل.

من تعرف إلى شخصية الإمام علي استهوته، ومن استهوته، أثّرت فيه، ومن أثّرت فيه، اقتدى بها.. ومن اقتدى بها، أصلح نفسه، ومن أصلح نفسه تصالح مع الآخرين.

ومن قرأ نهج البلاغة أعجب بعلي.. ومن أُعجب به، أحبه.. ومن أحبه تقرب منه.. ومن تقرب منه، التقى معه.. ومن التقى معه، تلاقى مع سائر الأديان والناس.. نحن في حاجة ملحة إلى تلمس دربه لتكريم بشريتنا به، وإلى استلهام الروحانية التي فيه، لتحطيم الوثنية التي فينا، ونبذ عبادة آلهة الحجر، وآلهة اللحم، وآلهة الذهب..

والقصائد التي تضمنها الكتاب هي: الإنسان الكوني - القرآن البشري - ضوء من الضوء - ذكرى أهل البيت - عرس قانا -..

نقتطف بعضاً من قصيدة القرآن البشري التي يقول فيها الشاعر:

نِعم العليُّ، ونعم الاسم واللقب يا من به يشرئبُّ الأصل والنسبُ

الباذخان: جناحُ الشمس ظلّهما الهاشميان: أمٌّ حرّةٌ وأبُ

لا قبلُ، ولا بعدُ في (بيت الحرام) شجا طفلٌ، ولا اعتز إلا باسمه رجبُ

قضايا خاسرة

رياض نجيب الريس

الريس للكتب والنشر/ 2000

يتألف الكتاب من سبعة أقسام هي: حكاية البحث عن بطل، حكاية اللواء السليب، حكاية الملك العقيم، حكاية الإسلام السياسي، حكاية الانتصار والهزيمة، حكاية الطربوش والقبعة، حكاية الدب والذئب..

والكتاب الذي يقف على مفترق احداث وقضايا عديدة منها ما هو راهن ومنها ما يعود إلى أزمان بعيدة، يقف أيضا على اطلال وابطال منهم من واراه التراب أو طواه النسيان، ومنهم من اصبح في السلطة التي لم يستطع مقاومتها فهزمته المناصب.. وكذلك مناضلون تحولوا إلى رجال أعمال وسماسرة فكسبوا الثروة وخسروا الثورة، وكتّاب اصبحوا عازفين في اوركسترا الدولة التي حاربوها، وشعراء باتوا مغنين في جوقة النظام الذي سخّروا القوافي لهدمه..

الغرب في المجتمعات العربية، تمثلات وتفاعلات

مجموعة من الباحثين

تجمع الباحثات اللبنانيات، بيروت، 1999

ما هي الصور التي لدينا عن الغرب؟

هذا السؤال هو الدافع لبحوث هذا الكتاب.. وهو سؤال جرّ إلى أسئلة أخرى: لماذا نكون في العادة موضوع دراسة؟ فترسم لنا الصور السلبية (المتخلف، الإرهابي، غير العقلاني، المستلب) ونواجه ذلك إما بالقبول مذعنين للإدعاء القائل بعلمية رؤية الغرب وموضوعيته، وإما بالانفعال الذي يقترب من الرفض، وإما بالصمت والاستكانة.. ولماذا عندما حاول البعض منا أن يفهم وأن يردّ على هذه الصور،

جاءت كتاباته متناثرة وتدور بغالبيتها حول الأنظمة السياسية والتيارات العلمية أو الفكرية مختزلة الغرب في تصور ذي بعد أحادي ينحو إلى الإطلاق سلباً أو إيجاباً؟ لماذا وكيف شكلت رؤية الغرب إطاراً مرجعياً لنا، حتى أننا مَوضعنا أنفسنا وحددنا علاقتنا مع بعضنا البعض ومع الغرب ومع الشعوب الأخرى انطلاقاً منه؟.

إن هذه الأسئلة وغيرها تكشف أن هذا الواقع ليس إرادياً ولا بسيطاً، فالعلاقة بين الشرق والغرب متداخلة تحكمها منذ البداية الصراعات التاريخية، إضافة إلى الأبعاد الاقتصادية والسياسية والدينية، هذه كلها تضرب بجذورها بعيداً في تشكيل هذه الصور، عدا عن المتغيرات المتعلقة بالسياق المتأثر حكماً بلعبة السلطة والسيطرة التي قد تتجاوز الحدود الجيوسياسية والثقافية المحلية..

الكتاب عبارة عن مراجعة لمعارفنا عن الغرب، واعادة فهم الترسيمات الراسخة في اذهاننا خصوصاً في هذا الوقت الذي تلتبس فيه المسائل ويتصاعد القلق نتيجة العولمة، وما تستتبعه من دعوة للعودة إلى الجذور والأصول من جهة، وللتفلّت من أسر الجماعة والاستغراق في الفردانية من جهة أخرى.

ضم الكتاب خمسة محاور وهي: إنسانيات، وجهات نظر، اجتماعيات، فنون، كتابات، وسير..

وفي استعراض موجز لوجهات النظر هذه نلحظ التنوع الموجود فيها؛ الباحثة نجلا حمادة رأت انفصاماً في النظرة إلى الغرب يعود إلى أصلين أساسيين: سياسي ومادي-اجتماعي. ودعت إلى عدم التمادي في حب الغرب أو في كرهه، بل إلى مدّ جسر من التعاطي الواقعي والعملي معه. والمطران جورج خضر رأى أن الغرب كان غازياً في طبيعته وتاريخه منذ الحروب الصليبية حتى أيام الاستعمار، وأنه عمل على خلق العداوة بين الأرثوذكس أهل البلاد واللاتين المحتلين، وإن صورة الغرب المركبة هي واحدة لدى العربي مسلماً كان أم مسيحياً. أما بالنسبة للشاعر أدونيس فالآخر ليس مجرد عنصر للحوار، إنما هو عنصر تكويني من عناصر الذات، وهوية الإنسان هي في فرديته وإبداعه.. ولهذا فهي مفتوحة بلا نهاية، وهي أبداً في تعانق مع هويات الآخر.

ويرى عالم الاجتماع الطاهر لبيب، أن تمثل الآخر في الثقافة العربية ليس معطى من معطيات بنية العقل العربي، إنما هو إنتاج اجتماعي.. وعندما كان المجتمع العربي في قوته، كان حقل الآخرية متسعاً، والآخر متعدداً، وفي وجهة نظر المقدسي، يظهر أن أهم نتائج الاجتياح الثقافي الغربي الذي عين بدايته في القرن التاسع عشر هو نشوء مصطلح الغرب ودمجه بمصطلح الحداثة، ملاحظاً نقص الإيمان لدى العرب بالقدرة على الإبداع في مجابهة التاريخ..

يقع الكتاب في 697 صفحة من القطع الكبير..

فاطمة الزهراء(ع) أفضل أسوة للنساء

آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر/ط4 - 2000م

الزهراء(ع) أم الحسن والحسين(ع).. وبضعة الرسول(ص) وبهجة قلبه ونور عينه، وأم أبيها خاتم الأنبياء وأعظم مخلوق خُلق في الكون.

لو تأمل المتأمل في ألقابها تلك، وكان من ذوي الحظ السعيد والقلم السديد، لأمكنه أن يكتب عن كل لقب منها كتاباً ضخماً، وربما أكثر من كتاب، لأنها تختزن معاني كتاب الكون بأجمعه..

الزهراء(ع) ليست مجرد امرأة عاشت عمرها القليل ثم استشهدت في زهو شبابها ونضارة عودها وقمة تألقها..

بل هي هي؛ في مكانتها السامقة، والتي لا يعرف تلك المكانة أو يستطيع الاقتراب منها إلا خالقها ورسوله(ص) وأمير المؤمنين علي(ع) وأبناؤها المعصومين(ع)..

وهي النموذج الأرقى الذي لو تعلمت الدنيا منها لسادها الأمن والأمان.. وهي مدرسة للأجيال ونبراس ومشعل نور يجب الاستضاءة به والأخذ منه وتعلم الدروس الحياتية لتربية الأمم تربية صالحة، رغم حياتها القصيرة في عمر الزمن.

والزهراء(ع) بضعة أبيها، وهي أسوة، كما أن الرسول(ص) أسوة من الله بالتحديد وبالتخصيص حيث قال عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) وجزؤه لا ينفصل عنه، التي هي الزهراء(ع) فهي كأبيها تماماً وهي أفضل أسوة للنساء..

في هذا الكتاب يشير المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي(دام ظله) إلى بعض الملامح الحياتية والدروس الحضارية التي استفادها من هذه الأسوة الطاهرة، كما يبين مدى أهمية قولها (وطاعتنا نظاماً للملة) فيستدلّ بأسلوب حكومة الرسول(ص) وأمير المؤمنين(ع) لبيان أن السعادة والنظام لا يتحقق إلا بطاعة أهل البيت(ع)..

يقع الكتاب في 103 صفحات من القطع المتوسط..

علم التاريخ ومناهج المؤرخين

صائب عبد الحميد

الغدير للدراسات والنشر/ط1 - 2000م

التاريخ علم ووعي؛ علم له أدواته، ووعي بالمقاصد والروابط، هو نظر وتحقيق.. وهذا ما يميز المؤرخ عن الأخباري، والتاريخ ليس من صنع (البطل) بمفرده، بل هو حركة المجموعات البشرية، فهو تاريخ البشر، تاريخ المجتمعات، والمجتمعات تحركها معادلات الحياة وقواها المتنوعة: عقيدية تختلط فيها الأساطير مع الأديان والمبادئ، واجتماعية تمتزج فيها جميع العناصر الداخلة في تركيبة مجتمع، من ماضٍ زمني، وموروث ثقافي، وجغرافية، واقتصاد..

ومن هنا ظهر إلى جنب الإخباري والمؤرخ، فيلسوف التاريخ؛ الذي كرس عنايته بتفسير حركة البشر والكشف عن أسرارها..

وهكذا نفهم التاريخ فناً واسع الأطراف، وعلماً عميق الأغوار، يستلزم كسائر العلوم تجرداً وحياداً، من خلالهما فقط نقرأ تاريخ البشر كما هو على حقيقته، بدلاً من أن نقرأه من خلال ذات المؤرخ..

هذا العنصر - الذاتية - الذي ترك أثره بشكل واضح على كتابة التاريخ، حتى صارت تتلون بتلون اتجاهات المؤرخين، الذي دعا بعض النقاد أن يصفوا الكتابات

التاريخية بأنها تعبر عن ذات المؤرخ قبل أن تعبر عن الواقع التاريخي.. ولعلّ هذه هي أبرز إشكاليات كتابة التاريخ، ففرق كبير بين التقرير، وبين التدوين والنقد والمقارنة والتحليل والتفسير، ففي الحالة الأولى ينطلق المؤرخ من رؤى محددة تقوده وتوجه قلمه على طول عمله التاريخي، من أجل تقرير مجموعة من الصور كانت قد ترسخت في أعماق ذاته من قبل، بينما ينبغي في الثانية أن يتعامل مع الروايات المختلفة التي تتحدث عن وقائع أحداث وفق قوانين واضحة المعالم.. الأمر الذي نادراً ما نلمسه عند كتّاب التاريخ الإسلامي بوجه عام، وحتى حين وجدنا ابن خلدون يضع في مقدمته قوانين دقيقة لنقد التاريخ، وجدناه في الوقت نفسه قد أخفق في استخدامها وهو يدوّن تاريخ الإسلام، حتى كأنها قد غابت عنه أو كادت تغيب تحت تأثير الذاتية الحاكمة، ولا يخلو هذا التعميم من استثناءات جديرة بالتقدير والإعجاب..

وتزداد المسألة تعقيداً حيث يتداخل البحث التاريخي العقيدي، وذلك حين ترتبط بعض المفاهيم العقيدية بوقائع التاريخ، وتستند إليها كمصاديق وشواهد تاريخية على صحة المفهوم..

وهذا الكتاب مساهمة في تكوين وعي تاريخي صحيح، من خلال توفير أدوات هذا الوعي، والتي تأتي بالدرجة الأولى متقدمة على استعراض التاريخ نفسه وتحليله ونقده..

قسّم الباحث كتابه إلى ثلاثة أبواب:

الباب الأول: علم التاريخ والبحث التاريخي؛ وقد احتوى على خمسة فصول:

الفصل الأول: نشأة التدوين التاريخي وتطوره.

الفصل الثاني: العلوم ذات الصلة بدراسة التاريخ.

الفصل الثالث: منهج النقد التاريخي.

الفصل الرابع: النقد التاريخي وعلم التاريخ عند المسلمين.

الفصل الخامس: التدوين التاريخي عند المسلمين.

الباب الثاني حمل عنوان: المدارس التاريخية أو فلسفة التاريخ؛ وقد ضم ثلاثة فصول:

الفصل الأول: فلسفة التاريخ في أوربا ونشأة المدارس التاريخية.

الفصل الثاني: أهم المدارس التاريخية في أوربا الحديثة.

الفصل الثالث: التفسير الإسلامي للتاريخ.

الباب الثالث حمل عنوان: مناهج المؤرخين؛ وقد احتوى على أربعة فصول:

الفصل الأول: مناهج أصحاب المغازي والسير.

الفصل الثاني: المناهج في الجوامع التاريخية المقدسة.

الفصل الثالث: المناهج في الجوامع التاريخية اللاحقة.

الفصل الرابع: مناهج خاصة في كتابة التاريخ الإسلامي..

يقع الكتاب في 312 صفحة من القطع الكبير..

أسلمة الذات.. في المنهج التغييري للأئمة

كامل الهاشمي

دار الهادي/ بيروت - ط1/2001م

الأهمية الكبرى التي تجسدها الرسالات الإلهية في تاريخ وحياة البشر، أنها تنطوي على مشروع تغييري شامل وعميق، بمعنى أن مشروع التغيير الذي تحمله الرسالة الإلهية إلى الإنسان لا يكتفي بإنجاز دور تغييري محدود في وجود الإنسان، بل الدور الذي تحرّك الرسالة الإلهية الإنسان نحو تفعيله وتحقيقه وإنجازه يستوعب أولاً كل مناحي الوجود البشري من اجتماعية وأخلاقية وسياسية واقتصادية.. كما أنه ثانياً يستهدف تغيير الإنسان ضمن مجالاته العقلية والشعورية والسلوكية، وانطلاقاً من ذلك لم تكن الرسالات فيما تنجزه من مهمة تغييرية تقف بالإنسان عند حد التطوير والتغيير في جانب من جوانب الوجود الإنساني أو تحصر دورها في أفق محدود من آفاق الوجود الفردي أو الجمعي للبشر، وهذه المهمة التغييرية التي تنجزها الرسالات الإلهية أفضل ما يمكن أن يطلق عليها هو (أسلمة الذات) وإذا ما أردنا أن نضع أيدينا على منهج إسلامي تمكن من تجسيد والتزام هذا المعنى الذي استهدفت الرسالات الإلهية تحقيقه في حياة الإنسان، فإننا لن نجد أفضل وأسلم من ذلك المنهج التغييري الذي اختطه أئمة أهل البيت(ع) في تهذيب وتربية النفس البشرية وتسييرها في طريق التكامل المعنوي والإنساني..

حاول المؤلف في هذا الكتاب الكشف عن المضامين الراقية التي اختزنتها أحاديث الأئمة(ع) في المجال التغييري والإصلاحي، ومحاولة التعرف على معالم المنهج الذي تبناه الأئمة(ع) في أسلمة الذات الإنسانية وتسييرها في رحاب الالتزام والمسؤولية وتحمل أعباء عملية إصلاح الذات والمجتمع.

وأية مهمة تغيير وإصلاح تريد أن تتوفق في إنجاز مسؤولياتها لابد أن تتفهم أولاً وقبل كل شيء طبيعة الموضوع الذي تريد تغييره وإصلاحه، ولما كان الإنسان هو المقصود أولاً وأخيراً بهذه المهمة، فقد كان من اللازم أن تتوفر الرؤية التغييرية والإصلاحية الناجمة عن وعي تام وإحاطة شاملة بمتغيرات النفس البشرية وتقلبات أحوالها ومستلزمات إصلاحها، وهذه الخصال توفر عليها منهج الأئمة(ع) في أسلمة الذات..

قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول توزعت على 144 صفحة من القطع الكبير، حمل الفصل الأول عنوان منهج الأئمة في التغيير العقيدي، والفصل الثاني حمل عنوان منهج الأئمة في التغيير النفسي، وجاء الفصل الثالث تحت عنوان منهج الأئمة في التغيير العملي..