ملف عدد محرم1422هـ

 

في رحاب الحسين

 

 

حسيــــــراً، أسيـــــــــراً، كسيـــــــراً ظمي
سلامــــــاً لمثــــــــواك مـــــــن مَحــــــْرَمِ!

منـــــــاراً إلـــــى ضـــــوْئـــــِهِ أنتمــــــــي
مـــــــــــــلاذاً بــــأســـــــوارِهِ أحتمــــــــي

رضــــــاعاً.. ولـــــــلآنَ لــــــــــم أفُطــــمِ!

قـدِمــــتُ، وعَفـــــــــَوُكَ عــــــــن مَقْدمــي
قدِمتُ لأُحـــــــــــْرِمَ فـــــــــي رحبتيـــــــك
فمُــــــــذْ كنــــــتُ طفــــــلاً رأيـتُ الحسين
ومُـــــذْ كنــــــتُ طفـــــــلاً وجـدتُ الحسين
ومُذ كنــــــتُ طفـــــــلاً عرفــــــتُ الحسين

 

وإن كنـــــــــــــتَ مختضبـــــــــاً بالــــــدّم!

بما ديــسَ مــــن صــــــــَدْرِكَ الأَكــــــــْرَمِ

يــــا مَــــــن مِن الذَبْـــــحِ لــــم يُعْصــــــــَمِ

لاق بــِهِ المـــــَوْتَ كــــــــي تَسْلَمـــــــــــي

فمـا فيــه للــــــــروحِ مــــــن مَخـــــــــــْرَمِ

علـى المــــــوت فـــــــي زَرَدٍ مُحْكــــــــــَمِ

حتـى بَصُــــــــرْتَ، وحتـــــــى عَمـــــــــِي

وأبقـــــــاك نَجْمــــــــــاً مــــِنَ الأَنـْجُــــــــمِ

ســـــــــلامٌ عليـــــــــك فأنــــــــت الســـلام
وأنــــت الدليـــــــــلُ إلـــــى الكبــــــــريـاء
وإنــــــــــــكَ مُعتـــــَصَـــــــمُ الخـــــائفيــن
لقد قُلْتَ للنّـفـــــــــسِ: هـــــــذا طـــــريقــَكِ
وخُضــــتَ وقـــــــد خُفــــــرَ المـوتُ خفراً
ومـا دارَ حَوْلــــَكَ، بــــــــــل أنـــــت دُرتَ
مِنَ الرفْـــــضِ والكبريـــــــــــــاءِ العظـيمة
فَمَسّــــــــــَكَ مِنْ دونِ قَصــْــــــــــدٍ فمــاتَ

 

هَـــــلِ المــــــوتُ في شَــــكْلــــِهِ المْبُهـــــْمَ

أم خـــــادمُ القــــــَدَرِ المُبــــــــــــــــــــرمِ؟!

لِيْـــــــومِ القيــــــامـــــةِ يَبْقــــــَى الســــؤال
هُوَ القــــــــــــَدَرُ المُبــــــــْرَمُ الْلاَيـــــــــُرَدّ

 

وبُـــــرْعُمــــــَهُ.. طِبـــــْتَ مـــــِنْ بُرْعُــــمِ

وفـــــــــُزْتَ بمعيـــــــــارِهِ الأقــــــــــــــْوَمِ

كمـــــــــا خَيـــــــــَّرُوهُ، فــــلــــم تُثـــــــــْلمِ

ولــــــــم تَتــــَلَفــــــَّتْ.. ولـــــــم تَنـــــــــْدَمِ

لألائـــــِهـــــــا كــــــــالأخِ التــــــــــــــَّوْأَمِ!

سَـــــــلامٌ عليـــــــــكَ حبيـــــــــــبَ النَّبــي
حَـمَلــــــــــْتَ أَعـــَزَّ صفــــــاتِ النَّبــــــــي
دِلالـــــــــهُ إِنَّهُمـــــــــــــو خَيـــــــــــــَّروك
بَلِ اخْتــــَرْتَ مَوْتــــــَكَ صلـــْتَ الجبيـــــن
ومــــــا دارتِ الشَّمـــــــْسُ إلا وأنــــــــــت

 

حـــــــواليـــــــكَ فِــــــــي ذلـــــكَ المضْرَمِ

عـــــــن صَـــــــــدْرِكَ الطـــــــاهرِ الأرْحَمِ

مــــــــا غـــــاصَ فيـــــــهم مــــــِنَ الأسْهُمِ

كشمسيـــــــن فـــــــي فلــــــك أَقْتـــــــــــــَمِ

وتَجْــــــــري الدمـــــــاءْ مـــــــِنَ المِعْصَمِ!

ســَلامٌ عَلـــــــــــــــــــى آلِكَ الحُــــــــــــوَّمِّ
وَهُمْ يَدْفَعونَ بعـــــــــُري الصـــــــــــــدورِ
وَيَحْتَضِنـــــــونَ بكبــــــــــــــــرِ النـــبييــن
سَلامٌ عليهــــــم.. علـــــــــى راحتيـــــــــن
تشـــــــــــــعُّ بُطــــــُونِهِمـــــــــا بالضيـــاء

 

بــــــلألائــــِهـــــا مُــــرْتَقـــــَى مَـــــــــرْيَمِ

مــــخضّبــــــــةٍ بالـــــدّم العنــــــــــــــــــْدَمِ

أمـــــــام تَفَجــــُّعِهــــــــا المـــُلــــْهـــــــــــمِ

بصــــــــوتٍ بـــــأوجــــــاعِـــــــهِ مُفْعـــــَمِ

لمـــــــــادتْ بـــــأحْـــــــرُفِهـــــــا اليُتّـــــَم!

ومَقْحَمــــــــــِهِ، جــــــــلَّ مــــــــِنْ مقْحَــــمِ

وحجــــــــم تَمَزُّقــــــــِهِ الأَشْهــــــــــــــــــَمِ

عَتْــــــــبَ الشَّفــــــــوفِ بــــهِ المُغــــــــرَمِ
ومـــــــــــرُك يـــــــا (حـــــــــُرُّ) لم تُلْجَمِ؟!
لــــــــو كنــــــــتُ وحـــــــــــــدي لم أحجِمِ
عليــــــــــكَ دوائـــــــرُهـــــــــُمْ يَا دمِـــــي
ولــــــــــو أنّ أرسانَهُـــــــــمْ فـــــــي فمي!

فمــــــــا نـــــــــالَ منــــــــه بنــــــــو مُلجمِ

ســَلامٌ عَلـــــــــى هالـــــــــةٍ تَــــــرْتَقـــــي
طهــــــــــورٍ، مُتــــــــَوَّجَــةٍ بالجــــــــــلال
تهـاوت فصــاحــــــــــةُ كــــــلّ الرجـــــال
فراحتْ تُزَعْزِعُ عـــــــــــَرْشَ الضـــــــَّلال
ولو كان لـــــــــــلأرض بعــــــضُ الحيــاء
ســــــلامٌ علــــــــى (الحـــُرِّ) في ساحتيــك
ســلامٌ عليـــــــــــــــه بحجــــــــمِ العـــذاب
ســَلامٌ عليـــــــــه.. وعتـــــــبٌ عليــــــــــه

فَكَيـْفَ وفـي ألـْفِ سيـــــــفٍ لُجِمـــــــــــْـتْ
وأحْجَــــمْتَ كيـــــــف وفــــــي ألف سيـف
وَلَـمْ أَنْتَظـــــــــــِرْهـــــــُمْ إلـى أَنْ تـــــــدور
لكنـتُ انْتـــــــــــــَزَعْتُ حـــــــدودَ العـراق
لغيـــــــــّرتُ تـــــاريـــــــــخَ هــذا التــراب

 

وزرقــــــــاءَ مِـــــــــنْ ليلِهـــــــا المُظْلــــِمِ
وغاصــــــــــت إلــــــــى الأقـــــــْدَمِ الأقْدَمِ
وهــــــو علــــــــى موتـــــــِهِ يَرْتَمـــــــــِي
ولا ســـــــاومتْهــــــا علــــــــى المغنـــــــمِ
تــــــرفُّ علـــــــى ذلــــــك المَجْثــــــــــــَمِ

سَلامٌ على (الــــــــــحرّ) وعـيـــــــاً أضاء
أَطَلَّــــــــــتْ علـــــى ألـــــف جيـــلٍ يجيء فَأَدْرَكَـــــتِ الصَّوْتَ.. صَــــــوْتَ النبـــــوَّةِ
فمــا ساومـــت نفســــها فــــي الخَســــــار
ولكـــــن جثـــــــت وجفــــــــونُ الحسيــــن

 

يا مُشــــــــْرَعاً قــــــــــَطُّ لــــــــــــــَمْ يُعْجَمِ
إذا قيـــــــل يـــــــا ذا الفقــــــــار أحْســــــِمِ
ســـــــــَرَتْ بيــــــــن كَفـــــــِّكَ والمَحْــــزَمِ
وتُنْكِـــــــــرُ زَعْمــــــــــَكَ مـــــــــِنْ مَزْعَمِ
وأَيْنــــــــــَكَ مــــــــِنْ ذلكَ الضَّـــــــــيْغَمِ؟!
عَظُمــــــــــــْتَ لـــــــــدى اللهِ مــــِنْ مُسْلِمِ!
وجهـــــــــاً.. وأغنــــــــى امــــــرئٍ مُعْدِمِ!
ولَيــــــــْسَ بِبَيْـــــــــــتِكَ مِنْ دِرْهَـــــــــــمِ!
فـــــــــــــداءٌ لجوعِــــــــــكَ مِنْ أَبــــــــْكَمِ!

ويا سيـــــــــدي يــــــا أَعــــــَزَّ الرجــــــال
ويـــــَا بْـــــنَ الــــــذي سَيْفـــــــُهُ ما يــزال
تُحـــــــــسُّ مــــــروءةَ مليــــــونِ ســـــيفٍ
وتوشـــــــِكُ أنْ.. ثــــمّ تــــــُرْخــــي يَدَيــْك
فأيــــــــن سُيُوفـــــــُكَ مــــــِنْ ذي الفقــــار
علــــــــيُّ.. علـــــــيّ الهــــــُدَى والجهـــاد
ويا أَكـْرَمَ النـــــــــاسِ بَعــــــــــْدَ النبـــــــي
مَلَكــــْتَ الحيـــاتيـــــن دنيـــــــــا وأخــرى
فِدىً لِخُشـــــُوعِــــــكَ مــــــــِنْ ناطــــــــقٍ

 

مــــــــــزيجـــــــاً مِنَ الــــــدَّمِ والعَــــــــلْقَمِ
ونَفـــــــْسٌ أبــــــــَتْ أن أقــــــــولَ أكْظِمي
فتيـــــــــارُهُ كُلــــــــُّهُ فـــــــــي دَمـــــــــِي!
خُذينـــــــــي.. وللنفــــــــــسِ لا تُهْــــزَمي؟
عليهـــــــم ســــــوارٌ علــــــــى المعْصَــــمِ
وصــــــــاح علــــــــى مَوْتـــــــــــــِهِ: أَقْدِمِ
شـــــــــدادٌ علـــــــــى القـــــــَهْرِ لــم نُشْكـَمِ
ســـــــــــواتـــــــــِرُنــــا قـــــطُّ لــــــم تُهْدَمِ
فإنـــــــّا وُكِلْنــــــــا إلــــــــى الأظْلَـــــــــــمِ
فقــــــــــد خاننــــــــا مـــــــن لـــــه ننتمي!
واحـــــــدُهُـــــــمْ صَـــــارَ كــــــــــــالأَرْقَمِ
فنحتــــــــارُ مــــــــِنْ أَيُّهـــــا نَحْتَــــــــمِي!
كبـــــــاراً علـــــــى لـــــــــــؤمهـــــا الأَلأَمِ
يُــــــــلألئُ فـــــــــي الحــــــــُلُكِ الأَعْـــــتَمِ
وتَــــــــزْفرُ بالوَجَــــــــعِ المُلْـــــــــــــــــهمِ
سَيَـــــــــنْهَـــــــــلُ مـــــِنَ وِرْدِهِ الـــــزَّمْزَمِ
ســــــــلامٌ لأرضــــــــِكَ مــــــــــــــِنْ مَلْثَمِ

قَدِمـــــــْتُ وعَفـــــــْوَكَ عَــــــنْ مقْدمــــــي
وبــي غضــــــبٌ جــــــــــلَّ أنْ أدّريــــــــه
كأنــــــــّك أَيْقَظـــــــْتَ جــــــُرحَ العــــراق
أَلَسْــــتَ الــــــذي قــــــــال للبــــاتــــــرات
وطــــــاف بـــــــــأولاده والسيــــــــــــوف
فَضَجــــــــَّتْ بأضلُعــــــــــِهِ الكبـــــــــرياء
كذا نَحْـــــــــنُ يا سيـــــــــــدي يا حسيــــن
كــــذا نَحـــــــــْنُ يا آيـــــــــــةَ الرافديـــــن
لَئـــــــِنْ ضَــــــــجَّ مـــــِنْ حَوْلِكَ الظالمون
وإنْ خانكَ الصَّحْــــــــــــبُ والأصـــــــفياء
بنو عَمِّنــــــــا.. أَهْلُنــــــــا الأقربـــــــــتون
تَدُورُ علينـــــــــــا عيـــــــــونُ الذئــــــــاب
لهـــذا وَقَفْنــــــــــا عُـــــــــراةَ الجـــــــراح
فيـــــــــا سيـــــــــدي، يــــــــا سَنـا كربلاء
تشـــــــــــــــــــعُّ منائـــــــرُهُ بالضيــــــــاء
ويا عَطشـــــــــاً كـــــــلُّ جَــــدْبِ العصور
سأطبعُ ثَغــــــْري علــــــــــى مَوْطِئَـــــــيْك

عبد الرزاق عبد الواحــد