1

حركة التنافر و التنازع حركة تمزيقية؛ تسير باتجاه انحداري، لتحطيم كل الأسس و المقومات لوجود مجتمع حقيقي، فمع تمسك كل فرد وجماعة بنزعاتها الأنانية، وتمحورها الانعزالي فإنها بذلك تشارك في عملية التمزيق والتهديم عندما تسحق المصالح المشتركة.

ولو إن كل واحد فهم حقيقة معركة الحقوق المتضادة، لاستطاع أن يحول حركته المتنافرة إلى حركة منسجمة بإتجاه التيار الأجتماعي العام .

هناك حقوق شخصية، وهناك حقوق عامة، وهناك حقوق مشتركة، فلو احترمتُ حقوق الآخرين ولم أضيعها، فإن حقوقي سوف تصان و تحترم، ولو أني أذعنت للحقوق الاجتماعية المشتركة ورضخت للحق الناقص الذي يُرضي الجميع، لما كان هناك تنافر، وتجاذب سلبي، ولكن كبرياء النفس وطغيانها يغطي بصيرة الأنسان ويحجبها عن رؤية الواقع، وفهم المصالح العامة، وهي نزاعات مدمرة، تجلب الكثير من الويلات و المآسي.

هناك حقيقة لابد أن نحترمها، وسنة كونية لابد أن نرضخ لها، فالكون قائم على النظام و التوازن بين عناصره غير المتنافرة، ونظام الحياة الأجتماعية قائم على التوازن بين الحقوق و الواجبات و المسؤوليات.

ولكي أحترم حقك، عليك أن تحترم حقي، ولكي تنال حقك لابد أن أنال حقي أيضاً، وإنصاف الناس من نفسك هو أن تقدّس حرياتهم وتحترم آراءهم.

وقد قال أمير المؤمنين(عليه السلام): أحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لها .

أُســرة التحــريـر