يدعوك أحد الأصدقاء لمأدبة، أو احتفال خاص بأحد افراحه، تفكر في الدعوة، وتأخذ لها الاهبة للتلبية..

كيف سيكون شكل الهدية التي احملها إليه، هل تكون ثمينة أم بسيطة؟ هل أذهب في الموعد المحدد أو اتقدم أم أتأخر قليلاً؟

إنه صديق عزيز. وعليه قررت أن تكون الهدية بقدر معزته.. لا أنكر اني تعبت في البحث حتى وجدت الهدية المناسبة، فهو يستحق لأنه صاحب افضال عديدة علي.. وسأحضر باكراً قبل الموعد فربما سيحتاج إليّ في عمل ما..

كم واحد منا عاش هذا الموقف، وعشرات أخرى غيره؟ الكثيرون عاشوه، أو لمسوه عن قرب، وهو يشبه تلك الدعوة الموجهة إلينا كل عام مع بعض الفوارق..

كل عام تصل الدعوة الإلهية لملايين المسلمين لضيافة الرحمن والجلوس إلى مائدته..

كم منا فكر أن يهيئ نفسه لتلك الدعوة طيلة أيام السنة؟ وكم منا استعد لها.. اناقة في الجوهر وتطهيراً لما علق به؟

كم منا فجّر ينابيع الصفاء في نفسه لاستقبال تلك الدعوة؟ وكم منا احتضن حروفها بدفء واخلاص؟ وكم منا سيمتلئ سكينة وأمنا وطمأنينة حين يقصد تلك المائدة؟ دعوة تتكرر كل عام.. فهل نلبي؟

حيدر الجراح