ايقاف الزمن واسترجاع الذات |
لابد من استرجاع لانفسنا وتأمل لذواتنا وتعمق في اوضاعنا، لكي نستطيع أن ننتشل ما تبقى من ارواحنا التي عذبتها الأزمات وطحنتها الانشقاقات. وشهر رمضان ينعم على المؤمنين بايقاف الزمن ورتابة الحياة ليعود على المؤمنين بوقفات تأمل وابتهال وتذكر واشتغال، ليحدث انعطافات في حياة المرتهنين وينقذ أسارى الواقع من سجون النفس العنيفة والمعاندة، ليخرجهم إلى لحظات هادئة يسترجع فيها الإنسان نفسه ويحاسب فيها اعماله لعله يستعبر ويصلح نفسه وأمته ويتحمل مسؤوليته الحقيقية ووظيفته الشرعية. إنها لحظات تغذي الروح بالإرادة القوية فقدتها الانفس الخائرة وتغذي العقل ببصيرة حجبتها اهواء ضالة وأفكار مرتزقة وجشع لا ينتهي. فأيام شهر رمضان تشحذ الهمم وتنقي الأنفس وتطهر الأرواح في ليال تخشع فيها العيون وتنحدر منها الدموع وتتحرك فيها الأفكار. إنها لحظات يسترجع فيها العبد حريته، والأناني أخوته وانسانيته والضال هدايته، والمعذب أمله، حيث تهب إلى اعماقه نسمات الحب والأمل والعطاء فتشعر بحقيقة انسانيتها وتتفاعل مع مشاعر الآخرين بحب وايثار، وود وايمان. لعل الأمة تسترشد هذه الأيام فتقف على حقيقتها وتتقبل نقد ذاتها وتتحدى ازماتها وتقاوم عنفها وهجومها. عندما تختار الحرية على الاستبداد، واللاعنف على العنف، والتعددية على الأحادية، والأخوة والوحدة على التفكك والتشتت، تختار حياتها المتحققة بالواقعية والصدق والعزة والنصر والتعاون. |
أسرة التحرير |