2000 تشرين الاول |
1421 رجب |
العدد |
|
مجلة |
بهاء الدين البطاح |
المقدمة |
||
حتى تضحى في الأرض نسيماً حياً يتنفسُ منه الناس العطرا كانت تُمطرُ فجرا تقرأه، تتلوه، تبكى عليه طلباً تشهده روحاً مخطوطاً في القرآنِ ومسطوراً سطرا ترمقُهُ في آيٍ من وحي الرَّبِ بـ(عمَّ) أو يا طه (بلغ) وعشراتِ الآياتِ الأخرى فتعلقها بدرا متممةً لوحة حيدر تكمن في ركن فقار نصراً في يومٍ أزليٍّ في الدهرِ كنا ننظرُهُ نضرا نرفع اغشيةَ السرِّ عن لوحةِ (حيدر) فنرى فنَّ الملحمةِ العسرا ما أعذَبها ما اصعَب في القَصَصِ قصَتَها كيف نفسرُ تلك الألغازَ الخضرا الحمرا تلك طلاسمُ لا نفهمها ما اصعبَ موقفنا الغامض ما اوغلَهُ في الإبهامِ ما اقسى الآمالَ الحرّى اللوحةُ في وجدانٍ باتت لا نفهمها ما اعمقَها كانت بحرا يا صاحي اللوحةُ ما كانت أحلاماً بترا ما فيها اسقاطات الشاعر بل فيها اسرارٌ ملحمةٌ كبرى ومعانٍ فيها تعلو علواً وتبالغُ في نسقٍ مرموقٍ غاضت قوماً واسرّت امماً أخرى ترفع امراً.. تسمو بعيداً متألقةً تخفضُ امرا تَرْتَبُ هَوْناً تبيضُّ تبدو قزَعاً في نظرِ البعضِ لا تحملُ قطرا أو قُلْ نَزْرا فيعالجها البعضُ بنارِ اللعنِ أو تعتيمٍ أو تزييف أو تغييب أو بعضِ الغدراتِ الأخرى لكن ما أنْ طلع الفجرُ من مكةَ من روحِ البيتِ قلبِ القبلةِ رحمِ الكعبةِ حتى انهمرت حممٌ فوق الشرِّ ترمي من سجيل الصخرا تلك ولادة أيُّ ولادة اللوحة يا صاحي ستوغلُ في التعقيدِ لكنَّ علاماتٍ فيها نفهمُ منها البشرى نفهمُ منها النصرا |