التغيير سنة الحياة، ومن لا يتغير يبقى ابداً في اغلال الجمود والتخلف، والتقدم يصنعه أولئك الذين استطاعوا أن يواكبوا التطورات ويعاصروا الجديد، ويتأقلموا مع الحاضر انطلاقاً للمستقبل. ونحن كذلك نبحث عن التقدم في مجلتنا، لذلك نفكر دائماً مع اخواننا القراء في احداث التغييرات الإيجابية عبر طرح موضوعات معاصرة تحرّض فكر القارئ وتلهمه بالرؤى وتشحذ عقله باتجاه الوصول إلى معرفة الحقيقة.

لذلك نسعى إلى طرح تلك الأفكار التي نأمل أن يكون باستطاعتها حل مشاكلنا من جذورها واستيعاب المشاريع باتجاه المستقبل مع الاستفادة من رؤى التاريخ..

والموضوعات التي طرحناها في هذا العدد محاولة لتلبية الاتجاه في وضع التاريخ الايجابي في زوايا المستقبل، فملف العدد يحاول أن يستفيد من تاريخنا المشرق بوضع الحقيقة في دائرة المعاصرة، لان تاريخ أمير المؤمنين(ع) تاريخ ممتد يفيض إلى الإنسانية برؤى ومفاهيم قادرة على انقاذها من آلامها المعذبة.

ونطرق المستقبل أيضا بموضوعات جديدة تمثل تحديات حقيقية تحرك روح الوعي والعمل لاستيعابها بها مثل الثورة المعلوماتية، وتحديث الخطاب الثقافي، وبلورة المفاهيم الإسلامية مثل مفهوم الأكثرية وقاعدة لا ضرر ولا ضرار في الإسلام.

ولقد اقترحت أسرة التحرير بعد دراسة وافية أن يكون العدد الخمسون وهو العدد الذهبي لمجلتنا فاتحة للتغيير والتطور.

نحن ننتظر التفاعل مع الاخوة القراء لأنه الطريق نحو التغيير الفعال عبر ارسال انتقاداتهم وردودهم وكتاباتهم.