2000 آيلول |
1421 جمادي الثاني |
49 العدد |
مجلة النبأ |
ـــــــــــــــ عن خواطري في القرآن ـــــــــــــــ |
أبو عمار البغدادي |
ويحلّق بآفاقه العالية صوب تحديد سقف عافية الأمة، وتكريس حقوقها السياسية والاجتماعية والإنسانية في الحياة.. فالأمة في ذهن الإمام الشهيد، ميدان للمبادرة... وشاخص في ثقافة تبحث عن سلم قيادي ينهض بمسؤولية الارتقاء بها.. كان في كل ذرة من تدوينه القرآني يخسر قطعة من قلبه... على أن رهان استعادة القلب يبقى مطلقاً في توخ قدرة الأمة على استعادة روحها الحضارية من جديد، أمة لا تخسر موقعها مهما استبد طغيان الحاكم، وغلى مرجل المؤامرة في بيتها الداخلي. من قصاصاتك المبعثرة هنا وهناك تمكنا من اكتشاف خواطرك عن قرينك القرآن. وعبر بحثنا عنك وسفرنا الطويل في اتجاهاتك المترامية الأطراف.. وجدناك هناك مسجّى بين التأويل والتنوير. خواطري عن القرآن وريقات مقدسة وجدناها منقوعة بمداد الألم والمعاناة... كأننا كنا على موعد مع ألم يتحوّل كلمات ساجدة لحركة الكون. خاضعة لقدرة المفكر الأنيق في استعادة الكون على هدي الثقافة الأنيقة. خواطري تأملات لإمام ارخص الدم والجرح وسنوات الكدح المستمر إلى الله.. وحين يتألق التأمل على أفق الدم المقدس، تصبح اللغة شراع تغيير.. ولحظة الثورة على الذات إلى مشروع للنهضة والاستئناف؛ هوذا خواطري يستعيد صورة الإمام الشهيد مرة أخرى... كأن هذه الاستعادة عودة للإمام وهو يكتب من جديد رؤيته لحركة الكون والحياة عبر خواطره المبللة بعطر الشهادة وارجوان الخلود. |