2000   آيلول

1421  جمادي الثاني 

49   العدد

مجلة   النبأ

  الكتاب الذي طبع بعد شهادة المؤلف (قدس سره)  

حامد السعيدي

ضرورة الدين في المجتمع

يقظة الغرب وتخلف المسلمين

منهج المؤلف (ره)

تمهيد

خواطر من القرآن

تحليل مفهوم التفسير

القرآن والدستور

تمهيد

اهتم علماء المسلمين بالقرآن قديماً وحديثاً فأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامهم وبحثهم وتصانيفهم نظراً لما يتمتع به القرآن الكريم من أهمية بالغة في الإسلام إذ أنه خاتم الكتب السماوية ومصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل ومعجزة السماء لخاتم النبيين محمد (ص) والحبل الممدود بين السماء والأرض والحقيقة الخالدة التي ما زالت تعيش رغم تصرم السنين وذلك لما لمصداقيته التي تميزه عن بقية الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل التي طالتها يد التحريف المادي والمعنوي وافقدتهما الثقة والمصداقية في النص لاحتوائه على مزاعم مكذوبة منسوبة إلى الله لدواعي مصلحية اقتضتها الرهبان والاحبار والقساوسة في ذلك الوقت وبذلك بقي القرآن الكريم الكتاب الوحيد الذي يُطمأن إليه بما عهد الله تعالى لحفظه كما جاء في قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) أما بقية الكتب فهي محرفة كما جاء في قوله تعالى (يحرفون الكلم عن مواضعه)(1) وهذه الحقيقة جعلت المسلمين يقفون أجلالاً لهذه المعجزة الخالدة وحفزتهم على البحث في كل ما يختص بالقرآن ناسخه منسوخه محكمه متشابهه مجمله ومبينه خاصه عامه بلاغته جماله اللغوي جزالة ألفاظه سبك معانيه وأسرار حروفه وآيات أحكامه فأسّست علوم القرآن لتبحث في العلوم القرآنية وما يجب توفره من الشروط لمن يريد الوقوف على شرح كلام الله ووضعت الشروط اللازمة للتفسير ثم بدأ نشاط العلماء في تفسير القرآن واتخذ نمطاً واحداً وهو التفسير التجزيئي أي تفسير القرآن سورة سورة مثل تفسير الطبري والطوسي والطبرسي والبغوي وابن كثير والرازي... الخ ثم ظهر نوع آخر من التفسير وهو التفسير الموضوعي وهذا يبحث في أي موضوع يختاره الباحث اقتصادياً كان أو سياسياً أو اجتماعياً ثم يستنطق القرآن وآياته ليعثر على الأدلة التي تدعم موضوعه ثم بدأ عدة من العلماء إلى ابتكار أسلوب جديد هو التدبر في القرآن أو التأمل في آياته استناداً لقوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن... )(2).

منهج المؤلف رحمه الله

وبهذا الأسلوب بدأ المؤلف كتابه (خواطري عن القرآن) معتمداً على التأمل العميق في الآيات الكريمة بالتحليل اللغوي والفلسفي والاجتماعي للوصول إلى فهم قرآني. والمؤلف طالما اعتذر على أن هذه المحاولة غير تفسيرية بل ربما يخطئ وربما يصيب وما فهمه من القرآن اعتمد على مسبقاته المعرفية في القرآن والسنة والعلوم الأخرى ونبه على أن التفسير ليس من مختصات الإنسان العادي (لأن القرآن لا يعرفه إلا من خوطب به) وفي نفس الوقت أشار إلى حرمة التفسير بالرأي لأن كلام الله عز وجل فوق مستوى المخلوق ولا يدرك بالرأي وينقل (رحمه الله) أنه بدأ هذه الخواطر (وهو في السجن وأكملها بعد خروجه ويصر على أنها مذكرات وضعت على الورق للتأمل في القرآن والتدبر فيه وهي ليست محاولة تفسيرية بالمعنى الدقيق وإنما متابعة لفهم القرآن برؤية شخصية ينقلها عن خبرته المعرفية العلمية وتدبره في الآيات القرآنية فهو يأمل ويطمح أن يطالعها القارئ بالارادة الكاملة والفعالية الذهنية البعيدة عن الانانية والاستسلام ولا يأخذ القارئ ما كتبه - المؤلف - على أنه وحي منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولم يعتمد المؤلف كما هو المتعارف على الروايات بشكل أساسي وإن كان في بعض الأحيان يستعين برواية أو حديث نبوي أو رأي تفسيري يدعم رأيه وفهمه ويرى المؤلف الشهيد (قدس سره) أن الأئمة عليهم السلام رغم استيعابهم القرآن ما استطاعوا تفسيره لا لقصور فيهم والعياذ بالله ولكن لعدم وجود القابل لفهم القرآن لذا اصيبوا بخيبة أمل في زمانهم الذي عاشوا فيه وبذلك (احتفظوا بالمعاني السامية العميقة خشية أن يتهموا كما ينقل عن الإمام زين العابدين (ع) واصفاً هذا المعنى:

يا رب جوهــر علم لو ابوح به          لقيل ذلك ممــــن يعبد الوثنا

ولأستحل رجال المسلمين دمي          يرون أقبح ما يأتونه حسناً

ثم يردف قائلاً إنه لا يتوقع من أحد أن يأخذ بشيء من هذه الخواطر ولكن يتمنى أن يقرأها بتأمل وامعان وأن تكون محاولته هذه كمدخل جديد إلى تفسير القرآن وبهذا يكون المؤلف - رحمه الله - قد أسس منهجاً جديداً ورؤية فنية في فهم القرآن لتعطي للباحث مساحة كبيرة لطرح رؤيته التأملية العميقة في النص القرآني ورفض المؤلف فكره التفسير بدون الاعتماد على أهل البيت لأنهم هم الوحيدون الذين يستعطيعون تفسيره اعتماداً على الحديث الذي يقول (لا يعرف القرآن إلا من خوطب به) فالمعصوم هو الذي يحيط بتفسير القرآن وتحصل من ذلك أن هناك - تفسير لا يعرفه إلا المعصوم وهناك تدبر وتأمل الذي لا يعني تفسيراً بقدر ما يعني التفكير الشديد والتأمل بعمق في أبعاد النص القرآني بحيث تتكشف عدة افاق ورؤىً تتضمن النص بصورة عميقة.

يقظة الغرب وتخلف المسلمين

تحت هذا العنوان يعكف المؤلف الشهيد (رحمه الله) على بيان أسباب التخلف والتقدم بين المسلمين والغرب ويطرح اشكالية تخلف المسلمين وتقدم الغرب عليهم ويعزو سبب ذلك إلى ما اسماه بـ(الواقعية) وهي الثورة التي كان العقل والعلم رائديها في تحطيم خرافات الكنيسة ابتداءاً من فكرة (التثليث) التي تعطل العقل وانتهاءاً بالاخلاقيات الكنسية التي تعطل العلم فاعاد الغرب الاعتبار إلى العقل والعلم وبذلك حقق تقدماً واضحاً في مجال العلوم والفكر أما المسلمون فأوعز سبب تخلفهم إلى نفس (الواقعية) التي أخذ بها الغرب لكن لم يحسنوا توظيفها بالشكل المطلوب فبدلاً من الاستفادة من توظيفها للدين وظفوها لأجل الثورة على الدين الشيء الذي أدى إلى تخلفهم ويرى المؤلف أن من المؤسف حقاً عجز الغرب عن الأخذ بالإسلام ولو استطاع أن يتخلص من سلطة الكنيسة تماماً ويأخذ بالإسلام ككل لانقذ العالم من ويلاته المعاصرة وقاده إلى السعادة المثالية كما قاده المسلمون من قبل ولأخذ دور المسلمين بجدارة ولكن مخاوف الكنيسة من الإسلام أدى إلى الوقوف بحزم ضد تقبلهم فكرة الإسلام مما أدى إلى تقديم الكنيسة تضحيات سياسية واجتماعية كبيرة لأجل قبول الدين المسيحي في المجتمع والدولة ديناً رسمياً يحافظ على التوازن الديني في العالم كل ذلك للحيلولة دون نفوذ الإسلام إلى الكيان الأوربي.

ضرورة الدين في المجتمع

إن المؤلف الشهيد (رضوان الله عليه) سلط الضوء على اشكالية أخرى من اشكاليات (الواقعية) وهي هل العقل والعلم يكفيان في إيصال المجتمع إلى السعادة أم أنه لابد من توفر الدين إلى جنبيهما؟ إن مسألتي العلم والعقل تمثلان الهيكل لجسم العالم الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي وبدون العقل والعلم لا يوجد المجتمع المدني أما الدين فهو الروح التي تسري داخل هذا الكيان والجسد لتوجهه إلى الأهداف والمثل والأخلاق وبدون الدين يصبح المجتمع مشلولاً لا يستطيع التحرك بصورة صحيحة وحتى ماركس الديالكتيكي المادي الذي يفسر التاريخ والإنسان تفسيراً مادياً قال في كتابه (حول الدين) ينبغي الحفاظ على الدين من أجل الشعب هذا وحده الذي يمكن أن ينقذ المجتمع من الدمار الكامل فالمؤلف - يرى أن الغرب مكبّل بواسطة الكنيسة التي تمنعه عن قبول فكرة الإسلام، والمسلمون كذلك مكبلون ثقافياً واقتصادياً فلا يستطيعون أن يتحرروا ويصلوا إلى الإسلام الحقيقي الذي يكفل لهم السعادة الحقيقة وكل ما يستطيع العلم والعقل تحقيقه هو المجال الخدمي كتحسين وسائل الاتصلات والمواصلات ومكننة الزراعة والتصنيع وتسخير طاقات الأرض والجو لخدمة الإنسان والغاية القصوى للعلم والعقل هي الرفاه المادي الذي تطمح المجتمعات للوصول إليه ولكنه في نفس الوقت سيؤدي إلى أضعاف البنية التحتية الجسدية والأخلاقية وهي نتيجة حتمية أي أن أيّ مجتمع تسوده قيم المادة وتكون هي الغاية سوف يؤدي ذلك وبصورة معاكسة إلى انحطاطه لأنه لا يوجد لديه قيم عليا ولا يفكر سوى باشباع حاجاته المادية فقط فتسود قيم الرذيلة والفساد وهو غير مكترث بما يحصل وبذلك يشخص المؤلف (رحمه الله) الداء الذي يحطم جسد الأمة والمجتمع، وتجارب القرنين الأخيرين تدل بوضوح على أن العقل والعلم لا يستطيعان تأمين المجتمع من الانحطاط الخلقي والقيمي فلابد من وجود عنصر آخر يكمل هذين العنصرين وكما يقول (اينشتاين) إن العلم يدلنا على ما هو موجود بينما الدين وحده هو الذي يدلنا على ما ينبغي أن يكون موجوداً وينقل عن (برنارد شو) قوله (إن رجلاً مثل محمد لو ملك زمام الدنيا الجديدة لعالج مشاكلها بشكل يؤمن السعادة المنشودة) ويخلص المؤلف - إلى أن الملجأ الوحيد هو الإسلام الذي يملك القدرة على السيطرة على المتيغرات الحياتية كما يقول تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم)(3) وكقول النبي (ص) (فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن... وهو الدليل على خير سبيل)(4).

القرآن والدستور

يتعرض المؤلف إلى قضية أخرى وهي أن القرآن ليس دستوراً وينفي أن يكون القرآن مختصاً بعلم معين بل هو كتاب كوني يغمر الإنسان بكل أبعاده ويقتحمه من كل مداخله ولهذا فرغ القرآن الكريم للاحكام الشرعية (520) آية فقط من آياته البالغة (6666) آية والتي تعرض قصصاً وأمثالاً ونصائح وكونيات وما ورائيات وبهذا يكون القرآن إرادة إلهية وليس إرادة شعبية كي يكون دستوراً أو غيره وهو لا يكتسب شرعيته من موافقه الشعب وإنما شرعيته نابعة من تقرير الله أولاً وواقعيته ثانياً وبهذا يثير تساؤلاً ملازماً لما تقدم وهو أن القرآن كتاب دين جامع وليس دستوراً أو أي شيء آخر على انفراد فهو كالمادة الخام للأشياء والعلوم الأخرى فهو ليس كتاباً اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو عسكرياً... الخ لأنه لو كان أحد هذه الكتب لم يكن كتاب دين وهنا يفرق بين العلم والدين فالدين تقنين لاتجاه الإنسان إلى الله والعلم تقنين لتصرف الإنسان في اتجاه الحياة فليس الدين ذات العلم وليس العلم ذات الدين والماهيتان مختلفتان وتكون النتيجة أن مهمة القرآن هي تقنين اتجاه الإنسان إلى الله بصرف اتجاهه عن المعبودات التي لم ينزل بها من سلطان وتكريس اتجاهه العبادي إلى الله وحده وتوسيع هذا الاتجاه بحيث يشمل كل إنسان حتى يتجه إلى الله في تفكيره وفي تعامله ابتداءاً بتعامله مع نفسه وانتهاءاً بآخر ما يمكنه التعامل معه من موارد الحياة فالقرآن بهذا يكون مجموعة من آيات كونية وآيات فقهية وآيات عقيدية.

تحليل مفهوم التفسير

يحلل المؤلف مفهوم التفسير عند أهل البيت (ع) ويصنف الأحاديث إلى ثلاثة أصناف، الصنف الأول التي تحصر فهم القرآن في أهل البيت (ع) مثل قول الإمام الصادق (ع) (إنما يعرف القرآن من خوطب به)(5) والصنف الثاني الأحاديث التي تمنع تفسير القرآن بدون مراجعة أهل البيت مثل قوله (ع) (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)(6) والصنف الثالث من الأحاديث التي تؤكد أن الله لم يعلّم القرآن لغير أهل البيت مثل قول الصادق (ع) لأبي حنيفة (ما ورثك الله من كتابه حرفاً) ثم يرد المؤلف على هذه الأحاديث بقوله ويمكن الخروج من هذا المأزق بوجوه، أن آيات القرآن على قسمين الأول (المحكمات) والثاني (المتشابهات) والأولى تتناول أصول الشريعة والعقيدة والثانية تتناول تفاصيل الشريعة والعقيدة والاحاديث المذكورة تنصرف إلى الثانية وهي المتشابهات - لأن المحكمات واضحات والوجه الثاني الذي يطرحه هو أن التفسير ليس بيان الدلالات السطحية للكلمات والجمل وإنما هو تفجير العبارات والاستفادة من تفاعل دلالاتها وطاقتها العميقة ويطرح المؤلف أشكالا ويجيب عليه وهو إذا لم يكن فهم القرآن ممكناً فما فائدته والجواب أولاً أن فائدته تكوينية كوجود العناصر الأولية للكون مع عدم معرفتنا لها والثاني أن الناس يستطيعون أن يستفيدوا من القرآن بعد تفسير أهل البيت (ع) ومراجعتهم ويتطرق المؤلف للتفسير بالرأي والتحذير منه كما أكدته الأحاديث الشريفة والوعيد عليه بالنار.

خواطر من القرآن

ثم يشرع المؤلف في تفسير القرآن عبر التدبر فيه ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ثم يختم بخواطر قصيرة، وينتخب من كل سورة عدة آيات ثم يجعل للآيات عنواناً خاصاً بها وهذا العنوان يمثل الهدف الأساسي من الآية التي يريد عرض الخاطرة فيها ويأخذ المفهوم العام الذي تريد الآية أن توصله إلى الإنسان ويحلله تحليلاً فنياً أدبياً وفلسفياً علمياً وهو بذلك يرسم لوحة فنية عن حركة الآية ليؤطرها بإطار عام تنطوي تحته عناوين شرعية ومثال ذلك في سورة الفاتحة عندما يستعرض فيها المفاهيم العامة التي تهدف إليها آياتها ثم يخصص عنواناً خاصاً بـ(الجنة والنار والصراط) تحت آية اهدنا الصراط المستقيم التي تضمنت المفاهيم الثلاثة المتقدمة ثم يشرع في تحليل هذه المفاهيم الثلاثة تباعاً بصورة فنية جميلة ليقرب هذه المفاهيم العليا إلى مفاهيم بسيطة يستطيع أي إنسان إدراكها والشيء نفسه في نفس السورة في الآية السابقة (صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) حين عنونها بعنوان عام وأسماه (نِعَم الله) ثم يحلل مفهوم النعمة إلى صغيرة وكبيرة ويحلل كذلك مفهومي الصغر والكبر، لا من حيث الكمية بل من حيث الكيفية إن هذا الأسلوب (التدبري التأملي) إن صح تسميته بذلك هو أسلوب فني رائع في العرض والتصوير ويجعل من الآيات القرآنية مفاهيم كلية تتحرك أمام الإنسان لتشكل له صوراً متعددة في الاجتماع والاقتصاد والسياسة وجميع النواحي المدنية الأخرى فضلاً عن صور الماورائيات إن أسلوب التعامل العميق الهادئ في الآيات القرآنية يفتح للباحث آفاقاً كبيرة لأن ألفاظ القرآن هي ألفاظ لها قابلية التحرك الأفقي والعمودي فالآية لها مفهوم ظاهري بسيط ودلالات لغوية محددة تستطيع إدراك المعنى الظاهري منها ولكن هناك بعداً أعمق من هذا وهو البعد الكوني الآفاقي الذي يظل يتحرك مستمراً في الكون ليعبر عن ازلية خالقه السرمدي وهذا المعنى عبر التأمل والتدبر من الممكن ادراكه مع الشروط اللازمة له من العلم والعمل وهكذا نرى المؤلف يجعل عشرات العناوين للآيات القرآنية وعشرات المفاهيم الثانوية كما في سورة الأنعام آية 108 مثلاً قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم) إذ عنونها بـ(الحوار المنطقي لا السب) وهنا يعطينا فهماً دقيقاً عن هذه الآية وهو أن الأصنام والأوثان كانت العدو الأول للمسلمين لأن الإسلام جاء ليحرر الناس من عبادة الأوثان ورغم ذلك يعلمنا القرآن اسلوباً هادئاً يتعامل مع المنطق والعقل لا مع العاطفة لأن العاطفة تؤثر على سلوك الإنسان الخارجي وتسبب له هياجاً سلباً وايجاباً ومن أجل عدم المساس بقداسة الله رفض مفهوم السب وهكذا يعرض المؤلف بقية الآيات بنفس الأسلوب وبنفس المنهج وتميز كتابه أيضاً بطرح الأسئلة والاجابة عليها مما يشوق القاري وكذلك ابتعد المؤلف عن الألفاظ الوحشية والصعبة أو المصطلحات الفلسفية التي يصعب فهمها مما يجعل الكتاب أكثر بساطة وينسجم مع كل مستويات القرّاء وبهذا تكون محصلة هذا الجهد التفسيري هي محاولة جديدة تستحق المتابعة وإن كان هناك بعض الملاحظات التي لا تنقص من مجهود هذا العمل الذي يستحق أن يكون مدخلاً جديداً لفهم القرآن بأسلوب ومنهج جديدين.

1 ـ المائدة 13.

2 ـ محمد ص34.

3 ـ الاسراء9.

4 ـ اصول الكافي، ج2، ص599.

5 ـ البحار، ج46، ص349.

6 ـ تفسير الصافي، ج1، ص20.

هل لديك مناقشة او سؤال او رد حول هذا الموضوع ؟

اكتب لنا

اعداد سابقة

ملف الراحل الحاضر

العدد 49

الصفحة الرئيسية