قرآن فجرك

قرآن فجــــــــرك في أمّ القرى ابتسما          وخــــــــاتم الوحي في أكنافها وسما

وشمس ذكرك قد أرخت ذوائبـــــــــها          فشــام في الأفق عشقاً للهدى فهمى

وغيث لطفك قد طافت غمائمــــــــــــه          على النفوس تناغي الفكـــر والقيما

وصــور دعوتك الكبرى التي انطلقـت          أبواقه؛ لتميط الغيّ والســــــــــــقما

دوّى على الكون لا تنفك رائعــــــــــة          أصداؤه تستحث العقل والهممـــــــــا

يا غيمة الخير ما طافت على بلـــــــد          إلا وروّته من سلسالا ديمــــــــــــــــا

قلب الحياة فحيّاها هوى وفمــــــــــــا          يا صاحب القبة الخضراء حنّ لهــــا

ورفرفت حولها الأرواح واثقـــــــــــة          بأنّ قدك فرضٌ والمقام حمـــــــــــــى

وأنّ من قبرك السامي قد انبجســــت          عينُ الفيوضات حتّى روّت الأممـــــا

فأقبلت نحوه يطوى الطريق لهــــــــــا          ويسبق القلب في ترحالها القدامـــــا

وحين لاح لها منه وميض سنـــــــــــا          تأجّج الشوق يا مولاي واضطرمـــــا

وراح يخفق في وجدانها ولــــــــــــــه          يسري فيملأ منها أنفساً ودمــــــــــــا

قف يا يراع بذكرى المصطفى خجـــلا          واعزف من الشّعر في ألطافها نغمــا

ففي السماوات عيدٌ للنبــــــــي، وفــي          الأرض احتفال لأبناء الولاء سمــــــا

يوم به مقلة الدنيا قد اكتحـــلـــــــــــت          بنور سيّدها بــــدءاً ومختتمـــــــــــــا

وأسفر الصبح عن شمس أضــاء بها          أفق الحياة، فغاب الليل وانصرمــــــا

يا أرض مكة طيبي وازدهـــي ألقــــــاً          ففيك أزهر نور الله وانقسمـــــــــــــا

من جانب البيت بثّ الحق دعــــوتــــه          ومنه يرفع شبل المصطفى علمـــــــا

محمّدان بمنهاجيهـــما ازدهــــــــــرت          شريعة الله وازدان اسمها بهمـــــــــا

عزت بعبد مناف وابنـــــه زمنـــــــــــاً           وسوف يبعثها المهدي إن حكمـــــــا

وعد من الله بالنصر المبــــين لـــــــه           مهما تطاول مد البغي واحتدمــــــــــا

الشاعر: حسين حسن آل جامع - القطيف

 

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 46

الصفحة الرئيسية