إنتاج





 الاستبداد



 

صناعة تجيدها الشعوب الجاهلة

[email protected]  

 علي عبد الرضا

منشأ الاستبداد

 إلى هذه الحقيقة

على هامش اللوحات

طرق المكافحة

الاستبداد وبرامج التنمية

الانقلاب العسكري

اللوحة الأولى

قال المسعودي: (إن رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفين، فتعلق به رجل من دمشق فقال: هذه ناقتي أخذت مني بصفين، فارتفع أمرهما إلى معاوية، واقام الدمشقي خمسين رجلاً بينة يشهدون أنها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه فقال الكوفي: أصلحك الله انه جمل وليس بناقة فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، ودس إلى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه وبرّه وأحسن إليه وقال له: أبلغ علياً أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل. ويضيف: ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء...)1.

اللوحة الثانية

وقال المسعودي: (فضرب بكير الاحمري عنق مسلم بن عقيل فأهوى رأسه إلى الأرض، ثم اتبعوا رأسه جسده، ثم أمر بهانئ بن عروة فأخرج إلى السوق فضرب عنقه صبراً وهو يصيح يا آل مراد وهو شيخها وزعيمها وهو يومئذ يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، وإذا أجابتها أحلافها من كنده وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع، فلم يجد زعيمهم منهم أحداً فشلاً وخذلاناً..)2.

وكان ابن زياد قد أمر جلاوزته بضرب هانئ ضربة واحدة وانتظار ردود فعل عشيرته وأنصاره ففعلوا ذلك ولم يتقدم أحد، فاكملوا مهمتهم دون اعتراض من أحد.

اللوحة الثالثة

الحكومة الألمانية الغربية تقدم مشروعاً للبرلمان يجيز لها اعتقال المتهمين بالتجسس لحساب ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي، المجلس يعقد جلسة علنية ويخرج بقرارات صارمة تمنع السلطة التنفيذية من اعتقال أي شخص إلا بإذن كتبي من المحكمة العليا، وهذا يعني أن الإجراءات الروتينية ستمنح الجواسيس فرصة كافية للاختفاء أو الهروب خارج البلد مع ما يحلمون من معلومات ووثائق هامة. وعللت السلطة التشريعية رفضها للمشروع، الخوف من تجمع القدرات في شخص واحد ووصول هتلر جديد يدمرها ويدمر العالم اجمع3

اللوحة الرابعة

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ـ ريتشارد نيكسون ـ يترك البيت الأبيض من غير رجعة مخلفاً وراءه نائبه ـ جيرالد فورد ـ ليدير شؤون الولايات المتحدة، أيصدق هذا في عالم لا يترك أية وسيلة للبقاء في الحكم اكبر فترة ممكنة؟!

نعم: صحفيان من صحيفة مغمورة افسدا على الرئيس بقية سنوات حكمة ففضحا عملية تجسسه على معارضيه، وهذا لا يتوافق مع المهمة المناطة إليه، فكانت الاستقالة الحل الأفضل بعد فضيحة (وترغيت)4.

على هامش اللوحات

الأولى: تظهر حال أصحاب معاوية ومبلغهم من العقل والدين، وبعدهم عن العلم ونواميس الشريعة المقدسة، فالعجب من جيش لجب لم يتذكر أحد منهم انهم في يوم أربعاء ولم يذكّروا معاوية بذلك، وكيف يذكرونه وهو على بصيرة تامة بضؤلة عقليتهم وخور نفسياتهم وموت ضمائرهم وخنوع إرادتهم، أليس هو القائل اني ما حاربتكم لتصوموا أو لتصلوا وإنما لأتأمر عليكم؟!! وهل هناك إهانة واحتقار اكبر من هذه؟ وفوق ذلك يعلنون له كامل الولاء والطاعة والاحترام والتبجيل.

الثانية: تكشف قوة الخوف المسيطرة على عقلية مجتمع الكوفة، والجهل الذي يخيم على مختلف قطاعاته، والتخلف الذي يسري في أوصال مؤسساته، فتركهم مسلم بن عقيل سحق للحقوق والمقدسات، وغدرهم بهانئ بن عروة ابتعاد عن القيم والمثل والكرامة، وهذا كله نابع من الجهل الذي تعمق في عقولهم حتى جعلهم يركنون إلى الظلمة وقطاع الطرق.

الثالثة: وعي تام بمخاطر تمركز القدرة عند فرد واحد، ومراقبة دؤوبة ومتواصلة للحاكم والحكومة لمنعها من التعدي على صلاحيات القوى الأخرى لتعيش البلاد حالة استقرار وسلام في ظل توازن حقيقي للسلطات واحترام كامل للمؤسسات الدستورية والقوى الفاعلة على الساحة السياسية. وأن الحريات الفردية خطوط حمراء لا يسمح بتجاوزها أو التعدي عليها بأي شكل كان وان أدى ذلك إلى فرار مجموعة صغيرة أو كبيرة من الجواسيس.

الرابعة: تدلك على قوة الرأي العام وضغوطه المباشرة وغير المباشرة على مراكز السلطة، ودوره الفاعل في تصحيح انحرافات الحكم والحكومة أو اجبارها على الاستقالة عند الإصرار على الخطأ، كما تظهر اللوحة أيضاً الحجم الحقيقي للسلطة الرابعة (الإعلام) ووقوفها الراسخ أمام تهديدات السلطة واغراءاتها.

ومن مجموع هذه اللوحات نحصل على حقيقة ثابتة لا تتبدل وهي أن كل إناء ينضح بما فيه، وكل شجر يعطي ثماره من جنسه، فمن يزرع الحنظل، لا يجني سوى الحنظل ومن يزرع الورد، يحصد ورداً، ومن غير الممكن أن يحصل على غير ذلك وان بذل جهوداً مكثفة لتغييرها تبقى ظاهرية ولا تجدي نفعاً، هكذا هي سنن الكون، وهكذا هي الأمم أيضاً.

فالأمة في ظل الأنظمة المستبدة:

إما مستسلمة لفعل الحاكم

أو راضية لفعله

أو رافضة

وفي كل الحالات تقع المسؤولية على الأمة، لأنها جاءت بهذا المستبد للحكم وساهمت في إنتاجه وافعاله، فالفئة الراضية لفعل المستبد أداة طيعة بيده فهي شريك له طبق الحديث المروي عن أبى عبد الله… (العامل بالظلم والمعين له، والراضي به شركاء فيه)5. والفئة المستسلمة معابه في سلوكها لأن ارض الله واسعة ولم تهاجر (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا)6 فهؤلاء يقع عليهم ظلم المستبد وتقع عليهم مسؤولية المشاركة في وصول الطاغي وعدم الخروج عليه أو عدم ترك الأرض التي يتواجد فيها.

والفئة الثالثة منهجيتها محل تأمل باعتبار أن رفضها جاء متأخراً لم يسبق عملية وصول المستبد إلى القدرة، فأين كانت في ذلك الوقت حتى ترفض ما وافقت عليه بالأمس؟ وهل الرفض تمليه أسباب شخصية ومصلحية؟ أم أنه جاء ضمن أطروحة متكاملة للتغيير والإصلاح؟ وإذا كانت نواياها صادقة حقاً فلتبدأ بنفسها قبل غيرها فمن قدر على تغيير نفسه فهو على غيره اقدر؟ أما تغير الرأس فقط فعملية غير مجدية في ظل محيط تتقاذفه أمواج التطرف والاستبداد من كل جانب. والحق نقول كما قال رسول الله( (كما تكونوا يولى عليكم)7.

القرآن يشير إلى هذه الحقيقة

(فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين)8.

المقطع الأول من الآية الكريمة: إشارة إلى الأسلوب الفرعوني في استخفاف عقول شعبه والإبقاء عليهم في مستوى مترد من الوعي والفكر والثقافة ليجعلهم غرقى في الظلام، وفي حالة من الغفلة عن الوقائع والحقائق وفي منأى عما يفعل ويمارس من تعدي وموبقات. وتعرف هذه الحالة اليوم بعملية (غسل الدماغ) لحمل الشعوب على إطاعة الحاكم والاستسلام لتوجيهاته والانقياد لأوامره.

والمقطع الثاني: (انهم كانوا قوماً فاسقين( إشارة إلى هؤلاء القوم الضالين، لو لم يكونوا فاسقين وخارجين على إرادة السماء لما كانوا يستسلمون ويخضعون بهذه السهولة لتوجيهات فرعون، ويصغون إلى أقواله، فهم بتمردهم على تعاليم السماء قد هيأوا أسباب ضلالهم بأيديهم، وبهذا فانهم غير معذورين في هذا الإضلال باتباعهم الأعمى لفرعون وعدم الاستفادة من عقولهم.

منشأ الاستبداد

لكل رذيلة منشأ تنطلق منه وتقوم عليه والاستبداد واحد من تلك الرذائل التي لا تتخلف عن أشباهها وامثالها بل تتفوق عليها بكثرة الأسباب وعمقها وتشعباتها، ومن هذا المنطلق ستكون لنا جولة خاطفة على مجمل الأسباب الجوهرية والعرضية التي اولدت الاستبداد وساعدت على ترسيخه وبقائه.

1ـ جهل الأمة

وهو الأب الشرعي للاستبداد، والرحم الذي يتولد منه المستبد، والبناء الذي يستقيم عليه هيكل المستبد والرئة التي يتنفس منها ، والميدان الذي يصول ويجول به المستبد، والعنصر الفاعل في إمداد جسد المستبد بكل مقومات الحياة والاستمرار، لأن الجهل أصل كل شر9، وفساد كل أمر10، ومنبع كل الموبقات، وروح كل الشقاوات، اشد ضرراً على الإنسان من الآكلة في البدن11، به يقع الإنسان فريسة لجلاديه، وطعماً سائغاً لمستبديه، ومراماً سهلاً لمريديه، وهدفاً واضحاً لمبتغيه، ووسيلة رابحة لعامليه، وكما يقول أمير المؤمنين… (إنكم لم تحصلوا بالجهل أربا، ولن تبلغوا به من الخير سببا، ولن تدركوا به من الآخرة مطلباً)12.

وعلى رأي الرصافي:

إذا ما الجهل خيم في بلاد رأيت اسودها مسخت قروداً

حقا أن الجهل عندما يسيطر على أمة ما يقلب فيها الموازين رأساً على عقب ويظهر الأشياء على غير حقيقتها، فالقسوة تصبح رحمة، والتطرف اعتدالا، والخسارة ربحا، والتخلف تقدما، والجاهل عالما فتنعدم الثوابت وتموت القيم وتنمحي المعالم، لتحيا الخرافة، وتنطلق البدعة وتنتشر الضلالة، وهذا هو المطلوب من إبقاء بعض الأمم على جهالتها. 

2ـ غياب المراقبة والمحاسبة

في الدول البوليسية والحكومات المستبدة كل شيء يجري على غير عادته، فالصفقات تعقد خلف الكواليس، والاتفاقات خارج حدود المراقبة، والتبادلات في الغرف المعتمة، وليس هناك من يراقب أو يحاسب هذه الانتهاكات والتجاوزات، حتى الدستور المكتوب لا يمكن أن يكون رادعاً للتعديات السافرة والمستمرة على القانون والمصادرة للحقوق والممتلكات حيث غدت الدساتير العوبة بيد الحاكم ووسيلة ضغط على خصومه فقط وفقط، وبهذا يكون الدستور والقانون عامل دعم وإسناد للمستبد في إحكام قبضته على معارضيه. بينما المفروض أن تكون هناك مواقع مراقبة ومحاسبة للحاكم والحكومة تمنع حدوث أي تعد أو قفز على بنود الدستور ومواد القانون، وفي غياب مراكز الرصد والفحص والتحديد تكون الطرق قد عبدت جيداً أمام الحاكم للتمادي في طغيانه والوصول إلى أعلى مراحل التعسف.

3ـ انعدام الثقافة القانونية

كل العلوم تحمل مضامين معرفية يعالج كل واحد منها جانباً محدداً من جوانب الحياة غير أن البعض منها يحمل درجة عالية من الأولوية والأسبقية والتقدم على غيرها لما لها من تأثير فاعل على كل مجريات الحياة واعمال الإنسان، فبعض العلوم قد تعطي ثقافة ولكنها لا توسع عقلا أو تنمي وعيا أو تنشط إبداعا، والمستبد لا يخشى من الثقافات الهامشية والعلوم الجانبية، وربما يعمل بكل قوة على إشاعتها وانتشارها بين أفراد المجتمع ليظهر بمظهر الحامي للعلوم والمدافع عن الثقافات. ولكن تظل فرائصه ترتعد خوفاً من تلك التي تعلم الإنسان سبل الحياة الواقعية، من الحقوق الفردية والوظائف الجماعية وحدود الحاكم، وصلا حيات الحكومة، والعلاقة بين الراعي والرعية، وحقوق الأمم الأخرى وغيرها من المجالات التي ترفع من ثقافته القانونية والحقوقية، وبانعدام هذه الثقافة الحيّة يكون الباب قد فتح على مصراعيه أمام الحاكم لإصدار القرارات الطائشة والأوامر القاصرة.

4ـ التخلف الاقتصادي

وتنعكس آثاره على الأمم في صور شتى منها:

1ـ الجهل، 2ـ الفقر، 3ـ المرض، 4ـ ارتفاع نسبة الوفيات، 5ـ المجاعات الموسمية.

والإنسان في ظل مجتمع متخلف اقتصادياً هو إنسان قبلي في العادة، أمي على الأغلب لا يلقى إلا مفرطاً أو مفرّطاً، ضغوطات الحياة المستمرة، وسبل المعيشة وتعقيداتها تستغرق حياته اليومية بالكامل، عاجز عن متابعة الأحداث أو ممارسة العمل الجمعي والحصول على المعرفة، وفي النتيجة تكون اهتماماته السياسية والمعرفية معدومة أو محدودة.

وإن شعباً بهذا الوضع وهذه الصفات ارض خصبة لنمو حالات التطرف والاستبداد، كما انه قوة سياسية فاعلة لغيرها، تتحكم بها أهواء المستبدين وتحركها غايات الطاغين. 

5ـ الناس على دين ملوكهم

هناك عملية أخذ وعطاء غير مرئية تجري بين الأمة الجاهلة والحاكم المستبد.

فإذا قلنا أن المستبد يأتي من رحم الأمة الجاهلة..

فإن الأمة الجاهلة على دين ملوكها (حكّامها المستبدين)..

وربما تكون هذه سنة طبيعية ثابتة نوعاً ما بغض النظر عن تفاوت نسب الأخذ والعطاء.

وعلى هذا تكون معاملة أفراد الأمة فيما بينهم أو مع من دونهم على منوال تعامل المستبد مع الأمة، والتجارب الميدانية والممارسات اليومية لمعظم أفراد الأمة تشير إلى هذه الحقيقة بشكل أو بآخر، وحتى خطابات الجهات المعارضة التي تدعي أنها ديمقراطية أو تلك التي تنتقد استبداد السلطة لو دققنا جيداً فيما تعمل وتقول لرأيناها لا تختلف كثيراً عن تصرفات الحاكم وربما أسوء منه بكثير.

فالبعض رغم محدودية قدرته يمارس اشد أنواع الإرهاب مع الآخر المخالف ويستعمل ابشع الوسائل وأقذرها من اجل تسقيطه وعزله عن الآخرين وربما إفناءه لو سمحت له الظروف.

وما يرويه الإمام الحسين… عن جده( يأتي في هذا السياق حيث يقول (من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله فلم يغير عليه بقول ولا فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)13.

6ـ كثرة الأعوان

عماد قوة المستبد جوقة الأعوان من المتزلفين والمتملقين والمطبلين الذين يستند عليهم الطاغي في ترويج بضاعته الفاسدة وافعاله الحاقدة، فبهم يسوق الأمة إلى مجاهيل الضياع ومهاوي السباع ومطاحن الأعداء، ولولاهم لما استقام له عود ولا كان له وجود.

وقد ورد عن الصادق… أنه قال: (لو لا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفيء، ويقاتل عنهم، ويشهد جماعتهم، لما سلبونا حقاً)14. فالجرأة والشجاعة لا تأتي للمستبد ما لم يكن له أعوان كثر، يدعمونه ويسندونه في كل ما يفعل ويقول، فهم شركاء معه طبق الحديث الوارد عن الصادق…: (العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به، شركاء ثلاثة)15.

والى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)16 حيث وصفت فرعون وأعوانه بوصف واحد، فجاء مصيرهم واحدا أيضاً (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم)17.

بالإضافة إلى ذلك أن بقاء الاستبداد وامتداده في طول التاريخ إنما هو بالمعين على الاستبداد والراضي به. 

7ـ الطمع في المال والقدرة

قيل لأحد الصحابة! لماذا أنت في الصلاة مع علي… وفي الأكل عند معاوية؟ فقال: إن الطعام مع معاوية ادسم، والصلاة مع علي أتم، والوقوف على الجبل اسلم!!

وهذه ليست طرفه وانما حقيقة كانت وما زالت رائجة في كل عصر ومصر ولكن مظهرها الغالب يبرز في الحكومات الاستبدادية التي تعمل على تنمية وترسيخ هذا النمط من التفكير السلبي في ذهنية واعتقاد الناس في محاولة لجرهم نحو مزالق الانحراف والتعدي على حقوق الآخرين طمعاً في مال زائل أو مقام حائل، فيكونون بذلك قد وقّعوا على صكوك عبوديتهم للمستبد ليصبحوا أداة طيعة بيده يضرب بهم من يريد ويحاسب بهم من يشاء ولو كان ذلك سيد شباب أهل الجنة، أليس هذا ما كان في خلد عمر بن سعد:

أأترك ملك الري والري منيتي أم أخـرج مأثومــاً بقتل حســين 

8ـ وجود الفرقة والتناحر

من البديهيات الواضحة، أن العامل الذي يحفظ حقوق أية أمة ويلبسها ثوب العزة والكرامة منحصر في قوة رابطتها، واعتدال قلوبها، وتوحد كلمتها، واجتماع فرقها، فإذا حدث تخلخل أو انقلاب في هذا الشمل أو تمزق وتفرق للرابطة والكلمة فليتوقع الجميع أن المستبد قادم لا محالة وباق في منصبه حتى توحدهم.

ولعل وسيلة (فرق تسد) من ابسط الوسائل التي استعملت قديماً ولا زالت في سبيل السيطرة على أزمة ومقاليد الأمور والقدرة في اغلب دولنا الإسلامية وبالخصوص تلك التي تتشكل من اثنيات وطوائف متعددة.

وصدق الشاعر حين قال:

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقـن تكسـرت آحــاداً 

9ـ تقديس الحكام

من الأمور التي دأب البيت الأموي ـ معاوية تحديداً ـ على حشرها في عقلية الفرد المسلم، هي مسألة أن الحاكم هو ظل الله في أرضه وخليفته على بريته كلامه كلام الله، لا يقبل التأويل ولا يرضى بالتأجيل، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهذا المنطق الأموي محاولة مكشوفة لجر الناس نحو تقديس الحاكم وعبادة الشخص، وجعلهم ينقادون للسلطان ويشتغلون بطاعته دون غيره.

لذلك قيل ما من مستبد إلا واتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقاما ذا علاقة مع الله لتتوجه إليه كل كلمات التعظيم والتقديس ولا يؤاخذ بما يفعل، أو يقول أنا الله كما قال فرعون من قبل (فنادى فقال أنا ربكم الأعلى)18

10ـ علماء السوء

ما من مستبد إلا واتخذ له بطانة من علماء السوء، أو ممن يتلبسون بزي رجال الدين ليحصل بواسطتهم على شهادة التقدير والاحترام (الشرعية)، باعتباره خير من يحامي عن المقدسات ويذب عن الحرمات، وغيره خارج عن القانون لا يستحق إلا العذاب الأليم.

وخطر هذه الفئة من المجتمع أشد من شخص المستبد، لأن الأخير حكومته قائمة على القهر والغلبة وتتحكم في مملكة الأجسام، بينما أولئك مهمتهم الخداع والتدليس والتحكم بعالم الأرواح والقلوب، فهم وإن كانوا لا يدّعون الربوبية أو دونها إلا أنهم يطلبونها إلى غيرهم بشتى الحيل واخبث الأساليب (وشر الناس من باع دينه بدنيا غيره)19. وقصص معاوية مع هذه الثلة المارقة عن الدين وكيف استغلها لقلب الحقائق وتزوير الوقائع قد ملأت صفحاتها كتب التاريخ والسيرة ولا حاجة لنقلها هنا.

ولكن ما تعيشه بعض أقاليمنا اليوم لا يختلف عما وقع في الماضي، فمثلما كان يقول البعض من علماء السوء بان القرآن، يفرض طاعة أولي الأمر، ولا يجوز الخروج عليهم بقول أو فعل لأن ذلك تطاول على خليفة الله في أرضه؟! نرى اليوم ونحن نعيش في عالم أعطى للإنسان كرامته وحقوقه صيحات لا تقل قوة عن سابقتها تدعو إلى عبادة ذات الحاكم وتقديسه، وكل من لديه حقوق على الحاكم ما عليه إلا التوجه إلى الله لكي يأخذ حقه من خليفته، لأن الحاكم مسؤول فقط أمام الله ولا غير!!

نستلخص مما ذكرناه أن الجهل هو الجامع لكل تلك الأسباب والمنطلق الذي تتحرك منه الرذائل بجميع الاتجاهات. ولتوضيح ذلك نذكر بعض نماذج استبداد الحكومات وجهل الشعوب.

الانقلاب العسكري

وهو عمل مفاجئ ـ يستخدم القوة غالبا ـ يتمكن بواسطته شخص أو مجموعة من الأشخاص من الاستيلاء على مراكز القرار والقدرة في الدولة من داخلها20. فهو إذن تحرك مباغت يستخدم القوة لتغيير النظام باعتبارها الوسيلة الأسرع لتخطي عامل الزمن.

ولا شك أنه (أي الانقلاب) وسيلة غير حضارية، ولا تجدي نفعاً على المستوى البعيد، وآثارها السلبية ستظهر بسرعة على مختلف الصعد. وهو علامة على عدم نضح شعب ذلك البلد، وعدم أهليته لحكم نفسه بنفسه.

والانقلابيون لصوص أعمتهم شهوة الحكم عن كل القيم والمثل والقوانين فلا مجال للتهاون معهم أو تركهم دون عقاب، وكل من يسكت عنهم أو يصفق لهم فجرمه ليس بأقل من الانقلابيين.

وما يجرح القلب ويدميه إننا لو راجعنا قوائم الانقلابات العسكرية ودققنا في جغرافيتها السياسية لوجدناها منحصرة في محيط عالمنا الثالث! فالأرقام تشير إلى حصول 285 انقلاب عسكري في دول العالم الثالث بين الأعوام 1967- 1987،21 وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن شعوب هذه الكتلة النامية! تعيش في جهل مطبق وتخلف رهيب لا تستطيع معه إلا مباركة السارقين وتمجيد الطامعين. والطريف في الأمر أن إحدى هذه الدول وقعت فيها 9 انقلابات في فترة لا تتعدى 6 أشهر وفي كل مرة تخرج الجماهير إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة تهتف وتصفق للقادم الجديد!

هل فكرنا لماذا لا نرى انقلاباً عسكرياً في دولة أوربية؟ ربما يقول البعض حصل ذلك في فرنسا أيام ديغول، ونحن نقول نعم. ولكنه لم يستمر طويلاً حيث خرج الشعب الفرنسي برمته متحدياً كل القوى فارضاً إرادته على قوى الظلام ويجعل من ذلك الحدث عبرة لكل جنرالات أوربا.

الاستبداد وبرامج التنمية

لا وجود لأية برامج تنموية في ظل النظم الاستبدادية، بل الاتجاه الدائم في هذه الأنظمة هو العمل على إخماد أي انطلاقه معرفية أو تطلعات تقدمية وإبداعية يمكن أن تساعد على رقي البلاد ونمائها، فالعقل محجور أو ملقى في زوايا هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع، وإرادات أبناء البلد مشلولة ولا يسمح لها أن تتطلع إلى ما هو ابعد من حدودها.

فالمال عندهم مخصص لشراء الأسلحة والاعتدة22، ووسائل القمع والتعذيب، أما عمليات التنمية والبحث العلمي فلا يرصد لها اللا فتات ما يتساقط من هذه الصفقة او تلك، وإذا أراد البعض أن يعمل عقله ويجهد فكره ويشمر عن ساعديه ليزيح الرين عن عقول أفراد الأمة ويطلقها باتجاه البحث والاكتشاف، تتوجه إليه السهام من كل جانب وتحاصره الضغوطات من مختلف الاتجاهات، وإذا أصر على التحدي فالزنزانات المعتمة محطته التي لا رجعة من وراءها، ولو قدر لنا دخول السجون لوجدنا 620 ألف رجل وامرأة اعتقلوا خارج ولاية القضاء الطبيعي على خط عرضي يمتد من كابل إلى كازبلانكا23.

ومن حالفه الحظ وافلت من قبضة المستبد فالهجرة ملاذه الأخير ولا غير والأرقام تكشف عن إعداد كبيرة تركت وطنها خوفاً من بطش الاستبداد، فمن العراق فرّ أكثر من 1.3 مليون شخص خلال الأعوام 91-1999.24 ومن لبنان الذي يتمتع ببعض الحرية هاجر بفعل تردي الأوضاع الاقتصادية ما يزيد على 264 ألف لبناني في العام 1999 أي بمعدل 22 ألف شهرياً25. اما مجموع اللاجئين العرب الذين هربوا من استبداد الحاكم فزادوا على 5 ملايين إنسان26.

عندما تتكلم الأرقام

اقتصادياً:

تقول الأرقام بأن ثروات أغنياء الشرق الأوسط (العرب) زادت على 1.2 تريليون دولار في نهاية عام 1997.27 وان العائدات النفطية لمجموع الدول العربية تصل الى 160 بليون دولار سنوياً28.

وإذا أردت أن تعرف مصير هذه الأموال فالأرقام تقول لك أنها تعود من حيث أتت بعناوين وأساليب مختلفة فالشركات الأجنبية تسيطر على 85% من المشاريع في العالم العربي29، والعرب لا يأكلون الا ما تنتجه الدول الأجنبية حيث تستورد سنوياً ما نسبته 44.5% من موادها الغذائية30، وإذا أثارك هذا الرقم باعتبار أن أرضنا من اخصب الأرضي ومياهنا عذبة وأجواءنا حسنة تجيبك الأرقام بأننا لا نزرع وإذا زرعنا فلا نستفاد من كامل ما نملك فالأراضي الصالحة للزراعة في العالم العربي تبلغ 135 مليون هكتار، لا يستفاد منها إلا بمقدار 56 مليون هكتار فقط؟!31

ثقافياً:

الأرقام تحمل بعداً مأساوياً لا يمكن إغفاله بأية صورة من الصور، فمن مجموع 275 مليون عربي يعيش حوالي 110 ملايين منهم في جهل مطبق نتيجة عدم معرفتهم للقراءة والكتابة32 والباقي يقول عنهم تقرير منظمة الاونيسكو للثقافة والتعليم التابعة للأمم المتحدة انهم لا يقرؤون، وإذا قرءوا فلا تتجاوز دقائق مطالعتهم على 6 دقائق في السنة كمعدل عام33، وهذه الدقائق الست يذهب بعضها لتتبع صفحات الوفيات والإعلانات، لان الكتب غير متوفرة، فما يطبع في العالم العربي لا يتعدى الكتاب الواحد لكل ربع مليون إنسان34 في حين نشاهد أن العدد يتقلص في دول أوربا ليصل إلى كتاب واحد لكل 15 ألف35.

كما أن حصة الفرد من الورق هي الأخرى تنبئ عن وجود فارق عظيم ما زال يفصل بيننا وبين الآخر المتقدم، فالأرقام تقول أن حصة الفرد العربي من استهلاك الورق سنوياً تبلغ 13.5 كيلو غرام، وفي الولايات المتحدة 334 كيلو غرام36.

ربما يرى البعض أن القياس مع الولايات المتحدة فيه نوعاً من التجني على العرب فهي متقدمة حتى على دول الاتحاد الأوربي الذي يصل حصة الفرد فيها إلى 183 كيلو غرام37 لذا نتركها ونأتي على إسرائيل التي تنشر من الكتب عدداً يعادل كل ما ينشره العالم العربي مجتمعاً، وهذا يعني أن 5 ملايين يهودي متعادلون مع 275 مليون عربي38.

وليتنا كنا متعادلين في كل المجالات، غير أن الأرقام تذهب إلى غير ذلك فهي تقول بأن عدد الباحثين الإسرائيليين في المجالات العلمية لعام 1975 بلغوا 86700 باحثا، في حين بلغ عدد الباحثين في كل دول العالم الإسلامي إلى حدود 45136 للعام نفسه!!39

اما في مجال الإنترنت وهو الوسيلة الأكثر تقدماً في عالم اليوم فالأرقام مخجلة جداً ومن مجموع 221 مليون مستخدم للإنترنت في العالم، فان حصة الناطقين بالعربية لا تتعدى 950 ألفاً من المستخدمين بما فيهم القاطنون في الدول الأجنبية، فيما تقتطع إسرائيل لنفسها نسبة تزيد على 975 ألف مستخدم، اما أمريكا ففيها 135 مليون مستخدم ولا يقاس بها أحد40.

طرق المكافحة

الاستبداد والجهل صنوان متلازمان يسند احمدهما الآخر، ومن غير المعقول تصور بقاء أحدهما دون الآخر. فهما أما أن يجتمعا معا أو يفترقا معاً، لذلك ستكون طرق معالجتنا لهما معاً علنا نرى ذلك اليوم الذي يرتفع فيه الاستبداد والجهل معاً عن جسد امتنا الإسلامية، ومن الطرق:

1ـ تكثيف حالات المراجعة النقدية للذات وحملها على اتباع الحق ونهج العدل باعتبارها المصدر الذي تقوم عليه سيادة الاستبداد و (إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون)41. ويقول أمير المؤمنين… أيها الناس، لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق، ولم تنهوا عن توهين الباطل، لم يطمع فيكم من ليس مثلكم، ولم يقو من قوي عليكم، لكنكم تهتم متاه بني إسرائيل، ولعمري ليضعفنّ لكم التيه من بعدي اضعافاً بما خلفتم الحق وراء ظهوركم..)42.

2ـ إيجاد حالة من الترابط الوثيق بين العبد وخالقه تستطيع أن تخلق مناعة ذاتية عند الإنسان ترتفع من خلالها كل عوامل الخوف والتهيب والانقياد للحكام الظلمة والمستبدين.

3ـ التمرد على الاستبداد حركة عملية ترفع رصيد الشجاعة والمواجهة عند الأمة وتطلق حريتها أمام الحاكم للاعتراض عليه أو إبداء الرأي. وهذا ما كان يطلبه أمير المؤمنين ع لامته حيث يقول: (فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي، ولا التماس إعظام لنفس، فانه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل..)43، لذلك عندما سيطر معاوية على العراق هدد أهلها لتجرئهم عليه حيث قال (لقد لمظكم علي بن أبي طالب الجرأة على السلطان وبطيء ما تفطمون..).

4ـ القبول بمبدأ الاختلاف وحق الآخر في ممارسة مسؤولياته وإبداء آرائه، والاعتراف بتعدد الآراء والتوجهات يعطي للوحدة بعداً واقعياً وحضارياً متقدماً يفوق كل الشعارات البرّاقة.

5ـ إحكام المراقبة والمحاسبة على الحكم والحكومة من خلال مجالس ومؤسسات عامة أو خاصة تملك الإرادة والشجاعة والصلاحيات المخولة عند تحديد المقصر ومعاقبة المعتدي.

6ـ الأخذ بمبدأ (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والالتزام بهما عند خطوط مواجهة كل منكر وأمر بمعروف، وهذان الاصلان هما سفينة النجاة للإنسان ومجتمعه في دار الدنيا والآخرة، يقول رسول الله(: (لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء)44.

7ـ إجبار الحاكم على استشارة عقلاء الأمة وأرباب الحل والعقد، والاحتكام إلى عموم الأمة في القضايا المصيرية وما يتعلق بالصالح العام من خلال استفتاءات مباشرة أو نيابية.

8ـ الحاكم ما هو إلا وكيل الأمة ونائب عنها، فهي من ورائه في تسديده وتقويمه وتذكيره وتنبيهه وأخذ الحق منه إذا وجب عليه، وخلعه واستبداله متى اقترف ما يوجب خلعه وعلى هذا فلا قدسية ولا طاعة لحاكم إذا حنث بقسمه وخالف الدستور ولم يحفظ حقوق الله والامة، إطاعة الحاكم تكون عندما يلتزم الحق وينفذ القانون وغير ذلك (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

9ـ إيجاد مجلس برلماني شجاع يستطيع أن يتصدى لكل بادرة سوء تصدر من فرد أو وزارة ويمنع أي تعدٍّ على القوانين والممتلكات والحقوق، ويقاوم كل انتهاك للسلطات والقوى، باعتباره وكيل الأمة في الرقابة على الحاكم والحكومة.

10ـ الوعي الدقيق لمشاكل المجتمع، والإحاطة الشاملة بمشكلات العصر لتقديم الحلول الكفيلة لإزالتها، واصلاح ما تهدم منها فكما قال…: (العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس)45.

11ـ التأكيد على العلوم التي تنطلق بالمسلم في الآفاق البعيدة.. التي تنمي فيه حب الابداع والابتكار، والتحرر من قيود الرق والعبودية، وتعلمه وظائفه الشرعية وحقوقه القانونية، وحدود الحاكم، ونقاط الاشتراك والافتراق في علاقتهما، وأساليب الرقابة والمحاسبة و...

12ـ إيجاد تعددية واقعية للأحزاب والقوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع، ودعم المؤسسات الدستورية المستقلة وإسنادها بمختلف الوسائل للحفاظ على توازن القوى وتكثيف الرقابة على الحاكم والحكومة.

13ـ احترام الصحافة واطلاق حريتها في عمليات التغيير.. والرقابة.. وفضح الاستبداد ولممارسة دورها الفاعل في فتح منافذ الملاحة الفكرية والقضاء على كل بواعث التهيب في الشعب.

14ـ ضرورة أيجاد قفزة نوعية في وسائل الاتصال والتثقيف، وما بأيدينا لا يمنع من حصول تحديات أخرى على حقوق الأمة وكرامتها لذا نحن بحاجة ماسة إلى مليارات الكتب و ملايين الصحف والمجلات ومعدلات عالية من وسائل الاتصال الجمعي من الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت.

15ـ من الضروري العمل على تهيئة البديل للاستبداد وتجهيزه بكل مستلزمات الحضارة والتقدم، وان يكون معبراً عن واقع مجتمعنا المسلم، ولو فكرنا في غير ذلك نكون كمن استبدل استبداداً بآخر أو اعتمدنا على نماذج مستوردة لا تمت إلى واقعنا الإسلامي بصلة.

16ـ وختاماً نقول: ما لم تبلغ الأمة مرحلة الرشد الفكري، وتقضِ كاملاً على الجهل ومخلفاته سيبقى الظالم والمستبد حراً طليقاً لا يجد من يمنعه عن غيه ويوقفه عند حده.



1 مروج الذهب، ج2، ص72.

2 مروج الذهب، ج3، ص59.

3 المخابرات والعالم سعيد الجزائري.

4 كيسنجر وإدارة الصراع الدولي، أمين هويدي.

5 بحار الأنوار، ج75، ص377.

6 النساء 97.

7 كنز العمال، ج6، 14972.

8 الزخرف 54.

9 انظر تصنيف غرر الحكم، 1096.

10 المصدر، 1097.

11 المصدر، 1099.

12 المصدر، 1196.

13 بحار الأنوار، ج44، ص382.

14 وسائل الشيعة، ج12، ص127.

15 قرب الإسناد، ص53.

16 القصص 8.

17 القصص 40.

18 النازعات 23.

19 بحار الأنوار ج72، ص281.

20 انظر الموسوعة العسكرية، ج1، ص133.

21 العنف السياسي في العالم، مركز التوثيق والبحوث اللبناني ـ سادر.

22 حيث تنفق الدول الشرق اوسيطة باستثناء إسرائيل على شراء الأسلحة ما مجموعة 44.4 مليار دولار سنوياً ـ النبأ العددان 30-31.

23 هذا ما ذكره محمد حسنين هيكل لجريدة السفير اللبنانية في 29/6/1998.

24 صحيفة صوت الجماهير العدد 105.

25 الشراع العدد 929.

26 العربي العدد 466.

27 النبأ العدد 34.

28 صحيفة الحياة العدد 13248.

29 النبأ العددان 17-18.

30 التنمية الزراعية العربية الواقع والممكن صلاح وزان ص29.

31 الأهرام العدد 40617.

32 السفير العدد 7923.

33 الشراع العدد 858.

34 نفس المصدر.

35 نفس المصدر.

36 النبأ العدد 44..

37 نفس المصدر.

38 السفير العدد 7923.

39 السفير العدد 8050.

40 صحيفة الشرق الأوسط العدد...

41 يونس 44.

42 نهج البلاغة، خ166.

43 نهج البلاغة، ج216.

44 وسائل الشيعة، ج11، ص398.

45 تحف العقول ص261.

 

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 46

الصفحة الرئيسية