إرادة الأقوياء

     

الكثير من الإرهاصات تدعونا للتفاؤل في عالم سيطرت عليه الاحباطات فكان أسوء ما فيه هو روح اليأس التي تبلدت سواداً على أنفسنا.

فقد أثبتت الأيام والتجارب أن الإرادة الإنسانية قادرة على كسر حواجز اليأس وتجاوز أشد المحن. فعندما تتحرك إرادة الإنسان وتصمم فأنها قادرة على صنع المعجزات في كون لا متناهي لأنها هي المعجزة الكبرى التي تحقق ما لا يصدق. فعندما يستخدم الإنسان عقله في الأبداع والفكر، وروحه في تحقيق الأمن والسلام، تتحقق الآية التي خلقها المبدع مثالاً إعجازياً فضله على باقي المخلوقات.

هذه الإرادة تتحقق في عالم الأسباب والعلل، عالم التعقل والتداول السلمي، عالم الحق وحق الآخر، عالم التعايش والحوار، عالم الصمود والتحدي.

إرادة مقاومة الاستبداد ورفض الرأي الواحد وقبول التعدد واحترام الآخر.

إرادة الحرية وتفكير الأحرار، وحرية الأفكار، وأفكار الحرية.

إرادة الوحدة، والتضامن وإفشال الفتن، وتجاوز التفكير الأناني الضيق.

إرادة الحوار والسلام، وسلام الأقوياء، وأقوياء المنطق، ومنطق السلام.

إرادة المعنى وتجاوز اللفظ، والتخلي عن المادة لابقاء الروح، روح سامية تتجاوز شهوات المادة واكسير اللذات.

أنها إرادة يمكن أن تحقق أي شيء في ظل إرادة الله تعالى.

أسرة التحرير

 

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 46

الصفحة الرئيسية