شباط 2000م |
مجلة النبأ ـ العـد د 42 |
ذو القعدة 1420 |
السلام عليكم |
|||||||||||||
من هو العدو ..؟ |
|||||||||||||
الخطاب الإعلامي يعبر عن طريقة التفكير وعمق الرؤية، فعندما يحاول الخطاب الإعلامي أن يوجه سهامه نحو عدو خارجي وينسب إليه أساس كل المشكلات، فحينئذٍ نعرف أن هذا الخطاب سطحي يعتمد على الشعارات وتهييج الرأي العام الشعبي حول كيانه الهش والضعيف، ولكن عندما يتوجه الخطاب الإعلامي نحو الذات ونحو الداخل من أجل علاج الخطأ ورفع الإشكالات الذاتية فإن هذا الخطاب يتمتع بعمق الرؤية وبحكمة في فهم الواقع، لأن المشكلة الأساسية تنبع من الذات التي ترفض أن تقبل بمبدأ الخطأ وتعصم نفسها وتعتبر الآخر مرتداً عن الشرعية في أبسط الأمور الخلافية. إننا نحتاج إلى خطاب يتوجه إلى عمق مشاكلنا الفكرية وأخطاءنا الفردية ويقيم لنا مسيرتنا الاجتماعية في عالم منفتح أصبحت فيه اليوم الشعارات من الكوميديا وإلقاء اللوم على عدو خارجي من التراجيديا. ومن أكبر الخدمات التي نقدمها إلى عدونا الخارجي هو خطابنا المنفعل ضده لأنه يوجه تفكيرنا نحو الطريق الخطأ لحل المشكلة ويعطي العدو الحجة ليزيد من ضرباته لنا ويزيدنا ضعفاً فوق ضعف، إننا أعداء أنفسنا وبخطابنا العقيم نثبت كم نحن نكره أن نصلح ذاتنا ونغير حياتنا. قال رسول الله (ص) : (أعدى عدوّك نفسك التي بين جنبيك)... |
|||||||||||||
|