|
عودة
لأسفار علي(ع) |
سيدي
أبا الحسن |
منذ
ألف عام وبضع مئات تزيد عليه.. كتبت لنا
رسالة في الحب و الخير و الجمال.. منذ
تلك القرون و نحن لازلنا نتهجى أحرف
رسالتك.. و نحاول قراءتها دون أن نخطأ في
كلمة منها.. و ما استطعنا ان نقرأ غير حروف
الجر واختلفنا حول المبتدأ و الخبر و اسم
الفاعل و المفعول و غيرها… مشكلتنا
أننا نقرأ بعيون مغمضة.. و لا نحاول أن
نفكر بهذا النبض الذي خطّ الحروف و
الكلمات – أو
تلك اليد المرتعشة أصالة.. و اناقة و حباً
لكل قيم الخير و العطاء.. سيدي
أبا السبطين.. لو
أننا استطعنا منذ تلك القرون الاولى أن
نقرأ ما كتبته لنا بنبض قلوبنا و عقولنا
ووجداننا لما كان دمك مهر امرأة فاسقة.. و
لما كان دم ابنك البكر ثمن كرسي يجلس عليه
من تكوّن من نطفة كافرة.. ولما
كان دم الحسين ثمن التكفير عن خطايانا و
اثامنا.. و ركوع الذل لفاسق سكير.. ولما
تقاسم ارث النبوة في قصور السلاطين
الجوادي و المحظيات و اولاد الزنا.. سيدي
أبا الحسن.. واذ
يحيط بنا الظلام من جميع الجهات.. و يحاول
أن يستلب منا قدرتنا على الرؤية والابصار..
نأخذ نحن الفقراء و المساكين تلك الرسالة
و نحاول أن نضيء بمفرداتها دروبنا خوف أن
نتعثر في خطواتنا التي تبحث عن دليل في
زمن أصبحت في الرذيلة و الباطل و النفاق و
الدجل هي الطريق و الدليل.. |
حيدر الجراح |