على أمل اللقاء

اعتقال كلمة...

نزل صديقنا من الطائرة مسرعاً، وتوجه نحو صالة استقبال القادمين لأخذ أمتعته المتواضعة ووضعها على الطاولة المواجهة لرجال التفتيش، لحين قدوم أحدهم لمعاينتها.. ولم تمض دقائق حتى وصل أحد المفتشين، وبدون مقدمات قال: ماذا تحمل معك؟، فأجاب: لا شيء غير بعض الملابس.. هدية لأولادي. قال له: أنا لا أصدق ما تقول.. افتح حقيبتك حتى نعرف الحقيقة!، وما أن فتح صديقنا حقيبته حتى بادره رجل أمن كان يقف بجوار مفتش الأمتعة قائلاً: وما هذا الظرف الذي خبئته تحت الملابس. فقال صديقنا: هذا كتاب. فقال له: ما اسمه؟. قال: كلمة الإمام أمير المؤمنين)عليه السلام(. وبعد أن فتحه بعنف ممزقاً الظروف إلى قطع صغيرة، قال: هذه أوراق ولو كانت كتاباً لجلِّد. قال صديقنا: إنه نسخة أصلية وغير مطبوعة بعد. فقال له: ومن مؤلفه؟. قال: الشهيد السيد حسن الشيرازي. إلى هنا كان كل شيء يسير بصورة طبيعية، ولكن عندما وصل إلى سمعه اسم الشيرازي ردّ بلهجة غير مهذبة وبانفعال.. كفى كفى خذ امتعتك واخرج وسيبقى الكتاب عندنا لمعرفة محتواه. فقال صديقنا: يا أخي إنه كلمات أمير المؤمنين)عليه السلام( جمعها المؤلف من مصادر عديدة بعد أن بوّبها ووضع لها عناوين فريدة ومقدمة متميزة؛ وأكمل قائلاً: يا أخي لا يذهب فكرك إلى أسماء معينة، المؤلف عالم جليل مجاهد استشهد في بيروت قبل عدة سنوات، فقال له: قلت لك سنأخذ الكتاب.. ولا تتكلم أكثر من ذلك.. ثم أضاف: ربما بعد أسبوع أو أكثر ستحصل على النتيجة إن راجعتنا حيث سنكون قد انتهينا من مطالعته!!.

يقول صديقنا: خرجت وأنا لا أصدق هذا التصرف الشائن.. وماذا سأقول لأصحابه وهم اعتمدوا عليّ لإيصاله إلى مقصده؟.. وهل يفي رجل الأمن بوعده ويسلمنا الكتاب وهو النسخة الوحيدة النادرة؟.

ومضت الأيام ثقيلة على صديقنا فراجع بعد أسبوع فلم يحصل على نتيجة وعاود بعد شهر وثلاثة أشهر وسنة وكان الجواب في كل هذه المرات.. لا علم لنا بالموضوع، وتوسعت المسألة وتدخلت بعض الأطراف المحسوبة وغير المحسوبة على النظام لإطلاق سراح النسخة غير أن الفشل كان حليفها في كل مرة.

ولكن الشيء الذي عرفه صديقنا أن الكلمة.. اعتقلت وغيبت حقداً منهم لأ..

ع.ع