مجلـــة النبــــأ      العـــدد 34      ربيــع الأول       السنــة الخـامســـة    1420 هـ

«إن رسول الله(ص) ما أتي في غير حد إلاّ عفا عنه»

الطبقات الكبرى ج1 ص368

ماذا يريد أن يسجل القلم عن عظيم مدحه العلي العظيم... ( وإنك لعلى خلق عظيم) .. وهل يستطيع البيان أن يصور إنسانية من أرسله الله رحمة للعالمين.. ( وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين) ..

نعم.. ربما يتمكن القلم أن يروي لنا بعض المواقف.. أو يصف بعض المشاهد الفريدة من حياته (صلّى الله عليه وآله)... ولكنه لا يستطيع أن يلم بجميع جزئيات الحقائق.. أو يتوصّل إلى بعض المعاني السامية التي جاء بها رسول الإنسانية..

ولا نستغرب من البعض عندما لا يصدق أن رسول الله(ص) عفى عن ألد أعدائه، وأعتى خصومه بعد أن ظفر بهم لأن البعض يرى الحكم مكر وخديعة وتحكم في رقاب الناس وهذا هو السائد في عالم اليوم. إن رسول الله(ص) لم يأت ليقطع الرقاب ويبيد الأعداء وإنما جاء لخلاص الأمم وانتشالها من الجهل والتمزق والإنحطاط، فهذا ابن سعد البصري ينقل عن عبيد بن عمير فيقول:«بلغني أن رسول الله(ص) ما أتي في غير حد إلاّ عفا عنه».

ومن أجمل الصور الإنسانية والمواقف الكريمة والعظيمة لرسول اللاعنف محمد بن عبد الله(ص) عفوه عن كفّار مكة ومشركيها حين فتح معقلهم قائلاً لهم:«فاذهبوا فأنتم الطلقاء» (سيرة ابن هشام 4/55) وعفى حتى عن أولئك الذين أهدر دماءهم نتيجة لما اقترفوه من جرائم وأذى لرسول الله(ص) وأصحابه.

إن ما نشاهده اليوم من أعمال عنف وإرهاب لا يمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى القيم الإنسانية والأخلاقية التي جاء بها رسول الإنسانية محمد(ص) وأن تلبّس أصحابها بلباس التقوى أو تمثلوا بحكومات الأولياء والصالحين لأنهم ينفقون ما عندهم وما عند رسول الله(ص) غير ذلك، وكل ينفق ما عنده..

أسرة التحرير

إتصل بنا

أعداد سابقة

العدد 34

الصفحة الرئيسية