العبيد تتمنى نصرتك |
كتب الإمام الحسين (عليه السلام) كتاباً إلى حبيب بن مظاهر (رضوان الله عليه) جاء فيه:«فإن كنت يا حبيب تروم أن تحظى بالسعادة الأبدية فبادر إلى نصرتنا» ودفع الكتاب إلى أحد أصحابه، فجدّ السير إلى الكوفة، وكان حبيب جالساً في داره وهو يأكل وإذا به امسك عن الأكل وتغير لونه فرأته زوجته على هذه الحالة، وقالت: إن صدق ظني الآن يأتيك رسول من الحسين بن علي، فقال: وما يدريك ومن الذي أعلمك بذلك؟ فقالت له: رأيت في نومي سيدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام) وقالت لي: ابلغي حبيباً السلام وأمريه أن يخضب لحيته، فهذه علامة بأنك تنال الشهادة بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام).. فبينما هما كذلك وإذا بالباب يطرق وكان رسول الحسين (عليه السلام) هو الطارق، فأخرج كتاب الأمام (عليه السلام) فأخذه حبيب ووضعه على عينه ثم قرأه، فلما عرف ما فيه جرت دموعه وقال: أفديه بنفسي وأهلي وولدي فدخلت عليه زوجته، وقالت له: والله يا حبيب إن لم تمض إلى نصرة سيدي ومولاي الحسين (عليه السلام) لألبسن ملبوس الرجال وامضي إلى نصرته، فقال لها حبيب: شكر الله سعيك، وكان حبيب يخرج كل يوم إلى البساتين بزي المتنزه فقال إلى عبده: خذ الجواد وامض به إلى خارج البساتين وانتظرني هناك، فخرج العبد بالجواد، فودّع حبيب أهله وأولاده ثم خرج حتى قرب من العبد، وإذا به يسمع العبد يخاطب الجواد وهو يقول: والله لئن لم يأت صاحبك ويركبك لأعلونَّ ظهرك وامضي لنصرة سيدي ومولاي الحسين (عليه السلام) فلما سمع حبيب كلام العبد بكى وقال: بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله العبيد تتمنى نصرتك وموازرتك فكيف بنا؟ فجاء حبيب وأخذ منه الجواد وقال له: انطلق أنت حر لوجه الله، فلمّا سمع العبد وقع على أقدام حبيب يقبّلهما وهو يقول سيدي أيسرّك أنت تمضي إلى الجنة وأنا أمضي إلى النار، لا كان ذلك بل امضي معك إلى نصرة سيدي ومولاي الحسين (عليه السلام) فقال له حبيب: امضي بارك الله فيك فأردفه خلفه وجعل يجدّ السير حتى وصل إلى كربلاء. |