ذهب الطغاة وبقيت كربلاء |
الإسلام بمعناه القرآني يهدف لإنقاذ الإنسان من براثن العبودية والظلم والجهل والفقر والمرض.. وابتليت البشرية بهذه المشاكل بسبب ابتعادهم عن أحكام السماء وتعاليم الأنبياء ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) فاللازم أن يجعل موسم عاشوراء منطلقاً لنشر تعاليم الأنبياء الداعية إلى الحياة الطيبة عبر تطبيق الشورى والحرية والاخوة والسلام. إن الطبيعة البشرية والفطرة السليمة مجبولتان على قبول الحق واتباع مناهجه، والمعاند قليل وشاذ، لذا فالواجب علينا أن ننشر القيم السماوية والمبادئ الحسينية بكل ما نملك من وسائل وطرق. سنة الله في الحياة إعلاء راية الحق وإظهاره وإزهاق الباطل، لذا ذهب الطغاة وبقيت كربلاء حية نقية، ومصدراً للإشعاع الديني والفكري، ومنبعاً للأخلاق والفضيلة، وبقيت كربلاء نبراساً للأحرار وسراجاً للأمم ومدرسة لتربية العلماء والمبلغين وحملة الأقلام. من الضروري على الخطباء والهيئات الإدارية في الحسينيات أن يهتموا بمستوى مجالسهم حتى تكون مستوى مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) منبعاً للفكر والوعي حيث تتضمن تحليلاً للأحداث والوقائع، وبدون ذلك لا يمكن للمجتمع أن يفهم أسلوب الحياة ويقاوم الأخطار المحدقة به، ويلزم أن يكون المستوى الفكري للمنبر عميقاً ليتحصّن الشباب عند هبوب رياح الإنحراف، فإن المستوى السطحي كثيراً ما لا يعطي الفكر القوي فيؤدي إلى الانحراف فإذا استثمرت المجالس الحسينية - باعتبارها تثير الكوامن العاطفية في النفس وتملك قدرة التوجيه العقلي المؤثر في تغيير السلوك الإنساني - في قضاء حوائج الناس وإيجاد التكافل الاجتماعي وإنجاز الخدمات الاجتماعية والفردية، لقضيت عشرات الألوف من الحاجات الاجتماعية والخيرية كل عام. |
مقتطفات من كتاب [الاستفادة من عاشوراء] لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف) |