مجلـــة النبـــأ      العــدد 29      السنـــة الرابعـــة      شـــوال 1419

 

 

 

 

القرآن فلسفة الحياة

بما ان القرآن الحكيم فلسفة كاملة للحياة ولا فلسفة كاملة غيره، فلا بد وان يصبح منهجاً حاكماً في الحياة، فالبشر بحاجة الى فلسفة

كاملة، فالكمال هو الغاية المتوخاة لكل انسان، وليس وراءها حاجة، لان الذاتي لا يعلل بغيره، اما ان القرآن فلسفة كاملة فلانه يعطي شؤون الروح، ويوفر متطلبات الجسد، ويستند الى ما لا يتغير، وهذه العناصر الثلاثة هي التي تشكل مقدمات السعادة الكاملة.، وحيث ان من طبيعة الإنسان الفرار من الالم كان لا بد له ان يتطلب فلسفة صحيحة ليدفع بها المه، وينتهي به المطاف الى فلسفة القرآن، التي هي الفلسفة الصحيحة للكون والحياة، بكلا شقّي الحياة: الروح والجسد.

ولاجل اسعاد البشر في دنياهم وآخرتهم يجب ايصال القرآن إلى كل البشر، فهو خاتمة رسالات السماء، وكلما نشاهد من انحراف البشر عن الله وعن احكامه فهو لان المسلمين لم يهتموا في هذه المدة الطويلة من نزول القرآن بان يعمموه في كل الكرة الارضية، خصوصاً وقد وضع العلم في هذا القرن وسائل متطورة للاعلام والنشر في يد البشر.، ان القرآن لم يسبب تأخر امته بل تركهم للقرآن سبب تاخرهم قال تعالى: (ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) (ولكن كذبوا فاخذناهم) فالمسلمون انما تأخروا لعدم اخذهم بالقواعد والآحكام القرآنية، والآخرون انم تقدموا لاخذهم بهذه القواعد والاحكام، ولعل امير المؤمنين(ع) كان يشير إلى ذلك حيث قال (الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم).

ان قوانين القرآن تقدمية، لا فرق فيها بين عصر وعصر، وجيل وجيل، بل الاحتياج إلى القرآن في عصر التقدم أكثر.،

من كتاب الفقه (حول القرآن الكريم)

لسماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي دام ظله الشريف