مجلــة النبــأ      العــدد 28       السنـــة الرابعــــة      شهــر رمضــان 1419

القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده

(الرسول الأعظم (ص)، بحار الأنوار: ج92 ص19)

شهر رمضان ربيع القرآن، والقرآن مــحور في حياة الإنسان والمجتمع، بل هو منهج متكامل يستطيع أن يوفر الحياة المناسبة لكل إنسان، ففيه أسلوب المعيشة، وحكمة الحياة، والتجارب التي عاشتها الأمم الناجحة والفاشلة، والمناهج التي تخاطب وتلبّي فطرة الإنسان وعقله، وفيه الرؤى التي تغذي الإنسان بالروح والديمومة والاستمرار.

ومن يخترق هذا القانون الإلهي، ويتخلّف عن المنهج الحق الذي رسمه، فانه سيظلم نفسه وغيره ويكون مصب لعنات الأجيال اللاحقة والأقوام الآتية، لذا قال أمير المؤمنين(ع): «الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم» فكل سمو وازدهار إنساني هو مظهر -بصورة أو بأخرى- من مظاهر الالتزام بالقواعد الحيوية التي نادى بها القرآن الحكيم، وان كل تخلّف إنساني هو إعراض عن قوانين القرآن وسننه الثابتة.

ولكي يكون القرآن دائماً حاضراً في أفكارنا وسلوكنا ومنهجنا وتحركنا علينا:

في الصعيد الفردي: أن نعتبره البصيرة الحيوية المتكاملة في مواجهة مشاكل وتعقيدات الحياة، والمنهج الذي يعطي الإنسان السعادة الحقيقية والحياة الواقعية السليمة التي ينشدها كل إنسان والتي لا يمكن أن يجدها في غير القرآن، فقد قال رسول الله(ص): «القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده».كما أن القرآن فيه تهذيب للنفس البشرية وأمن وطمأنينة للروح الإنسانية، وملجأ أمام الفتن والأهواء الشيطانية.

وأما في الصعيد الاجتماعي: فعلينا أن ندرس القرآن ونتدبّر فيه لأنه يوضح لنا أسباب نجاح الأمم وفشلها وأسباب سعادتها وشقائها، وأسباب نزول الرحمة والعذاب عليها، فحياة الأمم ما هي إلاّ دورات متكرّرة قائمة على قوانين ثابتة من السنن الإلهية ومرتكزة على الأسباب والمسببات، فعندما نفهم القرآن فإننا نرسم طريق حياتنا ونختار المسير الأفضل في عالم يتخبط في المعتقدات المنحرفة والبدع الضالة، أليس في ] قصصهم عبرة لأولي الألباب[ ؟!.

أسرة التحرير