من لانت كلمته وجبت محبته

الإمام علي (عليه السلام) بحار الأنوار، ج71، ص396.

 

قد يظن البعض أن الإيمان بالعمل السلمي الهادئ هو استسلام للظروف وهرب من ساحات الجهاد. وسيكتشف هذا الظان خطأه لو تأمل الأمر جيداً.

فالجهاد هو عملية مقاومة الضغوط الداخلية والخارجية بالصبر والصمود النفسي أما العنف - ففي حالات كثيرة- هو بمثابة عملية عجز النفس عن كبح جوامح الانهيار الإرادي نتيجة لبعض الضغوطات.

والمسلمون يواجهون اليوم تحدياً كبيراً نتيجة لاتخاذ البعض سبل العنف والسلاح وسيلة لتحقيق أهدافه، فادخلوا أنفسهم والآخرين في صراعات كبيرة وأزمات داخلية خطيرة، وخارجية مع العالم الغربي الذي يعتبر (الكل) ولا فرق خطراً استراتيجياً عليه، لذلك وجه طاقاته لتدميرنا والقضاء علينا وتشويه سمعتنا بعد أن رسم في ذاكرة الرأي العام العالمي صورة سلبية عن كل ما يمت إلى الإسلام بصلة.

ناهيك عما يستنزف هذا الاتجاه الخاطئ من طاقات وموارد وما يزرع من إحباطات وبؤس في نفوس البعض.

التحدي كبير ويفرض على الجميع أن يفكروا بذكاء وهدوء وتعقل وقد يكون اللاعنف هو الطريق الأفضل والأسلم لجمع قوانا ودراسة رؤانا وخططنا المرحلية والمستقبلية واتخاذ الأساليب المثلى للعمل.

والسلم سوف يجعلنا قادرين على مخاطبة العقول وكبح جماح الأعداء وثائرتهم، أو يخرجنا من دائرة الصراع والاستنزاف إلى دائرة الحوار والتعارف. وهذا مما يسهل لنا رسم صورة الإسلام الناصعة النقية التي تتطلع إليها القلوب والألباب.

أسرة التحرير