توحيد الحركات

إن التصاعد النسبي للوعي الحيوي في البلاد الإسلامية والتحديات المصيرية التي واجهت الأمة، عملاً على انبعاث حركات إسلامية كثيرة في مختلف البلاد -الإسلامية وغير الإسلامية-.

فهنالك حركة في إيران، وأخرى في العراق، وثالثة في الخليج، وحركات أخرى في الهند والباكستان، والمغرب، ومصر، والسودان، وحركات أو فروع حركات في أميركا، وأوروبا، والصين وغيرها..

ومن الضروري أن تنصهر هذه الحركات في حركة واحدة..  مادام الهدف واحداً، وما دامت المشكلة واحدة..  فالجميع يشكون من الاستعمار، والاستغلال، والدكتاتورية، والتخلف الحضاري، وما أشبه.

واختلاف الاجتهادات لا يضر بالوحدة، فإن الاختلاف أمر طبيعي في الإنسان، والعاملون - مهما كانوا مخلصين- لابدّ أن يختلفوا في الاجتهادات، وحلّ (اختلاف الاجتهادات)-  في الحركة العالمية الموحدة- يتم بالعمل بـ(أكثرية الآراء)  حسب موازين الشورى الإسلامية.

فإذا توحدت هذه الحركات تكون قوة كبيرة أمام الاستعمار الخارجي، والتخلف الداخلي..  وبذلك يمكن أن يهيأ لقيام(الحكومة الإسلامية الموحدة).

ومن الأمور المهمة التي حققها رسول الله(ص)  هو(توحيد المسلمين)  فاستطاع أن يصلح بين قبيلتي (الأوس)  و(الخزرج)  وجعلهما يعملان معاً في سبيل تقديم الإسلام.

وإذا أردنا أن نسعى لتوحيد الحركات الإسلامية فيجب علينا وقبل كل شيء أن نتجاوز عن السيئات ونتغاضى عن الأخطاء ونتناسى المشاحنات والمطاحنات، ونكون مصداق الآية الشريفة:(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

من كتاب(السبيل إلى إنهاض المسلمين)

لسماحة المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي (دام ظله)