استيعاب الكل

يجب أن يملك الحكم منهجاً استيعابياً، يستوعب الناس السريع منهم والبطيء والمتوسط، البعيد والقريب، باتجاهاتهم المختلفة ومشاربهم المتنوعة، من في البلاد جميعاً من المسلم والكافر والكتابي.

وأن يكون جذاباً إلى أبعد حد، حتى يفكر كل فرد في أنه يستطيع أن يعيش في ظل هذا الحكم في رفاه وسعة وحرية وكرامة واطمئنان، فإذا كان الحكم هكذا -وطبقت الحركة التي هي مقدمة للحكم هذا المنهج على نفسها- لابد وأن يلتف الناس حول الحكم التفافاً يمكن بواسطته إنقاذهم من براثن الجهل والاستغلال والاستبدادية والاستعمار وما أشبه.

أما إذا كان الحكم بخلاف ذلك، والحركة على غير هذا النهج، فمثل هذه الحركة لا تنجح ولا تصل إلى الحكم، ولو فرض أنها وصلت إلى الحكم في بقعة صغيرة من الأرض، فلا يمر زمان على هذا الحكم إلاّ وينهدم، فإن أي حكم لا تحمله القلوب لابد وأن يتهاوى بسرعة.

إن رسول الله(ص)  إنما تمكن من جمع أولئك المتنافرين المتخالفين، والمتحاربين، الذين سادت فيهم الأنانيات والقوميات والتفرقات والعصبيات...  وبذلك الوقت القصير جداً، لأنهم عرفوا أن حكم رسول الله (ص)  حكم استشاري، عطوف رؤوف، رحيم، يتمكن أن يعيش حتى أعدى أعدائه تحت لوائه بكل خير وسلام.

عن السبيل إلى إنهاض المسلمين

لآية الله العظمى السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي (دام ظله الشريف)