أحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي

الإمام الصادق (ع)  وسائل الشيعة، ج8، ص413، ح2.

دائماً تكون النتائج من جنس المقدمات...

فالذي يُربى على الاستبداد في حياته لا يكون إلاّ رجلاً مستبداً..

بينما الذي يعجن بالاستشارية ويدان بالنقد ينطلق إلى الواقع وهو يحمل روحاً ديمقراطية منفتحة، متقبلة للنقد والانتقاد بمرونة وبرحابة صدر.

فلاشك أن الاستشارية أسلوب حسن ومطلوب في التخطيط والممارسة ولكن الأفضل منه أن يصحب ذلك تحمل عمليات النقد والتجريح بلطف ومداراة.

لأن بقاء الاستشارية واستمراريتها يرتكز بالدرجة الأساس على تقصّي مواقع الخطأ ومكامن الاشتباه حتى يبادر إلى تصحيحها أو إزالتها..

فالنقد يجعل الشخص مواظباً على فعل الصحيح..

ويدرّب الإنسان على روح الاستشارة والمشورة للوصول إلى القرار الأحسن والرأي الأفضل..

فليس كل عملية نقد يقوم بها الآخرون هدفها الهدم وأصحابها أعداء..

كما ليس كل مباركة وتصفيق رجالها أصدقاء..

ومن يزين لي الخطأ ويضع أمام عيني منظاراً خاصاً هو العدو الحقيقي، وإن كان من المقربين..

أما من يعيبني ويكشف لي عن هفواتي لأنتبه إلى الخطأ وأستدركه هو الصديق الواقعي وإن كان بعيداً..

فأحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي.

أسرة التحرير