حشود هائلة من الحجيج عند عرفة والمزدلفة ومنى

شبكة النبأ: وقف اكثر من مليوني حاج الثلاثاء على صعيد عرفات ملبين خاشعين في موكب ايماني مهيب لاداء الركن الاعظم من الحج وقد غطت اصوات تلبيتهم ودعائهم الشعاب والتلال المجاورة.

ولا شك ان ابرز الحجاج هذه السنة هو الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي قدم الى السعودية لاداء فريضة الحاج ليصبح اول رئيس للجمهورية الاسلامية يشارك في هذه المناسك. بحسب رويترز.

وكان يفترض ان يكون احمدي نجاد ضمن الحجاج الايرانيين في وقفة عرفة غير ان اشتداد الزحام في الطرقات منعه من ذلك بحسب منظم تجمع الحجاج الايرانيين.

وايران ذات الغالبية الشيعية والسعودية ذات الغالبية السنية تسعيان منذ سنوات الى تعزيز علاقاتهما الثنائية التي طبعتها الريبة طويلا.

وفي تموز/يوليو 1987 قمعت قوات الامن السعودية بشدة تظاهرة لحجاج ايرانيين ضد الولايات المتحدة واسرائيل. وبحسب حصيلة رسمية فان المواجهات اوقعت 402 قتيلا بينهم 275 ايرانيا.

وتعتبر السلطات السعودية ان الحج لا يجب ان يكون منتدى سياسيا.

وفي انتظار اعلان العدد النهائي للحجاج الذي عادة ما ينشر في يوم عيد الاضحى فان العدد النهائي للحجاج القادمين من خارج المملكة بلغ مليونا و707 آلاف و814 حاجا يمثلون 181 جنسية وفق ما اعلن الاثنين وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز.

ورغم الاجهاد والعناء وضعف البنية الجسدية احيانا يحرص العديد من الحجاج على الوصول الى صعيد عرفات وبلوغ قمة "جبل الرحمة" الذي يبلغ ارتفاعه 300 مترا وتبلغ درجات السلم المؤدية اليه 110 درجات.

ورددت جموع الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الاحرام الابيض بلا انقطاع وبلهجات متعددة دعاء التلبية الموحد "لبيك اللهم لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك".

وعند هذا الجبل الصخري الذي يبعد عشرة كلمترات عن مكة المكرمة كان النبي محمد القى في اليوم ذاته الموافق التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة (632 ميلادي) خطبة الوداع قبل حوالى شهرين من وفاته.

وقالت فاطمة الحاجة المسنة التي كانت رفقة زوجها وكانت طلبت ادراج اسمها في لائحة الحجاج منذ خمس سنوات "انها المرة الاولى التي احج فيها".

وادى الحجاج اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد واقامتين في مسجد نمرة بعرفة اقتداء بسنة النبي محمد.

ويقف الحجاج على صعيد عرفة للدعاء وطلب الرحمة. ومع غروب الشمس تبدأ الجموع نفرتها الى المزدلفة لقضاء الليل او بعضه هناك قبل التوجه الى منى في يوم عيد الاضحى الذي يوافق الاربعاء حيث يرمون الجمرة الكبرى.

وتم صباح الثلاثاء استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة تبلغ قيمتها 20 مليون ريال (اكثر من خمسة ملايين دولار) مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الاسود.

ويبلغ ارتفاع ثوب الكعبة عن الارض 14 مترا. ويتضمن الثلث الاعلى منه الحزام وهو بطول 47 مترا وبعرض 95 سم ويتكون من 16 قطعة محاطة بالزخارف الاسلامية.

وفي منى يذبح الحجاج الاربعاء الاضاحي او يدفعون ثمنها وذلك استذكارا لعزم النبي ابراهيم ذبح ابنه اسماعيل وذلك طاعة لامر الله قبل ان يستبدل الابن ب "كبش عظيم" وهو ما يرمز اليه الاحتفال بعيد الاضحى.

وبعد عيد الاضحى تبدأ ايام التشريق التي يتم فيها رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) التي ترمز الى رفض غواية الشيطان وتعد اخطر مراحل الحج بسبب ما شابها في الماضي من عمليات تدافع مميتة.

وايام التشريق ثلاثة غير انه يمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها في يومين وبذلك فان معظم الحجاج ينهون شعائر حجهم لهذا العام الجمعة المقبل.

هذا وكان ملايين الحجيج قد توجهوا الى مزدلفة مساء يوم الثلاثاء بعدما امضوا اليوم على جبل عرفات في ذروة موسم الحج.

وتدفق الحجيج بعد غروب الشمس عبر طريق سريع مضاء بكشافات ضخمة متوجهين الى مزدلفة لاداء المرحلة التالية من مناسك الحج.

ووسط الزحام الشديد على عرفات وفرت رشاشات مياه نصبت على اعمدة في انحاء المنطقة بعض الرذاذ المرطب من حر الظهيرة.

لكن بعض الحجاج قالوا ان الزحام لا يزعجهم. ورحب به البعض كعلامة على وحدة المسلمين.

وقالت نجاة احمد وهي مصرية من محافظة الدقهلية "الامور على ما يرام. هذا الحدث يجمعنا من كل انحاء العالم."

وقالت اصغري سابا انصاري من سوق كروفورد قرب العاصمة الهندية دلهي انها واسرتها وجدوا مكانا على الطريق بين حافلة متوقفة وعربة كبيرة اخرى رباعية الدفع.

واضافت "نحن هنا منذ ثلاث ساعات والجميع يتعاونون. لم يضايقنا احد. نحن نصلي من اجل أن يغفر لنا الله كل الاخطاء التي ارتكبناها.. ومن اجل حياة افضل وصالح المسلمين."

ولم تعلن السلطات السعودية حتى الان عن اي مشاكل او كوارث من تلك التي شابت الحج في مواسم سابقة مثل الحرائق وانهيارات فنادق واشتباكات بين الشرطة ومحتجين حاولوا اضفاء صبغة سياسية على الحج وتدافعا قاتلا بسبب الزحام. بحسب رويترز.

لكن ممثلا للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي تمكن من القاء كلمة على مجموعة من الحجاج الايرانيين في عرفات يوم الثلاثاء شجب فيها "أعداء الامة الاسلامية."

وعرض التلفزيون الايراني لقطات لحجاج يلوحون بلوحات كتب عليها "الموت لامريكا" و"الموت لاسرائيل" ورددوا هتافات. ويؤدي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد فريضة الحج العام الحالي بدعوة من المملكة العربية السعودية.

ودعا مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في خطبة للحجيج من اجل ازدهار المسلمين كما دعا لحكام السعودية وادان المتشددين الاسلاميين.

وفي خطبته التي نقلها التلفزيون دعا المسلمين الى رفض الارهاب وطالب الشبان باتخاذ الحيطة كي لا يصبحوا وسائل لتقويض بلادهم وشعوبهم.

وأمضى العديد من الحجاج ليل الاثنين على جبل الرحمة وهو جزء من جبل عرفات وكان الهواء أثناء الليل منعشا بنسمة خفيفة من الصحراء.

ودعت مجموعة كبيرة من الحجاج للمسلمين في مناطق الصراع بما في ذلك الاراضي الفلسطينية والشيشان وكشمير والسودان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20 كانون الاول/2007 - 9/ذو الحجة/1428