شبكة النبأ: بدأ نحو مليوني حاج وحاجة
الاثنين في يوم التروية اول ايام الحج في منى قرب مكة المكرمة اداء
فريضة الحج لهذا العام وسط استنفار للسلطات السعودية للسيطرة على تحرك
هذا الحشد الرهيب وضمنه بالخصوص الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في
اول رحلة حج له. بحسب الـ فرانس برس.
ولم يعلن حتى الان عن العدد النهائي للحجاج الذي عادة ما يعلن في
يوم عيد الاضحى الا ان وزير الداخلية السعودية الامير نايف بن عبد
العزيز اعلن الاثنين ان العدد النهائي للحجاج القادمين من خارج المملكة
بلغ 1,707 مليون حاج وحاجة.
ويشارك عادة في الحج نحو 200 الف حاج من السعوديين والمقيمين في
المملكة. وتقدمت حشود الحجاج بملابس الاحرام البيضاء للرجال سيرا على
الاقدام او بالحافلات باتجاه وادي منى على بعد خمسة كيلومترات الى
الشرق من مكة المكرمة وذلك في استعادة لرحلة قام بها النبي محمد قبل
1400 سنة.
وعلى وقع دعاء التلبية "لبيك اللهم لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك لبيك" سيمضي الحجيج يومهم بالصلاة والتامل في منى ويبيتون
في خيم قبل ان يتوجهوا الثلاثاء جنوبا الى جبل عرفات ليؤدوا اعظم اركان
الحج الوقوف بعرفة عند جبل الرحمة.
وشهدت منى في تموز/يوليو 1990 حادثة تدافع دامية اسفرت عن مقتل 1426
شخصا معظمهم من الاسيويين وغالبيتهم قضوا في نفق وذلك بسبب عطل في نظام
التهوئة على ما يبدو. وافادت وكالة الانباء السعودية ان قوى الامن
ترافق وتوجه الحجاج فيما تم توفير امكانيات طبية ضخمة لمواجهة اي طارئ.
وبعد الوقوف بعرفات يعود الحجاج الى منى للاحتفاء بعيد الاضحى
الاربعاء ورمي الجمرة الكبرى. وبعد يوم عيد الاضحى تبدأ ايام التشريق
الثلاثة التي يمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها في يومين ويتم خلالها
بالخصوص رمي الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى) رمزا لرفض غواية
الشيطان ليختم الحاج شعائره بطواف الوداع حول الكعبة ثم زيارة قبر
النبي محمد في المدينة المنورة لمن لم يقم بذلك قبل بدء شعائر الحج.
وتم تعزيز التدابير الامنية لتوجيه حركة الحجاج اذ تعمل السلطات
السعودية جاهدة على عدم تكرار اي من الحوادث الدامية الاليمة التي
شهدتها مواسم حج سابقة.
وفي 2005 قتل 364 شخصا في تدافع عند مدخل جسر الجمرات حيث يرمي
الحجاج الجمرات على الجمرات التي ترمز الى الشيطان. واضيفت هذه السنة
طبقة ثالثة على جسر الجمرات لتسهيل انسيابية سير الحجيج.
وتقول السلطات السعودية ان الجسر بشكله الجديد يستوعب مرور اكثر من
مئتي الف حاج في الساعة.
ووصل ما يزيد عن مليوني حاج بعضهم يحمل خياما أو ملاءات تفرش على
الأرض لقضاء ليل الاثنين في أقرب مكان ممكن من جبل عرفات. بحسب رويترز.
وأشعل البعض النيران لاعداد الشاي أو طهو الطعام على جنبات الطرق
كما سعى البعض للبحث عن مكان جيد يصلون فيه الفجر فوق جبل عرفات.
وقال مصري اكتفى بذكر اسمه الاول فقط وهو أحمد "أفضل شيء الحضور
مبكرا بسبب الزحام."
أما السعودي ثامر من مدينة جدة قال ان زملاءه في العمل توجهوا
بالسيارة الى مكة وتركوا سياراتهم على بعد أميال ثم توجهوا الى منطقة
جبل عرفات بالحافلة.
وأضاف "هذا هو المكان الذي يجب أن نتواجد به. يمكن أن نعود الى
منازلنا ونخبر أصدقاءنا بأننا صلينا الفجر على جبل عرفات."
وأمضى معظم الحجاج الاخرين الليلة في مخيمات أعدتها السلطات
السعودية غربي منى.
وصلاة الفجر في عرفات ليست جزءا من مناسك الحج ولكنها أصبحت عادة
فشلت السلطات الدينية في أثناء الحجاج عنها.
وشهدت منطقة جبل عرفات تطورا خاصة في الاعوام الأخيرة فبعد أن كانت
منطقة وعرة أصبحت ممهدة بالاسفلت وأثناء الليل تضيء أعمدة اضاءة قوية
المنطقة.
ويشير حجاج سبق لهم الحج الى أن الحج هذا العام يبدو أقل ازدحاما من
المعتاد وربما يرجع لذلك لمحاولات الحكومة السعودية السيطرة على تواجد
حجاج يصلون الى السعودية لاداء فريضة الحج دون الحصول على تأشيرات
رسمية.
وتقول السلطات السعودية ان أكثر من 1.6 مليون حاج وصلوا الى المملكة
العربية السعودية لاداء فريضة الحج ولكن العدد الاجمالي يعتمد أساسا
على مدى صرامة سيطرة السلطات على السعوديين والعمال الاجانب العاملين
بالمملكة الذين يستغلون تواجدهم هناك لاداء الفريضة.
ولا شك ان ابرز الحجاج هذه السنة هو الرئيس الايراني محمود احمدي
نجاد الذي وصل الى السعودية لاداء فريضة الحاج ليصبح اول رئيس
للجمهورية الاسلامية يشارك في هذه المناسك.
ونقلت وسائل الاعلام الايرانية الرسمية عن احمدي نجاد قوله قبيل
مغادرة ايران "اذا اقترفت اي خطأ في اي من خطاباتي او قلت شيئا تعارض
مع مصلحة الامة وجرح الامة او لم يدافع عن حقوقها اطلب من الشعب ان
يسامحني".
وسيشارك احمدي نجاد الحجيج في سلسلة من الشعائر المقدسة بما في ذلك
الطواف حول الكعبة. ويعتبر وجوده عاملا يساعد على تهدئة العلاقات التي
يشوبها احيانا بعض المخاوف بين ايران الشيعية والسعودية السنية.
وقبل مغادرته طهران قبل احمدي نجاد المصحف وقرأ بعض الايات القرآنية
قبل ان يستقل الطائرة الى جدة على ما افاد مصور لوكالة فرانس برس.
وقال الرئيس الايراني للتلفزيون الرسمي قبل مغادرته "خلال هذه
الزيارة ساجري اضافة الى فريضة الحج محادثات مع مسؤولين" واضاف "سألتقي
ايضا جموع المسلمين الغفيرة المشاركة في الحج".
وكان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وجه لاحمدي نجاد دعوة
للمشاركة في الحج وهي المرة الثالثة التي يزور فيها هذا البلد منذ
توليه السلطة في العام 2005. وتسعى ايران ذات الغالبية الشيعية
والسعودية ذات الغالبية السنية منذ بضع سنوات لتعزيز علاقاتهما.
وفي العام 1987 تأثرت هذه العلاقات كثيرا بكارثة مكة حيث قضى 402
حاج بينهم 275 ايرانيا بحسب حصيلة رسمية حين قمعت قوات الامن السعودية
تظاهرة لحجاج ايرانيين ضد الولايات المتحدة واسرائيل. وتعتبر الرياض ان
الحج يجب ان يبقى بمنأى عن التوظيف السياسي.
وكانت ايران حينها في حرب مع العراق كانت تحظى بدعم دول مجلس
التعاون الخليجي وبينها السعودية.
لكن منذ منتصف تسعينات القرن الماضي بدأ يحدث تقارب بين القوتين
الاقليميتين وحاولتا في الاشهر الاخيرة تسوية الازمة اللبنانية
والمساعدة على احلال الاستقرار في العراق. غير ان ذلك لم يمنع
المسؤولين السعوديين من التعبير عن القلق من التأثير المتعاظم لايران
في هذين البلدين. |