المرجع السيد الشيرازي: يجدر إحياء ذكرى عيد الغدير بأحسن ما يمكن

شبكة النبأ: في كلام للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله مع جمع من الشباب النشطاء في المجال الديني والإعلامي من مدينة قم المقدسة الذين زاروه في بيته المكرّم يوم الأحد الموافق للثامن والعشرين من شهر ذي القعدة الحرام 1428 للهجرة قال سماحته:

لقد كان الشيعة في السابق قليلي العدد قياساً إلى سائر المسلمين، وكانوا مضطهدين أكثر من اليوم، ومع ذلك قاموا بدورهم وأوصلوا الرسالة إلى العالم والأجيال اللاحقة، واهتدى الملايين من الناس عبر القرون إلى نور أهل البيت سلام الله عليهم، وانتشر التشيّع في العالم كلّه، وزادت نسبة الشيعة بدرجة كبيرة؛ كما أن الحريّات في هذا العصر أفضل بكثير من السابق وهذا يضاعف من مسؤولية الشيعة اليوم، ويجدر بأتباع أهل البيت سلام الله عليهم الموجودين في العالم اليوم أن يبذلوا من الجهود ما يناسب حجمهم والحريات المتاحة لهم.

وقال سماحته: نحن على أعتاب شهر ذي الحجة الحرام وفي هذا الشهر أعظم الأعياد وأكبرها وهو عيد الغدير الأغر، وبعده سيطلّ شهر محرم الحرام وهو شهر المصيبة والحزن لآل الرسول الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، فيجدر بالشيعة كافّة أن يبذلوا قصارى جهدهم ويعملوا على إحياء وتعظيم مناسبتي هذين الشهرين بما يليق بشأنهما وبنحو أفضل، حتى يكونوا مصداقاً حقيقياً لقول مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «شيعتنا ... يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا».

وأضاف سماحته موضحاً: قبل زهاء ألف سنة كانت نسبة أتباع أهل البيت سلام الله عليهم في مدينة بغداد عشرة بالمئة من مجموع سكانها ولكنهم كانوا في ذكرى عيد الغدير الأغر ينصبون في كل أزقّة وشوارع بغداد طاولات وكانوا يضعون عليها الحلويات بكثرة بحيث كانت الناس تأتي وتأكل ويأخذون منها إلى بيوتهم، وهذا الأمر قد دوّنه وذكره العرب والعجم في تواريخهم. فهل يقوم الشيعة حالياً بمثل هذه الأعمال في مدنهم وبلدانهم؟ وهو عمل بسيط قياساً إلى بقية الأعمال.

وأكّد دام ظله: إن عيد الغدير الأغرّ من أهم الأعياد وأفضلها وأكبرها، فيجدر إحياء ذكراه بأحسن ما يمكن حتى يعلم الناس جميعاً قدره وشأنه.

من جانب آخر، قام أيضاً بزيارة المرجع الديني سماحة السيد الشيرازي دام ظله جمع من الشباب النشطاء في المجال الثقافي من العاصمة الإيرانية طهران، وأوصاهم سماحته بقوله:

إن أردتم أن تحظوا برضا الله تعالى، ورضا رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله، ورضا أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، ورضا مولانا بقية الله الأعظم الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وأن تشملكم رعايته، وإن أردتم أن تضمنوا السعادة لحياتكم في الدنيا وفي الآخرة فعليكم بمحاسبة أنفسكم كل يوم ولو لدقائق معدودة كما أكدت ذلك الروايات والأحاديث الشريفة عن المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم أجمعين. ومنها قول مولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلام الله عليهم: «ليس منَّا من لم يُحاسب نفسه في كلِّ يوم فإن عمل حسناً استزاد اللَّه وإن عمل سيّئاً استغفر اللَّه منه وتاب إليه».

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15 كانون الاول/2007 - 4/ذو الحجة/1428